ثقافة

مزايا وعيوب الكتب المسموعة

لم تعد القراءة تقتصر على شكل واحد؛ فمنذ سنوات طويلة كانت الكتب الورقية في شكلها المادي هي الوسيلة الوحيدة للقراءة، لكن في عصر التكنولوجيا تطور هذا الأمر كثيراً حتى ظهرت الكتب الإلكترونية، وأخيراً الكتب المسموعة. ويمكننا الآن القراءة جسدياً وإلكترونياً وحتى الاستماع إلى الكتب، ومع ذلك لكل تكنولوجيا جديدة مزاياها وعيوبها. لذا نحاول في السطور التالية التعرف على مزايا وعيوب الكتب المسموعة بمزيد من التفصيل.

أشكال القراءة الجديدة

أتاحت لنا التكنولوجيا الكثير من الخيارات بالنسبة لطريقة القراءة. حيث يمكنك تحميل الكتب الإلكترونية على جهازك – هاتف أو كندل أو الحاسب المحمول – وقراءتها في أي مكان، أو حتى الاستماع إليها أثناء القيام بالأعمال المنزلية الشاقة. أما بالنسبة للأذواق فلا شيء مكتوب: فهناك قراء يلتزمون بأحد الأشكال الثلاثة: الورقية والإلكترونية والمسموعة، بينما يستمتع به عشاق الأدب الآخرون بجميع أشكال القراءة.

تستخدم الكتب الورقية والإلكترونية نفس الوسيلة للقراءة: البصر. ولكن مع الكتب الصوتية أو المسموعة نستخدم الأذن. وكونها تجربة مختلفة (القراءة بالطبع ليست مثل الاستماع)، هناك العديد من القراء الذين يترددون في الشروع في الاستماع للكتب. لذا نقدم للقارئ مزايا الكتب المسموعة حتى نشجعك على تجربتها. وسنخبرك أيضاً عن بعض عيوبها لأننا ندرك أن لكل شيء نقيضه.

اقرأ أيضًا: فوائد إعادة قراءة الكتب؟

مزايا الكتب المسموعة

مزايا الكتب المسموعة
أهم فوائد الكتب المسموعة
  1. إدارة الوقت

    ربما يكون إدارة الوقت أحد الفوائد الرئيسية للاستماع إلى الكتب، فمن خلال استخدام السمع بدلاً من البصر يمكننا القيام بمهام أخرى أثناء القراءة. فمن المستحيل الجمع بين القراءة المادية والرقمية والأنشطة الأخرى. أما الكتب المسموعة فهي تتيح لك حرية فعل ما تريد، طالما تحافظ على درجة معينة من الانتباه لما تستمع إليه. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون الكتب الصوتية وسيلة لتحفيزنا على القيام بالأعمال المنزلية الثقيلة على أنفسنا مثل غسل الأطباق وكي الملابس وتعليق الملابس. ويمكن أن تكون أيضاً الرفيق المثالي في أوقات التمرينات الرياضية أو أثناء الرحلات بالسيارة أو وسائل النقل العام.

  2. إمكانية الوصول

    الاستماع إلى كتاب يجعل القراءة نشاطاً يسهل الوصول إليه للأشخاص ذوي الإعاقات البصرية. فلسوء الحظ، لم تتحول جميع الكتب إلى طريقة برايل، ولذلك فإن الخيارات المتاحة للمكفوفين أو الذين فقدوا بصرهم محدودة للغاية. تختفي هذه العقبة مع الكتب الصوتية، حيث يمكنك اليوم العثور على جميع أنواع النسخ المسجلة: المستجدات، والكلاسيكيات، والكتب بلغات أخرى. ولا يستفيد المكفوفون فقط من هذا التنسيق، ولكن أيضاً أولئك الذين يعانون من اضطرابات مثل عسر القراءة.

  3. تدريب العقل على الانتباه

    على الرغم من أنه من الصعب علينا في البداية التركيز أثناء الاستماع إلى كتاب صوتي، إلا أنها مسألة صبر كعادة كل شيء جديد. ومع مرور الفصول، تعتاد آذاننا عليها ولا يتطلب الأمر الكثير من الجهد لتركيز انتباهنا على القصة. ونظراً لأن الكتاب نادراً ما يتم الاستماع إليه بمفرده ويُدمج دائماً مع أنشطة أخرى، فمن خلال اختيار التنسيق الصوتي، نقوم بتدريب عقولنا على التركيز على شيء واحد.

  4. تحسين الذاكرة

    تساعدنا الكتب المسموعة أيضاً في تحسين ذاكرتنا. فهذا النوع من الكتب لا يحتوي على شيء مادي يمكن الرجوع إليه إذا نسينا شيئاً، مما يجبرنا على الانتباه لما يقال لأننا لن نستطيع العودة لنفس النقطة مرة أخرى إلا بصعوبة كبيرة. ومن هنا نحافظ على تركيزنا ونتذكر كل ما نستمع له مثل الأسماء والتواريخ والأحداث والمؤامرات والحبكات الفرعية. يعد الاحتفاظ بكل شيء – أو على الأقل الأكثر صلة – أمراً ضرورياً لمتابعة القصة وهذه القدرة تتحسن فقط مع زيادة الكتب التي نستمع إليها.

  5. أكثر راحة

    إحدى المزايا العظيمة التي تقدمها لنا الكتب المسموعة أنها مريحة. فعلى الرغم من أن الانتقال بين صفحات الكتب الإلكترونية أسهل مقارنةً بالكتب المادية، إلا أنه لا يوجد شيء أكثر راحة من الكتب المسموعة. حيث يمكننا القدرة على الاستماع إلى الكتاب في أي مكان دون الحاجة إلى قلب الصفحات أو حتى حمل الجهاز بين أيدينا. كذلك من الممكن أن تبدأ قراءة الكتاب وأن مستلقي وعيناك مغمضتين، وحتى بلا ضوء في الغرفة.

  6. تحفيز الخيال

    توقظ قراءة الأدب خيالنا، وتدعونا للتفكير في شكل الشخصيات، وإنشاء صور ذهنية للأماكن التي يزورونها، والعاطفة والمشاعر التي تنعكس على وجوههم في جميع الأوقات. تضيف الكتب المسموعة بعداً جديداً لكل هذا. حيث أن الراوي يضفي لمسته الشخصية على القصة (يخصص أصواتاً معينة لأحدهما أو للآخر، ويغير نبرة صوته لينقل ما يشعر به، ويهمس، ويصرخ، ويبكي …). هذا المنظور غير قابل للتحقيق من خلال التنسيق المادي أو الإلكتروني ويجعل تجربة الكتاب مختلفة تماماً عما اعتدنا عليه.

اقرأ أيضًا: أهم مزايا وعيوب القراءة الصامتة

عيوب الكتب المسموعة

عيوب الكتب المسموعة
أهم عيوب الكتب الصوتية

رأينا أن الكتب المسموعة لا تجلب معها الكثير من الفوائد، ورغم ذلك هناك بعض عيوب الكتب الصوتية التي يجب ألا نغفل عنها.

  1. الحاجة لجهاز إلكتروني

    يجب أن يكون لدى المستخدم جهازاً تكنولوجياً لاستخدام هذه الكتب، سواء كان هاتفاً محمولاً أو كمبيوتر أو جهازاً لوحياً. ولا يقتصر هذا العائق على الكتب الصوتية فقط، بل يحدث أيضاً مع الكتب الإلكترونية التي تتطلب دعماً تقنياً محدداً.

  2. صعوبة العودة إلى الوراء

    هذا هو أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل القراء يواجهون صعوبة في البدء في استخدام الكتب الصوتية، فمن السهل جداً تشتيت انتباههم أثناء الاستماع إليها، وبالتالي، يشعرون بالضياع. وعندما يريدون العودة إلى النقطة التي فقدوا فيها الخيط يكون الأمر مرهق جداً. حيث يجب إرجاع التسجيل، وفي معظم الأحيان لا تعود أبداً إلى النقطة المحدد. ويتعين عليك الاستماع إلى بضع ثوانٍ أو دقائق سمعتها من قبل للوصل إلى هذه النقطة.

  3. عدم معرفة شكل المفردات

    تسمح لك القراءة المادية أو الإلكترونية بتعلم الإملاء والقواعد. لكن مع الكتب المسموعة ليس لديك هذه التسهيلات؛ حتى في بعض الحالات يصعب عليك معرفة كيفية كتابة بعض المصطلحات التي يتم إخبارك بها. وهذا الأمر بمثابة فرصة ضائعة لزيادة حصيلة مفرداتنا.

  4. صعوبة تدوين الملاحظات

    يحب القراء تدوين ملاحظات وإشارات على الفقرات المفضلة في الكتب الورقية. وتتيح الكتب الإلكترونية كذلك خيار وضع نحب أن نشير إلى المقاطع المفضلة لدينا في الكتب. عندما تكون هذه مادية، يمكننا استخدام التدوينات أو وضع التعليقات التوضيحية، ولكن في حالة الكتب الصوتية، وعلى الرغم من أنه من الممكن ترك إشارة مرجعية في لحظة معينة من السرد، إلا أنها ليست سهلة وغير مريحة على الإطلاق.

  5. طريقة السرد

    مثلما يمكن أن يكون الراوي نقطة قوية ورائعة، فقد يحدث أن يصبح هذا هو سبب كرهنا للقصة. سواء كان ذلك بسبب نبرة صوته أو إيقاع كلماته أو طريقته في التعبير عن مشاعر الشخصيات.

اقرأ أيضًا: كيف تبدأ قراءة الشعر؟

والآن بعد أن عرفت كل ما يمكن أن تجلبه لك الكتب المسموعة من مزايا، وكذلك العيوب الصغيرة التي تجلبها معها، فما الذي تنتظره للضغط على تشغيل كتاب صوتي والاستماع إليه وخوض تلك التجربة الرائعة؟

وائل الشيمي

كاتب وأديب بدأ مسيرته الأكاديمية في مجال الصحافة، حيث حصل على بكالريوس في هذا المجال، وقاده شغفه بالإنسانية إلى دراسة علم النفس والفلسفة، وقد ساعدته دراسته وقراءاته في فهم أبعاد الشخصية البشرية وتعقيداتها. في روايته "الأجنحة السوداء" صور قضايا الوجود والتحديات النفسية التي يواجهها الإنسان في رحلة بحثه عن الإله، في سياق سردي مشوق يحمل في طياته تأملات فلسفية حول الحياة والموت، الحرية والقيود. كما أطلق في مجموعته القصصية "علامات لا تُمحى" مجموعة من القصص التي تتناول الجوانب المظلمة من التجربة البشرية، تاركاً آثارًا لا تُمحى في ذهن القارئ. إلى جانب أعماله الروائية والقصصية، ساهم الكاتب بالعديد من المقالات النقدية والحوارات الفكرية في الصحف والمجلات والمواقع الإعلامية، حيث شكلت كتاباته مساحة للتفكير والتحليل حول قضايا ثقافية واجتماعية معاصرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعمك يهمنا ❤️

نحن نعمل بجد لتقديم محتوى مجاني ومفيد لك. هل يمكننا الاعتماد على دعمك بتعطيل مانع الإعلانات؟ شكرًا مقدمًا!