نظرية النيازك: الكارثة التي أعادت كتابة التاريخ البشري

You are currently viewing نظرية النيازك: الكارثة التي أعادت كتابة التاريخ البشري
الكوارث التي جاءت من الفضاء لتقضي على الحياة على كوكب الأرض

تشرح لنا كتب التاريخ أن العملية التي تطورت بها حضارتنا كانت خطية، أي خط مستقيم يرتفع إلى الأعلى ببطء وبثبات حتى يصل إلى يومنا هذا. وقد غرق العالم في فوضى كبيرة قبل أن يبدأ البشر في صنع الحضارة الأولى. وكان آخر حدث فوضوي على كوكب الأرض هو اصطدام نيزك بعرض 10 إلى 15 كيلومتراً قبل 66 مليون سنة. وهو الحدث الذي أدى لانقراض الديناصورات. تُعرف هذه النظرية باسم نظرية النيازك. لقد كان النيزك يقترب من الأرض بسرعة حوالي 100 ألف كيلومتر في الساعة، ومن الطبيعي أن يغير مسار الحياة الأرضية إلى الأبد. لكن كانت هناك كوارث أخرى قضت على أكثر من 75% من الحياة على كوكب الأرض، وأدت إلى اختفاء العديد من الحضارات المتقدمة. دعونا نخوض رحلة شيقة لنتعرف على نظرية النيازك وكيف غيرت تاريخ البشرية الذي نعرفه عن العالم.

فرضية ألفاريز

اقترح عالم الفيزياء الأمريكي لويس ألفاريز وابنه والتر في عام 1980 نظرية النيازك القائلة بأن هناك كارثة هائلة قضت على أكثر من 75% من الحياة على كوكب الأرض بأكمله[1]. لكن المجتمع العلمي اعتبر فرضيتهما مجرد مزحة. ربما لأن ما اقترحاه يغير كل ما نعرفه عن تاريخنا تغييراً جذرياً. كان على العلماء أن يتحققوا من هذه النظرية لمعرفة ما إذا كانت صحيحة أم لا بدلاً من التقليل من شأنها. لقد اعتبروا هذه النظرية مجرد فرضية غريبة لا تمت للعلم بصلة، حتى تم العثور على فوهة عظيمة دُفنت تحت شبه جزيرة يوكاتان في خليج المكسيك وكانت من تأثير ارتطام نيزك بالأرض.

إنها حفرة أكبر من المعرفة التي ادعى المجتمع العلمي أنه يمتلكها. وفي تلك اللحظة قال المجتمع العلمي: “حسناً.. ربما كنتما على حق.. فلنقم بالبحث والتحقيق في الأمر”. وهذا هو الوقت الذي يبدأ فيه عصر تمويل الأبحاث والاكتشافات والبحث النشط عن الحفريات. لقد أدركنا أخيراً أن القصة التي رويت لنا من قبل كانت كذبة في اللحظة التي قررنا فيها فتح عقولنا والتخلص من الغرور البشري.

التاريخ الذي نعرفه

إنها عملية تتكرر بشكل مستمر. حيث يجد شخص ما دليلاً على كارثة هائلة، يشارك ما يعرفه مع العامة والعلماء. لا يأخذ العلماء الأمر على محمل الجد أو يرفضونه ببساطة لأنه يتعارض مع أطروحة الماجستير الخاصة بهم. أو يتعارض مع ما كانوا يبشرون به منذ عقود، أو ما يشرحونه في المتاحف أو الجامعات التي يقوم بالتدريس فيها. لذا لا يتم التحقيق في الفرضية بشكل شامل لرفضها أو تبنيها حتى يظهر دليل لا يقبل مجالاً للشك، فيتخلى الجميع عن الغرور ويشرعون في العمل.

تقول الحكمة القديمة:

“من لا يعرف تاريخه، مقدر له أن يعيده”.

يبدو أننا سنتعثر بنفس الحجر مرة أخرى. لكن هذه المرة هناك العديد من الأحجار الضخمة التي تراكم عليها الغبار منذ آلاف السنين، وبعد أن نجدها ندير ظهورنا لها مرة أخرى. إننا الآن في وضع مشابه لوضع لويس ووالتر ألفاريز. لكن لدينا اليوم الإنترنت، والمزيد من العلماء الذين يؤكدون على أن تاريخنا ليس كما أخبرونا به. أدعوكم اليوم إلى رحلة عبر الزمن ستمنحنا بكل تأكيد شيئاً للتفكير فيه.

نظرية النيزك الذي سقط قبل 12500 سنة

نظرية النيازك
النيزك الذي سقط قبل 12500 سنة

توجد نظرية تقول لنا أنه لا تزال هناك حضارات مفقودة تنتظر من يكتشفها. وما تخبرنا به الثقافات والمجتمعات المختلفة بشأن تاريخ وجودنا على هذه الأرض عار تماماً من الصحة. ولسوف نقدم الأدلة العلمية على ما نقوله حتى لا يتهمنا أحد بأننا من أنصار نظريات المؤامرة. فتاريخنا عبارة عن قطع من اللغز. وعندما نكتشف القطع المفقودة سيكون من الأسهل تجميعه وتشكيل تاريخنا الحقيقي لنرى الصورة كاملة. ولهذا أوصي بالرجوع عدة خطوات إلى الوراء وعدم محاولة النظر إلى التاريخ المعروف عن كثب.

ماذا لو أخبرتك أن الكارثة التي أدت لانقراض الديناصورات لم تكن الكارثة الأخيرة التي شهدتها الأرض منذ ذلك الحين؟ وماذا لو أخبرتك أن هناك حضارات أقدم بكثير مما نعرفه كانت تعرف عن الزراعة والهندسة المعمارية؟ إننا نعرف الآن أن الحضارة السومرية هي الحضارة الأولى في التاريخ. وربما تكون هي الأولى فعلاً لكن بعد هذه الكارثة التي محت أكثر من 70% من الحياة على كوكب الأرض. ولكي نتحقق من هذه النظرية دعونا نرجع بالزمن إلى الوراء وبالتحديد منذ 12000 عام.

رحلة إلى الماضي

نحن نقف الآن في مكاننا ولكننا عدنا بالزمن إلى 12000 عام. انظر حولك وسترى كيف تنخفض درجات الحرارة بشكل غير عادي. يوجد فارق 10 درجات مئوية على الأقل في ذلك اليوم. ليس هذا فحسب، بل سترى ارتفاع مستويات سطح البحر أيضاً بشكل كبير. علينا الآن العودة الحاضر، لكن لا تقلق لأنه سيتعين علينا القيام برحلة صغيرة أخرى في وقت آخر. لقد عدنا إلى عام 2023 وعلينا أن نثبت تغير المناخ الذي رأيناه للتو في رحلتنا إلى الماضي.

ارتفاع منسوب البحر

اكتشفنا في رحلتنا إلى الماضي حدثين: “التغير المناخي وارتفاع منسوب البحر“. ولحسن الحظ هناك بعض العلماء الجيولوجيين الذين تمكنوا من إثبات كلا الحدثين. وقد أكدت العديد من الأبحاث العلمية[2] أنهما حدثا منذ حوالي 12500 عام، لذا فنحن نوافق على ارتفاع المد والجزر الذي شهدناه في رحلتنا عبر الزمن.

درياس الأصغر

درياس الأصغر
هناك انخفاض كبير عند العام 12800 وارتفاع مثير بنفس القدر نحو العام 11600

الآن سنذهب إلى الجيولوجيين، ونخبرهم بما رأيناه في رحلتنا. ثم نسألهم هل هناك أي نظرية تشرح لنا لماذا كان هناك تغير في درجة الحرارة بهذه الدرجات المئوية؟ وسيخبروننا أنه بفضل تحليل جليد جرينلاند عرفوا أنه بين الأعوام 12800 و11600 من ماضينا كانت هناك ظاهرة تسمى “درياس الأصغر[3]. وهي عبارة عن تغير مناخي غريب جداً وأكثر دراماتيكية من الاحتباس الحراري في عصرنا الحالي، لأن درجات الحرارة في ذلك العصر انخفضت بطريقة جذرية لم يسبق لها مثيل، علاوة على التغير في مستويات البحر، وكل هذا حدث فجأة. ومع هذا المناخ غير العادي كان من السهل نسبياً أن يموت البشر. دعونا نفكر في الأمر قليلاً.

إذا كان تغير درجة الحرارة بمقدار درجة أو درجتين فقط في الوقت الحاضر بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري يؤدي إلى تدمير للطبيعة يصعب السيطرة عليه، فما الذي تسبب في درياس الأصغر؟ ما الذي تسبب في هذا التغير الكبير في درجات الحرارة ومستويات سطح البحر لدرجة أننا بالكاد وجدنا حياة في تلك الرحلة؟ دعونا نعود مرة أخرى للماضي ولكن هذه المرة أبعد قليلاً لنكتشف الأسباب التي أدت إلى هذا التغير.

إننا هذه المرة لا نعرف على وجه اليقين عدد السنوات التي مرت علينا. ولكن من المؤكد أنها أكثر من 12000 سنة. نقف الآن في نفس المكان ولكننا نشعر أن درجات الحرارة أكثر دفئاً. ويبدو البحر أكثر هدوءً. وهنا تأتي المفاجأة! عندما ننظر إلى السماء نرى مذنب أو كويكب ضخم قادم نحونا، وإذا بقينا فسوف يصطدم بنا. لذا دعونا نعود إلى الحاضر بسرعة.

تأثير النيزك

تأثير درياس الأصغر
هناك عدة صور لثقوب ضخمة في الأرض. يمكنك أن ترى بوضوح كيف يوجد خطين. كما لو كان هناك طابقين مصنوعين من مواد مختلفة.

الآن سنذهب مرة أخرى إلى المجتمع العلمي، ونسألهم ما هي نظرية ذلك التأثير الكارثي الذي رأيناه منذ حوالي 13000 – 12000 عام؟ سيقولون لنا أننا مجانين، فالسفر عبر الزمن إلى الماضي مستحيل، ناهيك عن مذنب سقط من السماء. وسيخبروننا أن آخر نيزك سقط على الأرض هو نيزك الديناصورات. ولكن مجموعة أخرى من الجيولوجيين يسحبوننا جانباً ويعرضون علينا بعض الصور لأشياء اكتشفوها مؤخراً. يوضحوا لنا أنهم قاموا بتحليل الطبقة الأقدم من الأرض التي أشرنا إليها آنفاً، ورأوا أن هناك خطوط سوداء موجودة على مساحة ضخمة من كوكب الأرض. وقد أكدت الاختبارات التي أجروها أنها مكونة من نفس أنواع المعادن والمواد التي تم العثور عليها في حفرة خليج المكسيك.

نشر هؤلاء الجيولوجيون بحثهم الخاص بنظرية النيازك في مجلة (PNAS) التابعة للأكاديمية الوطنية للعلوم تحت عنوان “دليل على وجود تأثير خارج كوكب الأرض منذ 12900 عام، والذي ساهم في انقراض الحيوانات الضخمة وتبريد درياس الأصغر[4]. وفي عام 2009 نُشرت العديد من الدراسات الأخرى بعد تحليل تلك الطبقة من الأرض. وكانت إحدى المواد التي تم العثور عليها هي “لونسداليت” والمعروفة باسم “الماس السداسي“. وهي المادة التي تصل إلى الأرض فقط عن طريق النيازك وكانت توجد الحفر الناتجة عن الاصطدام.

أين حدث الاصطدام؟

نظرية النيازك
الحفرة المكتشفة في جرينلاند

إن كل ما عرضناه حتى الآن بشأن نظرية النيازك يشير إلى هذا التأثير، لكن أين حدث؟ ولماذا لم نعثر على دليل على الحادث؟ دعونا نجيب على هذا السؤال. عثر العلماء في وكالة ناسا على حفرة في جرينلاند في نوفمبر 2018، يبلغ قطرها 30 كيلومتراً، وهي أكبر بمرتين من تلك التي أدت لانقراض الديناصورات. وبعد بضعة أشهر وجدوا حفرة أخرى أكبر ليست بعيدة عن الأولى[5]. فهل يمكن أن يكون أحد هذين الاصطدامين غير المعروفين حتى الآن هو المسؤول عن آلاف السنين من العصر الجليدي الأخير؟

إذا كان جزء كبير من المجتمع العلمي قد قرر رفض فرضية المذنب لأنه لم تكن هناك حفرة، علينا الآن أن نحلل ما إذا كانت التواريخ متوافقة مع هذه النظرية. وهنا يجب الإشارة إلى أنه بما أن الحفر كانت تحت الجليد، فقد واجه الجيولوجيون صعوبة أكبر في تحديد تاريخ أكثر دقة لوقت وقوع صراع الفناء قبل حوالي 12000 عام. وإلى حين وصول هذا التأكيد من العلماء علينا النظر حولنا، لنجد أن هناك دليلاً على وجود شظايا من ذلك الكويكب موزعة حول العالم. فهناك بعض الأجزاء التي تم العثور عليها قبل الحفرتين في جرينلاند.

العلم يؤكد على نظرية النيازك، لكنه يسير بخطى بطيئة لحل اللغز. وإذا كان هناك قبول عام في المجتمع العلمي الآن بأن هذا التأثير هو الذي تسبب في ارتفاع المد والجزر بشكل كبير، ودرياس الأصغر، ومحى الكثير من الحياة من على وجه الأرض، فيجب علينا أن نتقبل أننا كنا مخطئين وأن التاريخ كان كذبة. دعونا نرى. وإذا كان قد مضى 50 عاماً فقط منذ ظهور الانترنت وغير حياتنا إلى الأبد، فلك أن تتخيل ما يمكن أن يحدث للآلاف وملايين السنوات، والأكثر من ذلك عندما يتعلق الأمر بأشياء تأتينا من الفضاء خارجة عن سيطرتنا المطلقة.

عواقب نظرية النيزك الجديدة

نظرية النيازك والحضارات المفقودة
تأثير النيزك على سطح البحر

يخبرنا العلماء فيما يتعلق بنظرية النيازك أنه يجب علينا أن نضع في اعتبارنا النطاق الزمني لحدث مثل هذا في حال كان هو السبب. فجميع الانقراضات الكبرى التي حدثت على مدار التاريخ كانت مرتبطة بتغير المناخ، نظراً لأن المناخ يعتبر بمثابة الظروف المثالية لحياة الأنواع المختلفة. ومن هذا المنطلق لا يهم إذا كنا نتحدث عن نيزك أو انفجار بركاني أو زلازل، فكل هذه مجرد محفزات، وليست الأسباب المباشرة لأي انقراض. لكن لماذا تؤثر كارثة فضائية كهذه على البحر ودرجة الحرارة والحياة وغير ذلك؟

تقول نظرية النيازك الأكثر صلابة أن الفيضانات الناجمة عن ذوبان الجليد بسبب حرارة وطاقة الاصطدام سوف تتدفق من الغطاء القبطي لأمريكا الشمالية إلى المحيط الأطلسي، ومن شأنها أن تقطع تيار المحيط. وإذا تغير هذا التيار تتغير كذلك عملية الاحترار الطبيعي لكوكب الأرض. لكن لماذا انتهت ظاهرة درياس الأصغر فجأة قبل 11600 سنة؟

اقترح عالم الفيزياء الفلكية فريد هويل في عام 1980 أنه ربما يكون أكبر نيزك قد سقط في البحر. وإذا كانت إحدى الحفر التي تم العثور عليها مؤخراً هي السبب، فيمكننا أن نؤكد أنها لم تسقط في البحر، ولكن في جليد جرينلاند مما تسبب في تأثير مماثل. وحينها لن تنشأ موجات تسونامي فحسب، بل ستنشأ أيضاً سحب من بخار الماء في الغلاف الجوي، وبالتالي ظاهرة الاحتباس الحراري. يبدو الأمر مثلما يحدث في عصرنا الحالي ولكن بدلاً من القذارة والتلوث البيئي التي تؤدي إلى الاحتباس الحراري فإن بخار الماء هو الذي يقوم بذلك.

وعندما ترتفع درجات الحرارة أعلى بكثير مقارنة بما نشهده الآن، فلسوف تذوب الأنهار الجليدية في غمضة عين. الأمر الذي سيحمل ملايين وملايين اللترات المكعبة من الماء إلى المحيطات. وهو ما يؤدي بدوره إلى ارتفاع مستويات سطح البحر. إذا كنت معي منذ البداية، فهذه هي الظاهرة التي تحدثنا عنها في البداية والتي على الرغم من قبولها إلا أنه لا أحد يعلم السبب وراءها. إذن يبدو أن نظرية النيازك هي ما تجيب على هذا اللغز. أما اللغز الآخر الذي أثار فضل الكثير هو تلك الحضارات المفقودة التي سمعنا عنها ولم يتم العثور عليها قط.

الحضارات المفقودة

لقد تحدثنا بالفعل عن تاريخ وأسطورة أتلانتس. وأشرنا إلى أن سبب اختفائها المفترض هو ارتفاع مستوى سطح البحر من يوم لآخر. والأغرب من ذلك أن تاريخ اختفائها الذي ذكره أفلاطون يتزامن تماماً مع فترة درياس الأصغر، وهذا الارتفاع في المد والجزر والتسونامي.

دعونا الآن نلخص ما حدث بين عامي 12800 و11600، عندما كان لدينا افتراضياً هذا التأثير الكوني الذي غيّر مرة أخرى مسار الأرض:

  • لدينا درياس الأصغر. وهو تغير جذري في درجات حرارة الأرض.
  • ارتفاع كبير في المد والجزر.
  • طبقة المواد الموجودة على الأرض والتي تحتوي على الماس والمعادن التي لا تنشأ إلا عندما يكون هناك تأثير لعنصر من خارج كوكب الأرض.
  • العثور على حفرتين أكبر الحفرة الموجودة في خليج المكسيك والتي دمرت الكائنات الحية في ذلك الوقت.
  • اتضح أن تاريخ نهاية درياس الأصغر هو نفس التاريخ الذي يخبرنا به علماء الآثار أن فيه ظهرت الزراعة والعمارة الصخرية لأول مرة.

لغز غوبيكلي تيبي

اكتشافات أثرية
موقع غوبيكلي تيبي في تركيا

لم تكن حضارة بلاد ما بين النهرين هي الحضارة الأولى كما كنا نعتقد من قبل. وما غيّر هذا الاعتقاد هو الاكتشاف المذهل لموقع غوبيكلي تيبي[6] في تركيا عام 1994. لكن ما علاقة غوبيكلي تيبي بنظرية النيازك المفترضة ودرياس الأصغر؟ ليس الغريب في أمر هذا الاكتشاف أنه وجد مدفوناً في الكثبان الرملية التركية. ولكن الشيء الغريب هو اكتشاف علماء الآثار بعد تحليل التربة أن الأحجار في غوبيكلي تيبي لم تدفنها عوامل الترسيب الطبيعية التي نشأت على مر السنين. ولكنها دفنت عمداً وعن قصد بعد أن تم استخدامها لآلاف السنين تحت تل اصطناعي من التراب والحصى.

تاريخ أكثر دقة

تمكن علماء الآثار والجيولوجيون كذلك من تحديد تاريخ أكثر دقة للموقع وبالتحديد 9600 قبل الميلاد، أي منذ 11600 سنة من تقويمنا الحالي. وهذا يعني أنه أقدم بسبعة الآلاف عام من ستونهنج في المملكة المتحدة. لكن لم يتم اكتشاف الموقع بالكامل، وكل ما تم اكتشافه يمثل 5% فقط من الموقع. وقد كشف رادار قياس الأرض عن آلاف الأعمدة التي لا تزال مدفونة. وهذا ما يجعل غوبيكلي تيبي أقدم أضخم وأقدم موقع أثري حجري في العالم. ومع ذلك فقد ظهر فجأة دون خلفية حضارية أو ثقافية وبدون دليل على المهارات المعمارية اللازمة في ذلك الوقت. وأغرب ما في الأمر هو اعتقاد معهد الألماني للآثار أن غوبيكلي تيبي كان مركزاً للابتكار، منه انتشرت المعرفة بالزراعة إلى شعب ما. لذا يمكن أن تكون مهمة هذا الموقع هو نقل التكنولوجيا عن الناجين من حضارة ضائعة أو مفقودة.

الخلاصة

فإذا كان تأثير النيازك على الديناصورات قد أعاد اتجاه الحياة على كوكب الأرض بحيث بدأت من جديد، فما الذي يجعلنا لا نعتقد أن بعض التأثيرات كانت أكثر تدميراً من تلك التي لحقت بالديناصورات مثل النيازك في جرينلاند وخليج المكسيك؟

ما هو واضح هو أننا نواجه العديد من قطع اللغز التي تتكامل معاً شيئاً فشيئاً. ولكن غرور بعض الأكاديميين يجعلهم خائفين من مواجهة الحقيقة، فلقد كانوا يبشرون بأفكار معينة منذ عقود عديدة. تخيل أنك أستاذ في إحدى الجامعات وتقوم بتدريس نفس الشيء. أو أنك قمت بإعداد أطروحة دكتوراه في الآثار لمدة سنوات، والتي أوصلتك إلى وظيفة أحلامك ومكانتك. ثم تجد الآن بعض الأصوات التي تتعارض مع ما تقوله، وتزداد قوة ومنطقية يوماً بعد يوم مع المزيد من الأدلة. اعتقد أن ما سيفعله معظم هؤلاء هو إنكار كل شيء ومحاولة التشهير به قدر الإمكان. ومن الممكن أن هذه الحضارات التي لم نفهمها بالكامل، وتلك التي لم نكتشفها بعد، كانت تحاول تحذيرنا.

المراجع

[1] The Debate Over Dinosaur Extinctions Takes an Unusually Rancorous Turn.

[2] Scientists looked at sea levels 125,000 years in the past. The results are terrifying.

[3] The Younger Dryas impact hypothesis: review of the impact evidence.

[4] Evidence for an extraterrestrial impact 12,900 years ago that contributed to the megafaunal extinctions and the Younger Dryas cooling.

[5] International Team, NASA Make Unexpected Discovery Under Greenland Ice.

[6] Gobekli Tepe: The World’s First Temple?

This Post Has 4 Comments

  1. غير معروف

    هذا كلام يُحترم.. تحياتي على هذا المقال الشيق

  2. غير معروف

    أطروحة بها الكثير من الافتراضات التي يمكن أن تكون صحيحة

اترك تعليقاً