فيلم All Quiet on the Western Front: تذكير مذهل بعبثية الحرب

You are currently viewing فيلم All Quiet on the Western Front: تذكير مذهل بعبثية الحرب
فيلم "كل شيء هادىء على الجبهة الغربية"

فيلم All Quiet on the Western Front هو فيلم دراما حربي يبرز مدى رعب الحرب والعنف، والتجرد من الإنسانية، والتلاعب العاطفي بالشخص واستخدامه من قبل السلطة لينتهي به الأمر إلى الموت والنسيان في خندق. في السطور التالية نتعرف على قصة فيلم All Quiet on the Western Front ثم نستعرض مراجعة سريعة عنه.

معلومات عن فيلم All Quiet on the Western Front

  • البلد: ألمانيا | الولايات المتحدة | المملكة المتحدة.
  • اللغة: الألمانية | الفرنسية.
  • تاريخ الإصدار: 28 أكتوبر 2022.
  • المخرج: إدوارد بيرجر.
  • الكاتب: إدوارد بيرجر (سيناريو) | ليزلي باترسون (سيناريو) | إيان ستوكيل (سيناريو) | إريك ماريا ريماك (رواية).
  • وقت العرض: 148 دقيقة.
  • النوع: دراما | حرب | أكشن.
  • التصنيف: (R) للكبار فقط | يحتوي على مشاهد عنيفة.
  • فريق التمثيل: فيليكس كاميرر | ألبريشت شوش | آرون هيلمر | دانييل برول.
  • التقييم: 7.8.

قصة فيلم All Quiet on the Western Front

تدور أحداث الفيلم حول بول بومر وزملائه في المدرسة الثانوية. هؤلاء الطلاب الذين أغرتهم الدعاية الوطنية الألمانية ذهبوا للتجنيد الطوعي في الجيش الإمبراطوري لخدمة بلدهم في حرب لا يفهمونها أو يعرفون عنها شيئاً. لقد أغرتهم المكانة الرفيعة التي تتحدث عنها خطابات السياسيين التي تصور المجندين على أنهم أبطال المستقبل للأمة الألمانية.

يلقي الطلاب بأنفسهم في معركة على الجانب الغربي في فرنسا. لكن لدى وصولهم إلى ميدان المعركة سرعان ما يدركوا حجم وقسوة وعبثية الحرب، فليس هناك أبطال، فقط ضحايا ومعاناة وموت. تتبدد شخصية الجنود المتحمسين في البداية. وسرعان ما يضطرون إلى تحمل البرد والمطر والوحل والجوع أثناء اختبائهم في الخنادق التي تؤويهم.

يرى بول بومر رفاقه في السلاح تجزهم آلة الحرب واحداً تلو الآخر سواء بالرصاص أو القذائف أو الحراب، أو يتم سحقهم بواسطة الدبابات. وهكذا يموت جميع زملائه، ومع اقتراب نهاية الحرب لم يكن لدى بول سوى كات وهو جندي مخضرم ساخر كان معلمه وحاميه، والذي سيموت أيضاً في النهاية.

على الجانب الآخر وبينما كان الجيش الإمبراطوري يقاتل حتى الموت ضد الفرنسيين من أجل بضع كيلو مترات من الأرض، يدرك السياسيون والجنرالات الألمان أنهم خسروا الحرب. لذا ينطلق نائب المستشار ماتياس إرزبرغر للتفاوض على هدنة مع ممثل فرنسا المارشال فوش. وفي 11 نوفمبر، يوقع الوفد الألماني على معاهدة بشروط مجحفة والتي ستنهي الحرب العالمية الأولى. لكن على الرغم من توقيع معاهدة السلام، يأمر الجنرال الألماني المتغطرس، الذي لا يستطيع تخيل خسارة الحرب بهدنة مرهقة ومخزية لبلاده، بشن هجوم نهائي ضد الفرنسيين قبل دقائق قليلة من الوقت المحدد لوقف إطلاق النار النهائي. وفي تلك الأوقات يعود بول إلى الجبهة مرة أخرى في معركة عبثية أكثر من أي وقت مضى ليلقى حتفه في النهاية.

اقرأ أيضًا: أفضل أفلام عن الحرب العالمية الثانية لا ينبغي تفويتها

مراجعة فيلم All Quiet on the Western Front

مراجعة فيلم All Quiet on the Western Front
مشهد من فيلم All Quiet on the Western Front

خلال السنوات الأخيرة من الحرب العالمية الأولى كان الجندي إريك ماريا ريماك مجند في الجيش الإمبراطوري الألماني. لم يتعدى الجندي 18 عاماً حينما أرسل للقتال على الجبهة الغربية، ورغم تعرضه لجروح بالغة إلا إنه نجا من أهوال الحرب ليصبح كاتباً ويسجل تجاربه الشخصية المروعة في الخنادق المحفورة في تراب الأراضي الفرنسية. نُشرت روايته “كل شيء هادئ على الجبهة الغربية” في عام 1929 ويصف فيها المعاناة التي عانها الجنود داخل الخنادق. وقد حققت الرواية نجاحاً عظيمة وبيعت ملايين النسخ منها في ذلك الوقت، بل وأصبحت أيقونة في أدب القرن العشرين.

الرواية والسينما

وفي عام 1930 تم تكييف هذه الرواية الرائعة على شاشة السينما في فيلم يحمل نفس العنوان للمخرج لويس مايلستون. وحصل حينها على جائزة الأوسكار كأفضل فيلم وكذلك حصل مخرجه على جائزة أفضل مخرج. كان التكييف الثاني للرواية هو الفيلم التلفزيوني الذي يحمل الاسم ذاته للمخرج ديلبرت مان في عام 1979. بينما فيلم All Quiet on the Western Front موضوع مقالنا اليوم هو التكييف الأول باللغة الألمانية والثالث لهذه الرواية، وهو من إنتاج نتفليكس وإخراج إدوارد بيرجر. وهو ليس إعادة إنتاج للكلاسيكية الأمريكية، ولكنها مقاربة مختلفة للرواية الأصلية التي استوحى منها كتاب السيناريو إدوارد بيرجر وليزلي باترسون وإيان ستوكيل القصة. أما أهم ما يميز هذا الإنتاج أن هذه هي المرة الأولى من إنتاج ألماني، مما يجعله فريداً إلى حد ما. لأن قيام الألمان بعمل فيلم واقعي عن هزيمتهم هو خطوة جريئة من جانبهم ويقدم منظوراً جديداً تماماً حول هذه المسألة.

وبالتأكيد لم يدخر المبدعون في الفيلم النقد الذاتي لأمتهم وسلوكها في الحرب. غير كتاب السيناريو من الرواية الأصلية بعدة طرق، ولا يمكن القول أن هذه التغييرات كانت ضارة كما يحدث في العادة. التغيير الأكبر هو استبدال المقاطع التي تتحدث عن إرسال الجنود إلى ديارهم، والمقاطع التي يدرك فيها بطل الرواية الشاب كيف أنه لم يعد قادراً على التكيف مع الحياة الطبيعية، هذا بالإضافة إلى إضافة المساومة الدبلوماسية بين الأطراف المتحاربة من أجل السلام.

عناصر جديدة

هناك بعض العناصر التي أدرجت في الفيلم بشكل متعمد، مثل اقتراح غرفة مليئة بجثث مجندين ألمان ينتهي بهم الأمر بالتسمم بغاز القنابل الفرنسية. هذا المشهد يعيد إلى الأذهان الفظائع التي ارتكبها ألمان هتلر لاحقاً في حرب أخرى. إن وصول هتلر إلى السلطة جاء من خلال التنديد بشروط هدنة كومبين ومعاهدة فرساي، التي اعتبرها الشعب الألماني مرهقة ومهينة. كذلك يصور الفيلم بوضوح شديد المعارضة الشديدة وعدم المرونة من الجانب الألماني، والتي تهدف إلى حماية الجنود الألمان من الموت المحقق، وربما يكون هذا النهج فرضه المخرج لكسب تعاطف إضافي من المشاهد مع الجندي الألماني، وهذا الأمر يصعب تقبله كون هذا جندي دولة معتدية وغازية تسببت في حربين عالميتين. ربما ستقلل هذه العناصر بالذات من فرص حصول فيلم All Quiet on the Western Front على جائزة الأوسكار عن أفضل فيلم أجنبي في عام 2023.

نجح المخرج إدوارد بيرجر في تصوير اللامبالاة والقسوة الخام للحرب بشكل أصيل للغاية، دون أي زخرفة. ومن ناحية أخرى، يقارن ببراعة بين هذه الوحشية القاسية للحرب وعجز الدبلوماسيين الذين يتفاوضون على إنهاء الحرب في ظروف مترفة. حيث يجلس السياسيون والجنرالات على موائد مليئة بالطعام والشراب الفاخر ويتذمرون إذا لم يكن البسكويت المصاحب للقهوة طازجاً من الفرن.

تصوير سينمائي مذهل

يعد التصوير السينمائي المذهل والمصنوع جيداً أهم ما يميز هذا الفيلم. وهو ما يذكرنا بإلانجاز البصري الممتاز لسام مينديز في فيلم 1917. فصور المناظر الطبيعية التي مزقتها الحرب والمغطاة بالضباب والبارود بمثابة عنصراً سردياً في حد ذاتها. حيث يقدم المخرج لقطة تلو الأخرى ببراعة ليوضح بشكل آسر الاكتئاب العام والعجز. أما من الجانب البصري، ساعدت أزياء هذه الفترة والماكياج الواقعي الممتاز أيضاً على استكمال الأجواء الأصيلة للحرب العالمية الأولى. حيث تبدو تفاصيل وجوه الجنود المتسخة أو الملطخة بالدماء بوضوح، ويمكن القول أن فنانين الماكياج عملوا بجد لجعلها تبدو واقعية قدر الإمكان.

بالإضافة إلى هذه الصور اللافتة للنظر، فإن المرافقة الموسيقية غير العادية، والتي تتكون في الغالب من الأبواق الصاخبة، تجذب المشاهد منذ المشهد الافتتاحي. وتمنحنا شعور بأن هناك خطر وشيك قادم، وبالتالي تكمل الأجواء المتوترة التي تؤكد على المزاج الكئيب للحرب.

طاقم العمل

أخيراً وليس آخراً، يستحق طاقم العمل أيضاً الثناء، وخاصة فيليكس كاميرر، الذي يقود بلا شك الطريق باعتباره بطل الرواية بول. وبالنظر إلى أن هذا هو أول ظهور كامل له، فقد تعامل مع دوره بشكل جيد للغاية. حيث يقدم أداءً قوياً وعاطفياً رائعاً، مما يجعله بطلاً قوياً وحامل القصة. كذلك يجب الإشادة بدور ألبريشت شوش الذي قام بدور كات في الفيلم، والذي أصبح أحد أكثر الشخصيات المحبوبة. وفي الأخير يظهر دانييل برول أيضاً في دور صغير ولكنه مهم بصفته دبلوماسياً حازماً وسلساً يريد إنهاء إراقة دماء الحرب بأي ثمن.

اقرأ أيضًا: الهولوكوست: القصة الكاملة لأبشع المحارق في التاريخ

في النهاية، يعد فيلم All Quiet on the Western Front جيد الصنع في العديد من النواحي، وذي قيمة في وقتنا الحالي، لأن العالم اليوم يعاني مرة أخرى من نفس الطموحات لمجموعة من الشخصيات السلطوية التي ترسل الشباب إلى موتهم المحتوم باسم نفس المبادئ القومية. ربما يكون مثل هذا الفيلم بمثابة تذكير بالفظائع المرتكبة باسم مفاهيم أقل قيمة من الحياة نفسها.

اترك تعليقاً