فن

تحليل فيلم Three Colors: Red: نهاية ساحرة لملحمة فريدة من نوعها

فيلم Three Colors: Red هو الجزء الثالث والأخير من ثلاثية الألوان للمخرج الرائع كريستوف كيشلوفسكي. يتناول الفيلم موضوع الأخوة وهو بمثابة لغز عن القوة الكونية التي تحدد كيف يلتقي الناس، وكيف يقعون في الحب، وكيف يعيشون، وكيف يموتون. يروي الفيلم ثلاث قصص رائعة تأسر المشاهد بالمشاعر الفياضة والأفكار القيمة. في السطور التالية نتعرف على قصة فيلم Three Colors: Red ثم نستعرض تحليل هذه التحفة الفنية بمزيد من التفصيل.

يمكنك الاطلاع على تحليل الجزء الأول والثاني عبر هذه الروابط:

الجزء الأول: تحليل فيلم Three Colors: Blue: الهروب إلى الحرية

الجزء الثاني: تحليل فيلم Three Colors: White: المساواة بطعم الانتقام

معلومات عن فيلم Three Colors: White

  • البلد: فرنسا | سويسرا | بولندا.
  • اللغة: الفرنسية.
  • تاريخ الإصدار: 23 نوفمبر 1994.
  • المخرج: كريستوف كيشلوفسكي.
  • الكاتب: كريستوف كيشلوفسكي | كريستوف بييسيفيتش | أغنيس هولاند.
  • وقت العرض: 99 دقيقة.
  • النوع: دراما | غموض | رومانسية.
  • التصنيف: (R) للكبار فقط | يحتوي على مشاهد فاضحة.
  • فريق التمثيل: ايرين جاكوب| جان لويس ترينتينانت| جان بيير لوريت.
  • التقييم: 8.1.

قصة فيلم Three Colors: Red

تدور قصة هذا الجزء حول فالنتين وهي فتاة شابة تبلغ من العمر 23 عاماً. ليس لديها أي أفكار حقيقة حول شكل حياتها وكيف تسير. تحب صديق لها لكنه يعمل في إنجلترا، ويتحدثان على الهاتف بصورة شبه يومية. بينما تعمل كعارضة أزياء. وذات ليلة صدمت كلباً عن طريق الخطأ، وعندما قرأت البطاقة المعلقة في رقبته علمت عنوان صاحبه، فذهبت به إليه.

في العنوان المحدد تجد قاض متقاعد يعيش في عزله، ولديه كراهية للناس. لكن ما أثار اهتمامها في منزل القاض أنه كان يتجسس على مكالمات جيرانه الهاتفية عن طريق موجات الراديو. استنكرت فالنتين فعلته ولامته عليها، لكنه أخبرها أنه كان يعمل في السابق قاضياً ولم يكن يعرف الحقيقة كاملة، والآن لديه فرصة لمعرفة الحقيقة كاملة من خلال التجسس على الناس.

تخبره أن بإمكانه أخذ الكلبة إلى طبيب لعلاجها إذا رغب في ذلك، ولكن يبدو أنه لا يهتم بشيء. ومن هنا تذهب لعلاج الكلبة، وتحاول أن تعتني بها. وخلال نزهة في الشارع تهرب منها الكلبة لتذهب إلى منزل صاحبها العجوز، فتذهب فالنتين وراءها. هناك تتعرف على ذلك الساحر العجوز وتنجذب إلى حديثه. وبعد العديد من اللقاءات والمحادثات بين الاثنين، يبدأ القاضي ببطء في تخفيف موقفه المتشدد، بينما تتعلم فالنتين بدورها من تجاربه الحياتية.

هناك قصة أخرى تدور في الخلفية عن محامي شاب يدعى أوجست – وهو جار فالنتين – وعشيقته كارين التي يكتشف خيانتها، ويعرفهما القاضي من خلال التنصت على هواتفهما، وكذلك يعرف مصير الخائن لأن قصته تتكرر فهو نفسه قد خانته زوجته في شبابه. تتقاطع مسارات الجميع في الحياة دون أن يعرفوا بعضهم البعض.

اقرأ أيضًا: مراجعة فيلم Drive My Car: قطعة أدبية معقدة ومثيرة للتفكير

تحليل فيلم Three Colors: Red

قصة فيلم Three Colors: Red
مشهد من فيلم Three Colors: Red

أنهى المخرج البولندي كريستوف كيشلوفسكي مسيرته المجيدة بثلاثية من الأعمال الدرامية الحميمة لاستكشاف المثل العليا الثلاثة للثورة الفرنسية، باستخدام ألوان العلم الفرنسي الثلاثة. حيث يمثل اللون الأزرق والأبيض والأحمر الحرية والمساواة والأخوة على الترتيب.

هل القدر هو ما يتحكم بحياتنا؟ أم نحن قادرون على خلق حياتنا وتحديد مسارها؟ هذه مجرد نظرة مبسطة على الأمور، ولكن فيلم Three Colors: Red يساعدنا على فهم هذا الأمر. إننا قد نعتقد أننا وجدنا أخيراً “توأم روحنا” أو “الشخص المناسب” فهل هذا هو الحال فعلاً؟ وكيف يمكننا أن نعرف أنه لا يوجد احتمال أفضل لم نلتق به من قبل؟


الصدفة والقدر

هناك العديد من الأمثلة المختلفة عن الصدفة والقدر. وكذلك التعايش بين الواقعي واليومي من ناحية وبين الغامض والمعجز من ناحية أخرى هو أحد معطيات فيلم Three Colors: Red. والكثير مما هو جميل في أسلوب كيشلوفسكي ينبع من تخطيطه لحظة بلحظة لذلك السحر. إن ما يظهر ليس عالماً “واقعياً” بأي معنى عادي، ومع ذلك فهو عالم مدرك تماماً ومكثف، ولديه نظرة ثاقبة للعالم الذي نعيش فيه جميعاً. ربما يكون أحد الأسباب التي تجعلنا نقبل التطابقات الغريبة لعالم كيشلوفسكي حتى عندما ترفضها ردودنا العقلانية هو أن الشوارع والسيارات والنوافذ والملصقات والصحف وأجهزة الراديو والتلفزيون والهواتف والمعجزات اليومية التي تحدث تربطنا كل هذه الأشياء معاً.

فالنتين لديها صديق غيور يعيش في إنجلترا وتتواصل معه عبر الهاتف. وتدير صديقة أوجست في شقتها خدمة عن أحوال الطقس عبر الهاتف يستخدمها القاضي بشكل دوري. تعتمد كل هذه الشخصيات الخمس على الهواتف كقنوات اتصال خارج عزلتهم، حتى لو كانوا في كثير من الأحيان يؤكدون وحدتهم فقط.

عندما يمثل القاضي أمام المحكمة بعد اعترافه بارتكاب جريمة، تعلم فالنتين عنها في الصحيفة. وعندما تظهر فالنتين في عرض أزياء، يعرف القاضي الأمر بنفس الطريقة. حتى إذا لم يلتق فالنتين وأوجست مطلقاً، فإن نوافذ شقتهما تؤطر أنشطة بعضهما البعض بشكل متكرر في الشوارع أدناه. الإعلان الضخم عن العلكة الذي تظهر فيه فالنتين يمثل نهاية المطاف في تقاطع مزدحم؛ وبعد ذلك بوقت قصير، تعود إلى شقتها لتجد قفل الباب الأمامي محشواً بالعلكة، على الأرجح نتيجة لهذا الملصق. هناك حادث سيارة يتسبب في اتصال فالنتين بالقاضي، وهو تقاطع مزدحم حيث يُسقط أوجست كتبه القانونية أثناء عبوره الشارع؛ ينفتح كتاب واحد على الصفحة التي تحتوي على إجابة لسؤال رئيسي في امتحان القانون الذي هو على وشك خوضه، وهي فرصة حدثت أيضاً للقاضي قبل سنوات عديدة.

اقرأ أيضًا: تحليل فيلم The Tree of Life: ملحمة روحية تعبر الزمان والمكان والذاكرة

قطع اللغز

مجموعة من الصدف والتوازيات ملحوظة بشكل واضح في حبكة فيلم Three Colors: Red، وربما تبدو مثل هذه الصدف مفتعلة في أفلام أخرى إلا أنها هنا عبارة عن قطع من اللغز الموضوعة في أماكنها الصحيحة. والمغزى الذي يحاول كيشلوفسكي توضيحه هو أن الحياة عبارة عن سلسلة من الحوادث والصدف والأقدار. حادثة الكلب هو التي جمعت بين فالنتين والقاضي، وهناك ثلاث شخصيات في فيلم Three Colors: Red لديهم حبيب مفقود أو غائب. كذلك تُظهر المكالمات الهاتفية المختلفة التي يسمعها القاضي شبكة معقدة من العلاقات والقصص.

فالنتين وأوجست يعيشان في نفس المنطقة، لكن لم ير أحدهما الآخر أبداً. هاتفه هو أحد الهواتف التي يتنصت عليها القاضي. والعلاقة بين القاضي وأوجست أحدهما قاض متقاعد والآخر طالب قانون. كلاهما مر بتجربة مماثلة أثناء اجتياز اختبارهما المبكر. وكلاهما تحمل الخيانة الزوجية على يد امرأة فضلت رجلاً آخر. فهل يمكن أن يكون أوجست هو النسخة الأصغر من القاضي بطريقة خارقة للطبيعة؟ أم أنها مجرد صدفة؟

يبدو أن بعض تصرفات القاضي تعمل بطريقة سحرية تقريباً من أجل الجمع بين فالنتين وأوجست معاً. حيث تسببت محاكمة القاضي في لقاء صديقة “أوغست” بشخص آخر. يخبر القاضي فالنتين أن تركب العبارة المنكوبة التي يركبها أوغست أيضاً. يصف القاضي حلماً تكون فيه فالنتين سعيدة بشخص قد يكون أوجست. هل من الممكن أن يكون للقاضي قوى غامضة خارقة للطبيعة أم إنها مجرد صدف عشوائية أو ربما الأقدار؟

اقرأ أيضًا: تحليل فيلم Mulholland Drive: فن التلاعب بالعقول

لماذا نفعل الخير؟

ربما يكون السؤال الرئيسي لفيلم Three Colors: Red هو ما الذي يجعل المرء يفعل شيئاً صالحاً؟ وهل ما يبدو أنه سلوكاً خالياً من الأنانية هو بالفعل كذلك؟ لم يساعد بطلا الجزئين الأول والثاني الشخص العجوز في التخلص من الزجاجة. ومن هنا يعتقد القاضي الساخر أن القوة الدافعة لفعل الخير هي تخفيف الشعور بالذنب؛ إذن فهي أنانية بحتة. إنها ليست رغبة في فعل الخير، لكنها الخوف من تأنيب الضمير.

في البداية ساعدت فالنتين الكلب المصاب. ولكن هل كان ذلك لمجرد فعل الخير، أم خوفاً من تأنيب الضمير والشعور بالذنب فيما بعد. ثم علمت بعد ذلك أن القاضي يتجسس على جيرانه، ويستمع إلى محادثتهم ويعرف عن حياتهم الشخصية وأسرارها ونجاحاتهم وإخفاقاتهم. وعندما أرادت الكشف عن الحقيقة لجيران القاضي، تقرر التخلي عن سعيها بعد أن علمت أن الحقيقة يمكن أن تكون مؤلمة للغاية في بعض الأحيان. ومن هنا قررت السماح لهذا الرجل بمواصلة خيانة زوجته. أما سبب قيامها بذلك هو أنها ترى أسرة سعيدة. لذا تفضل ترك كل شيء على ما هو عليه، بدلاً من تدمير حياتهم.

اقرأ أيضًا: تحليل فيلم The Double Life of Véronique: لغز يُشبه الحياة

الشعور بالإخاء

هناك نوع من العلاقة تتطور بين فالنتين والقاضي. لكن هذا ليس حباً، إنه شعور بالأخوة. فهذا الفيلم يدور حول كيف يمكن للقدر أن يغير الأشياء. وكيف يمكن أن يكون هناك توافق تام بين شخصين دون الوصول إلى المتعة العاطفية الكاملة بسبب القيود الاجتماعية والجسدية والعقلية. إنهم أكثر بكثير من مجرد أصدقاء، فالأمر يتجاوز ذلك، لكنهم ليسا عشاقاً. إنهما يتشاركان الأفكار والعواطف، لكنهم نادراً ما يلمسان بعضهم البعض.

مع تقدم فيلم Three Colors: Red، يروي القاضي قصته، والتي تتوازى من نواح كثيرة مع قصة أوجست. حيث وجد امرأة يعتقد أنها الأفضل بالنسبة له، لكنها بعد ذلك خانته. بطريقة ما، فالنتين هي المرأة التي لم يقابلها من قبل. وهي تلك المرأة التي كان يبحث عنها، لكن الوقت والظروف الاجتماعية تجعل من الصعب عليهما تجاوزها. ما يتطور بين فالنتين والقاضي هو رابطة لا تصدق تتجاوز الجاذبية الجسدية؛ فأرواحهما واحدة، ويتشاركان أشياء لا يمكنهما مشاركتها مع أي شخص آخر. وجدت فالنتين أخيراً شخصية الأب التي تحتاجها لإكمال حياتها، بينما تساعد القاضي على الخروج من يأسه، وإعادة اكتشاف متعة الحياة، ونسيان ما حدث له.

اقرأ أيضًا: تحليل فيلم Cloud Atlas: رحلة الروح الأبدية

رمزية اللون الأحمر

رمزيات فيلم Three Colors: Red
مشهد من فيلم Three Colors: Red

يربط الكثير من الناس اللون الأحمر بالدم والموت. لكن يستخدمه كيشلوفسكي كلون للتفاؤل والأخوة والتواصل بين البشر. يرمز اللون الأحمر إلى الأخوة بين الجميع، وقد استخدمه كيشلوفسكي في العديد من العناصر داخل فيلمه. حيث نجد السيارات الحمراء، ملابس البطلة، لافتات المحال التجارية، أثاث المنزل، وحتى الإعلانات على الطريق. بينما تجسد فالنتين مفهوم الأخوة نفسها بشكل نقي، في حين يجسد القاضي جوزيف النقيض، فهو يعيش بمفرده في عزلة، بلا عائلة أو أصدقاء، وبالإضافة إلى ذلك يرتكب بعض الأفعال الأخلاقية المشكوك فيها. يواجه الاثنان رؤيتهما للإخاء ويستجوبان كل منهما الآخر، مما يخلق في النهاية علاقة صداقة ومودة وأخيراً إخاء.

اقرأ أيضًا: تحليل فيلم possession: فيلم ملعون لا يمكن نسيانه

الكلاب في القصة

كما تعودنا في جميع الأجزاء من هذه الثلاثية تتداخل الألوان الثلاثة معاً. وكان هناك حضوراً واضحاً للون الأزرق والأبيض في هذا العمل، لكن الغريب في الأمر هو وجود الحيوانات الأليفة وعلى وجه التحديد الكلاب. فلماذا يعطي كيشلوفسكي أهمية لهذا الأمر هنا فجأة؟ يتناول الفيلم موضوع عن الإخاء، والمودة والصداقة، وكما نعلم جميعاً في الثقافة الشعبية أن الكلب هو أفضل صديق للإنسان، لذا كان وضع الكلاب داخل هذه القصة أمراً مثالياً.

اقرأ أيضًا: تحليل فيلم The Father: تحفة مفجعة تلمسك من الداخل

رمي الزجاجة

هذه الرمزية الرائعة أردنا ترك تفسيرها حتى الجزء الأخير الذي نحن بصدده. لقد ظهر وتكرر بالفعل في الأجزاء الثلاثة مشهد لعجوز تحاول أن تُلقي بالزجاجة الفارغة في الصندوق. لكنها تعاني في رفعه إلى حاوية المهملات. إنه مشهد يومي متكرر، ويمكن أن نصادفه العديد من المرات في حياتنا اليومية، لكنه في يد الرائع كيشلوفسكي يصبح ذات أهمية كبرى.

في الجزء الأول “الأزرق” ترى جولي كيف تحاول المرأة العجوز رمي الزجاجة، ولكنها ضعيفة وقصيرة ولا تصل إلى الحاوية. جولي تنظر إليها، لكن ويبدو وكأنها لا ترى أي شيء، فهي حرة، وعلى هذا النحو، فلا أحد يستطيع أن يزعجها أو يجبرها على فعل شيء.

في الجزء الثاني “الأبيض” يرى كارول الذي ينام في ذلك الوقت في الشارع بعد أن طلقته زوجته وحصلت على أمواله نفس المشهد. وفي هذه المناسبة يرى البولندي جهود الرجل العجوز لرمي الزجاجة ويبتسم فقط، فهو يرى أننا جميعاً متساويون، لذا لا داعي للمساعدة.

أخيراً في الجزء الأخير “الأحمر” ترى فالنتين –  ايرين جاكوب – نفس المشهد. وهنا دون تردد تتعامل الشابة وتساعد العجوز على دفع الزجاجة إلى الحاوية. وهكذا يوضح كيشلوفسكي مفهوم الأخوة.

اقرأ أيضًا: فيلم Betty Blue: ملحمة فرنسية عن الحب والهوس والجنون

البكاء في ثلاثية كيشلوفسكي

هناك أمر أخر يجب الانتباه له في الأجزاء الثلاثة، وهي بكاء الأبطال، ففي الجزء الأول “الأزرق” تبكي جولي في نهاية الفيلم بعد أن أدركت أنها تخلصت من حياتها السابقة وماضيها. وانتهى بها الأمر إلى بدء علاقة جديدة مع أوليفييه.

وفي الجزء الثاني “الأبيض” يبكي كارول في النهاية لأن دومينيك قد انتهى بها الأمر في السجن ولن يكونا معاً بعد الآن، لكن دموعه كانت دموع الفرح بعد أن حصل أخيراً على المساواة.

أما في الجزء الأخير “الأحمر” نرى القاضي يبكي بعد أن شعر بالارتياح والسعادة، والتسليم بالشعور بالإخاء، وذلك بعد أن علم أن فالنتين آمنة وربما سيراها مرة أخرى.

وفي النهاية يحصل الأبطال على الحرية والمساواة والإخاء، ولكن كيشلوفسكي يتيح لنا أيضاً رؤية أن كل شيء أسود أو أبيض، وأن البشر لهم دور سلبي تتحكم به الأنانية والإهمال الذي يسود علاقاتنا مع الآخرين. إن حقيقة جمع أبطال جميع الأجزاء في نهاية الثلاثية بمثابة وضع تاج ذهبي على واحدة من أجمل التحف الفنية في تاريخ السينما.

يصر كيشلوفسكي على الغوص في أعماق الروح البشرية التي لا نهاية لها. إنها تبحث عن بصيص من الضوء تحت ظلامها، تبحث عن المصدر والبراءة الطبيعية التي توحد المسارات المتوازية. إن الأخوة التي يعلنها في فيلم Three Colors: Red ليست أكثر من الفهم المتبادل، والنداء الروحي للتعايش وهذا هو الخلاص الوحيد للناس على هذه الأرض. إنه الحب الذي يأتي منه العالم.


 لا تزال هذه السلسلة من الأفلام تمثل غموضاً لا متناهي – على الأقل بالنسبة لي – وذلك بعد العديد من المشاهدات التي أخرج منها في كل مرة بشيء جديد. ينتابني شعوراً حين المشاهدة بأنني أدركت كل معانيه وثرواته، لكن سرعان ما يخيب ظني في المشاهدة التالية.

وائل الشيمي

كاتب وأديب بدأ مسيرته الأكاديمية في مجال الصحافة، حيث حصل على بكالريوس في هذا المجال، وقاده شغفه بالإنسانية إلى دراسة علم النفس والفلسفة، وقد ساعدته دراسته وقراءاته في فهم أبعاد الشخصية البشرية وتعقيداتها. في روايته "الأجنحة السوداء" صور قضايا الوجود والتحديات النفسية التي يواجهها الإنسان في رحلة بحثه عن الإله، في سياق سردي مشوق يحمل في طياته تأملات فلسفية حول الحياة والموت، الحرية والقيود. كما أطلق في مجموعته القصصية "علامات لا تُمحى" مجموعة من القصص التي تتناول الجوانب المظلمة من التجربة البشرية، تاركاً آثارًا لا تُمحى في ذهن القارئ. إلى جانب أعماله الروائية والقصصية، ساهم الكاتب بالعديد من المقالات النقدية والحوارات الفكرية في الصحف والمجلات والمواقع الإعلامية، حيث شكلت كتاباته مساحة للتفكير والتحليل حول قضايا ثقافية واجتماعية معاصرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعمك يهمنا ❤️

نحن نعمل بجد لتقديم محتوى مجاني ومفيد لك. هل يمكننا الاعتماد على دعمك بتعطيل مانع الإعلانات؟ شكرًا مقدمًا!