سور الصين العظيم: أعجوبة معمارية خالدة

You are currently viewing سور الصين العظيم: أعجوبة معمارية خالدة
خفايا سور الصين العظيم

سور الصين العظيم هو أحد المعالم الأثرية التي استحوذت على اهتمام الباحثين والمؤرخين والرحالة على مر القرون، ولما لا؟ فهناك العديد من الحقائق الغريبة عن الصين التي تقدم لنا أمة مليئة بالألغاز والعجائب، من معابد أسلافها، وفنون الطهي، إلى الثقافة الفريدة من نوعها. سنتحدث اليوم عن هذا البناء القديم الذي يظهر في البطاقات البريدية والأفلام، وفي أحلام من يريد السفر واكتشاف العالم. في السطور التالية نخوض رحلة عبر الزمن لنتعرف على أكثر الأشياء المثيرة للاهتمام في سور الصين العظيم.

ما هو سور الصين العظيم؟

سور الصين العظيم عبارة عن حصن بُني بين القرن الخامس قبل الميلاد والقرن السابع عشر الميلادي في شمال الصين، والهدف من بناؤه صد غزوات القبائل البدوية التي تأتي من منغوليا. ويعد سور الصين العظيم أكبر عمل هندسي تم تطويره في التاريخ. وقد أدرجته منظمة اليونسكو كموقع للتراث العالمي في عام 1987، وبعد ثلاثين عاماً – أي في عام 2007 – فاز هذا البناء بالمسابقة العامة لعجائب الدنيا السبع الجديدة.  

يقع سور الصين العظيم في شمال الصين، على حدود صحراء جوبي (منغوليا) وكوريا الشمالية. وهو يغطي مقاطعات جيلين وخونان وشاندونغ وسيتشوان وخنان وقانسو وشانشي وخبي وكوينهاي وهوبى ولياونينغ وشينجيانغ ومنغوليا الداخلية ونينغشيا وبكين وتيانجين.

استغلت الأسر الحاكمة العبيد في العمل بالسخرة لبناء هذا الصرح العملاق. وتسبب بنائه في الكثير من الوفيات، حتى اشتهر موقع سور الصين العظيم كونه أكبر مقبرة في العالم. كما انتشرت شائعات تدور حول استخدام رفات العبيد كمواد بناء، لكن الأبحاث دحضت هذه الأسطورة[1]. وهناك أسطورة أخرى تقول إنه يمكن رؤية سور الصين العظيم من الفضاء، لكن هذا ليس صحيحاً أيضاً. إذن ما الذي نعرفه حقاً عن هذه الأعجوبة الهندسية؟ دعونا نتعرف على السمات الرئيسية لسور الصين العظيم، وما هو تاريخه، وكيف بُني؟


ملامح سور الصين العظيم

موقع سور الصين العظيم
سور الصين العظيم من أعلى

شُيد سور الصين العظيم في الأصل كحصن دفاعي. حيث يعبر الصحاري والجروف والأنهار والجبال التي يزيد ارتفاعها عن ألفي متر. وهو مقسم إلى أقسام مختلفة استفادت من التضاريس الطبيعية لتبدو وكأنها امتداد لجدران السور.

الطول والارتفاع

دعونا نبدأ هذه الرحلة الثقافية والتاريخية بالحديث عن طوله وارتفاعه الهائل. لقد كان يُعتقد في البداية أن طول السور يبلغ حوالي ثمانية آلاف كيلومتر، لكن القياسات الحديثة أظهرت أنه أكبر بكثير من ذلك. حيث يبلغ طول السور الإجمالي حوالي 21 ألف كيلومتر. لكن لم يتم الحفاظ على هذا الطول في حالة جيدة، فالجزء السياحي منه في حالة صيانة جيدة جداً، إلا أن آلاف الكيلومترات الأخرى متدهورة تماماً. أما بالنسبة لارتفاع سور الصين العظيم فيبلغ حوالي 7 أمتار، بينما يمكن أن تصل أبراجه إلى حوالي 12 متراً، وتختلف هذه القياسات حسب القسم.

العناصر

كان الهدف الأساسي من بناء سور الصين العظيم استخدامه كنظام دفاعي معقد، لذا فهو يتكون من عدد من الأقسام والعناصر المعمارية التي تناسب هذا النظام، ومن بينها:

  • الجدران الصلبة، والشرفات والفتحات.
  • أبراج المراقبة.
  • الثكنات.
  • البوابات والممرات.
  • درج البناء – السلالم.

مواد البناء

تختلف مواد بناء سور الصين العظيم[2] حسب المرحلة. حيث استخدم في البداية التربة والحصى المدكوك في طبقات. وفي وقت لاحق، تم تضمين الأغصان والصخور والطوب والملاط المصنوعة من دقيق الأرز. وكانت الصخور من أصل محلي، لذلك نجد استخدام الحجر الجيري في بعض المناطق، والجرانيت في مناطق أخرى، وأحجار ذات محتوى معدني معين في أخرى، مما أعطى الجدار مظهراً لامعاً. بينما كان لدى الصينيين أفرانهم الخاصة بصنع الطوب، وغالباً ما كان الحرفيون ينحتون أسمائهم عليها.

تاريخ سور الصين العظيم

كانت الصين في القرن السابع قبل الميلاد عبارة عن مجموعة من الدول الزراعية الصغيرة التي تحارب بعضها البعض من أجل توسيع رقعتها، ولذلك جربوا العديد من الوسائل المختلفة للدفاع عن أنفسهم ضد هجمات الدول الأخرى. وبدأ الأمر ببناء بعض جدران الحماية. مرت خمسة قرون على هذه الصراعات ولم يتبق منها سوى دولتان، إحداهما قادها المحارب تشين شي هوانغ الذي استطاع هزيمة عدوه ووحد الصين في إمبراطورية واحدة، وهكذا أصبح تشين شي هوانغ الإمبراطور الأول وأسس أسرة تشين.

سلالة تشين (221-206 قبل الميلاد)

تاريخ سور الصين العظيم
خريطة سور الصين في عهد سلالة تشين. يغطي المشروع 5000 كيلومتر.

كان على تشين شي هوانغ أن يقاتل ضد عدو شرس لا يكل، وهو مجموعة من قبائل البدو الرحل (شيونغنو) القادمة من منغوليا[3]. شنت قبائل شيونغنو العديد من الهجمات على الصين للاستيلاء على السلع والبضائع والمنتجات الصينية. ولم يتوقف الأمر على ذلك، بل وصل إلى درجة سرقة السكان المحليين أيضاً. ومن هنا قرر الإمبراطور الأول بناء نظام دفاعي ليكون بمثابة حصن ينقذ قوات جيشه أثناء الحروب: سور عظيم يبلغ طوله حوالي خمسة آلاف كيلومتر على الحدود الشمالية. كما أمر بالاستفادة من بعض الجدران الموجودة مسبقاً.

اكتمل العمل العظيم في عشر سنوات بعد استخدام العبيد في العمل بالسخرة، وخلال تنفيذه، كان هناك ما لا يقل عن مليون حالة وفاة. بينما أدت التكلفة الاقتصادية للجدار إلى ارتفاع الضرائب. ومن هنا ثار الشعب وانتفض بعد أن سئم من سفك الدماء، واندلعت حرب أهلية، وبعدها تٌرك الجدار وأُهمل.

سلالة هان (206 ق.م – 220 م)

تاريخ سور الصين العظيم
خريطة سور الصين في عهد سلالة هان: قاموا بترميم جزء من سور سلالة تشين وأضافوا 500 كيلومتر

بعد الحرب الأهلية عام 206 قبل الميلاد، جاءت سلالة هان[4] إلى العرش، وكان عليها أيضاً التعامل مع العدو الآتي من الشمال. لقد حاولوا احتواء طموحهم من خلال تسهيل التجارة ورشوتهم بالهدايا، لكن السلام بينهما كان متقطعاً. وكان لابد من تأمين الحماية اللازمة، وهكذا، أعاد الهان بناء الجدار، وأنشأوا قسماً جديداً يبلغ طوله حوالي خمسمائة متر في صحراء جوبي. كان الغرض منه حماية طرق التجارة مع الغرب، وتم إنشاء أسواق حول بوابات الجدار، المدخل الوحيد للإمبراطورية.

فترة الهدوء النسبي

بعد سقوط أسرة هان في عام 220 بعد الميلاد، لم تقم السلالات التي تلت ذلك بإجراء تغييرات كبيرة على سور الصين العظيم. أي لم تكن هناك تغييرات كبيرة، وبالكاد تم ترميم بعض الأجزاء الأكثر تدهوراً. كانت الإنشاءات الجديدة قليلة، ولم تحدث إلا بين القرنين الخامس والسابع بعد الميلاد، وبعد ذلك، بين القرنين الحادي عشر والثالث عشر، حتى وصلت سلالة يوان إلى السلطة في عام 1271.

سلالة مينغ (1368-1644)

تاريخ سور الصين العظيم
خريطة سور الصين في عهد أسرة مينغ. قاموا ببناء أكثر من 7000 كيلومتر من الأسوار الجديدة.

غزا المغول الصين تحت قيادة جنكيز خان في القرن الثالث عشر، وبعد وفاته، تمكن حفيده، كوبلاي خان، من الاستيلاء على السلطة وأسس سلالة يوان[5] التي حكمت من 1279 إلى 1368. ولم يكن كافياً إعادة بناء الأجزاء المتدهورة من السور، حيث نشأت الحاجة أيضاً إلى إغلاق الحدود الشمالية للإمبراطورية تماماً. بعد ذلك، قام قائد الجيش تشي جيجوانغ (1528-1588) بتنفيذ سور أسرة مينغ. وقد وصل إلى خصائص لم يسبق لها مثيل من قبل. لقد تم التخطيط لبناء أكثر من سبعة آلاف كيلومتر جديد، مما يجعل جدار مينغ أطول جزء من التحصين بأكمله. إلى جانب هذا، كان أكثر تطوراً من جميع الجدران السابقة. حيث أتقنوا تقنية البناء ووسعوا وظائفها ودمجوا جواهر فنية حقيقية في أهم الأقسام التي تشهد على ثراء وقوة الإمبراطورية.

كيف تم بناء سور الصين العظيم

كيف بُني سور الصين العظيم
قسم من الجدار مبني بالحصى الرملي والفروع والماء.

في تلك الأزمة السحيقة لم يكن هناك مهندسون أو معماريون، ولا حفارات أو آلات. لقد تطلب بناء السور العظيم جهداً بشرياً هائلاً، ربما هو الأعظم في التاريخ. تشير التقديرات إلى أنه في كل السنوات التي استغرقها بناؤه، شارك في المتوسط ​​ما بين 500000 إلى مليون ونصف المليون رجل. كما احتاج البناء إلى أكثر من 100 مليون طن من الطوب والحجر والتراب، وكان لا بد من نقلها من مكان إلى آخر في البلاد، ثم تجميعها لبناء السور. وشارك في العمل جنود وفلاحون وسجناء وحيوانات، ولم يكن لديهم سوى أدوات بدائية مثل أنظمة الحبال والخشب والسلال.

تنوعت تقنيات بناء الجدار الصيني عبر السلالات الحاكمة، لكنهم جميعاً استخدموا السخرة. وهو الأمر الذي لم يكن يحظ بشعبية كبيرة بين عامة الناس. وفي جميع المراحل التاريخية لبناء سور الصين العظيم تم استخدام نفس التقنية التي ابتكرتها أسرة تشين: التربة المضغوطة. ومع مرور القرون أُدخلت العديد من موارد البناء الأخرى. دعونا نرى كيف تمت هذه العملية.

المرحلة الأولى

بُني الجزء الأكبر من سور الصين العظيم في عهد أسرة تشين باستخدام تقنية التربة المضغوطة. حيث يتم صنع طبقات باستخدام قوالب خشبية مملوءة بالتراب، ويضاف الماء لضغطها. وكان على العمال توخي الحذر لإزالة أي بذور أو براعم من الأرض يمكن أن تنمو في التربة الرطبة وتضر بالهيكل من الداخل. وبمجرد اكتمال الطبقة، تتم إزالة القوالب، ورفع الدرجة، وتكرار العملية لإضافة طبقة أخرى. تكشف تقنية البناء هذه أنه لا يمكن استخدام السور لصد الهجمات، ولكن لتأخيرها وإرهاق المغول. وبهذه الطريقة، سيتم أيضاً تقليل كمية الطاقة البشرية المطلوبة وسيكون هناك عدد أقل من الضحايا.

المرحلة الثانية

كانت هذه هي التنقية هي المستخدمة على مر السنوات، على الرغم من اختلاف مواد البناء في المراحل المختلفة. حيث بدأ استخدام الحصى الرملي وفروع أشجار الصفصاف الأحمر في عهد أسرة هان. وقد اتبعوا نفس المبدأ الأساسي: القوالب الخشبية تسمح بصب الحصى فيها وتخفيفها لتحقيق تأثير هائل. وبمجرد ضغط الحصى، يتم وضع طبقة من أغصان الصفصاف الجافة، مما يسهل وضع الطبقات وجعل الجدار أقوى.

المرحلة الثالثة

تميز جدار سلالة مينج بالكمال التقني، وذلك بفضل تطور تقنيات البناء في العصور الوسطى. فلم يعد يقتصر على التراب أو الحصى، بل استخدم الحجر والطوب، وكان يتم تثبيت الحجر باستخدام نوع من الملاط – الأسمنت – غير قابل للتلف تقريباً. صُنع هذا الملاط من دقيق الأرز والجير والتراب. بينما أتاحت التقنية الجديدة تحسين كفاءة البناء على المنحدرات الجبلية.

لم يكن سور الصين العظيم في فترة سلالة مينغ يحتوي فقط على البوابات والحصون والأبراج، بل كان لديه أيضاً نظام أسلحة نارية لصد هجمات العدو. فبعد اختراع البارود، طور الصينيون المدافع والقنابل اليدوية والألغام. كان هذا الجزء من سور الصين العظيم مزود أيضاً بنظام تصريف المياه الذي يمنع تراكمه. كما كانت العديد من أجزاء السور لها زخارف غنية، لتدل على الثروة والقوة.

هيكل سور الصين العظيم

كان سور الصين العظيم نظاماً دفاعياً معقداً للغاية، ولم يكن مجرد حصن دفاعي فحسب، بل مكان للانتشار الكامل للوحدات العسكرية سواء للمراقبة أو القتال، فضلاً عن أنظمة الصرف الصحي والبوابات، والأبراج. دعونا نرى مما يتكون سور الصين العظيم وما أهم ما يميزه.

الحصون وأبراج المراقبة

أقسام سور الصين العظيم
حصن على سور الصين

كانت أبراج المراقبة عبارة عن مبانٍ ترتفع عمودياً فوق الجدران، لرصد هجوم العدو في الوقت المناسب. وقد تم إحصاء حوالي 24000 برج مراقبة. كما جُهزت هذه الأبراج بأنظمة اتصالات لتنبيه القوات. وكانت أنظمة الاتصالات عبارة عن إشارات الدخان والأعلام، والإشارات الضوئية التي تستخدم في الليل. يبلغ ارتفاع كل برج من أبراج المراقبة حوالي 15 متراً ويستوعب ما بين 30 إلى 50 جندي. حيث كان على جنود المراقبة قضاء الليل فيها في نوبات مدتها أربعة أشهر.

كانت الثكنات أو الحصون أماكن يعيش فيها الجنود ويتدربون. وفي بعض الأحيان تدمج الحصون مع أبراج المراقبة، وفي أحيان أخرى تكون هياكل متجاورة. وكان بداخل الثكنات كل ما يلزم الجنود من أدوات سواء أسلحة أو ذخائر أو مستلزمات طبية.

البوابات والممرات

عجائب الدنيا السبع
إحدى بوابات الجدار

يشتمل سور الصين العظيم على بوابات وممرات في نقاط استراتيجية، وكان الغرض منها في ذلك الوقت تسهيل التجارة. خلقت هذه البوابات الأبواب حياة تجارية نشطة للغاية من حولها، حيث التقى عندها المصدرون والمستوردون من جميع أنحاء العالم. وفيما بعد استخدمت هذه البوابات والممرات كنقاط هجوم ودفاع ضد أي غزو. وتنتشر هذه البوابات على طول سور الصين العظيم.

جدران سور الصين العظيم

أهم الآثار في التاريخ
صورة للجدار

اقتصرت وظيفة الجدران في البداية على تأخير هجمات الغزاة. وأصبحت أكثر تعقيداً على مر السنين. حيث اشتملت على نقاط هجوم بالأسلحة النارية. وقد وصلت الأسوار إلى ارتفاعات قريبة من 10 أمتار في بعض الأماكن.

الثغرات

شكل سور الصين العظيم
الثغرات والفتحات على الجدارن

كانت الأسوار عبارة عن كتل حجرية تعلو الجدار، ويفصل بينها مسافة تسمح بوضع المدافع فيها للدفاع. هذه الثغرات هي فتحات صغيرة في قلب الجدران تتمثل وظيفتها في السماح باستخدام الأقواس المستعرضة أو غيرها من الأسلحة بعيدة المدى، مع حماية الجندي.

السلالم 

عجائب الدنيا السبع
سلالم الجدار. لاحظ أيضاً الجدران المبنية من الطوب ذات الثغرات.

تجنب مهندسو سور الصين العظيم استخدام السلالم لتسهيل أنشطة النقل، ومع ذلك، يمكن العثور على بعض منها في أجزاء متفرقة من السور. هذا بالإضافة إلى تجهيز السور بنظام تصريف يسمح بتصريف المياه. وقد ساعد هذا ليس فقط على تصريف المياه، ولكن أيضاً على صلابة الهيكل.

حقائق مثيرة للاهتمام

كان ولا يزال سور الصين العظيم أعجوبة معمارية رائعة، ونظراً لصمود هذه الأعجوبة في وجه الزمن، انتشرت الكثير من الأساطير حوله على ألسنة الناس، سوا كانوا من السائحين الذين زاروا السور، أو الرحالة، أو حتى السكان المحليين. دعونا نتعرف على بعض الأساطير التي انتشرت حوله وبعض الحقائق المثيرة الأخرى.

هل بني سور الصين العظيم بعظام الإنسان؟

هذه إحدى الأساطير التي انتشرت على مر السنين. والحقيقة أنه لا يوجد دليل علمي يثبت ذلك. فكل مواد البناء التي بُني بها السور قد استعرضناها آنفاً، وهي التربة والجير والطوب والجرانيت والحجر، لكن ظهرت هذه الأسطورة نتيجة موت الآلاف بل الملايين من العبيد أثناء عملهم في البناء. وهو ما دعا البعض لافتراض دفن جثث هؤلاء في أساسات البناء، لكن ليس هناك أي دليل على ذلك.

 هل يمكن رؤية سور الصين العظيم من الفضاء؟

من بين الأشياء الغريبة الأخرى التي تميز سور الصين العظيم والتي غذت أسطورته العظيمة هو أنه يمكن مشاهدته من الفضاء. والحقيقة هي أن الأمر ليس كذلك. صحيح أنه طويل للغاية، ويبلغ سمكه في المتوسط حوالي تسعة أمتار، لكن هذا لا يسمح برؤيته من الفضاء. وقد ظهرت هذه الأسطورة نتيجة زعم بعض رواد الفضاء أنهم شاهدوه، لكن في الواقع كان هذا مجرد ارتباك بسيط، فما رأوه كان نهراً.

هل كان اسمه دائماً “سور الصين العظيم”؟

عُرف هذا الجدار على مر السنوات بالعديد من الأسماء على سبيل المثال، الحاجز، والحصن، وتنين الأرض، ولم يطلق عليه اسم سور الصين العظيم سوى في القرن التاسع عشر، وهو الاسم الذي تم الحفاظ عليه حتى يومنا هذا. وعلى الرغم من طوله وأبعاده العظيمة إلا أنه لم يعلم أحد خارج الصين بوجوده حتى عام 1605، وهو التاريخ الذي زار فيه الصين مستكشف برتغالي، وأبلغ بقية العالم باكتشافه.

هل كان سبب بناءه الدفاع فقط؟

على الرغم من أن هدف بناء السور الأساسي كان للدفاع عن الصين ضد الهجمات الخارجية للمغول، إلا أن هناك حقيقة مثيرة للاهتمام تشير إلى أن هذا البناء الذي يبلغ طوله أكثر من 21000 كيلومتر كان يمكن بسهولة تشتيت القوات الصينية على طول السور بأكمله، مما يمنح المغول فرصة سانحة لتركيز هجومهم على نقطة محددة. لكن الهدف الرئيسي من بناء هذا السور هو أن الصينيين كانوا يعلمون أن قوة الجيش المغولي تكمن في فرسانه الأقوياء، وإذا أرادوا تجاوز السور سيتعين عليهم ترك كل خيولهم وراءهم. أي أن الهدف من سور الصين العظيم كان إنزال جنود الجيش المنغولي عن خيولهم.

المراجع

[1] Construction Workers: The Perpetuation of Modern-Day Slavery.

[2] Ancient Great Wall building materials reveal environmental changes associated with oases in northwestern China.

[3] China Versus the Barbarians: The First Century of Han-Xiongnu Relations.

[4] Han dynasty, 206 BCE–220 CE.

[5] Yuan Dynasty.

This Post Has 4 Comments

  1. كاظم العراقي

    شعب الصين طول عمره جبار

  2. غير معروف

    من اعظم الأبنية الهندسية في العالم

اترك تعليقاً