ما هي الهرمونات؟ ولماذا تعد طوق النجاة للإنسان؟

You are currently viewing ما هي الهرمونات؟ ولماذا تعد طوق النجاة للإنسان؟
أهمية الهرمونات في جسم الإنسان

الهرمونات هي مواد كيميائية تفرزها العديد من الغدد في جسم الإنسان. وهي وسائل في طبيعة تساعد الإنسان على الشفاء من الأمراض التي يمكن أن تتسبب في موته. فما هي الهرمونات؟ وما أهمية الهرمونات في جسم الإنسان؟ هذا ما سنحاول الإجابة عنه في هذا المقال.

ما هي الهرمونات؟

الهرمونات هي المواد الكيميائية التي تنتجها الغدد الموجودة في جسم الإنسان. وتقوم هذه الهرمونات بتنسيق الوظائف المختلفة في الجسم عن طريق نقل الرسائل عبر الدم إلى الأعضاء والجلد وعضلات جسم الإنسان والأنسجة الأخرى. بينما تخبر هذه الإشارات الجسم بما يجب القيام به ومتى يفعل ذلك. كما تتحكم الهرمونات في عدد من الوظائف بما في ذلك التمثيل الغذائي والتكاثر والنمو والمزاج والصحة الجنسية. ويوجد حوالي خمسين هرموناً معروفاً حتى الآن، وربما هناك المزيد منها ولكن لم يتم اكتشافهم بعد. ولكي نتعرف على وظيفة الهرمونات في جسم الإنسان بصورة أكثر بساطة لننظر في الأمثلة التالية.


هرمون الإندروفين

يعيش الإنسان حياته وسط مزيج من المشاعر والعواطف سواء كانت سعيدة أو حزينة. أما العواطف والمشاعر السعيدة فهي ما يطلق عليها العواطف الإيجابية مثل الحب والسعادة والبهجة والسرور. أما المشاعر الحزينة فيطلق عليها المشاعر السلبية مثل الخوف والحزن والغضب واليأس والإحباط وغيرها. وفي هذه الحالات السلبية نجد أن الله قد أمد الإنسان بالغدد الصماء التي تفرز هرموناتها في الدم مباشرة، والجسم لا يحتاج منها إلا إلى مقادير صغيرة جداً. 

ومن هذه الهرمونات على سبيل المثال هرمون “الإندروفين” الذي تفرزه الغدة النخامية والمنطقة التي تعلوها في مخ الإنسان. ويوجد في صور كثيرة أهمها “بيتا إندروفين” وهو مادة كيميائية تعمل بمثابة طوق النجاة للإنسان بعد تعرضه للصدمات أو المواجهات التي تتسم بالشدة والعداء. ويساعد إفرازه على الحد من الإحساس بازدياد الاشواق بعد لقاء صديقين تقابلا بعد فراق طويل. كما يعمل هذا الهرمون على الحد من التوتر والقلق والكآبة والإحباط بدرجة رائعة. ويزيد من نشاط الجسم وحيويته ويحسن الصحة العامة. ويسهم مع غيره من الهرمونات الأخرى في منح الانسان الصبر والثقة بالنفس والهدوء.

وهذا الهرمون يرفض أن يشاركه في الجسم البشري مادة خارجية مشابهة تتدخل في عمله أو تقوم بوظيفة من وظائفه. ولذلك إذا لجأ الانسان إلى تعاطي الهيروين أو الكوكايين فإن إفراز الإندروفين يتضاءل أو يتوقف اعتراضاً على ذلك. وهو ما يؤدي إلى عدم انتظام العمليات الحيوية بالجسم. نظراً لأن نسبة وجود الهرمون الطبيعي في الدم محسوبة ودقيقة للغاية. فتركيزه يرتفع وينخفض طبقاً للظروف المختلفة التي يتعرض لها الجسم في نشاطه اليومي. فالإفراز يزداد تبعاً للحاجة والضرورة، ويقل بعد ذلك بحسابات دقيقة.

أما المشتقات الصناعية فلا تعمل بنفس الدقة، ولا يمكنها التنسيق مع بقية الهرمونات الطبيعية. فتنتشر الفوضى في الجسم. هذا بالإضافة إلى أن الإندروفين الطبيعي يملك تأثيراً مسكنا للألم يفوق مثيلاته من المستحضرات الأخرى بأكثر من مائة مرة، وتكمن العقبة الكبرى في أن لجوء الإنسان إلى تعاطي تلك المستحضرات يتسبب في فقد جسمه حساسيته نحو الإندروفين الذي يصير بلا أدنى تأثير. وبذلك يحطم الإنسان نفسه ويصبح فريسة للإدمان بعد أن تدخل بجهله وتهوره في طبيعة عمل المنظومة الرائعة التي منحها الخالق له ولكنه لم يحافظ عليها.

اقرأ أيضًا: فوائد خروج العرق من الجسم: كيف يمنع العرق احتراق الإنسان؟

هرمون الأستروجين

لطالما كانت الكثير من المشكلات الصحية تأتي غالباً مصاحبة للتقدم في العمر وبصورة أوضح بالنسبة للسيدات وخاصة ما يرتبط منها بضعف الذاكرة وعدم القدرة على الحركة والتركيز لذلك اختصهن الله بهرمون “الأستروجين” الذي يؤخر ويقلل من ظهور الكثير من تلك الأعراض ويؤدي إفرازه في الجسم إلى دفع المزيد من الدماء إلى المخ الذي تنشط هرموناته وتعمل على الوفاء بمعظم احتياجات الجسم، بالإضافة إلى قيام هذا الهرمون بحماية شرايين القلب، والمحافظة على العظام بصورة جيدة لأداء دورها على الوجه الأكمل.

وحتى لا يتسبب توقف أو نقص إفراز هرمون الاستروجين في إصابة الكثيرات من السيدات بالخوف مما قد يلحق بهن من متاعب وأمراض غير مرغوب فيها فقد يسر الله لهن الكثير من سبل الوقاية والعلاج باستعمال الهرمونات التعويضية بكل سهولة ويسر.

اقرأ أيضًا: الساعة البيولوجية في جسم الإنسان: كيف تضبط نظام الحياة اليومية؟

هرمون الأدرينالين

والجسم في حالة دفاعه عن نفسه ضد المشاعر السلبية يلجأ إلى إحداث الكثير من التغيرات الكيميائية فعند تعرض الإنسان للخطر أو وقوعه تحت تأثير انفعال عنيف أو صدمة عاطفية أو الخوف أو الاستعداد للهجوم أو الهروب فإن نخاع الغدة الكظرية يطلق المزيد من هرمون الأدرينالين الذي ينساب في الدم فيضخ القلب مزيداً من الدماء إلى المخ والعضلات ويرتفع ضغط الدم بتأثير انقباض الأوعية الدموية الموجودة بالجسم. أما الأوعية التاجية التي تغذي القلب فتتسع لتساعده على الانقباض بقوة وتزداد سرعة النبض كما تتسع الشعب الهوائية وينساب الجلوكوز في الدم من الرصيد الموجود بالكبد ليمنح الإنسان المزيد من الطاقة التي تساعده على مواجهة الموقف الصعب الذي تعرض له. وبعد زوال الخطر تماماً ينشط جهاز إعادة الجسم إلى توازنه الطبيعي مرة أخرى.

ومن رحمة الله أن صغار الأطفال ليست لديهم أية عواطف على الإطلاق فهم يعرفونها ويتعلمونها بعد ذلك. تماماً كما يتعلمون المشي والكلام. فالطفل قد لا يخاف من الكلب إلا إذا هاجمه فيدرك خطره، ويبدأ في الخوف منه ويتجنبه بعد ذلك. وكذلك لا يخاف من النار إلا إذا شعر بحرارتها أو شرب أو أمسك بشيء ساخن.

اقرأ أيضًا: اضطرابات النوم: كيف تتخلص من رعب النوم المفقود؟

في النهاية فإن الهرمونات إحدى معجزات الخالق في جسم الإنسان التي لا نعلم عنها الكثير على الرغم من التقدم العلمي والطبي والتكنولوجي في عصرنا الحالي، فما نعرفه هو أقل القليل فحسب.


المراجع:

  • ثبت علمياً – محمد كامل عبد الصمد.
  • أحاديث في العلم – د. توفيق محمد قاسم.

اترك تعليقاً