جبل شاستا الغامض: أساطير الجبل المقدس

You are currently viewing جبل شاستا الغامض: أساطير الجبل المقدس
أساطير جبل شاستا الغامض

يتوق الجميع لسماع القصص الغامضة التي تدور حول العوالم الغريبة، والظواهر الغامضة التي ليس لها تفسير. ولكن جبل شاستا لا مثيل له في الأساطير والحكايات التي نُسجت حول هذا العملاق المنعزل الغارق في سباته، ولا يزال يحرس أسراره. إنه أسطورة وواجهة شديدة الغرابة. دعونا نخوض رحلة إلى العالم المجهول لجبل شاستا الغامض، لنتعرف من خلالها على الأساطير الغريبة التي دارت حوله.

أساطير جبل شاستا

جبل شاستا هو جبل مهيب يقع في منطقة جبال كاسكيد داخل مقاطعة سيسكيو بشمال كاليفورنيا. وهو بركان خامد يرتفع إلى أكثر من 14162 قدماً فوق مستوى سطح البحر. بينما يعد أحد أعلى القمم البركانية في الولايات المتحدة. إنه أكثر من مجرد جبل بركاني، فهو أحد أكثر المواقع المقدسة على هذا الكوكب. ويمثل الجبل – كما يقال في الأساطير – وجهة للملائكة، والمرشدين الروحيين، وسفن الفضاء، وأرباب العوالم الخفية، وموطن الناجين من قارة ليموريا القديمة التي غرقت تحت أمواج المحيط الهادئ منذ ما يزيد قليلاً عن 12000 عام.

جبل شاستا محاط بهرم أرجواني أثيري ضخم، تصل قمته إلى ما هو أبعد من كوكبنا الأرضي، فهو قناة تربط بين المجرات. وهذا الهرم المذهل موجود أيضاً كنسخة مقلوبة من نفسه، ويصل إلى أقصى أعماق الأرض. يمكن وصف جبل شاستا بأنه نقطة دخول الشبكات الضوئية لهذا الكوكب. حيث تذهب معظم الطاقة من قلب المجرة إليه أولاً ثم تنتشر في العالم، وبالتحديد إلى معظم قمم الجبال الأخرى التي تعتبر منارات تغذي شبكات الضوء لهذا الكوكب. كما يمكن رؤية أضواء غريبة أو سماع أصوات غامضة على الجبل.

قارة ليموريا المفقودة

قارة ليموريا المفقودة
صورة تخيليلة لقارة ليموريا المفقودة

هناك العديد من الأنفاق التي تؤدي إلى عمق هذا الجبل المهيب. ومن ثم إلى الأرض المجوفة التي تعتبر موطن سكان جوف الأرض، وكذلك موطن الناجين من غرق قارة ليموريا[1]، فقبل غرق قارتهم، ومع إدراكهم التام للمصير النهائي لقارتهم الحبيبة، استخدم سكان القارة القدماء علومهم المتقدمة وإتقانهم للطاقة والبلورات والصوت والاهتزازات لنحت مدينة شاسعة تحت الأرض بهدف الحفاظ على ثقافتهم وكنوزهم وممتلكاتهم. وقد كتبوا سجلاتهم التاريخية للأرض القديمة بما في ذلك التاريخ الذي ضاع منذ غرق مدينة أتلانتس.

كانت ليموريا ذات يوم قارة شاسعة. لكنها اختفت بين عشية وضحاها في كارثة عظيمة منذ أكثر من 12000 سنة، وغرقت في المحيط الهادئ. بينما تمكن حوالي 25000 من سكان القارة الغارقة في هذا الوقت من نقل أهم مراكزهم الإدارية المختلفة إلى داخل جبل شاستا قبل غرق وطنهم الأم.

سكان جوف الأرض

سكان جبل شاستا
صورة رمزية لسكان قارة ليموريا

لا يزال الناجون من قارة ليموريا المفقودة على قيد الحياة، ويتمتعون بأجساد مادية خالدة، ويعيشون داخل جبل شاستا. إنهم شعب طوال القامة يبلغ طولهم حوالي سبعة أقدام أو أكثر مع شعر طويل متدفق. يرتدون أردية بيضاء وصنادل، ولكن شوهدوا أيضاً بملابس ملونة. ويقال إن لديهم أعناقاً وأجساداً طويلة ونحيلة، ويحبون تزيينها بقلائد جميلة مزخرفة مصنوعة من الخرز أو الحجارة. وقد طوروا حاستهم السادسة، والتي مكنتهم من التواصل مع بعضهم البعض من خلال الإدراك الحساس بشكل خاص.

اعتقد الهنود الأمريكيون أن جنساً غير مرئي من الكائنات يعيشون كأوصياء على الجبل ومنحدراته. ويشيرون إلى هؤلاء باسم “شعب جبل شاستا”، وهم يظهرون بطريقة ما وفي أوقات معينة. ويراهم بعض البشر حول الجبل، فلديهم القدرة على الظهور والاختفاء حسب الرغبة. أما السبب وراء عدم ظهورهم لكثير من الناس هو أن لديهم خوفاً جماعياً من البشر. حيث كان البشر يشوهونهم بشكل خبيث، وهناك أيضاً من يعتقد بأن أشخاصاً من عرق “البيج فوت” والعديد من المخلوقات الغامضة الأخرى قد شوهدوا في بعض مناطق جبل شاستا.

أتقن الليموريون الطاقة الذرية ومهارات التخاطر والاستبصار والإلكترونيات والعلوم. ولديهم التكنولوجيا التي تجعلنا نحن سكان الأرض نبدو وكأننا أطفال صغار يتعلمون المشي للتو. إنهم يتحكمون في معظم تقنياتهم بعقولهم. وكانوا يعرفون كيفية تشغيل القوارب باستخدام الطاقة المنبعثة من البلورات. كما لديهم أسطول من سفن الفضاء يسمى الأسطول الفضي، يستخدمونه للطيران داخل وخارج الجبل وإلى الفضاء.

البحث عن التواصل الروحي

يمكنك بسهولة زيارة جبل شاستا دون أن تقرأ أو تسمع عن هذه الكائنات، ولكن إذا كانت لديك اتصالات سابقة معهم، فقد تنعم ببعض التواصل الروحي اليقظ[2]. حيث يجذب جبل شاستا الزوار من جميع أنحاء العالم، بعضهم يبحث عن البصيرة الروحية، والبعض الآخر يبحث عن المجد في الجمال والعجائب الطبيعية التي تقدمها الطبيعة الأم هنا في جمال جبال الألب الفريد.

يميل جبل شاستا إلى الكشف عن نفسه فقط لأولئك الذين يحترمون الحياة، ويظهرون بهويتهم الحقيقية، ويحترمون الأرض بما تحتويه من جميع المخلوقات. فإذا كنت كذلك سيظهر لك الجبل للحظة أبدية عمق كيانك الحقيقي إذا كنت على استعداد لرؤيته.

حوادث لا يمكن تفسيرها

جبل شاستا والكائنات الروحية
صورة تمثل الكائنات الروحية على جبل شاستا

كانت هناك العديد من الظواهر الخارقة للطبيعة والحوادث التي لا يمكن تفسيرها على جبل شاستا الغامض. حيث لوحظ من وقت لآخر وهج شديد يشبه ومضات التصوير الفوتوغرافي. هذا الضوء الذي لا يمكن تفسيره، ذو اللمعان الغريب، ينير مساحات واسعة من منحدرات شاستا، ورغم أن البعض يعتبر أن لهذا الضوء أصل اصطناعي، إلا أنه لم يتمكن أحد من تفسيره. كما رأى بعض المشاة هناك كائنات ذات شعر طويل مجعد، ترتدي ملابس بيضاء، أطول بكثير من المعتاد، وقد فروا عندما رأوهم.

نظم بعض طلاب الجيولوجيا في جامعة بيركلي رحلة إلى جبل شاستا. وعندما اقتربوا من الجبل شاهدوا دخاناً يخرج من القمة. اقترح أحدهم تسلق الجبل للتحقق من عدم وجود أي علامات على نشاط بركاني، وعندما لم يجدوا شيئاً قرروا النزول. لكن أثناء هبوطهم لاحظوا من بعيد خمسة رجال بيض، طويلي القامة، وشعرهم مموج كثيف، كانوا يسيرون ثم اختفوا فجأة خلف صخرة تقع عند سفح البركان. وعندما اتجهوا لمكان الصخرة لم يكن هناك وجود لأي شخص. بينما رأى أخرون بعض الأجسام الطائرة المجهولة تغادر تشكيلاً من 14 مركبة فضائية وتهبط على قمة جبل شاستا. كذلك شوهدت في أوائل الخمسينيات 9 كرات نارية خضراء في السماء بالقرب من نيومكسيكو، وكانت مشرقة كالأقمار. بدت الكرات النارية وكأنها نحاس محترق أو أنبوب غاز نيون أخضر، ثم اختفت فجأة.

من أين جاءت هذه القصص؟

يمكن إرجاع معظم القصص الغريبة المحيطة بجبل شاستا إلى كتاب بعنوان “ساكن على كوكبين[3] الذي نُشر لأول مرة في عام 1906. هذا الكتاب كتبه فريدريك س. أوليفر الذي كان يعيش في كاليفورنيا. ويحتوي كتاب أوليفر على بعض المراجع التي تربط جبل شاستا بمجموعة من الصوفيين أو الأتباع الروحيين الذين يعرفون مدخل نفق لمدينة سرية تحت جبل شاستا. كما يصف فيه بشكل مفصل مخلوقات شاستا، وموطنهم في جوف الأرض بعد أن تمت دعوته إلى زيارة المكان.

يشير أوليفر إلى أن هذه الكائنات هم الناجون من أتلانتس؛ ولديهم مركبات فضائية مدفوعة مغناطيسياً، ويبقون على اتصال مع كوكب الزهرة. يذكر هذا الكتاب الذي يعود تاريخه إلى القرن التاسع عشر أن هؤلاء الأشخاص يمكنهم إنتاج كرات نارية بألوان مختلفة، خاصة الأحمر والبرتقالي والأصفر والأخضر.

أسطورة الأم ماري

أسطورة الأم ماري
نُزل الأم ماري

يُنظر إلى جبل شاستا على أنه بقعة ساخنة خارقة للطبيعة. حيث تكون الحواجز بين العوالم أرق إلى حد كبير. وتقول الأساطير[4] إلى أن الجبل يعد بعض الموتى بالعودة من قبورهم. وهذا ما كانت تعتقده الأم ماري. حيث افتتحت امرأة ذات ميول ثيوصوفية أطلقت على نفسها اسم “الأم ماري” في عام 1951 مؤسسة تسمى “النُزل”. تقع في الشارع الرئيسي في وسط مدينة مونت شاستا. وقد أصبحت الأم ماري مفتونة بجبل شاستا بعد أن قرأت كتاب “ساكن على كوكبين”. واعتقدت أن مؤسستها ستجذب النفوس المفقودة التي تمر عبرها، والتي يمكنها مساعدتها في طريقهم إلى التنوير.

زعمت ماري خلال سنوات إقامتها في هذا المكان النائي أن أكثر من 10000 زائر جاءوا إليها. وعلى مر السنين كان المسافرون المرهقون يتجهون إلى الطريق السريع في منتصف الليل، ويجدون أنفسهم مضطرين بشكل غريب لإيقاف رحلتهم من أجل التزود بالطعام. لكن دوماً ما يجدون أنفسهم عند عتبة نزل ماري. فهو المكان الوحيد المفتوح في المدينة.

كانت ماري تجلس وحيدة دائماً في الطابق العلوي في غرفتها المطلة على جبل شاستا، لكنها تعرف بشكل حدسي متى سيأتي إليها زائر. ومتى ستنزل إلى الطابق السفلي وتجلس على الطاولة عندما يدخل. كان لدى ماري موهبة غريبة لإخبار الناس بالضبط عن التعاليم التي يحتاجون إلى سماعها، وكانت تتحدث معهم بطريقة متواضعة وجذابة.

العودة من الموت

توفيت الأم ماري في سن الخامسة والسبعين، ولكن قبل موتها تركت تعليمات لأتباعها بالسهر على جثتها، لأنها كانت تنوي العودة من الموت عبر جبل شاستا. فعل أتباعها ما أمرت به بالضبط، وأبقوا موتها سراً عن الجميع لمدة شهر تقريباً. وخلال ذلك الوقت، وقف صبي يبلغ من العمر ستة عشر عاماً ورجلين أكبر سناً بجانب جثتها على مدار الساعة في انتظار عودة روحها إلى جسدها المادي. من الصعب تخيل الرعب الذي أحدثته جثة متحللة غير محنطة، مستلقية لمدة شهر تقريباً في غرفة النوم. لا بد أنه كان مشهداً مرعباً لكل الحضور.

من الواضح أن أتباع ماري استنتجوا أن روحها لن تعود إلى جسدها مرة أخرى، أو على الأرجح فإن مظهر الجثة المروع والرائحة الكريهة أعادتهم إلى رشدهم. ومن هنا نقلوا جثتها بهدوء إلى مشرحة المدينة، وأبلغوا السلطات. ومن غير المستغرب أن يتم إغلاق نزل الأم ماري منذ ذلك الحين.


هناك سلسلة من الأحداث الغريبة حول جبل شاستا، مثل توهج قمة الجبل، حرائق لا يمكن تفسيرها، أطباق طائرة تبتعد عن الجبل وتدخل إليه مرة أخرى، حواجز غير مرئية واهتزازات تمنع الفضوليين والسياح والمستكشفين من الاقتراب من بعض مناطق الغابات في الجبال. فهل من الممكن أن يكون جبل شاستا موطن لكائنات مجهولة تعيش في جوف الأرض، أم أن هناك حضارة قديمة مفقودة ومجهولة الهوية موجودة بداخله، أم كائنات بيولوجية أتت من خارج كوكب الأرض، وتعيش فيه منذ زمن سحيق؟ حتى الآن لا أحد يعرف، ولهذا السبب يظل جبل شاستا لغزاً لم يتم حله بعد.

المراجع

[1] A Geologist s Dream: The Lost Continent of Lemuria.

[2] A Mountain of Many Legends Draws Spiritual Seekers from Around the Globe.

[3] A Dweller on Two Planets by Frederick Spencer Oliver.

[4] Mount Shasta: Mystery Mountain and Sacred Destination.

This Post Has 2 Comments

  1. غير معروف

    الجبال لها هيبة كبيرة وعشان كدة الناس دايما يخترعوا قصص وحكايات مخيفة عنها

اترك تعليقاً