ما مدى خطورة مرض التيفوئيد؟
التيفوئيد أو الحمى التيفية هي مرض معد يمكن أن يكون خطيراً إذا تُرك دون علاج. المسبب الرئيسي لهذا المرض هو نوع معين من البكتيريا تسمى السالمونيلا. في هذا المقال نتعرف على ما هو التيفوئيد وما هي أسبابه وأعراضه وكيفية علاج التيفوئيد.
ما هو التيفوئيد؟
التيفوئيد هو مرض إسهالي خطير تسببه بكتيريا (السالمونيلا التيفية). ويفرق الأطباء بين الحمى التيفية (التيفوئيد البطني) والمرض الشبيه بالتيفوئيد (حمى نظيرة التيفوئيد). يمكن لهذا المرض أن يكون خطيراً إذا ما ترك بلا علاج. فطبقاً لإحصائيات منظمة الصحة العالمية يُصاب حوالي 22 مليون شخص في جميع أنحاء العالم كل عام بهذه الحمى. كما يقدر عدد الوفيات بنحو 200000 شخص سنوياً أغلبهم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و12 عاماً.
على الرغم من أن المرض يحدث في جميع أنحاء العالم، إلا أنه منتشر بشكل خاص في البلدان النامية حيث الظروف الصحية السيئة. ومن المعروف في إفريقيا وأمريكا الجنوبية وجنوب شرق آسيا على وجه الخصوص وجود أعداد كبيرة من المرض بالإضافة إلى حالات التفشي والأوبئة المتكررة. وهو من ينشأ من أسباب الفقر في هذه المجتمعات.
أعراض التيفوئيد
في حالة حمى التيفوئيد والحمى نظيرة التيفية، يمكن أن تحدث الأعراض التالية إذا ترك المرض دون علاج:
- شكاوى غير معهودة مثل الصداع وآلام الجسم.
- حمى تتراوح بين 39 درجة مئوية و41 درجة مئوية في غضون يومين إلى ثلاثة أيام، وترتفع ببطء وتستمر حتى ثلاثة أسابيع؛ ثم يتطور شعور عام بالمرض.
- النعاس والخمول.
- آلام في المعدة.
- السعال.
- ربما يأتي الإمساك أولاً، ثم يتبعه إسهال يشبه البازلاء من الأسبوع الثاني فصاعداً.
- من السمات النادرة وجود بقع حمراء بحجم رأس الدبوس على البطن والصدر والظهر لا تسبب الحكة.
اقرأ أيضًا: كيف تحمي نفسك من الإصابة بمرض السل؟ |
أعراض مرض حمى نظيرة التيفوئيد
يشبه مسار مرض حمى نظيرة التيفوئيد الحمى التيفية، لكن الأعراض عادةً ما تكون أقل وضوحاً. حيث تنصب أعراض حمى نظيرة التيفوئيد في كثير من الأحيان على ما يلي:
- الغثيان والقيء.
- الإسهال المائي وآلام البطن.
- الحمى حتى 39 درجة مئوية.
يستمر مرض حمى نظيرة التيفوئيد ما بين أربعة وعشرة أيام. وأي شخص قد نجا منها يكون محصناً لمدة عام تقريباً. ومع ذلك، إذا تعرض المصابون لجرعة عالية من العامل الممرض، يمكن أن تفقد المناعة مرة أخرى ويصاب مجدداً.
أسباب التيفوئيد
تسبب بكتيريا السالمونيلا حمى التيفوئيد. بينما تم العثور على هذه البكتيريا في جميع أنحاء العالم تقريباً. يصاب الناس بالعدوى في المقام الأول من خلال تناول المياه الملوثة والأغذية الملوثة بالبراز المعدي (البراز والبول) – على سبيل المثال، الفواكه والخضروات الملوثة. كما تعد بعض المحاريات التي يتم التقاطها من المياه الملوثة أيضاً مصدراً مهمًا للعدوى. ويمكن للذباب أيضاً نقل العوامل الممرضة إلى الطعام. كما تنتقل بكتيريا السالمونيلا الممرضة كذلك من شخص إلى آخر خاصةً عن طريق اليدين.
اقرأ أيضًا: مرض الطاعون: ماذا تعرف عن أول وباء في التاريخ؟ |
حضانة المرض
تتراوح الفترة بين الإصابة وظهور المرض (فترة الحضانة) من 2 إلى 21 يوماً (في العادة من 10 إلى 14 يوماً) للتيفوئيد البطني وحوالي 1 إلى 10 أيام للحمى نظيرة التيفية. وهناك خطر إصابة أشخاص آخرين بعد حوالي أسبوع من ظهور المرض لأن الجراثيم تفرز في البراز. حتى بعد أسابيع من هدوء أعراض التيفوئيد، يفرز بعض الناس البكتيريا. في اثنين إلى خمسة في المائة من الحالات، يفرز الأشخاص المصابون مسببات الأمراض مدى الحياة دون الشعور بأية أعراض.
الفحوصات والتشخيص
يبدأ تشخيص هذا المرض بمحادثة عن سوابق المريض. على سبيل المثال، تعد الرحلات إلى مناطق المؤبوة أو الإقامة الطويلة للمريض في الخارج مهمة بشكل خاص. لكن غالباً ما يتم الخلط بين أمراض التيفوئيد والنظيرة التيفية وبين العدوى الشبيهة بالإنفلونزا في البداية. هناك أيضاً خطر الخلط بين الملاريا وأمراض المناطق المدارية الأخرى. فإذا أصيب المريض بعد السفر بمرض ارتفاع في درجة الحرارة واستمر هذا لمدة أربعة أيام، فيجب النظر في الإصابة بعدوى التيفوئيد أو نظيرة التيفوئيد.
يساعد فحص الدم في تشخيص كلا المرضين. فمن خلال اختبار فحص الدم يمكن ملاحظة بعض التغييرات في تعداد خلايا الدم، على سبيل المثال انخفاض في عدد خلايا الدم البيضاء. كما يمكن أيضاً اكتشاف العامل الممرض مباشرة في الدم. وبعد فترة وجيزة يمكن العثور على البكتيريا في البول والبراز. وعند فحص النخاع العظمي، يمكن اكتشاف حمى التيفوئيد أو نظير التيفوئيد حتى بعد شفاء المرض.
اقرأ أيضًا: قصة فيروس الإيبولا: ماذا تعرف عنها؟ |
علاج التيفوئيد
حمى التيفوئيد والحمى نظيرة التيفية من الأمراض التي يجب أن تؤخذ على محمل الجد ويمكن أن تكون شديدة وخطيرة. على أي حال، يجب معالجة المرضى بالمضادات الحيوية. فالعنصر النشط سيبروفلوكساسين فعال للغاية في العلاج، على الرغم من أنه مناسب فقط للبالغين.
أما الأدوية المناسبة لعلاج التيفوئيد فهي:
- سيفترياكسون.
- كوتريموكسازول.
- أموكسيسيلين.
يجب الوضع في الاعتبار أن العلاج الكلاسيكي بالكلورامفينيكول له آثار جانبية شديدة. لذلك لم يعد هو الوسيلة المفضلة. عادة ما تؤخذ المضادات الحيوية على شكل أقراص. بينما في حالة المرض الشديد بشكل خاص، يتم إعطاء هذه المواد في المستشفى على شكل حقن. يستمر العلاج عادة أسبوعين، مع انخفاض في الحمى بعد أربعة إلى خمسة أيام. ينجح علاج المرض بالمضادات الحيوية التي تحارب البكتيريا، بشكل خاص في المراحل المبكرة من المرض. عادة ما تكون نسبة الوفيات أقل من واحد بالمائة ونادراً ما تحدث مضاعفات.
يُنصح باستخدام سيبروفلوكساسين لمدة أربعة أسابيع. كما يمكن أيضاً تحقيق نتائج جيدة من خلال العلاج لمدة أسبوعين باستخدام سيفترياكسون. في بعض الحالات يمكن لبكتيريا التيفوئيد أن تستعمر المرارة في المرضى المصابين بحصوات المرارة. في مثل هذه الحالات، يجب على المرء أن يفكر في إزالة المرارة. المشكلة الكبيرة هي أنه في مناطق التيفوئيد تتطور المزيد من الجراثيم المقاومة، والتي لم تعد تعمل ضدها المضادات الحيوية الشائعة مثل الكوتريموكسازول أو الأموكسيسيلين. لذلك يوصي الخبراء باختبار فعالية مسببات الأمراض المعزولة قبل العلاج.
اقرأ أيضًا: فوائد العلاج بالموسيقى: كيف تساعد الموسيقى على شفاء الأمراض؟ |
الوقاية من التيفوئيد
هناك العديد من طرق الوقاية من هذا المرض والتي تتمثل فيما يلي:
- التطعيم
يوجد لقاح للوقاية من هذه الحمى. ويشتمل على نوعين هما اللقاح الفاعل ويؤخذ عن طريق الفم أما الثاني فهو لقاح حمي التيفوئيد الخامل أو متعدد السكريات ويؤخذ عن طرق الحقن. يوصى بهذه اللقاحات للأشخاص الذين يسافرون إلى مناطق الخطر ذات الظروف الصحية السيئة. حيث يتم إعطاء اللقاح عن طريق حقنة ويوفر الحماية لمدة ثلاث سنوات تقريباً. أما التطعيم الفموي فيعطي مناعة لمدة عام تقريباً. لابد من العلم أن التطعيم ضد التيفوئيد لا يوفر حماية بنسبة 100 في المائة. لكن التطعيم يمكن أن يخفف من مسار المرض. أما لمرض حمى نظيرة التيفوئيد فلا يوجد لها لقاح. - النظافة
تعتبر التدابير الصحية المستهدفة التي يمكن أن تحمي من الإصابة ببكتيريا التيفوئيد مهمة أيضاً. حيث تنتقل مسببات التيفوئيد عادة عن طريق مياه الشرب. لذلك من الأفضل تجنب ماء الصنبور أو ماء البئر في مناطق الخطر. مكعبات الثلج أيضاً يجب تجنبها. - تجنب الطعام النيء أو غير المسخن بدرجة كافية.
- شرب الكثير من الماء
ربما كان مرض التيفوئيد أحد أقدم الأمراض في تاريخ البشرية وقد حصد ملايين الأرواح، لكن مع وجود المضادات الحيوية أصبح بالإمكان السيطرة هذا المرض.
المراجع:
1. Author: The Editors of World Health Organization, (1/31/2018), Typhoid, www.who.int, Retrieved: 6/24/2021. |
2. Author: Syed Zaki, (4/15/2011), Re-infection of typhoid fever and typhoid vaccine (comment on “An imported enteric fever caused by a quinolone-resistant Salmonella typhi”), www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved: 6/24/2021. |
3. Author: The Editors of National Health Service, (6/18/2021), Typhoid fever, www.nhs.uk, Retrieved: 6/24/2021. |