أفضل أفلام الخيال العلمي في تاريخ الفن السابع
الخيال العلمي أرض خصبة للفن السابع، وسواء كانت أحداث أفلام الخيال العلمي تدور في الفضاء أو حول مستقبل بائس أو في عالم افتراضي، فهي تمنحنا مغامرات رائعة وكذلك تحذيرات حول الحاضر والمستقبل، فهذه الأفلام والعوالم الخيالية بمثابة مرآة لواقعنا. لذا نحاول في هذا المقال تقديم أفضل أفلام الخيال العلمي في تاريخ السينما.
كان الفن السابع مفتوناً منذ بداياته بفكرة مستقبل البشرية في ظل التقدم العلمي الذي أحدث طفرة في جميع المجالات. وكانت السينما وسيلة حديثة الولادة عندما صور جورج ميليس فيلم “رحلة إلى القمر” في عام 1902، والذي أصبح الآن فيلماً كلاسيكياً صامتاً. وبعد عقدين من الزمان، قام فريتز لانغ بإخراج أحد أكثر الأفلام رمزية من هذا النوع مع فيلم “متروبوليس” وهو فيلم كلاسيكي مؤثر بشكل قوي. ومنذ ذلك الحين هطلت أمطار أفلام الخيال العلمي بغزارة. لقد تحسنت المؤثرات الخاصة إلى حد كبير، وأصبحت القصص أعمق مع مزيد من المعرفة بالحقائق والعلوم. لذا دعونا ننغمس في ذلك الكون اللامتناهي لصانعي الأفلام الذين كان واقعهم صغيراً جداً، فأرادوا الذهاب إلى أبعد من ذلك.
Metropolis (1927)
هذا الفيلم أحد أوائل أفلام الخيال العلمي الصامتة في التاريخ. يرسم متروبوليس صورة مرعبة لما ستكون عليه الحياة في عام 2000. فمدينة متروبوليس مقسمة إلى عالم تحت الأرض وعالم فوقها. أما عالم تحت الأرض فيعيش فيه العمال، الذين يتعين عليهم تشغيل الآلات الثقيلة لجعل الحياة ممتعة قدر الإمكان للمفكرين فوق الأرض. إنهم يعملون لمدة عشر ساعات في اليوم حيث يتعين عليهم أداء مهام صعبة ومتكررة. فريدر هو ابن مدلل ليس لديه أدنى فكرة عما يجري تحت الأرض حتى يلتقي بالجميلة ماريا التي تقوده إلى العالم السفلي. لتبدأ رحلتهما في النضال من أجل حياة أفضل لهذه الطبقة.
تلعب الرموز في هذا الفيلم دوراً رئيسياً على سبيل المثال، الخطايا السبع المميتة والمحارق الجنائزية، والمخلص. كما يدعو الفيلم إلى تحليل شامل، لكنه لا يناسب من يبحث عن الترفيه الخالص. لكن مع ذلك ستصيبك الدهشة من صنع مثل هذه التحفة الفنية في عام 1927.
Forbidden Planet (1956)
هذا الفيلم عبارة عن لغز جميل لأولئك الذين يحبون أفلام الخيال العلمي، وهي نسخة أولية استعار منها صانعو الأفلام اللاحقون جميع أنواع العناصر. فهو الفيلم الأول الذي يقدم قصة سفر مركبة فضائية تسير بسرعة الضوء لاكتشاف كواكب أخرى. تدور أحداثه حول إرسال سفينة فضائية إلى كوكب ألتير – كوكب مشابه للأرض – للتعرف على مصير رحلة استكشافية سافرت إلى هناك قبل عشرين عاماً ولم يعرف عنها شيئاً. وبينما يستعد الطاقم للهبوط يحذرهم د. موربيوس – الناجي الوحيد من البعثة العلمية الأولى – لكن يرفض الطاقم الامتثال له، لتبدأ رحلة الهبوط على الكوكب والتعرف على مصير السابقين.
يبدأ فيلم “Forbidden Planet” بشكل بطيء بعض الشيء، وخاصة في البداية، لكن منذ اللحظة التي تواصل فيها أعضاء طاقمه مع موربيوس، تبدأ الدراما المثيرة تتكشف. يعد هذا الفيلم أحد أفضل أفلام الخيال العلمي في تاريخ السينما وهو يستحق وقتك بكل تأكيد.
The Incredible Shrinking Man (1957)
هناك بعض الأفلام التي تحمل قصة غاية في الروعة، وهذا الفيلم أحد تلك الأفلام. تدور أحداثه حول سكوت الذي يتعرض لمزيج من الإشعاع والمبيدات الحشرية فيبدأ حجمه في التقلص. حيث يصغر الرجل شيئاً فشيئاً حتى يأخذ كل شيء حوله أبعاداً هائلة بالنسبة له. ولا يتعلق الأمر بالدمار الذي يحدث له بل يتعلق بالعوامل الجسدية والنفسية التي تلعب دوراً هاماً أثناء عملية تصغير الشخصية الرئيسية.
يأتي الرعب من التهديدات الجسدية التي يتعرض لها البطل فالقط في المنزل يصبح وحشاً شرساً بالنسبة له، ويتحول العنكبوت إلى اصطياده بدلاً من صيد الحشرات. ويتضح أن مصيدة الفئران ليس قادرة فحسب على سحق الفئران. هذا بالإضافة إلى الضغط الذي يتعرض له سكوت عندما يعرف عن عملية الانكماش، وآماله عندما يبدو أنه يمكن إيقافها، ويأسه وإحباطاته عندما تستمر.
وبمجرد وصوله إلى الطابق السفلي، تبدأ المرحلة الأكثر شدة من الرعب النفسي بسبب مجموعة من العوامل التي يمكن أن تدفع معظم الناس إلى الجنون: لقد أعلن العالم الخارجي حرفياً وفاته وبالتالي لم يعد من المتوقع المساعدة الخارجية، هناك كذلك العزلة والوحدة، وفرصه في البقاء على قيد الحياة تبدو معدومة، بيئته مليئة بالعقبات الضخمة التي لا يمكن التغلب عليها. هذا هو أعظم رعب في هذا الفيلم، حيث يلعب على واحدة من أعمق مخاوف الإنسان: الخوف من المجهول ، مع كل التهديدات المحتملة الحالية والمستقبلية.
Planet of the Apes (1968)
هذا الفيلم هو أحد أفضل أفلام الخيال العلمي في تاريخ السينما. فهو يتناول قصة تجعل الإنسان يلقي نظرة فاحصة على نفسه ويطرح أسئلة مؤلمة. تدور أحداث الفيلم حول تايلور الذي تسقط مركبته الفضائية على كوكب يبدو أنه كوكب مهجور. ليبدأ هو واثنان من الناجين الآخرين في البحث عن حياة. وأثناء ذلك يتعرضون لهجوم من قبل القردة التي تتحدث الإنجليزية، ويستخدمون البشر الصامتين في تجاربهم العلمية.
يحتوي الفيلم على بعض العناصر الشيقة للغاية. فالعوالم مقلوبة، ويتم إذلال البشر بالطريقة التي نتعامل بها مع الحيوانات. لذا فإن الفكرة والدراما والتشويق والنقد الاجتماعي، كل تلك الأمور مجتمعة تجعل من آسراً حتى يومنا هذا. لكن أهم من ذلك كله هو جعله المشاهد مهتماً بمصير نوعه ويريد رؤيته منتصراً في النهاية، فهو لا يستحق أن يُحبس كحيوان وأن تسكته القرود.
2001: a space odyssey (1968)
ربما سمع الكثير عن هذه التحفة الفنية التي صنعها ستانلي كوبريك، لكن القليل منهم رأوه بالفعل. وأولئك الذين شاهدوا الفيلم غالباً ما نسمع منهم أنه فيلم “ممل” أو “غير مفهوم”، ولا يدرون كيف حصل الفيلم على مكانته الكلاسيكية. وهي ردود فعل مفهومة، فهذا الفيلم لا يشبه أي شيء آخر رأيته من قبل. إنه غير تقليدي بشكل خاص في الشكل والمحتوى. على سبيل المثال، لا يوجد سوى حوالي أربعين دقيقة من الحوار في الفيلم، وأولى الكلمات المنطوقة لا تأت إلا بعد حوالي ثلاثين دقيقة، وهذا الحوار لا ينيرنا بأي فكرة.
ينقسم الفيلم إلى أربعة أقسام رئيسية، والتي تقول باستمرار شيئاً عن علاقة الإنسان بالكون (وبنفسه). في المقطع الأول نرى كيف بدأ الإنسان ذات مرة كقرد. ونشهد قتالاً بين مجموعتين متنافستين على قطعة من الأرض. في اليوم التالي، تظهر فجأة قطعة كبيرة غير طبيعية من الحجر. تفتن القرود بها وتلمسها. يؤدي هذا إلى تغيير في وعي القرود. إنهم يتطورون ويكتشفون الأدوات. يلتقط أحد القرود عظمة ويضرب بها رأس منافسه. وفي وقت لاحق يقوم برميها في الهواء وما يليها هو أشهر وأكبر قفزة في تاريخ الفيلم. ففي اللقطة التالية تتحول العظمة إلى مركبة فضائية. هذه المركبة الفضائية هي نوع جديد من أدوات الإنسان. إنسان يذهب إلى أبعد من ذلك في محاولته لإخضاع العالم من حوله. أهم ما يميز هذه المركبة هو جهاز الكمبيوتر الذي يتحكم فيها. هذا الذكاء الاصطناعي هو ذروة خلق الإنسان.
هذا مجرد موجز للفيلم، لكن من أعظم مباهج الفيلم أنه يثير الكثير من الأسئلة الاستفزازية ويحمل الكثير من الرمزية والموضوعات ذات المغزى بحيث لا يصبح مملاً أبداً. هذا فيلم يجب عليك حقاً الجلوس أمامه بعقل متفتح، ثم عليك أن تترك نفسك لتنغمس في كل روعته السمعية والبصرية. إنه فيلماً لا مثيل له ولا يمكن أن يوصف بالكلمات بل عليك تجربة ذلك بنفسك.
اقرأ أيضًا: أفضل أفلام الأكشن التي تستحق المشاهدة |
Solaris (1972)
المخرج أندريه تاركوفسكي هو واحد من أعظم المخرجين الذين عرفهم عالم السينما على الإطلاق. وقد اختلفت الآراء على أفلامه، على سبيل المثال يرى البعض أن فيلم Solaris هو تحفة فنية مطلقة، ويرى البعض الآخر أنه عبارة عن ثلاث ساعات من التعذيب. ويعود هذا الأمر بكل تأكيد إلى بطىء تطور الحبكة، مع العديد من المشاهد الطويلة والتأملية. لكن هذه طبيعة أفلام هذا المخرج العظيم فأملامه ليست للجميع وتمتلىء بالأسئلة الفلسفية والرمزيات، ولكنه قبل كل شيء يتحدث عن طبيعة وجود الإنسان. ومع ذلك يمكنك التساؤل هل “سولاريس” هو فيلم خيال علمي في الأساس أم إنه رحلة لاكتشاف النفس البشرية.
تدور أحداث الفيلم حول إرسال عالم النفس كريس إلى سفينة فضاء موجودة على كوكب سولاريس الغامض للتحقيق فيما يحدث لعلماء البعثة. وبمجرد وصوله يشعر بأنه على اتصال مع الكوكب بطريقة ما، مما يتسبب في حدوث أشياء غريبة، منها على سبيل المثال ظهور زوجته هاري التي توفيت قبل عشر سنوات، لتبدأ رحلة من الشكوك وعدم اليقين: هل كل هذا وهم أم أنها حصلت على فرصة حياة أخرى على هذا الكوكب؟
هذا الفيلم أشبه بأسئلة تأملية شعرية وفلسفية عن الحياة أكثر منه فيلم له بداية ونهاية يجب أن تتطور فيه القصة نحو الذروة. وهذا الجانب الفلسفي يتطلب بعض الاستخدام للعقل، إنها أسئلة حياتية معقدة تطارد عقلك وتجعلك تفكر بعدها لأيام، إن لم يكن سنوات فيما بعد عما رأيته بالفعل.
Close Encounters of the Third Kind (1977)
هذا الفيلم أحد أفضل أفلام الخيال العلمي التي تناولت فكرة الكائنات الفضائية التي تهبط على الأرض. ولكن تكمن روعته في عدم الانزلاق إلى المواجهات المعتادة بمسدسات الليزر بين البشر والكائنات الفضائية، فهو فيلم عن التواصل وليس الصراع. إنه فيلم مدروس بشكل رائع ومثال ممتاز لسرد القصص بشكل مقنع.
تدور أحداث الفيلم حول عدد من الأحداث الغريبة التي تحدث مثل إبلاغ طيار عن اصطدامه بمركبة فضائية، والعثور على سفينة حربية فقدت منذ عقود، ومشاهد الكثير من الناس لأضواء ساطعة في السماء. ورؤية البعض في أمريكا لأجسام طائرة مجهولة لا يمكن تفسيرها. روي عامل الكهرباء هو رجل عادي يرى أحد الأجسام الطائرة المجهولة. وبعد فترة وجيزة، تعذبته رؤية يبدو أنها زرعت في عقله من قبل الأجانب. وسرعان ما يصبح عذابه هاجساً يحاول البحث عن إجابات.
يروي سبيلبرغ قصته بعناية فائقة، مضيفاً أدلة ومزيد من طبقات الغموض قبل أن يكشف فعلياً عن المكان الذي تتجه إليه القصة. وربما يكون هذا الفيلم هو الأكثر تحكماً ومهارة من بين أفلام سبيلبيرج السبعينيات. إن فيلم Close Encounters Of The Third Kind هو فيلم خيال علمي كلاسيكي رائع حتى يومنا الحاضر كما كان في عام 1977.
Invasion of the Body Snatchers (1978)
ربما يكون إعادة إنتاج فيلم ما بمثابة تجربة فاشلة أو غير جيدة. ولكن عند القيام بهذه التجربة بشكل صحيح يمكن أن تنتج أفلاماً رائعة. كان فيلم Invasion of the Body Snatchers عبارة عن إعادة إنتاج لفيلم رعب الخيال العلمي الذي يحمل الاسم ذاته في 1956. وعلى الرغم من ظهور نفس نغمة الرعب مثل الفيلم الأصلي إلا إنه يتوسع في تناول العديد من الموضوعات مثل جنون العظمة، الإنسانية، عدم الثقة بين الناس في عالم معقد. هذه الأفكار خلقت بالفعل الرعب والتوتر اللذين يحتاجهما الفيلم.
تدور أحداث الفيلم في مدينة سان فرانسيسكو. حيث تشتكي إليزابيث لصديقها العزيز ماثيو من تصرفات زوجها الغريبة مؤخراً. لكن ماثيو يعتبر هذا الأمر مجرد مشكلات زوجية عادية، ولكن عندما يبدأ المزيد من الناس في الشكوى، يتزايد القلق. ومن هنا يبدأ التحقيق في هذه الظاهرة لاكتشاف أن أجساد البشر استولت عليها قوة غير مرئية عن طريق صنع نسخ من البشر. ومن هنا يسابق ماثيو الوقت لحل هذه المشكلة قبل أن تتحول المدينة بأكملها إلى طفرات.
Stalker (1979)
فيلم أخر لأندريه تاركوفسكي يبدأ في بيئة قذرة ومتهالكة، من المفترض أن تكون روسيا في المستقبل القريب. يلتقي دليل غامض بعالم فضولي وكاتب حزين لإرشادهم إلى مكان غريب أغلقته الحكومة وقررت عزله عن العالم الخارجي، في هذا المكان غرفة يواجه فيها الإنسان أعمق مخاوفه، ولكن في نفس الوقت يمكن أن تؤتي فيها رغباتك الكبرى ثمارها.
هذا الفيلم الرائع بمثابة تحفة فنية أخرى لتاركوفسكي، وهو كعادة أفلامه يحاول استيعاب الطبيعة الغامضة للنفس البشرية ويحاول الوصول إلى تفسيرات. لذا يمكن اعتبار هذا الفيلم هو بحث روحي عن السؤال الوجودي: ماذا يعني أن تكون إنساناً؟ ففي المنطقة المحرمة هذه ستتعرف على أعمق رغباتك وأعظم مخاوفك، ومن المستحيل الهروب من صراعاتك الداخلية.
بعد مرور ما يقرب من أربعين عاماً أصبح فيلم Stalker لا مثيل له. فمن النادر أن تجد أحد المخرجين استطاع تقديم مثل هذه الأفلام التي قدمها تاركوفسكي. ربما تمكن القليل فقط من تحقيق مثل هذا الجو الغامض إلا أنه لا أحد استطاع أن يصل لمثل هذه المكانة.
Alien (1979)
ربما من الصعب بشكل خاص أن تصمد أفلام الخيال العلمي أمام اختبار الزمن. لكن هذه التحفة الفنية الخالدة لم تتقدم في العمر بعد. وهي شهادة على موهبة جميع المساهمين في صناعة هذا الفيلم وعلى رأسهم المخرج الرائع ريدلي سكوت. إنه واحد من أفضل أفلام الخيال العلمي في تاريخ السينما. فالقصة ساحرة وكل حركة للكاميرا تخطف الأنفاس، حتى استخدام الصوت لصنع جو خيالي خالص.
تدور أحداث الفيلم حول عودة سفينة فضاء من مهمتها، فتتلقى إشارة استغاثة من سفينة أخرى. تغير السفينة مسارها لتذهب إلى هناك، وبعد تعرضها لأضرار أثناء عملية الهبوط ينطلق الطاقم لاستشكاف العالم الجديد. ومن هنا يصطدمون بمركبة فضائية مهجورة، وبقايا هيكل عظمي لمخلوق فضائي بجرح غريب في صدره، ومخبأ لأشياء غريبة تشبه البيض. يتم إحضار عضو الطاقم كين من الاستكشاف فاقداً للوعي ومعه مخلوق غريب يشبه السلطعون ملتصق بوجهه. يبدو أن المخلوق الفضائي لا يزال على قيد الحياة، ووجوده على وجهه هو ما يبقيه على قيد الحياة لأسباب غير معروفة. لكن سرعان ما يترك المخلوق وجه كين ويموت، لتبدأ رحلة الرعب مع طاقم السفينة.
اقرأ أيضًا: أفلام معقدة وغير مفهومة على الإطلاق |
Altered States (1979)
يستند هذا الفيلم إلى رواية بادي تشايفسكي، وهو فيلم مثير يحير العقل ويستند إلى الآثار الخطيرة لتعاطي المخدرات. يُزعم أن الفيلم قد عرض على سبعة وعشرين مخرجاً قبل أن يتولى كين راسل إخراجه في النهاية. تركز الحبكة على تجربة علمية في جامعة هارفارد. حيث يبدأ البروفيسور إيدي جيسوب في إجراء التجارب على نفسه عن طريق تناول عقار مهلوس داخل غرفة العزل. ويعتقد بأن الدواء يسمح له برؤية حالة بديلة من الوعي، ولكن مع استمرار التجارب؛ سرعان ما يتضح أن لها تأثير على جسده وعقله.
هناك العديد من العيوب في هذا الفيلم، فهو بطيء نوعاً ما في البداية ويستغرق بعض الوقت للتعريف بالشخصيات. كما أن بعض الحوارات مبتذلة بعض الشيء. ولكن برغم هذه العيوب فهو فيلم من أفلام الخيال العلمي التي تستحق نظرة بكل تأكيد.
Brazil (1985)
هذا الفيلم هو أعظم أفلام تيري جيليام، بل وأفضل أفلام الخيال العلمي في تاريخ السينما، وليس له علاقة بدولة البرازيل فلقد سمي على اسم الأغنية الأيقونية “البرازيل”. فيلم مستقبلي غريب الأطوار يعمل بمهارة وخصوصية كما هو الحال مع غيليام. وعلى عكس الأفلام البائسة الأكثر شعبية اليوم، ليس هناك حوارات ثقيلة أو تساؤلات، بل عليك أن تجلس وتستوعب الصور الغريبة، وتسلسلات الأحلام، والتقليل من أهمية الأحداث الدرامية. وبمجرد أن تفهم سبب وجودها وتتوقف عن القلق بشأن ما تعنيه بالضبط، تصبح العبقرية أكثر وضوحاً.
تدور أحداث الفيلم حول سام وهو بيروقراطي غير طموح يعمل في وزارة الإعلام في مجتمع ميكانيكي للغاية، مهمته تقديم المجرمين وبالتحديد الإرهابيين إلى العدالة للقصاص منهم. لكن يؤدي خطأ بسيط إلى اعتقال وإعدام الشخص الخطأ. لذا كان على سام أن يحقق في هذا الخطأ وخلال هذه العملية يصادف امرأة أحلامه، ويقرر ملاحقة هذه المرأة مما يؤدي به إلى طريق خطير. هذا الفيلم ليس فيلماً للجميع، فهو غير اعتيادي ولن يرضي المشاهد العادي الذي يطلب مشاهدة أفلام الخيال العلمي الصريحة.
The Fly (1986)
هذا الفيلم أحد أفضل أفلام الخيال العلمي في تاريخ السينما. تدور أحداثه حول عالم غريب الأطوار يبتكر جهاز تسمح بالنقل الآني للمادة من كبسولة إلى أخرى. وبعد نجاح التجربة الأولية على قرد ونقله من مكان إلى مكان يبدأ هذه التجربة على نفسه، ولكن عندما يدخل إلى الآلة تدخل معه دون أن يدري ذبابة. ومن هنا يكتسب تدريجياً المزيد من خصائص الذبابة.
فيلم The Fly هو أكثر من مجرد فيلم رعب جيد. إنها قصة درامية لرجل يقع ضحية لتجربته الخاصة. يلعب فيها جيف جولد بلوم دوره بشكل جيد لدرجة أن التحول التدريجي له كان مأساوياً وغريباً.
Stargate (1994)
هذا العمل يحمل في طياته قصة مثيرة للاهتمام تجمع بين الخيال العلمي والكوميديا والرومانسية في مزيج خلاب. تدور أحداث الفيلم في عام 1928 في مصر. حيث عثر بعض رجال رحلة استكشافية على قلادة غريب وحجر عليه نقوش هيروغليفية. لذا تمت دعوة عالم اللغويات المنبوذ الدكتور دانيال جاكسون لفك هذه الرموز. سرعان ما اكتشف أن هذه القلادة صنعت على يد حضارة متقدمة وتفتح بوابة للنقل عن بعد إلى كوكب آخر، ليبدأ اكتشاف هذا العالم الجديد الذي يشبه إلى حد ما مصر القديمة وعبادة شعبها لإله الشمس رع.
يتمتع هذا الفيلم فرضية جذابة تحاول أن تلقي الضوء على أعقد الألغاز التاريخية التي حيرت الإنسان منذ سنوات طويلة. وعلى الرغم من بساطته فهو فيلم يستحق المشاهدة حتى ولو من قبيل المتعة.
Contact (1997)
الشعور أم العقل، الاختيار بين هذين النقيضين هو أمر رائع. لقد نوقش هذا الأمر لعدة قرون. يدور العلم حول الحقائق والأدلة، بينما يتكون الإيمان من اقتناع أو شعور داخلي. أرسطو وأفلاطون وتوما الأكويني أسماء مألوفة عندما يتعلق الأمر بهذه المناقشة. هذا الفيلم مأخوذ عن كتاب يحمل نفس العنوان. وهو فيلم جيد ومسلي عن السعي وراء الحلم والعلم والكائنات الفضائية.
تدور أحداث الفيلم حول إيلي وهي عالمة شابة قطعت شوطاً طويلاً في علم الفلك برؤيتها ومثابرتها. لكن هناك حدثان يقلبان حياتها رأساً على عقب. أولاً، تكتشف أن هناك حياة على كوكب آخر. ولا يؤخذ اكتشافها على محمل الجد. والثاني هي علاقتها مع بالمر المتدين الذي يخبرها أنها لا يمكنها الجمع بين حياتها وعملها. لذا تتركه وراءها وتستمر في السعي لتحقيق هدف حياتها وهو : إثبات أن هناك حياة على كواكب أخرى. أما حجتها هي أننا لسنا وحدنا في هذا الكون.
هذا الفيلم لا يحتوي على العناصر المعتادة لفيلم هوليودي نموذجي. فليس هناك كائنات فضائية خضراء بعيون واسعة، ولا رجال أقوياء ينقذون شرف الأرض، ولكن امرأة ذكية تصادف اكتشافها وفي النهاية يتعين عليها تقديم تنازلات فيما يتعلق بموقفها من الإيمان والعلم.
اقرأ أيضًا: أفضل أفلام الحبكة الملتوية من القديم إلى الحديث |
Open Your Eyes (1997)
تدور أحداث الفيلم حول سيزار الشاب الوسيم الذي يلتقي مع الفتاة الجميلة صوفيا في حفل عيد ميلاده. وعلى الرغم من أنها حضرت مع صديقه المقرب إلا إنه أغرم بها على الفور، وسرعان ما قضا معاً الليلة بأكملها في منزلها. على الجانب الآخر تغار نوريا عشيقته السابقة غير المستقرة عقلياً من هذا الفعل فتطلب منه توصيله إلى المنزل. يتبع ذلك حادث سيارة، والشيء التالي الذي يعرفه سيزار المسكين أنه في مصحة عقلية، يرتدي قناعاً لتغطية إصاباته. لدى سيزار ذكريات قاتمة عما حدث للنساء في حياته، وسرعان ما يطمس الخط الفاصل بين الأحلام والواقع.
قصة رويت بشكل مذهل تجعل المشاهد على حافة الهاوية، لذا من الأفضل عدم قول الكثير عن الحبكة لأن أي متعة تحصل عليها من هذا الفيلم ستأتي على الأرجح من محاولاتك لكشف الحبكة بنفسك. فهذا الفيلم يمتلك خلطات ممتازة من جميع أنواع الأفلام التي يمكنك رؤيتها.
Dark City (1998)
Dark City هو فيلم فريد من نوعه، فليس هناك نوع آخر من الخيال العلمي مشابه له. أحد أسباب قدرته على تجاوز جمهور الخيال العلمي الصارم هو ذكاءه. فلا يكشف الفيلم الكثير حتى النهاية، مما يجعل المشاهد يخمن طوال الطريق، ويصبح أكثر تعقيداً مع تقدمه، كما تعج الحبكة بالتحولات والمنعطفات الغنية.
يستيقظ جون مردوخ في فندق غريب، عارياً وفي حوض الاستحمام، دون ذكريات ودماء على جبينه (لم أستطع أن أتخيل تجربة أكثر غرابة ورعباً). يكسر رنين هاتف الفندق الصمت – يخبره رجل غريب على الطرف الآخر أنه يجب أن يغادر لأن هناك أشخاصاً يبحثون عنه. ثم تتكشف العديد من الأحداث في مدينة الظلام ففيها ليس للإنسان ماضي وليس للبشرية مستقبل.
Matrix (1999)
ما هو الماتريكس؟ هذا هو السؤال الرئيسي في الفيلم، وليس من السهل الإجابة عليه. فهناك عالمان عالم الواقع والعالم الظاهري، ويمكن تشبيه العالم الظاهري بعالم الأحلام الذي يحدث فقط في أدمغة الناس. أما الحقيقة هي أن العالم قد انتهى تقريباً وأن البشرية تُبقي على قيد الحياة بواسطة الآلات التي سيطرت على البشرية.
تدور أحداث الفيلم حول نيو وهو رجل يعيش حياتين. في النهار هو مبرمج كمبيوتر عادي وفي الليل مخترق معروف باسم نيو. لطالما شكك نيو في واقعه، لكن الحقيقة أبعد من خياله. يجد نيو نفسه مستهدفاً من قبل الشرطة عندما يتلقى اتصالاً من مورفيوس، وهو قرصان كمبيوتر أسطوري وصفته الحكومة بأنه إرهابي.
هذا الفيلم هو أفضل أفلام الخيال العلمي في تاريخ السينما، ولا يمكن أن تخلو قائمة من القوائم دون الإشارة إليه، فهو مزيج مبهر من القصة الرائعة إلى التصوير المذهل والإخراج الذي يتعد الوصف. إنه تحفة فنية بكل المقاييس الفنية. لذا لا يمكنك تفويت هذا الفيلم سواء كنت تحب أفلام الخيال العلمي أم لا.
The Butterfly Effect (2004)
أحياناً تصادف فيلماً لا تتوقع منه شيئاً على الإطلاق، ولكنه يفاجئك بشكل غير متوقع. فيلم The Butterfly Effect من هذه النوعية من الأفلام. ويمكن وصفه بشكل أفضل كفيلم درامي مع عنصر السفر عبر الزمن. تدور أحداث الفيلم حول إيفان الطفل الذي يمتلك موهبة خاصة، حيث يمكن له السفر عبر الزمن لمدة دقيقة إلى مكان آخر. ومنذ طفولته وهو يعاني من هذه الانقطاعات السوداء ويأمل في معرفة ما يحدث له خلال هذه الانقطاعات. عندما يسافر إيفان عبر الزمن تتأثر ذاكرته وسرعان ما يتضح أن العبث في التاريخ له عواقب غير سارة على المستقبل. لقد أدرك أن حالات الانقطاع التي تعرض لها كانت في الواقع مساحات فارغة من الوقت كان عليه أن يملأها لاحقاً في الحياة. وفي محاولة لاستخدام هذه القدرة للتراجع عن الأحداث الماضية غير السارة، يبدأ إيفان في اكتشاف أنه في كل مرة يعود فيها ويحاول إصلاح الأمور، ينتهي به الأمر إلى جعل كل شيء أسوأ.
فكرة السفر عبر الزمن ليست جديدة. فهناك العديد من الأفلام التي قدمت هذه الفكرة بشكل أو بأخر إلا أن فيلم “تأثير الفراشة” يختلف بشكل كبير عن أقرانه. فلا يتعلق بمفهوم “الخيال العلمي” للسفر عبر الزمن، بقدر ما يتعلق بالعواقب الدراماتيكية للتلاعب بالتاريخ. ستلاحظ بسرعة أن هذا الفيلم له شخصية قاتمة للغاية. ذكريات الطفولة المكبوتة للشخصية الرئيسية وموضوعات مثل الاعتداء الجنسي على الأطفال والانتحار وتشويه الذات والجنون هي موضوعات محملة بشدة لا يخاطر بها كثير من المخرجين.
Children of Men (2006)
تبدأ القصة في عام 2027 بعد أن كاد الجنس البشري أن يتلاشى تماماً، حيث اختفت الخصوبة وأصاب العقم الرجال، وولد آخر طفل منذ أكثر من 18 عاماً. كوكب الأرض الآن في حالة من الفوضى مع انتشار الإرهاب والحكومات الرجعية والخوف. التفجيرات النووية والتفجيرات الإرهابية والاكتئاب هي القاعدة السائدة. بريطانيا هي المجتمع المتحضر الوحيد على كوكب الأرض، مما أدى إلى رغبة الناس في الهجرة إلى هناك، لذلك أصبحت دولة بوليسية في التعامل مع المهاجرين، الذين يتم وضعهم في مخيمات اللاجئين.
يقترب البيروقراطي الحكومي ثيو من منظمة إرهابية تقودها زوجته السابقة جوليان، التي لم يرها منذ ما يقرب من 20 عاماً منذ طلاقهما بعد موت ابنهما الرضيع. تريد زوجته أن يستخدم صلاته للحصول على أوراق عبور لشابة مهاجرة اكتشف أنها حامل. لتبدأ معها مغامرات خطيرة للوصول إلى الساحل. هذا الفيلم أحد أفضل أفلام الديستوبيا التي تصور واقع مرير مليء بالعنف والفقر والمرض والفصل العنصري والحروب.
اقرأ أيضًا: أفلام عن نهاية العالم ربما لم تسمع بها من قبل |
Deja Vu (2006)
هذا الفيلم أحد أفضل أفلام الخيال العلمي في تاريخ السينما، وهو مثير ومعقد في الوقت ذاته. حيث تتشابك القصة والشخصيات والتأثيرات بشكل جيد مما يجعلك تنغمس بداخلها. تدور أحداث الفيلم حول العميل الخاص دوج – دينزل واشنطن – الذي ينضم لبرنامج حكومي تجريبي شديد السرية للعثور على المتورط في حادث تفجير إرهابي على عبارة. هذا البرنامج الحكومي عبارة عن تقنية حديثة صُممت لتثني نسيج الوقت، وتمكن المستخدم من مراقبة تمثيل مفصل لما حدث لمدة أربعة أيام وست ساعات في الماضي، مع تتبع كل حركة للهدف قبل الهجوم. هذه هي طريقة عمل الخيال العلمي بمواقف واقعية يمكن تصديقها. حيث يتحد التصوير السينمائي، والتنفيذ التكنولوجي، مع القصة لمنح الممثلين الممتازين دفعة قوية لخروج هذه التحفة النادرة في منطقة الخيال العلمي.
District 9 (2009)
ما الذي يتطلبه الأمر لكي تحب كائناً آخر بقدر ما تحب نفسك، أو أن ترى كائناً آخر على قدم المساواة مع البشر؟ وماذا لو لم يكن هذا الكائن الآخر من هذا الكوكب؟ هذا هو ما يتحدث بشأنه هذا الفيلم. حيث تتعطل إحدى سفن الفشاء الخاصة بالكائنات الفضائية لتقرر الحكومة إقامة مخيمات لهم، لكن إيذاء البشر ومحاولة التخلص منهم على الرغم من سلميتهم أودى بهذه الكائنات إلى معسكرات الاعتقال. هذا ما يحدث في “District 9“. يفقد الفضائيون خصوصيتهم وما يتبقى هو عبء، ومصدر قلق. فالبشر يرونهم كائنات قبيحة وغبية على الرغم من أنهم صنعوا وقادوا سفينة فضاء ضخمة ولديهم كذلك أسلحة متطورة للغاية ولكنهم لا يستخدمونها. يمكن أن يشير هذا الأمر الأخير إلى وجود فجوة في النص، لكنه يناسب الرسالة العامة للفيلم بأن صناع الفيلم سمحوا عمدا للأجانب بأن يكونوا غير عنيفين، لأنه يسمح بمهارة لتلك المخلوقات القبيحة بالارتقاء فوق الأخلاق البشرية.
“الخوف” هذا ما كان يجب أن يطلق عليه الفيلم. الخوف من المجهول، الخوف من بشرتنا “إنهم يأخذون مساحتنا” الخوف والرهبة من الحكومة والشركات الكبرى ووسائل الإعلام، الأمر الذي يدفعك إلى الجنون مع التقارير المخيفة عن أي شيء وكل شيء.
Melancholia (2011)
فيلم Melancholia هو فيلم كتبه وأخرجه المثير للجدل لارس فون ترير، ويتبع قصة شقيقتين مع اقتراب نهاية العالم. يدور الفيلم في الواقع حول الحياة الحالية للأختين أكثر مما يدور حول نهاية العالم؛ ومع ذلك فإن الهلاك الوشيك لكوكب الأرض يؤثر بشدة على سلسلة من الأحداث. تنقسم القصة إلى جزئين. حيث يركز الجزء الأول على شخصية جوستين واكتئابها الشديد يوم زفافها. وهذا الأمر له علاقة كبيرة بحقيقة أن كل أشكال الحياة على الأرض سوف تمحى. ومن الواضح أن جوستين تعاني من نوع من المرض العقلي ولكن لم يتم توضيح سببه بالضبط. حيث تقوم بأشياء غريبة للغاية طوال يوم زفافها بالكامل بما في ذلك خيانة زوجها. كما تقضي معظم الوقت بعيداً عن حفلتها، مختبئة إما في ملعب الجولف الموجود بالخارج أو مع ابن أخيها، والذي يبدو أنه الشيء الوحيد الذي تستمد منه السعادة. يمكن أن تكون جوستين شخصية مزعجة للغاية حيث يبدو أنها لا تريد أن تفعل شيئاً سوى تدمير حفلتها الخاصة.
الفصل الثاني من الفيلم بعنوان “كلير” يركز بشكل أساسي على شقيقتها كلير، والتأثير الوشيك للكواكب. يمكن أن يكون الجزء الأول أكثر إثارة للاهتمام، لأن هناك الكثير من الغموض الذي يحيط بشخصية جوستين. أما في الفصل الثاني فيتبع كلير هذه المرة. حيث إنها قلقة من الاصطدام الوشيك لكوكب الأرض، لكن زوجها يؤكد لها أنها ستفتقد الأرض وسيتمكنان من النظر إليها باستخدام التلسكوب الخاص بهم. طوال الفصل الثاني ، يجب أن تتعامل كلير مع اكتئاب جوستين وكذلك زوجها وطفلها، كل ذلك مع القلق باستمرار بشأن الاصطدام. كل ذلك مع الإحساس بعدم الارتياح وعدم اليقين بشأن كيفية انتهاء ذلك.
Another Earth (2011)
يحمل هذا الفيلم الرائع نفس تأثير فيلم Tree of Life، فهو يجعلك تفكر بعمق فيما يحدث. تبدأ أحداث قصة الفيلم مع رودا الفتاة ذات السبعة عشر عاماً العاشقة للفضاء والفلك التي تتلقى خطاب قبول من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وتقرر الاحتفال مع أصدقائها. وفي الليلة نفسها، يكتشف العلماء كوكب مشابه للأرض مختبأ على الجانب الآخر من الشمس. وأثناء قيادتها لسيارتها بعد انتهاء الحفل تتعرض لحادث مروع يغير حياتها إلى الأبد بعد أن أسفر الحادث عن زوجة الموسيقي جون الحامل وابنه الرضيع. تذهب رودا إلى السجن وبعد أربع سنوات يطلق سراحها لتنتقل إلى منزل والديها. أصبحت رودا محطمة وفاقدة الأمل بعد أن ضاع من بين يديها مستقبلها المشرق. ولكي تكفر عن ذنبها تتعقب الرجل الذي نجا من الحادث الذي تسببت فيه كي تعتذر له. لكنها بدلاً من اعتذراها تعمل لديه في منزله لتدرك أنه انسحب من المجتمع ووجد سلوانه في زجاجة الخمر.
لن أقول المزيد عن أحداث القصة لأنها حقاً شيئاً يجب مشاهدته وهو يتكشف. ربما يعتقد البعض أن هذا الفيلم ليس خيال علمي في حد ذاته. فمن المؤكد أن الأرض الثانية التي اكتشفها العلماء تثير أسئلة عديدة تتعلق “بالآخر” ولكن إذا كان كذلك فهو أيضاً يستحق المشاهدة، فهو دراما نفسية مظلمة تثير الكثير من التساؤلات.
Looper (2012)
هذا الفيلم هو تحفة خيال علمي أصلية بشكل مذهل. تدور أحداثه في عام 2074 حيث أصبح السفر عبر الزمن ممكن، ولكنه محظور في الوقت ذاته. كما أصبح قتل البشر أمراً مستحيلاً. لذا عندما تريد المنظمات الإجرامية قتل شخص ما، فإنهم يرسلون ضحاياهم إلى ثلاثين عاماً في الماضي حيث يقتلهم رجال يتلقون أجوراً جيدة يُطلق عليهم “الحلقات”. وعندما يقرر رجال العصابات إلغاء عقد مع أي قاتل مأجور يعيدونه ليقتل نفسه ويغلق الحلقة. هناك الكثير في القصة أكثر من الفرضية الأساسية، لذلك لن أفسدها هنا.
يدرك المخرج ريان جونسون أن فيلم الحركة الناجح لا يحتاج إلى انفجار كل عشر دقائق، ويتيح متسعاً من الوقت لتطوير الشخصية والقصة، لذلك خرج الفيلم مليئاً بالتحولات والانعطافات غير المتوقعة التي يمكنك تجربتها بنفسك بشكل أفضل. والحقيقة هي أن الفيلم تم تجميعه ببراعة شديدة. بالطبع هناك ثغرات فنية يمكن اكتشافها بسهولة إلا أن هذا لا يمنع أنه أحد أفضل أفلام الخيال العلمي في تاريخ السينما التي تستحق وقتك.
اقرأ أيضًا: أفضل الأفلام التحفيزية الملهمة التي تحتاج لمشاهدتها قبل أن تموت |
Coherence (2013)
لا تحتاج إلى ميزانية كبيرة لفيلم خيال علمي ذكي، مجرد فكرة جيدة وحفنة من الممثلين المهرة. لم يفهم صانعو فيلم Coherence هذا فحسب، بل نفذوه أيضاً إلى حد الكمال تقريباً. لأن القصة سلسة وطبيعية للغاية، والفيلم يجبرك على مواصلة التركيز والانتباه. تدور أحداث الفيلم حول أربعة أزواج يتناولون العشاء في إحدى الأمسيات عندما يمر مذنب بالأرض. لاحظت إحدى الزوجات شيئاً غريباً يحدث، حيث انقطعت الاتصالات وتصدعت شاشة هاتفها الخلوي فجأة. لم يهتم أحد بهذا الأمر واستمروا في الحديث، ولكن عندما تنقطع الكهرباء، يزداد الاضطراب ويبدأ التوتر.
حينما خرج الجميع لاستكشاف الأمر بدا لهم أن الكهرباء منقطعة عن الحي بأكمله، باستثناء منزل واحد مضاء على بعد عدة بنايات. يذهب شخصان للتحقيق، وهنا يبدأ الفيلم لعبة بارعة بمفهوم الحقائق البديلة، ويستخدم مفهوم معقد من فيزياء الكم. يتم تقديم ذلك بطريقة تجعلك كمشاهد تحصل على فكرة أنك تفهم ما يجري. لكن الفيلم تم تجميعه ببراعة ويمكن بسهولة وضعك في المسار الخطأ. هذا الفيلم أحد أكثر أفلام الخيال العلمي إثارة. حيث يتعامل بذكاء مع مفهوم نظري صعب. مع شخصيات قابلة للتصديق وتحرير ذكي واستخدام ممتاز ومقتصد للموسيقى التي تعزز الحالة المزاجية.
Gravity (2013)
في “Gravity” نرى د. رايان ستون (ساندرا بولوك) في أول مهمة فضائية لها تشعر بعدم الثقة في نفسها، ولكن رائد الفضاء المخضرم مات كوالسكي (جورج كلوني) يطمئنها قدر الإمكان أثناء العمل. ويتلقى الاثنان رسالة مفادها أنه يتعين عليهما إيقاف عملهم في أسرع وقت ممكن، لأن الروس دمروا قمراً صناعياً. وحطام هذا القمر الصناعي يسير نحوهما بسرعة هائلة. لكنهما لم يكونا بالسرعة الكافية حيث وصل الحطام حطم سفينتهما الفضائية وهما الآن يطفوان بلا هدف في الفضاء والأكسجين الخاص بهما ينفد وعليهما الوصول إلى محطة الفضاء الدولية في أسرع وقت ممكن.
هذا الفيلم الحائز على جائزة الأوسكار واحد من أفضل أفلام الخيال العلمي في تاريخ السينما. لكن عليك الحذر فبعد مشاهدة هذا الفيلم ربما لا ترغب أبداً في الذهاب إلى الفضاء.
Under the skin (2013)
على الرغم من أن التفسير الفلسفي قد يكون ضعيفاً بعض الشيء لهذا الفيلم، إلا أن من يهتم بالتفسيرات طالما جعلك هذا الفيلم على حافة مقعدك طوال ساعة وخمس وأربعون دقيقة بسبب امرأة واحدة: سكارليت جوهانسون كسائقة شاحنة مجهولة في اسكتلندا الممطرة. تدور أحداث الفيلم حول سكارليت جوهانسون التي تأخذ شكل امرأة شابة في بداية الفيلم وتجذب الرجال إلى سيارتها مع وعد بالجنس، وبعد ذلك يتم “التضحية بهم”.
إنه فيلم غريب يحمل الكثير من الرمزيات، لكنه أحد أفضل أفلام الخيال العلمي في تاريخ السينما التي تستحق المشاهدة، وبغض النظر عن التفسيرات الفلسفية إلا أنه من المؤكد أنك ستستمتع به.
Her (2013)
هذا الفيلم عن المشاعر والحب الرقمي، فهو يروى قصة حب جميلة بشكل استثنائي ولكنها أيضاً قصة حب مثيرة للقلق بين البطل الرئيسي جواكين فينيكس وصوت سكارليت جوهانسون المثير. تدور أحداث الفيلم حول إعلان لشركة تكنولوجية تطرح فيه نظام تشغيل ذكي جديد في السوق. ثيودور رجل وحيد يقضي وقت فراغه في لعب ألعاب الفيديو وفي بعض الأحيان التسكع مع الأصدقاء. قرر شراء هذا النظام الجديد، والذي تم الإعلان عنه على أنه أول نظام تشغيل ذكي اصطناعياً في العالم، “إنه ليس مجرد نظام تشغيل، إنه وعي”، كما ينص الإعلان. سرعان ما وجد ثيودور نفسه منجذباً إلى سامانثا – الصوت خلف نظام التشغيل – وبعد قضاء الكثير من الوقت معاً يجدان أنفسهما في حالة حب.
يقدم هذا الفيلم الحياة الحديثة بصورة ملفتة للنظر. حيث تثار الأسئلة باستمرار حول استخدام التكنولوجيا الرقمية في حياتنا اليومية. فيلم “هي” تقدمي للغاية” يُظهر كيف تناور البشرية نفسها في مجتمع تكنولوجي لا معنى له.
Snowpiercer (2013)
هذا واحد من أفلام الخيال العلمي في تاريخ السينما التي تناقش فكرة التغير المناخي وتأثيره على مستقبل البشرية، ففي إحدى تجارب تغير المناخ تتحول الأرض إلى كوكب جليدي لم تعد فيه الحياة ممكنة، يموت الجميع ولا يتبقى سوى مجموعة كبيرة من البشر الناجين على متن قطار مكتف بذاته يسافر إلى ما لا نهاية حول العالم. في القطار يوجد نظام فصل عنصري صارم. حيث يتمتع الأثرياء في المقصورات الأمامية بكل وسائل الراحة والباقي يعيشون في حالة فقر مدقع. وإذا علمنا التاريخ شيئاً واحداً فهو أن مثل هذه المواقف لا تدوم إلى الأبد والثورة هي مسألة وقت فقط.
ربما كانت العديد من أفلام الخيال العلمي ذات الميزانيات الكبيرة مخيبة للآمال، إلا أن هذه الرحلة المثيرة والوحشية بعيدة كل البعد عن ذلك. فهو فيلم يستحق المشاهدة بكل تأكيد.
اقرأ أيضًا: أفضل الأفلام الرومانسية على مدار العصور من الأقدم إلى الأحدث |
Upstream Color (2013)
بعد فيلمه الأول الرائع Primer الذي حقق نجاحاً كبيراً، لا يمكنك بالطبع أن تتوقع من المخرج شين كاروث فيلماً للتسلية والترفية. فهذا المخرج الرائع لا يصنع أفلاماً تحمل في طياتها قصة تقليدية، ولكن أفلاماً تجريبية تجعل المشاهد يفكر، ويتحير، ويتساءل ليتركه في حالة ذهول وربما إحباط. يتكون هذا الفيلم من العديد من الطبقات التي يمكن أن تكون لها تفسيرات متعددة. تدور أحداث الفيلم حول الفتاة الشابة كريس التي تستيقظ بعد تجربة مروعة مرتبكة وخائفة داخل سيارتها في مكان ما على طول طريق مزدحم. ليس لديها أدنى فكرة عن كيفية وصولها إلى هناك وماذا حدث لها. وقد اتضح أنها فقدت وظيفتها وكل أموالها. وبينما تحاول إعادة حياتها إلى المسار الصحيح شيئاً فشيئاً تقابل جيف الذي تطور معه علاقة عاطفية عميقة.
يتناول هذا الفيلم أفكاراً فلسفية حول الذكريات والصورة الذاتية والإرادة البشرية والطبيعة وعلاقتنا بها. ما تراه في “Upstream Color” يتجاوز الخيال العادي، ويتطلب الفيلم تركيزك الكامل، وإذا فعلت فليس من الصعب استخلاص بعض التماسك. لكن لا تتوقع أن تكون قادراً على تشريح الفيلم بالكامل، حيث يشبه هذا الفيلم برنامج تشفير عصية على الحل النهائي، فهو يعج بمجموعة من تعبيرات الفن التجريدي وصور الأحلام المتطرفة. وحتى هواة السينما الذين يحبون التحدي لن يفهموا هذا الفيلم على الفور. لكن مع ذلك فهو رائعة فنية ستبقى محفورة في رأسك لأيام وليال.
Predestination (2014)
أحد أفضل أفلام الخيال العلمي الملتوية، والمتقلبة والمثيرة للتفكير، ومشاهدة واحدة لا تكفيه. تدور أحداث الفيلم حول عميل فيدرالي يسعى لإيقاف إرهابي من خلال رحلات سفر عبر الزمن. أما الجانب الآخر من القصة فيتبع حياة طفل يتيم، وقد تم نسج هاتين الحبكتين معاً بشكل معقد وذكاء ليس فقط من أجل مزيد من الإثارة والتشويق بل لاستكشاف بعض الموضوعات الشائكة.
غالباً ما تكون الأفلام التي تتحدث عن السفر عبر الزمن مثيرة للفضول، لكن التناقضات لا مفر منها عادةً ويجب عليك قبولها كمشاهد. ونظراً لأن هذه التناقضات لا مفر منها فأنت بحاجة إلى عنصر مقنع آخر إلى جانب السفر عبر الزمن حتى لا تفقد المشاهد وتجعله منغمساً عاطفياً في القصة، وقد نجح هذا الفيلم في ذلك من خلال شخصيات وقصة مثيرة للاهتمام تتجاوز حيل السفر عبر الزمن.
Interstellar (2014)
لا يمكن أن تخلو قائمة بأفضل أفلام الخيال العلمي في تاريخ السينما دون وضع أفلام المخرج الرائع كريستوفر نولان ضمنها. لكن كان علينا الاختيار بين أفلامه الرائعة، وكان هذا الفيلم هو اختيارنا. فهو فيلم ذكي تمنحه التأثيرات الفنية والتصوير وكذلك القصة أبعاداً رائعة.
تدور أحداث الفيلم في المستقبل القريب، حيث استنفد الإنسان الأرض لدرجة أن المحاصيل الزراعية لم تعد تنمو. ولن يمر وقت طويل حتى تصبح الحياة على الأرض غير ممكنة. ماثيو ماكونهي كان رائد فضاء يعمل مع وكالة ناسا، ومن هنا تطلب منه الوكالة أن يذهب في مهمة سرية للعثور على كوكب جديد يصلح لسكان الأرض. وطريقة العثور على هذا الكوكب من خلال ثقب دودي بالقرب من زحل. ومنذ هذه اللحظة تبدأ المغامرة.
يتجاوز نولان في هذا الفيلم كل الحدود البصرية والفكرية، فهذا الفيلم يعج بالنظريات العلمية التي استلهم منها نولان فكرته. ولا يمكن لعشاق أفلام الخيال العلمي ألا يشاهدوا هذه التحفة الفنية الخلابة.
Annihilation (2018)
هذا الفيلم من أفلام الخيال العلمي الفلسفية التي تحاول الإجابة على سؤال: ما الذي نعرفه حقاً عن أصل وتطور الطبيعة أو الكون؟ تدور أحداث الفيلم حول مجموعة من العالمات التي تخطو إلى المجهول بحثاً عن إجابات، حيث يتطلب منهم الكشف عن أسرار منطقة غامضة لا تنطبق عليها قوانين الطبيعة. تقود ناتالي بورتمان عالمة الأحياء فريق الاستكشاف لمنطقة نمت فيها فقاعة بعد اصطدام مذنب. هذه الفقاعة تبتلع كل شيء. وكان زوجها أحد أعضاء الرحلة السابقة التي لم تعد. لذا قررت الانضمام إلى هذه البعثة من أجل معرفة ما حدث.
ربما يكون هذا الفيلم أحد الأفلام المعقدة للبعض، فهو يطرح الكثير من الأسئلة دون إجابات. لكنه مع ذلك غير ممل على الإطلاق. كما يثير التفكير والتساؤلات ويظل في ذهنك لفترة طويلة.
اقرأ أيضًا: أفضل أفلام عن الحرب العالمية الثانية لا ينبغي تفويتها |
قائمة أخرى من أفضل أفلام الخيال العلمي
- The Bride of Frankenstein (1935).
- A Clockwork Orange (1971).
- Westworld (1973).
- Demon Seed (1977).
- The Thing (1982).
- Blade Runner (1982).
- Terminator (1984).
- Back to the Future trilogy (1985-1990).
- Tetsuo: The Iron Man (1989).
- 12 Monkeys (1995).
- Gattaca (1997).
- Pitch Black (2000).
- Primer (2004).
- The Island (2005).
- Sunshine (2007).
- Inception (2010).
- In Time (2011).
- Prometheus (2012).
- Edge of Tomorrow (2014).
- Transcendence (2014).
- High Life (2018).