فن

تحليل فيلم The Salesman: بائع لا يؤمن بما يبيعه

فيلم The Salesman هو فيلم للمخرج الإيراني أصغر فرهادي، وهو عبارة عن حكاية درامية اجتماعية زوجية تنتهي بمعضلة أخلاقية وهي التيمة الأساسية لأعمال فرهادي. في هذا الفيلم يقدم فرهادي زوجين شابين من الطبقة المتوسطة تتعرض علاقتهما إلى حدث مأساوي. إن ما يجعل كل أفلامه مثيرة للاهتمام بشكل خاص هو الطريقة التي يقدم بها المخرج الإيراني وجهات نظر متعددة فيما يتعلق بما يجري. لذا فإن ما قد يبدو واضحاً من وجهة نظر ما قد يبدو مختلفاً تماماً عند رؤيته من وجهة نظر أخرى. في السطور التالية نستعرض قصة فيلم The Salesman ثم نحاول تحليل فيلم The Salesman بمزيد من التفصيل.

معلومات عن فيلم The Salesman

  • البلد: إيران | فرنسا.
  • اللغة: الفارسية | الإنجليزية.
  • تاريخ الإصدار: 31 أغسطس 2016.
  • المخرج: أصغر فرهادي.
  • الكاتب: أصغر فرهادي.
  • وقت العرض: 124 دقيقة.
  • النوع: دراما | إثارة.
  • التصنيف: (PG-13) يجب إرشاد الآباء، غير مناسب لمن هم دون سن 13 عام.
  • فريق التمثيل: شهاب حسيني | تارانه عليدووستي | باباك كريمي.
  • التقييم: 7.7.

قصة فيلم The Salesman

تتعلق قصة فيلم The Salesman بالأحداث التي أحاطت بزوجين شابين هما عماد – شهاب حسيني – ورنا – تارانه عليدووستي – يعمل عمل في النهار مدرساً للأدب في مدرسة ثانوية، وفي المساء يمثل مع زوجته مسرحية آرثر ميلر ” موت بائع متجول”. يلعب عماد دور الشخصية المشؤومة ويلي لومان في المسرحية بينما تلعب زوجته دور ليندا زوجة ويلي. وفي سياق عروض المسرحية نرى أن شخصياتهما الدرامية تمنحهم أقنعة تخدم غرضين متعارضين على ما يبدو: أولاً؛ إخفاء ذواتهم الحقيقية، وثانياً؛ تمكنهما من التعبير عن مشاعرهم الحقيقية.

يبدأ الفيلم بشكل مقلق مع عماد ورنا في شقتهما التي تهتز بعنف. وما بدا وكأنه زلزال تبين أن المبنى السكني آيل للسقوط بسبب ما فعلته معدات البناء القريبة منه. كاد المبنى أن ينهار، لذا اضطر جميع السكان إلى التخلي عن مساكنهم والبحث على الفور عن أماكن سكنية جديدة.  أساس غير مستقر بسبب معدات البناء القريبة، لكن النتائج ليست أقل خطورة. كاد المبنى ينهار، واضطر عماد ورنا إلى الإخلاء والبحث على الفور عن أماكن سكنية جديدة.

يعرض أحد زملائهما الممثلين في المسرحية وهو باباك – باباك كريمي- لهما شقة متاحة. وعندما انتقل الزوجان إلى هناك اكتشفا أن المستأجرة السابقة للشقة تركت بعض متعلقاتها الشخصية في غرفة مغلقة، مما أزعج رنا. كان عماد أكثر احتراماً لممتلكات المرأة الخاصة وحاول تهدئة زوجته.

الدخيل

في مساء إحدى الليالي وبعد عودة رنا بمفردها إلى المنزل تتصل بزوجها وتطلب منه شراء بعض الحاجيات، وبعض مرور بعض الوقت أثناء انتظار عودة عماد إلى المنزل، تسمع رنا صوت جرس الدخول في الطابق السفلي، وعلى افتراض أنه عماد، تضغط على الزر للسماح بالدخول وتفتح الباب الأمامي للشقة. ثم تذهب للاستحمام. ما حدث بعد ذلك غير واضح، لكننا نعلم أن دخيلاً دخل الشقة واعتدى على رنا. سيتم الكشف لاحقاً أن المستأجرة السابقة للشقة التي يشغلونها الآن كانت عاهرة لديها العديد من الزبائن. عندما عاد عماد إلى المنزل بعد ذلك بوقت قصير، رأى آثار أقدام ملطخة بالدماء على درج الشقة وعلم أن الجيران اكتشفوا رنا بعد أن تعرض لهجوم ونقلوها إلى المستشفى.

تخرج رنا من المستشفى سريعاً، لكن من الواضح أن التعدي عليها حطمها نفسياً. فهي لا تريد التحدث عن ذلك إلى عماد، ويبدو عليها الذهول والارتباك والخوف. وعلى الرغم من حرص زوجها على مساعدتها لتخطي هذه الأزمة إلا أنه يبدو أكثر قلقاً بشأن عجزه في هذه المسألة أكثر من استعداده للتعامل مع معاناة رنا. وفي وقت قصير بدأ يفقد صبره مع معاناتها الصامتة.

مطاردة الجاني

من أجل الحفاظ على ماء الوجه يقرر الزوجان عدم الذهاب إلى الشرطة، فهذا من وجهة نظرهما لن يؤدي إلا إلى مزيد من المتاعب. لذلك يبدأ عماد في محاولة العثور على الجاني. تقول رنا إنها لا تستطيع أن تتذكر ما حدث أو حتى شكل المعتدي، لذلك ليس لدى عماد الكثير ليواصل بحثه. لكنه يكتشف بعض النقود وبعض المفاتيح وهاتف محمول تركه المهاجم على عجل، وبهذه الأشياء يبدأ بمحاولة مطاردته.

يتطور هذا الجزء من الفيلم إلى حد كبير مثل قصة بوليسية تقليدية، حيث يتعثر عماد لكنه يكشف تدريجياً عن بعض الأدلة. ويبدو أيضاً أنه أصبح أكثر هوساً بالانتقام حيث يبدأ في الاقتراب من الإمساك بشخص ما.

العثور على الجاني

في النهاية وبعد عدد من الأحداث، يكتشف عماد مهاجم رنا ويقبض عليه. اتضح أنه ليس الشخص الذي يشتبه عماد فيه في الأصل، ولكنه بدلاً من ذلك شخص عجوز ومريض وضعيف. وفي هذه المرحلة يبدأ المشاهد في رؤية خط قصة الانتقام من وجهات نظر متعددة. عماد غير متأكد مما يريده في هذه المرحلة، لكن بما أنه يشعر أنه هو نفسه قد تعرض للإذلال، فإنه يريد إخضاع المعتدي لأقصى قدر من الإذلال.

اقرأ أيضًا: مراجعة فيلم A Hero: نكسة واضحة بمعايير فرهادي السينمائية

تحليل فيلم The Salesman

قصة فيلم The Salesman
مشهد من فيلم البائع

الحوادث هي جزء لا يتجزأ من واقع الحياة الزوجية، مثل المرض، والإفلاس، والاعتداء، والعداء، والخيانة، وما إلى ذلك. كل هذه أمثلة على الأحداث التي تعطل النظام البسيط للحياة وتظهر السلوك المتوقع للناس. وفي أوقات الأزمات تنكشف دواخل الناس، ويتحول تعريف الخير والشر، والصواب والخطأ، من الشفافية والوضوح إلى التعتيم والنسبية.

ردود الأفعال

تصبح “رنا” ضحية جسدية ونفسية لاعتداء وبطبيعة الحال تظهر عليها أعراض الإجهاد الحاد الناجم عن الحادث، تصاب بالذهول والجنون والحزن والصدمة. ولا يستطيع البقاء في المنزل بمفرده أو استخدام الحمام والمرحاض. جميع ردود الفعل هذه طبيعية وستحدث في الغالبية العظمى من ضحايا مثل هذا الحادث.

وبطبيعة الحال فإن كل امرأة في هذا الموقف تتوقع من الرجل في حياتها أن يتفهم وضعها الضعيف، وأن يدعمها أكثر مما كان عليه في الماضي. على سبيل المثال تطلب رنا من عماد ألا يتركها بمفردها في المنزل، كما تتوقع منه فهم خوفها وانعدام الأمن وتطلب منه تغيير مكان إقامتهم بأسرع ما يمكن.. هذه التوقعات تبدو للوهلة الأولى مبالغ فيها لعماد وتؤدي إلى نقاشات صغيرة بينهما.

كذلك لا تسمح رنا لعماد بالذهاب إلى الشرطة ومتابعة القضية بشكل قانوني، لأنها تخشى ظهور مثل هذه القصة على الملأ، لذلك تفضل تغيير منزلها والعودة إلى حياتها الطبيعية. كل هذه مشاعر أنثوية نقية وطبيعية صورها المخرج دون أي مبالغة. ومن المتعارف عليه أن جروح أي حادث أو صدمة نفسية سوف تلتئم تدريجياً إذا كانت هناك بيئة آمنة وصحية، وسيعود الشخص ببطء إلى استقراره العقلي السابق.

ولكن يظهر هنا اختلاف مهم في نوع ردود أفعال الرجال والنساء تجاه الحوادث والصدمات، وذلك لاختلاف السياق الاجتماعي الذي حدثت فيه هذه الصدمة. فعماد الذي حاول في البداية وبسبب رفض رنا للمتابعة القانونية نسيان الحادث والتعامل مع الأمر بمسح بقع الدم على الدرج وأخبر نفسه والآخرين أن شيئاً لم يحدث! عندما يواجه نظرة زملائه والكلمات الساخرة لجيرانه يشعر بضغط نفسي كبير، ويجد صعوبة في التكيف مع الموضوع ويشعر أن هذه القصة لها أبعاد أكثر تعقيداً. فهذا الموقف بمثابة انتهاك لاحترامه لذاته وكبرياءه. لذا يخطط للانتقام.

السياق الاجتماعي الإيراني

أشرنا من قبل إلى أن أهم ما يميز فرهادي هو تقديم وجهات نظر متعددة تتعلق بموقف ما، لكن علينا أن نضع في الاعتبار أن المواقف التي تظهر في أغلب أفلام المخرج الإيراني ترتبط بشكل كبير بالسياق الاجتماعي الإيراني، لذا علينا أن نعرف بعض الأمور عن هذا السياق كي نستطيع الحكم جيداً:

إثبات ما هو “صحيح” وإعلانه

عندما تكون هناك وجهات نظر متعددة، فمن المحتمل أن تكون هناك تفسيرات متعددة فيما يتعلق بما هو صحيح من الناحية الواقعية. ففي عالم الطبيعة المادي، غالباً ما تكون هناك عبارات إما صحيحة أو خاطئة. لكن في العالم الاجتماعي للبشر، هناك طبقات اجتماعية متداخلة، لكل منها سياقها المعياري، ونحن جميعاً معتادون على رؤية الأشياء من وجهات نظر متعددة. لذا يمكن أن نقدم للمجتمع بعض المعلومات الخاصة عنا أو التعتيم على بعضها من أجل إخفاء النزاعات الأخلاقية التي يمكن أن تنشأ. وبالتالي فإننا نقدم بشكل انتقائي بعض المعلومات “المعدلة” للآخرين من أجل جعل الأمور تسير بسلاسة. وفي الغالب يميل الإيرانيون إلى إخبار الناس فقط بما يريدون سماعه وليس الحقيقة البحتة. هذا الأمر ظهر بوضوح في فيلم About Elly وفيلم Separation، ويظهر كذلك في فيلم The Salesman.

قدسية مساحة المعيشة الخاصة

الأمر الثاني هو قدسية مساحة المعيشة الخاصة. إننا ندرك جميعاً التمييز بين الفضاء العام والمساحة الخاصة، والتي تحكم كل منهما معايير مختلفة. هذا مهم جداً في إيران. حيث يقدر الكثير من الإيرانيين قدسية مساحاتهم الخاصة، فهذه المساحة تمكنهم من التصرف بحرية نسبية وعدم التعرض لقيود مجتمعية قمعية. لذا يُنظر على انتهاك المساحة الخاصة بالفرد على أنها إهانة شخصية والتعدي على الكرامة.

الحفاظ على ماء الوجه

على الرغم من أن الناس يعتزون بحياتهم الخاصة، إلا أنهم يريدون أيضاً أن يتم احترامهم في الأماكن العامة. قد يعني هذا الانخراط في شكل من أشكال فن البيع الاجتماعي من أجل الحفاظ على صورتهم العامة وعدم التعرض للسخرية الاجتماعية. ويبدو هذا بوضوح في امتناع الناس عن الذهاب إلى الشرطة إذا تعرضوا لجريمة ما، وذلك لتجنب عرض حياتهم الخاصة أمام المجتمع العام.

الانتقام والتسامح

تمثل فكرة الانتقام مشكلة كبيرة لدى الرجال في المجتمع، وفقدان ماء الوجه هو أحد الدوافع الأساسية لذلك. وفي أغلب الأحيان يكون الانتقام المنشود بإذلال وإضعاف الطرف الآخر، لجعله يعاني من رعب فقدان الكرامة. لكن البديل هو التسامح، ولكن من النادر ما نرى الرد على الإساءة هو المغفرة. وعلى الرغم من أن كل الديانات تدعو إلى فكرة التسامح إلا أننا كم مرة نراها؟

الخيارات الأخلاقية

يحاول فرهادي في قصة فيلم The Salesman أن يقدم لنا بعض الخيارات الأخلاقية التي تجعل المشاهد يفكر إذا ما وضع نفسه مكان بطل العمل. هل ستكون مدفوعاً بمشاعرك أم تقمع هذه المشاعر من أجل نهج أكثر عقلانية؟ ما يجعل هذا الموقف معضلة أخلاقية حقيقية هو أن الجاني رجل بسيط نادم بشكل واضح على ما فعله، وما فعله جاء نتيجة شعوره بالإغراء ولم يكن في نيته إيذاء أحد. فلا يوجد شخص شرير في القضية وليس هناك مجرم. إنه مجرد رجل هادئ بسيط ارتكب خطأ.

إن النصف ساعة الأخيرة من الفيلم عبارة عن مسرح خالص، وهذا هو المكان الذي يتم فيه إطلاق كتالوج كامل من الأفكار والأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها. يتحدث هذا الجزء الأخير من الفيلم بشكل أساسي عن أفعالنا – نحن البشر – وعواقب قراراتنا. فالشخصيات لن تتخذ موقفاً رسمياً أمام ما يحدث، بل هي مدفوعة بمشاعر متناقضة. حيث سيحاول البطل حل النزاع بالطريقة التي يعتقد أنها مرضية للغاية، وأكثر انسجاماً مع الأخلاق والعدالة. لكن ما يعتبر عادل بالنسبة له يمكن أن يكون كارثياً بالنسبة للآخرين.

يحاول المخرج طوال قصة فيلم The Salesman ألا يحكم على تصرفات شخصياته، ولا على المجتمع الإيراني من حوله. على سبيل المثال هناك مشهد يكون فيه البطل في سيارة أجرة مشتركة وتطلب امرأة تجلس بجانبه إيقاف السيارة وتغيير الأماكن مع الشاب الجالس في الأمام. هذا المشهد يعمل كدليل على الفصل العميق الموجود في المجتمع الإيراني بين الرجل والمرأة، لكنه يبين بوضوح ما ستؤول إليه نفسية البطل وتفكيره فيما بعد. ففي هذا المشهد لم ينتقد سلوك المرأة العجوز وبرر موقفه أنه ربما كانت تلك المرأة قد مرت بتجربة سيئة مع رجل في وضع مشابه، وعلينا أن نغفر للمرأة وهو ما لم يفعله فيما بعد. كان هذا حديث عماد ذو المبادئ العالية قبل أن يفقد ماء وجهه ويبدأ يفقد اتجاهه. وفي النهاية أصبح بائعاً لنفسه لا يؤمن بما يبيعه.

طاقم التمثيل

تمكن هذا المخرج البارع من إخراج أفضل العروض من ممثليه. إن أبطاله أناس مثلنا، ويمكننا أن نتواصل معهم ونتساءل عما سنفعله لو كانا مكانهم. ويقدم طاقم التمثيل أدوارهم بواقعية منقطعة النظر تأسر المشاهد. حتى أن شهاب حسيني فاز بجائزة أفضل ممثل عن دوره في هذا الفيلم في مهرجان كان السينمائي. وفي المقابل تجسد تارانه عليدووستي شخصية زوجته الأكثر نشاطاً والأكثر مزاجية بشكل رائع. حيث تظهر بوضوح حالتها الذهنية في جميع الأوقات.

اقرأ أيضًا: فيلم Fireworks Wednesday: المياه العكرة تنتظر الجميع

رمزيات فيلم The Salesman

تحليل رمزيات فيلم The Salesman
الرمزية في فيلم البائع

أصغر فرهادي صانع أفلام دقيق، وتمتلئ قصة فيلم The Salesman بالكثير من الاستعارات الرمزية التي تخبرنا عن مدى دقته، وتطور سينماه على مدار الوقت. ففي بداية الفيلم نشاهد صورة لمسرح فارغ يرقد في الظلام، ثم تضيء الأضواء الكاشفة المشهد تدريجياً حتى يصبح مرئياً بشكل كامل في النهاية.

انهيار المبنى

هذه الصورة هي استعارة دقيقة لهدفه السردي. حيث يلفت فرهادي الانتباه إلى التفاصيل المهمة، وبعد ذلك يبدأ في تجميع الأجزاء تدريجياً. ففي هذا المشهد يمكننا أن نرى رمزية للحياة الزوجية بين بطلي العمل، ثم يأتي الدور على اهتزاز منزلهما عندما يتدهور أساسه ويبدأ في الانهيار، وهو ما سيحدث لاحقاً. كذلك الإخلاء كان أول مؤشر على أنهما قد يفقدون مكانتهما في المجتمع.

الزجاج

يصف فرهادي كذلك من خلال رمزية الزجاج الذي يتحطم بسهولة مدى رقة وهشاشة السلوك البرجوازي الجيد. وتبدو جلياً هشاشة هذا السلوك الذي تميز به الزوجان من خلال تحول عماد ببطء إلى فكرة الانتقام لاستعادة شرفه المفقود، كذلك لم يحاول تقديم الدعم العاطفي الذي تحتاجه زوجته إليه بعد سيطرة هذه الفكرة على تفكيره. لقد أثارت هذه الأحداث بداخله شكاً وجودياً.

الشقة المهجورة

يبدأ الزوجان في الانفصال وإهمال بعضهما البعض تدريجياً من خلال الحوار النادر بينهما وتصبح اللقطات التي يجتمعا فيها معاً نادرة للغاية، ويؤكد على ذلك الديكور المستخدم في الشقة الجديدة، وتصل الخلافات إلى ذروتها في شقتهما القديمة المهجورة عندما يحاول عماد نصب فخ للمشتبه به هناك.

المسرحية

إن مسرحية “موت بائع متجول” للكاتب الأمريكي آرثر ميلر كانت خياراً موفقاً داخل قصة فيلم The Salesman، وهي استعارة رمزية أخرى لأحداث الفيلم. وهذه المسرحية تتحدث عن بلدة أمريكية صغيرة تُسحق تحت وطأة الرأسمالية. تدور أحداثها حول عائلة محطمة لا تعاني من الرأسمالية بقدر ما تعاني من عدم قدرتها التعامل معها. وهو ما قصده فرهادي من إدراجها.

اقرأ أيضًا: مراجعة فيلم To Leslie: طائرة ورقية بلا خيط

فيلم The Salesman هو دراما فنية تعرض أفعال الإنسان العاطفية وردود أفعاله في سياق واقع الحياة اليومية من خلال خلق أحداث صغيرة أو أزمات كبيرة، كما تبرز مشاعر عميقة ومتضاربة تظهر الصراعات الداخلية في نفس الإنسان.

وائل الشيمي

كاتب وأديب بدأ مسيرته الأكاديمية في مجال الصحافة، حيث حصل على بكالريوس في هذا المجال، وقاده شغفه بالإنسانية إلى دراسة علم النفس والفلسفة، وقد ساعدته دراسته وقراءاته في فهم أبعاد الشخصية البشرية وتعقيداتها. في روايته "الأجنحة السوداء" صور قضايا الوجود والتحديات النفسية التي يواجهها الإنسان في رحلة بحثه عن الإله، في سياق سردي مشوق يحمل في طياته تأملات فلسفية حول الحياة والموت، الحرية والقيود. كما أطلق في مجموعته القصصية "علامات لا تُمحى" مجموعة من القصص التي تتناول الجوانب المظلمة من التجربة البشرية، تاركاً آثارًا لا تُمحى في ذهن القارئ. إلى جانب أعماله الروائية والقصصية، ساهم الكاتب بالعديد من المقالات النقدية والحوارات الفكرية في الصحف والمجلات والمواقع الإعلامية، حيث شكلت كتاباته مساحة للتفكير والتحليل حول قضايا ثقافية واجتماعية معاصرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعمك يهمنا ❤️

نحن نعمل بجد لتقديم محتوى مجاني ومفيد لك. هل يمكننا الاعتماد على دعمك بتعطيل مانع الإعلانات؟ شكرًا مقدمًا!