تصنيف أنواع القراءة واستخداماتها المختلفة
تعد القراءة نشاطاً بشرياً حصرياً، وهذا النشاط هو ما يميزنا عن الكائنات الحية الأخرى. وتكمن أهمية القراءة في إنها تمنحنا فهماً أنضج وعقلاً أكثر ثراءً. ومع ذلك ينبغي أن نضع في اعتبارنا أن هناك العديد من أنواع القراءة التي تساهم في شكل استيعاب المعلومات ومعالجتها. في هذا المقال نستعرض سوياً أنواع القراءة المختلفة.
القراءة الأساسية
في هذا النوع من القراءة يتطلع القارئ بشكل أساسي لتصفح عناصر المواد لفهم الفكرة الرئيسية للنص، ويمكن أن تشتمل القراءة الأساسية على قراءة الفقرة الأولى والأخيرة، وهو ما يمنح القارئ فكرة عامة عن الموضوع. يُطبق هذا النوع من القراءة عند قراءة صحيفة أو مجلة. حيث يمكن للقارئ أن ينظم الأفكار في ذهنه بسرعة ليتمكن من اختيار بعض المقالات لقراءة أعمق.
القراءة المكثفة
إن القراءة المكثفة هي على العكس من القراءة الأساسية نظراً لأنها تستغرق وقتاً أطول في مسح النص. وفي هذا النوع من القراءة، يقرأ الناس نصوصاً طويلة للحصول على فهم أكبر ومكثف للنص. وتساهم القراءة المكثفة في الاحتفاظ بالمعلومات لفترات طويلة نظراً لقراءتها بعمق.
القراءة الشفوية
تُعرف أيضاً بالقراءة الجهرية، وأهم خصائص هذا النوع من القراءة هي القراءة بصوت عالٍ مع التركيز على النطق والترتيب ومعنى النص المقروء. يفيد هذا النوع من القراءة الناس في الخطابة، خاصة أولئك الموجودين في نوادي الكتاب والمتحدثين. كما تساعد القراءة الشفوية على تذكر المعلومات بصورة كبيرة.
اقرأ أيضًا: الكتب الأكثر مبيعاً في العالم: الكتب الثلاثون الأكثر قراءة في التاريخ |
القراءة الصامتة
تُشير القراءة الصامتة أو غير الصوتية إلى القراءة التي تتم بصمت عن طريق استخدام العين والعقل فقط. هذا النوع من القراءة يتطلب القدرة على التركيز ويتطلب إتقاناً معينًا للقدرة على القراءة بطلاقة، لأنه يذهب مباشرة إلى تفسير المادة المرئية دون ترجمتها خارجياً إلى صوت.
القراءة الميكانيكية
يُطلق عليها أيضاً القراءة الحرفية. ويتميز هذا النوع من القراءة بأن المعلومات المستخرجة من النص تتم معالجتها دون إجراء أي نوع من الاستدلال، بحيث يؤخذ بعين الاعتبار فقط ما تعنيه الكلمات المكتوبة مباشرة. لا يُقدر الوجود المحتمل لمعاني مزدوجة أو تفسيرات مختلفة تتجاوز ما تعنيه الرسالة صراحة. تفيد القراءة الحرفية عندما لا يهتم الناس بالتعمق في الموضوع وفهمه.
القراءة الشاملة
تركز القراءة الشاملة على قراءة النص ببطء وعمق. وفي هذا النوع من أنواع القراءة لا يقوم القارئ بتحديد أجزاء معينة للقراءة، ولكنه ينتقل من البداية إلى النهاية، ويمسح النص بالعين للحصول على التفاصيل التي تمنح فهماً أفضل. تتضمن القراءة الشاملة أيضاً مراجعة المفردات ونطق الكلمات أثناء قراءتها. إنه نوع من القراءة يفيد الاحتفاظ بالمعلومات وفهم النص بأكمله. تتميز القراءة الشاملة بحقيقة أن المادة المقروءة يفهمها القارئ، بحيث أن فعل القراءة يعني ضمناً تكامل المعرفة والتفسير الصحيح للمادة المقروءة. والفهم يعني القدرة على استخلاص استنتاجات من المادة المستخرجة من النص بعد تجميع المادة المقروءة واستخراج الأفكار الرئيسية للنص.
اقرأ أيضًا: أفضل 10 روايات غموض يجب قراءتها لمدمني المؤامرات والإثارة |
القراءة السريعة
هذا النوع من أنواع القراءة هو النوع الأمثل لأولئك الذين لا يمتلكون الوقت الكافي للقراءة بعمق. تتضمن القراءة السريعة تركيز الانتباه على أهم الكلمات أو المصطلحات في النص، دون الإسهاب في التفاصيل. يتيح هذا النوع من القراءة الحصول على فكرة عامة عن الموضوع وهيكل النص والأفكار الرئيسية في فترة زمنية قصيرة جداً. خير مثال على طريقة القراءة هذه هو اختيار مجلة وتقليب الصفحات. فأنت تأخذ فقط العناوين الرئيسية أو الصور للحصول على فكرة عامة عما تغطيه المجلة.
القراءة اللاإرادية
كما يشير اسم هذا النوع من أنواع القراءة، فإن القراءة اللاإرادية ليست شيئاً نقوم به بوعي، ولكنها تحدث دون أن تكون لدينا الإرادة للقيام بذلك. فمن خلال القراءة اللاواعية، قد تتمكن من معالجة المعلومات حتى قبل أن تدرك أنك تقرأ. التسويق هو أحد المجالات التي تستفيد أكثر من هذا النوع من القراءة من خلال الإعلانات، حيث يكون الاتصال قصيراً، ولكن مع تحفيز كبير وجاذبية للقراء غير الطوعيين.
القراءة الانتقائية
هل سبق لك أن نظرت إلى جريدة وقرأت فقط العناوين الرئيسية أو الفقرات التي تلفت انتباهك أو الأقسام المميزة؟ إذا كانت إجابتك بنعم، فأنت تعرف بالفعل ما هي القراءة الانتقائية، نوع من أنواع القراءة يشبه القراءة السريعة، ولكن الاختلاف هو أنه في القراءة الانتقائية، تذهب مباشرة للبحث عن العناصر الأكثر صلة بالمحتوى. يمكنك استخدام هذه الطريقة عندما لا تحتاج إلى التعمق في النص وقراءة كل كلمة بعناية. غالباً ما يستخدمها الباحثون لكتابة مراجعات أو استنتاجات محددة.
اقرأ أيضًا: روايات عالمية للمراهقين من سن 12 إلى 18 عام لابد من قراءتها |
القراءة التأملية
أحد أنواع القراءة الذي يُستخدم في القراءة بعناية وبطء، وهي طريقة للقراءة يسعى المرء من خلالها للوصول إلى استنتاجات وتقييم المحتوى، وبالطبع التفكير فيه. فإذا كنت تبحث عن نوع من القراءة لتفهم وتفكر ليس فقط في المادة المقروءة بل تعكس أيضاً المعارف والأفكار الأخرى، فإن القراءة التأملية هي الاختيار الصحيح.
القراءة النقدية
بالإضافة إلى أنواع القراءة الموجودة لفهم النص، هناك نوع من أنواع القراءة يسمح لك بتقييم النص وتحليله. ففي القراءة النقدية، تقرأ لتحلل وتقيم وتحكم على ما تقرأه. إنها نوع من القراءة البطيئة، لأنها تتعلق بالتحقق من المعلومات وطريقة عرضها. تتضمن القراءة النقدية قراءة استنتاجية للمواد المكتوبة فهي لا تتعلق بالقراءة فحسب، بل تتعلق أيضاً بتحليل النص.
القراءة العلمية
نتحرك نحو بيئة أكثر أكاديمية ورسمية من أنواع القراءة، ونصل إلى القراءة العلمية. هذا النوع من القراءة له اهتمام علمي بحت أو متخصص، وهو موجه نحو البحث. في القراءة العلمية، هدف القارئ هو معرفة أهمية المعلومات وموثوقيتها، بالإضافة إلى تشغيل المعرفة السابقة لإجراء اتصالات ومقارنة كل ما هو معروف بالفعل بهذه المعلومة الجديدة. ويمكن أن تشتمل هذه القراءة على تفسير البيانات الإحصائية والصيغ من التخصصات والنظريات العلمية المختلفة.
اقرأ أيضًا: كتب عن الحياة والنجاح وتطوير الذات ستهز عالمك |
القراءة الاستنتاجية
على عكس ما يحدث في القراءة الحرفية، تبدأ القراءة الاستنتاجية من المادة المتضمنة في النص، حتى لو لم تظهر مباشرة في النص. يتم استخدام الأفكار والمعاني التي تم الحصول عليها ليس فقط من النص المباشر، ولكن أيضاً من السياق الذي يتم فيه إنتاج المادة، والنوايا المحتملة للكتاب أو المعرفة التي يمتلكها القارئ عنها. يسمح هذا النوع من القراءة بتكوين استنتاجات غير موجودة في النص نفسه، وكذلك تفسير المعاني المزدوجة للمحتوى.
القراءة الترفيهية
تتميز القراءة الترفيهية بشكل أساسي بحقيقة أنها تتم لغرض الترفيه والاستمتاع فقط، دون نية تلقي معلومات حقيقية أو تحسين المعرفة (على الرغم من إمكانية تحقيق ذلك، إلا أنها لن تكون الهدف الحقيقي من حقيقة القراءة لكنها فائدة ثانوية).
القراءة بطريقة برايل
يتميز هذا النوع من أنواع القراءة بخصوصية، فهو لا يعتمد على تفسير الرموز التي يتم إدراكها من خلال الرؤية، بل يتم فهم الرموز المستخدمة للقراءة من خلال اللمس. وهذا النظام هو آلية القراءة الرئيسية التي لدى المكفوفين.
في الختام فإن القراءة متعة لملايين الأشخاص في العالم، وهي إحدى القدرات المعرفية التي سمحت للإنسان بالتطور والتقدم على مدار التاريخ البشري. لكن القراءة نشاط يمكن القيام به بطرق مختلفة ولأغراض مختلفة، وهو ما يسمح لنا بالتحدث عن عدد كبير من أنواع القراءة. ولكن إذا كنت تجد صعوبة في اكتساب عادات القراءة يمكنك الإطلاع على هذا المقال: عادات القراءة: 12 توصية وأفضل 10 كتب للتشجيع على القراءة