مراجعة فيلم Lilya 4-Ever: وكأن قطاراً قد دهسك!

You are currently viewing مراجعة فيلم Lilya 4-Ever: وكأن قطاراً قد دهسك!
الفيلم السويدي الدنماركي "ليلى إلى الأبد"

Lilya 4-Ever فيلم مذهل ومأساوي، وله تأثير عاطفي حقيقي. يبحث هذا الفيلم عن تفسيرات للكارثة التي عصفت بجيل كامل من الشباب في الاتحاد السوفيتي السابق. في السطور التالية نتعرف على قصة فيلم Lilya 4-Ever ثم نستعرض مراجعة هذا الفيلم الرائع.

معلومات عن فيلم Lilya 4-Ever

  • البلد: السويد | الدنمارك.
  • اللغة: السويدية | الروسية | الإنجليزية | البولندية.
  • تاريخ الإصدار: 23 أغسطس 2002.
  • المخرج: لوكاس موديسون.
  • الكاتب: لوكاس موديسون.
  • وقت العرض: 109 دقيقة.
  • النوع: دراما | جريمة.
  • التصنيف: (R) للكبار فقط | يحتوي على مشاهد فاضحة وعنيفة.
  • فريق التمثيل: أوكسانا أكينشينا | أرتيوم بوجوتشارسكي | بافل بونوماريوف.
  • التقييم: 7.8.

قصة فيلم Lilya 4-Ever

تدور قصة فيلم Lilya 4-Ever حول ليلى البالغة من العمر ستة عشر عاماً. تعيش في ضاحية فقيرة وحزينة في مكان ما داخل الاتحاد السوفيتي السابق. بعد أن تعدها والدتها أنها ستحملها مع إلى الولايات المتحدة عند سفرها مع زوجها، تتخلى عن هذا الوعد وتتركها وحيدة. قبل سفرها تتطلب الأم من شقيقتها أن تعتني بها بين الحين والآخر، لكن ما إن سافرت الأم حتى أخرجتها العمة من شقتها واستأجرت لها مكان أشد فقراً مما تعيش فيه، متعللة بأنها لن تستطيع دفع الإيجار.

تحلم ليلى بحياة أفضل وبعد مرور الأيام تنتظر أن ترسل لها والدتها أموال كما وعدتها بذلك، إلا إنها لم تفعل وبدلاً من ذلك أرسلت إلى إدارة المدرسة أنها تتبرأ من بنوتها. تتعرف ليلى على فولوديا البالغ من العمر أحد عشر عاماً، ويتسعكان معاً في الشوارع ويبتكران قصصاً خيالية لجعل الحياة أكثر جمالاً بدلاً من البؤس الذي يعيشان فيه.

يطرد والد فولوديا ابنه من المنزل، ولم يجد الطفل مكاناً سوى الذهاب إلى صديقته ليعيش معها. ونظراً لعدم وجود أموال لدى ليلى تضطر إلى العمل بالدعارة من أجل أن تحيا. وفي ذلك الوقت تتعرف على شاب يدعى أندريه، ويخبرها بأنه يعمل في السويد وتقع في حبه.

حياة مظلمة

يعدها أندريه بأن يذهبا معاً إلى السويد، فهناك فرص عظيمة لحياة كريمة لا توجد في هذا البلد المظلم. تصدق ليلى وعوده وتطلب منه وظيفة لصديقها الصغير، لكن لا مجال للأطفال في هذا. يزور لها أندريه جواز سفر باسم مغاير، ويخبرها أنها لم تكن تستطيع السفر لأنها لم تصل إلى السن القانوني بعد. لذا كان عليه أن يفعل ذلك.

يخبرها فولوديا أن أندريه يخدعها ولا يريدها أن تتركه وحيداً هنا. تعده ليلي بأنها سوف ترسل إليه دعوة للسفر بعد استقرار حياتها. وفي اليوم الذي تسافر فيه ليلى إلى السويد يبتلع الطفل أقراص الدواء ليموت منتحراً. وفي نفس اليوم يخبرها أندريه أنه مضطر للانتظار في روسيا لأن جدته مريضة ويريد أن يراها قبل أن تموت. ويطلب منها الذهاب بمفردها إلى السويد وستجد في انتظارها رئيسه في العمل، وهو سيتكفل بكل شيء إلى حين عودته.

تفعل ليلى ما طلبه صديقها وتذهب وهي تحلم بحياة أفضل، لكن هناك تجد نفسها وقعت في شبكة لتجارة البشر والدعارة. يخبرها رئيسها بعد اغتصابها أنها إذا حاولت الهروب سيتم ترحيلها مجدداً إلى روسيا، وهناك سينتظرها أحد أعوانه لقتلها. لذا تضطر إلى البقاء والعمل. وبعد مرور الأيام تشعر باليأس والإحباط وعدم جدوى الحياة، فتنطلق لتلقي بنفسها من أعلى الجسر لتموت كذلك.

اقرأ أيضًا: فك رموز فيلم Borgman الغامض والمريب

مراجعة فيلم Lilya 4-Ever

قصة فيلم Lilya 4-Ever
مشهد من فيلم Lilya 4-Ever

لوكاس موديسون مخرج فيلم Lilya 4-Ever هو موهبة رائعة. بدأ حياته كشاعر، وكتب بعض الكتب، وفكر في أن يكون محامياً، وحاول التصوير قبل أن يتحول إلى صناعة الأفلام. حاز فيلمه الأول على ثناء إنجمار بيرغمان، وقد أطلق عليه العديد من الألقاب بما في ذلك “الشاب السويدي الغاضب” و “الرجل الأكثر كرهاً في السويد”  وقد حصل على اللقب الأخير بعد أن أهان جمهوراً من هواة السينما.

قال لصحيفة ذا أوبزرفر عن فيلم Lilya 4-Ever:

“كانت نيتي أن يجلس الجمهور، ويشعر وكأن قطاراً قد دهسه، وأنهم لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم حقاً. لا أريد أن يشعر الناس بالحزن والاكتئاب فقط. أريدهم أن يغضبوا. هذا هو رد الفعل الذي أردته”.

يستند فيلم Lilya 4-Ever بشكل فضفاض إلى الحياة القصيرة لدانغول رسالاتي، البالغة من العمر 16 عاماً من ليتوانيا والتي ألقت بنفسها من مبنى سكني في السويد، وقد استخدمت قصة هذه الفتاة في حملات لتحذير الشابات في أوروبا الشرقية من مخاطر تجارة الجنس. وربما جاء الفيلم كأقوى مناهضة لهذا الأمر من آلاف الأفلام الوثائقية التقليدية.

أثار فيلم Lilya 4-Ever بعض الانتقادات بسبب الخيط الديني الذي يقحمه لوكاس في فيلمه. فهو مخرج متدين، لذا فكر في جعل فولوديا شخصية شبيهة بالمسيح. وقال للأوبزرفر:

“أنا أؤمن بالله، والله موجود في الفيلم. أعتقد أن شخصاً ما سوف يعتني بي عندما أموت كما يعتني بليلى. بصراحة لا أعتقد أنه كان بإمكاني صنع هذا الفيلم بدون هذا الإيمان”.

إن إيمان لوكاس بالخلاص الإلهي لا ينتقص من تصويره للعنة على الأرض. ويبدو أنه يفهم جيداً الجيل الروسي الشاهد على الكوارث في مستوياته المعيشية والثقافية، مصحوباً بالاحتفال بالرأسمالية التي لم تجلب سوى المعاناة والألم. لقد ازدهر الدين المسيحي في روسيا وأوروبا الشرقية. لذا نجد أن ليلى تحمل معها دائماً صورة للمسيح، وتأخذها معها إلى السويد، لكنها تخونها ولا تساعدها فتحطمها في النهاية.

البؤس الاجتماعي

ينظر لوكاس إلى انهيار الاتحاد السوفيتي على عكس الأفلام الروسية الحديثة التي تهرب من هذا الأمر تماماً، أو على الأقل تركز على الوحشية الستالينية، فعلى العكس تماماً ينظر موديسون بصراحة إلى أعماق الانهيار السوفياتي – الظروف الاجتماعية الحقيرة والتخلف الذي لا يلين الذي جاء مع رأسمالية العصابات، حيث الأطفال – مثل كل شيء آخر – أصبحت سلعاً يتم نهبها.

تستند أحداث فيلم Lilya 4-Ever على قصة حقيقية حدثت ولم تزل تحدث للكثير من الفتيات في جميع أنحاء العالم. يقدم المخرج السويدي لوكاس موديسون صورة لاذعة لمجتمع ما بعد الشيوعية، ويرسم فيه صورة بشعة وأليمة عما تفعله شبكات الاتجار بالبشر والدعارة. ولكن بعيداً عن الموضوع الرئيسي يعرض المخرج لوحة من العواطف والمشاعر من خلال ليلى ويصف بدقة حالة الشباب الباحثين عن الهوية في ظل الإرث الوحيد لعقود من التصلب والبؤس الاجتماعي.

تضفي الممثلة الروسية أوكسانا أكينشينا أصالة نادرة على الشخصية المركزية ليلى في فيلم Lilya 4-Ever. فهي تؤدي هذه الشخصية ببراعة تجذب انتباه المشاهد طوال فترة عرض الفيلم، إنها تغمر الشاشة بحضورها ومظهرها وردودها، وتنتقل بخفة من الفرح إلى الألم، ومن اللطف إلى الغضب، ومن اليقين إلى الشك. تأخذنا ليلي في رحلة الحياة الفوضوية هذه وتدعونا لمشاركة الأمل والشجاعة التي تسكنها. كذلك استطاع الطفل أرتيوم بوجوتشارسكي أن يؤدي دوره ببراعة منقطعة النظير، من خلال تعليقاته وحوارته الرائعة التي تُظهر معاناة الأطفال في الحياة.

اقرأ أيضًا: مراجعة فيلم Ben X: دراما بلجيكية تجعلك تبكي مع كل مشهد

في الختام وبعد مراجعة فيلم Lilya 4-Ever لا يسعنا سوى القول بأنه فيلم صعب، فظ، لا يرحم، وربما يكون هذا أفضل وصف لهذا الفيلم الذي يقدم لمحة مروعة عن حياة طفلة بريئة دمرتها بيئتها.

اترك تعليقاً