الحكاية المذهلة للرجل الذي باع القمر

You are currently viewing الحكاية المذهلة للرجل الذي باع القمر
قصة دينس هوب الذي باع القمر

هناك العديد من القصص التي نشعر من غرابتها بأنها مجرد حكايات خيالية لا تمت للواقع بصلة، لكنها على الرغم من ذلك حدثت بالفعل. واحدة من هذه القصص الغريبة هي حكاية الأمريكي دنيس هوب الذي قاد العالم للاعتقاد بأنه استغل ثغرة في معاهدة الفضاء الخارجي لعام 1967 ليصبح المالك الوحيد للقمر. وجنى ثروة كبيرة من بيع أراضي القمر للناس. حدث هذا الأمر في الثمانينيات في ذروة الحرب الباردة. وقد صورته وسائل الإعلام في ذلك الوقت على إنه شخص غريب الأطوار ليس هناك أي ضرر منه. ولكن اتضح عند الفحص الدقيق أنه رجل أعمال بارع قادر على جني ملايين الدولارات من بيع بعض قصاصات الورق. ولكن كيف فعل ذلك؟ دعونا نتعرف على قصة الرجل الذي باع القمر بمزيد من التفصيل.

فكرة غريبة

في عام 1980، كان دينس هوب بائع أحذية عاطل عن العمل يحاول التعافي من الطلاق، ويبحث عن وسيلة لتغطية نفقاته. لم يكن يعلم حينها أن بيع وشراء العقارات عمل مربح للغاية إلا بعد أن جنى ملايين الدولارات من بيع الوهم للناس. كان يمر بضائقة مالية جعلته يجلس أمام نافذته بالساعات لينظر إلى القمر ويبحث عن طريقة للخروج من ديونه. وفي لحظة من لحظات الإلهام انبثقت في ذهنه فكرة غريبة مفاداها هل هناك أي شخص يمتلك القمر؟

لم يحصل على إجابة لسؤاله ولكنه لم ينتظر، حيث انطلق إلى المكتبة وهناك اطلع على معاهدة الفضاء الخارجي، واكتشف أمراً رائعاً. اكتشف أنه بموجب هذه المعاهدة التي وقعت عليها جميع الدول العاملة في الفضاء في ذلك الوقت، بالإضافة إلى مائة دولة أخرى عام 1967 أنه لا يحق لأي دولة أن تدعي السيادة على أي جرم سماوي. وتوصل إلى استنتاج مفاده إذا كانت هذه المعاهدة تمنع الدول والحكومات من المطالبة بحقها في القمر، فهي لم تذكر شيئاً عن الأفراد، لذلك قدم التماساً للمطالبة بملكية القمر إلى الحكومة. كانت الحكومة تعتبره شخص غريب الأطوار يسعى إلى الشهرة واللهو، ومن هذا المنطلق قلبت طلبه وأصبح المالك الوحيد للقمر.

بداية بيع أراضي القمر

دينس هوب
دينس هوب يبيع أراضي القمر للناس

كتب دينس هوب رسالة إلى الأمم المتحدة والحكومة الروسية يخبرهما فيها أن حكومة الولايات المتحدة الأمريكية منحته ملكيتها للقمر. وتحداهما في معارضة هذا القرار. ونظراً لعدم وصول أي رد على الإطلاق، أخذ هوب هذا الصمت  كأمر مسلم به. وبدأ بالفعل في بيع أراضي القمر للناس بحوالي 20 دولار للفدان، أو أكثر بقليل إذا كان الشاري يرغب أيضاً في شراء حقوق التعدين.

ادعى دينس هوب بعد فترة من الزمن أنه باع 611 مليون فدان من الأراضي على سطح القمر. ولم يتوقف الأمر على ذلك فحسب، بل فعل نفس الأمر مع الكواكب الأخرى. وادعى أنه باع 325 مليون فدان على سطح المريخ، وما مجموعه 125 مليون فدان على كوكب الزهرة، وغيرها من الكواكب. وقد زعم أنه باع الكثير من الأراضي القمرية للعديد من المشاهير مثل توم هانكس أو جورج لوكاس أو الرؤساء السابقين مثل كارتر أو بوش الابن أو ريغان. كما ادعى أنه باع مساحة كبيرة من الأراضي لسلاسل فنادق مرموقة مثل هيلتون وماريوت.

حكومة المجرة

شرع دينس بعد ذلك في إنشاء ما أسماه “حكومة المجرة” وتزعم هذه المؤسسة وزعم أنها تحافظ على علاقات دبلوماسية مع ثلاثين حكومة على كوكب الأرض. وادعى أن حكومته هي الحكومة الوحيد التي لديها ما قيمته ستة كوادريليون – مليون مليار – دولار من احتياطيات الهليوم من سطح القمر لدعم عملتها.

حقيقة القصة

قصة الرجل الذي باع القمر
الحقيقة وراء القصة

الآن، ما مقدار الحقيقة الموجودة في قصة الرجل الذي باع القمر؟ تنص المادة السادسة من معاهدة الفضاء الخارجي لعام 1967 على ما يلي:

“أنشطة الهيئات غير الحكومية في الفضاء الخارجي، بما في ذلك القمر والأجرام السماوية الأخرى، يشترط الإذن والإشراف المستمر من جانب الدولة الموقعة على المعاهدة. وأن الدول الأطراف تتحمل المسؤولية الدولية عن الأنشطة الفضائية الوطنية سواء التي تقوم بها الهيئات الحكومية أو غير الحكومية”.

ونظراً لأن دينس هوب لم يؤذن له من قبل أي دولة طرف في المعاهدة بفعل أي شيء على سطح القمر، بما في ذلك امتلاكه، فإن أي محام ينظر في قضيته سيقول إن كل ما يبيعه هو الدخان.

لكن أليس من المفترض أنه قدم طلب إلى الحكومة ووافقت عليه؟ هذا الأمر مشكوك في صحته. حيث قال هوب نفسه وثيقة ملكيته للقمر غير موجودة معه. وإذا كان قد سجل ذلك في مكتب محلي تابع للدولة، فليس لديه الحق في منح حقوق خارج نطاق سلطته القضائية، مثل القمر أو أي كوكب. لكن هذا لم يمنع هوب من الادعاء بموافقة مسؤول على طلبه. للأسف، فُقد توثيق العملية ويبدو أنه من المستحيل الحصول على نسخة منه في أي مكتب حكومي. السجل الوحيد الذي تركته دينس هوب هو نسخة من الالتماس الذي قدمته، والذي بالمناسبة مليء بالعديد من الأخطاء الإملائية والنحوية.

الحلم الأمريكي

إلى هنا تنتهي قصة الرجل الذي باع القمر. فهل حقق دينس هوب الحلم الأمريكي العظيم في أن يصبح مليونيراً من خلال إنشاء شركته الخاصة؟ يدعي هوب أنه في عام 2011 عرضت عليه إحدى المنظمات شراء القطب الشمالي بالكامل للقمر مقابل 50 مليون دولار. لكنه رفض عرضهم لأنه أراد أن يحصل الجميع على قطعة أرض بأسعار رخيصة.

إذا صدقنا أرقام مبيعاته، سيكون هوب واحد من أغنى الناس على هذا الكوكب. ووفقاً له، فإن صافي ثروته الحالية يزيد عن مائة مليار دولار من الأرض وحدها، نظراً لامتلاكه أكثر من سبع مليارات فدان من الممتلكات خارج كوكب الأرض. هذا بالإضافة إلى امتلاك حقوق تعدين حصرية للهيليوم القمري تبلغ قيمتها حوالي ستة كوادريليون دولار. كل هذا ناهيك عن رواسب المعادن والموارد التي لا تعد ولا تحصى على الأجرام السماوية الأخرى التي يدعي أنه يمتلكها، مثل رواسب الميثان الغنية المخبأة في أعماق أورانوس. وسيكون هناك شيء ما صحيح بالنظر إلى أنه لم يكن لديه وظيفة أخرى معروفة منذ 1994.

المصادر

1.    Author: Colin Schultz, (03/11/2013), Dennis Hope Thinks He Owns the Moon, www.smithsonianmag.com, Retrieved: 04/08/2024.

2.    Author: Simon Ennis, (03/10/2013), The Man Who Sells the Moon, www.nytimes.com, Retrieved: 04/08/2024.

3.    Author: Victoria Jaggard, (07/17/2009), Who Owns the Moon? The Galactic Government vs. the UN, www.nationalgeographic.com, Retrieved: 04/08/2024.

 

This Post Has 2 Comments

  1. Michael

    قصصك غريبة جدا

اترك تعليقاً