المخاطرة في الحياة: كيف نحوّل الخوف إلى فرصة؟
المخاطرة في الحياة هي أمر بشري تماماً مثل التنفس، ولهذا السبب توجد في حياتنا. إلا أن الكثير من الناس يفضلون البقاء آمنين في منطقة الراحة الخاصة بهم عن المخاطرة بأي شيء في الحياة خوفاً من الفشل. لكن عندما تخاطر ستعلم أن هناك أمور ستنجح فيها وأخرى ستفشل فيها وكلاهما له نفس الأهمية. والمستقبل فقط هو الذي سيبين لنا ما إذا كانت المخاطرة في اتخاذ القرارات الصعبة تستحق العناء أم لا، وما إذا كان القرار الذي تم اتخاذه هو القرار الصحيح.
خطوة إلى الأمام
عندما يقرر الشخص التغيير من خلال اتخاذ خطوة إلى الأمام تتغير بيئته بالكامل، لذا فنحن أحرار في اتخاذ القرارات والخيارات المناسبة لنا حتى وإن لم يفهمنا أحد ممن حولنا. مع العلم أن أولئك الذين يتحلون بالجرأة اللازمة لتحقيق إخفاقات كبيرة هم فقط نفس الأشخاص التي تحقق نجاحات كبيرة في نهاية المطاف.
إن المخاطرة في الحياة تتطلب اتخاذ قرارات مهمة بشجاعة وإقدام بعد دراسة الأمر جيداً. كما تتطلب المخاطرة نوعاً من الجنون، فليس هنالك شيئاً في الحياة لا يمكنك خسارته. الحياة نفسها قصيرة وستخسرها آجلاً أو عاجلاً. لذا لا يتطلب الأمر سوى الاسترشاد بأرواحنا وعقولنا.
تعلم من الفشل
عندما نقرر المجازفة سنحصل على ما نريد حتى وإن باءت محاولتنا بالفشل، فلسوف نتعلم من الفشل. وعند المجازفة في وقت لاحق سنعلم جيداً أن نقدر هذه التجارب ونتعلم منها. إننا سوف نفهم ونقدر الحياة والكون من حولنا عندما لا نبحث عن تفسيرات لكل شيء، عندما نضع المنطق جانباً، عندما نرى الأشياء من زاوية أخرى، عندما نفهم أن أبسط الأشياء هي الأكثر استثنائية.
دعونا نتغير، دعونا نتحدى أنفسنا، دعونا لا نخاف من التحديات. دعونا نثابر ونصر على النجاح، ولا نستسلم أبداً، حتى لو كان الظلام يعم الكون.. سنؤمن بأنفسنا، حينها سنرى المزيد من الضوء الذي سيحملنا إلى أبعد مكان للحصول على ما نريد. بكل تأكيد هناك لحظات من الألم والفشل والحزن والإحباط ستعترض طريقنا، ولكن منذ متى والحياة وردية، مَن من هؤلاء الذين يعيشون في منطقة راحتهم وآمانهم لم يتعرض لمشكلات الحياة؟ مَن من هؤلاء لم تعتريه مشاعر الحزن والألم والإحباط؟ ليس هناك أحد في الوجود لم يختبر مثل هذه الأمور. لكن هناك أمراً واحداً مؤكداً ألا وهو كما قال الكاتب الفرنسي بيير كورني:
“أن تنتصر دون مخاطرة هو انتصار بلا مجد”.
الحياة سلسلة من الدروس
من هذا المنطلق يجب أن نضع في اعتبارنا أنه للحصول على ما نحلم به، وما نعمل من أجله، يجب أن نتغلب على مخاوفنا ونتحمل المخاطر التي يمكن أن تسقطنا، والتي يمكن أن تؤدي بنا إلى الفشل في غمضة عين. هذا فقط هو ما سيحقق النصر الأكيد. وعندما يأتينا سنشعر بالسلام والبهجة.
لا يحب البشر التغيير. ويفضلون البقاء في منطقة الخاصة بهم، ومن الصعب جداً عليهم المخاطرة بالتغيير. لكن الإنسان الشجاع الذي يناضل من أجل حلمه يفترض المخاطرة الكبيرة في الحياة بفقدان كل شيء، لكن هدفه هو تحقيق أحلامه وأهدافه وتجاوز حدوده والتغلب على مخاوفه. فالحياة عبارة عن سلسلة من الدروس التي يجب أن نعيشها حتى نفهمها. وإذا لم تسر الأمور على ما يرام، فلنحاول أن نكون أكثر هدوءاً، ولنبدأ من جديد، لأن السر يكمن في عدم الخوف من الخسارة، وعدم الخوف من ارتكاب الأخطاء ومعرفة أنه من الضروري السقوط للنهوض.
انظر إلى المخاطرة في الحياة من زاوية أخرى
دعونا نتحلى بالقوة والإيمان والحكمة لإيجاد اللحظة المناسبة لاتخاذ تلك الخطوة.. دون النظر إلى الوراء، دون ندم، في المخاطرة في الحياة بكل شيء، مهما كان الأمر. وإذا لم يكن هذا كافياً، فلنجلس، ونتنفس، ونتنهد، ونرى الأشياء من زاوية أخرى، فلنجربها مرة أخرى ولكن بقوة أكبر، وبرغبة أكبر. إن العالم في أيدي الشجعان، المجانين، الحالمين، أولئك الذين لديهم الشجاعة لتحقيق أحلامهم والمجازفة بفقدان كل شيء لتحقيق كل شيء، مهما كان الأمر.
لكن قبل أن ننهي هذا المقال نترك القارىء مع مجموعة رائعة من الحكم عن المخاطرة في الحياة لعلها تكون مصدراً للإلهام كي يبدأ في تغيير حياته إلى الأبد.
حكم عن المخاطرة في الحياة
لا يوجد طريق من الزهور يؤدي إلى المجد.
الخطر الأكبر في عالم يتغير بسرعة كبيرة هو عدم المخاطرة. والإستراتيجية الوحيدة التي ستبوء بالفشل عدم المخاطرة في الحياة.
لا نجرؤ على المخاطرة في الحياة لأن الأمور صعبة، بل هي صعبة لأننا لا نجرؤ على المجازفة.
لا تكن خجولاً وقلقاً بشأن أفعالك. فكل الحياة هي تجربة. وكلما أجريت المزيد من التجارب، كان ذلك أفضل.
فقط أولئك الذين يخاطرون بالذهاب بعيداً يستطيعون اكتشاف المدى الذي يمكن الوصول إليه.
بعد عشرين عاماً من الآن ستصاب بخيبة أمل بسبب الأشياء التي لم تفعلها أكثر من تلك التي فعلتها. لذا تخلص من المراسي، وأبحر بعيداً عن الملاذ الآمن.
عندما يريد شخص ما شيئاً ما، يجب أن يعرف أنه يخاطر وهذا هو السبب في أن الحياة تستحق العيش.
يجب على كل شخص أن يقرر مرة واحدة في حياته ما إذا كان سيطلق نفسه لتحقيق النجاح والمخاطرة بكل شيء، أو الجلوس ومشاهدة المنتصرين يمرون من أمامه.
السفينة في الميناء آمنة، لكن هذا ليس السبب الذي تُبنى السفن من أجله. أبحر في البحر وافعل أشياء جديدة.
من الأفضل أن تقوم بالتغيير، وتبدأ في الندم، على أن تندم على عدم القيام بأي شيء.
تجنب المخاطرة في الحياة يعادل التخلي عن حق تجربة نصف المشاعر التي يمكننا الشعور بها.
تقبل المخاطر، فالحياة ليست سوى فرصة.
من لا يملك الشجاعة الكافية للمجازفة لن يحقق شيئاً في الحياة.
لتعرف ما هي قيمة الحياة، عليك أن تخاطر بها من وقت لآخر.
خطر اتخاذ قرارات صعبة خاطئة أفضل من خطأ التردد.
هناك خطر واحد فقط يجب تجنبه بأي ثمن، وهو خطر عدم القيام بأي شيء.
نحن نفشل في كثير من الأحيان بسبب الخجل، وليس بسبب الجرأة الزائدة.
عندما يخبرك شخص ما أنه لا يمكنك فعل شيء ما، فإنه يظهر لك حدوده، وليس حدودك.
إذا كان علينا البقاء في مكان واحد، لكان لدينا جذور بدلاً من أقدام.
في الختام لابد أن نعرف جميعاً أن في الحياة سوف نتعثر دائماً أو نسقط. لكن يجب علينا النهوض والمحاولة مرة أخرى. في الحياة سنجد دائماً عقبات وشدائد تعترض طريقنا. هذه العقبات إما أن نهدمها أو نقفز من فوقها. وفي الحياة سنفشل، لكن ربما يكون ذلك فقط للتحقق من قوة أهدافنا أو أحلامنا. والمخاطرة في الحياة هي التي ستؤدي بنا إلى إلى اتخاذ القرارات الصعبة وتحقيق هذه الأحلام.