فيلم The Silence of the Lambs: أفضل أفلام الإثارة النفسية
فيلم The Silence of the Lambs هو واحد من أفضل أفلام الإثارة النفسية في تاريخ السينما؛ وقد توج الفيلم بخمس جوائز أوسكار. في هذا المقال نتناول بشيء من التفصيل مراجعة فيلم The Silence of the Lambs.
قصة فيلم The Silence of the Lambs
تدور الأحداث حول قاتل متسلسل يدعى بوفالو بيل – تيد ليفين – يقتل النساء ويسلخ جلودهن ثم يلقي بأجسادهن في مناطق مختلفة. وقد وصل مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى طريق مسدود في التحقيق في هذه القضية. لذا كان لابد من مساعدة شخص محترف يعلم أساليب هذا القاتل. هذا الشخص كان قاتل متسلسل أخر يُدعى هانيبال ليكتر – أنتوني هوبكنز – وهو طبيب نفسي تم اعتقاله في سجن شديد الحراسة لمدة ثماني سنوات. لكنه لا يرفض الحديث مع أي شخص حول بوفالو بيل. وفي محاولة أخيرة من المحقق جاك كروفورد – سكوت جلين – يرسل متدربة عديمة الخبرة تدعى كلاريس ستارلينج – جودي فوستر – إليه، لمعرفة إذا ما كان باستطاعتها أن تحصل منه على أية معلومات.
وبالفعل تحقق المراد، حيث منحها ليكتر معلومات قليلة حول هذا القاتل المتسلسل. كما اتضح أنه كان مريضاً سابقاً له، وهو شخص يرفض هويته، ويريد أن يتحول جنسياً. ولكن من أجل حصول كلاريس على مزيد من المعلومات حول القاتل طلب ليكتر مقايضتها عن طريق منحها معلومة في مقابل أن تمنحه معلومة عن حياتها الشخصية وطفولتها. ومن هنا تستمر هذه المبارزات النفسية بين ليكتر وكلاريس.
وبعد أن تحصل كلاريس على بعض المعلومات عن القاتل. واقترابها من العثور عليه، يقتل لكتر اثنين من رجال الشرطة ويفر هارباً. في حين تستطيع كلاريس أن تعرف هوية بوفالو بيل أثناء إجرائها تحقيقات عنه، وعن طريق المصادفة تدخل منزله. وهناك تتأكد من إنه القاتل المتسلسل. يحاول بيل أن يقبض عليها إلا أنها تطلق عليه عدة طلقات ليخر على الأرض قتيلاً. ولدى احتفالها بمقتل بيل تتلقى اتصالاً من ليكتر يخبرها فيه أنه لا يريد تعقبها وعليها أن تفعل مثله.
اقرأ أيضًا: تحليل فيلم Eternal Sunshine of the Spotless Mind: قصة فريدة من نوعها |
مراجعة فيلم The Silence of the Lambs
هذا الفيلم غني عن التعريف. فمن لا يعرف فيلم صمت الحملان أفضل أفلام الإثارة النفسية في التسعينات. إنه فيلم كلاسيكي توج عن جدارة بخمس جوائز أوسكار في الفئات الرئيسية – أفضل صورة، وأفضل مخرج، وأفضل سيناريو، وأفضل ممثل وأفضل ممثلة. يصنف هذا الفيلم كواحد من أفضل أفلام الإثارة على الإطلاق. وهو مكثف ومخيف لدرجة أنه لا يسع المرء إلا أن ينجذب إلى عالمه غير الطبيعي.
نجح المخرج جوناثان ديم في إنشاء تركيبة متوازنة من التوتر والصور المروعة، مصحوبة بموسيقى هوارد شور التي تدمر الأعصاب مع العروض الرائعة لجودي فوستر وأنتوني هوبكنز. يستند هذا الفيلم الرائع إلى أكثر الكتب مبيعاً لتوماس هاريس الذي يحمل نفس الاسم.
قاتلان
تدور هذه القصة المثيرة حول اثنين من القتلة السيكوباتيين. الأول، صاحب الشخصية الجذابة هانيبال ليكتر الذي يقيم في الجناح الأمني المشدد في زنزانة معزولة تحت الأرض لسنوات. لكن قبل سجنه، كان عالم نفس كبير، وهو محلل ذكي ومثقف للغاية، وأثناء عمله في دراسة وفهم الهاوية النفسية للقتلة المتسلسلين؛ أصبح هو نفسه قاتلاً، بل ويستمتع بأكل ضحاياه.
أما القاتل الثاني فهو بوفالو بيل الذي لا يزال طليقاً. ولديه تقارب مثير للاشمئزاز بنفس القدر لأجزاء جسم الإنسان: فهو يجلد جثث ضحاياه – وجميعهم من الإناث – من أجل تصميم قشرة جديدة من الجلد. عندما اختطف هذا القاتل المجنون ابنة السناتور الجمهوري، أطلق مكتب التحقيقات الفيدرالي مطاردة واسعة للعثور عليه. وهذا هو المكان الذي تلعب فيه كلاريس ستارلينج الطموحة التي تخرجت حديثاً. حيث تم تكليفها بمحاولة التأثير على هانيبال ليكتر من أجل استخدام خبرته للعثور على بوفالو بيل.
مبارزة نفسية
ربما تعد المشاهد التي يلتقي فيها كل من ستارلينج وليكتر هي أكثر المشاهد المثيرة في الفيلم. وما يتطور بين الاثنين على مدار القصة هو مزيج رائع من المبارزة النفسية والرومانسية السوداء. حيث يلعب هوبكنز دور ليكتر باعتباره مجرماً خطيراً. لكنه في الوقت ذاته متحفظاً وذكياً ولطيفاً. كل هذه الصفات يظهرها أنتوني هوبكنز بشكل أكثر من رائع استحق عليها جائزة الأوسكار. وفي الوقت ذاته تألقت جودي فوستر في أداء دور المحققة التي لديها ماض يعذبها. فهي ذكية وطموحة إلا أنها لم تستطع بعد أن تتخلص من ماضيها المؤلم. حيث نرى كيف تعيش المرأة وتتنفس في عالم الرجل. وكيف تتعامل مع والدها المقتول الذي قتل شرطياً أثناء أداء واجبه وذكرياتها المؤلمة. فهي امرأة تتحكم في عواطفها ولكنها غير قادرة على نسيان ماضيها بفضل تدخل ليكتر في تركيبتها النفسية.
جوانب استثنائية
يستخدم المخرج الرائع جوناثان ديم لقطات مقربة في الكثير من الأوقات وهذا ما منح الفيلم سحراً خالصاً. وربما يكون مشهد المواجهة الأخير بين بوفالو وكلاريس مثال رائع على قدرته على صنع التشويق، وقد ساعده في ذلك هوارد شور بموسيقاه المخيفة.
يتعامل الفيلم مع مواضيع قبيحة ومظلمة؛ وقد تم اتهام الفيلم في السنوات اللاحقة برهاب المتحولين جنسياً، لكن المخرج جوناثان ديم لم يفقد ذكائه ولا القصة كذلك. حيث تلاعب بالمشاهدين وجعل بطل الفيلم شخص شرير ومع ذلك أسعدهم رؤيته ينتصر في المشهد الأخير.
هناك جانب استثنائي آخر وراء نجاح فيلم The Silence of the Lambs هو أنه اختار أن يكون مزعجاً بشكل فريد دون إظهار الكثير من الدماء. حيث إنه يدور حول قصة آكلي لحوم البشر والقتلة المتسلسلين إلا أنه مع ذلك لم يظهر أياً من الصور الدموية التي تتميز بها أفلام الرعب التقليدية، ورغم ذلك نحصل على جرعة عالية من الرعب النفسي.
مشاهد لا تُنسى
هناك الكثير من المشاهد أو لنقل اللحظات التي لا تُنسى في هذا الفيلم، والتي تظل محفورة في ذاكرة المرء. حيث تم تصوير جميع اجتماعات كلاريس مع ليكتر وكتابتها بشكل استثنائي. ومن أهم هذه المشاهد يقبع في المقدمة مشهد قصتها عن صراخ الحملان والحمل الوحيد الذي حاولت إنقاذه (ناهيك عن اللقطة التي لا تقدر بثمن لدموع ليكتر بعد سماع قصتها).
هناك كذلك هذا مشهد هروب ليكتر المعقد والذكي. حيث يقوم ليكتر بهروبه بشكل غير عادي بينما يطوق عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي زنزانته. وذروة التشويق بلا شك حينما كانت كلاريس تبحث عن بوفالو بيل في مخبئه تحت الأرض (انظر عن كثب إلى لقطات العث والصليب المعقوف).
اقرأ أيضًا: تحليل فيلم Eyes Wide Shut: الأشياء الغامضة لا ينبغي أن تُفسر أبداً |
في الختام وبعد تحليل فيلم The Silence of the Lambs لابد من الإشارة إلى إنه واحد من أفضل أفلام الإثارة في تاريخ السينما إن لم يكن أفضلها وهو بكل تأكيد يستحق كل تلك الجوائز التي توج بها، فهو بلا شك تحفة فنية تستحق المشاهدة.