متلازمة وهم كوتار: حالات غريبة لمرضى يدعون أنهم موتى

You are currently viewing متلازمة وهم كوتار: حالات غريبة لمرضى يدعون أنهم موتى
متلازمة وهم كوتار أغرب الاضطرابات النفسية

متلازمة وهم كوتار هي اضطراب عقلي غريب ونادر، يرتبط بأمراض مثل الفصام والاكتئاب واضطراب ثنائي القطب. حيث يعتقد فيه المريض أنه ميت أو ليس له وجود، وفي بعض الحالات يشعر بأن بعض أعضاء جسده متعفنة أو إنه شخص خالد. في المقال التالي سنتحدث عن هذا الاضطراب وأسبابه وأعراض أعراض متلازمة كوتار ثم نستعرض حالات معروفة مصابة بوهم كوتار.

ما هي متلازمة وهم كوتار

متلازمة وهم كوتار هي اضطراب نفسي وعقلي يعتقد فيه المريض أنه ميت، وعلى قناعة تامة بأن جسده يفتقر إلى الأعصاب والدم والدماغ والأعضاء الأخرى. يعاني المريض خلال هذا الاضطراب من هلوسات حسية وحركية. حيث يعتقد أن يشعر بإنه يشم رائحة اللحوم المتحللة في جسده، ويرى الديدان تحت جلده، من بين عدة أمور أخرى.

يأخذ هذا الوهم اسمه من لقب طبيب الأعصاب الفرنسي جول كوتار (1840 – 1899) الذي أطلق عليه اسم “وهم الإنكار” خلال مؤتمر لجمعية الطب النفسي الذي عقد في باريس عام 1880. ونظراً لندرة هذا الاضطراب، فلا توجد بيانات موثقة حوله. وقد أطلق عليه الطبيب الفرنسي اسم وهم الإنكار، لأن أولئك الذين يعانون منه ينكرون أولاً وجود العالم الخارجي، ثم ينكرون وجودهم فيما بعد. ولا يتوقف الأمر على ذلك فحسب، بل يعتقد المصاب بهذا الوهم أنه يتحدث مع الأموات، وفي بعض الأحيان يصل الأمر إلى الاعتقاد بالخلود.


أعراض متلازمة وهم كوتار

هناك العديد من الأعراض الرئيسية لمتلازمة وهم كوتار، ولعل من أهمها ما يلي:

  • الاكتئاب والقلق والتفكير الانتحاري.
  • الاقتناع بعدم وجود الجسد.
  • الاعتقاد بعد وجود الدم.
  • الاقتناع المؤكد بالموت.
  • الهلوسة الحسية والبصرية والحركية.
  • الاقتناع التام بالخلود.
  • الاعتقاد بعدم وجود أعضاء الجسم.
  • تشويه الذات.
اقرأ أيضًا: أكل الحشرات: فوائد وأضرار أغرب عادات الطعام

أسباب متلازمة وهم كوتار والعلاج

تظهر متلازمة وهم كوتار في الغالب بشكل مفاجئ، دون أن يعاني المريض بالضرورة من حالة نفسية سابقة، وعلى الرغم من ذلك فإن المرحلة الأولية التي يمكنها أن تشير إلى الإصابة بهذه المتلازمة هي القلق المزمن الذي يستمر لبضعة أسابيع أو حتى سنوات. هذا القلق غامض ومنتشر وعادة ما يكون مرتبطاً بالتهيج. لكن أسباب متلازمة كوتار الدقيقة وراء إصابة الشخص بمتلازمة كوتار بشكل عفوي لا تزال غير معروفة حتى وقتنا الحالي، على الرغم من أن المتخصصين يعتبرون أنها قد تكون مرتبطة بالاكتئاب، والفصام، وقد تظهر كعرض من أعراض ثنائي القطب.

يعتمد علاج هذه المتلازمة إلى حد كبير على بعض الحالات أو الأمراض الموجودة مسبقاً أو المرتبطة بها، ويمكن وصف مضادات الاكتئاب ومضادات الذهان، ومزيلات القلق، وحتى العلاج بالصدمات الكهربائية، والذي يتم تطبيقه حالياً تحت التخدير العام.

اقرأ أيضًا: كيف كانت حياة أول توأم سيامي في العالم؟

الحالات المصابة بمتلازمة وهم كوتار

أعراض وأسباب متلازمة وهم كوتار
أهم الحالات التي وثقها الآطباء

هناك العديد من الحالات المصابة بوهم كوتار والتي وثقها الأطباء أثناء علاجهم خلال البحث عن أسباب متلازمة كوتار. ولعل أشهر هذه الحالات ما سنستعرضه في هذا القسم.

المرأة العجوز التي طلبت وضعها في الكفن[1]

كانت هذه أول حالة تم تسجيلها في عام 1788. حيث أبلغ تشارلو بونيه عن امرأة عجوز كانت تحضر وجبة لبناتها، وفجأة شعرت بتدفق الهواء ثم أصيبت بالشلل في جانب واحد من جسدها. وعندما عاد إليها الإحساس والحركة والقدرة على الكلام، طلبت من بناتها أن يلبسنها كفناً ويضعنها في نعش. استمرت لأيام في مطالبة بناتها وأصدقائها وخادمتها بمعاملتها كما لو كانت ميتة. استسلموا أخيراً، ووضعوها في كفن ووضعوها في في نعش بالفعل، لكن السيدة العجوز ظلت في ضجيجها وشكوتها من لونه. وفجأة خرجت منه وعادت للنوم في فراشها. وبعد أن عولجت بمسحوق من الأحجار الكريمة والأفيون، اختفت أوهامها، لتعود كل بضعة أشهر.

السيدة التي ستعيش إلى الأبد

كانت هذه الحالة هي الحالة الأولى التي عالجها طبيب الأعصاب الفرنسي جول كوتار، وكانت أول مريض موثق يعاني من هذا الوهم الغريب بعد 100 عام من الكشف عن أول حالة التي استعرضناها سابقاً. ادعت مدام إكس عدم وجود أعضاء في جسدها، أي أنها ليس لديها دماغ ولا صدر ولا معدة ولا أمعاء ولا أعصاب. وكانت تعتقد أنها خالدة وستعيش للأبد، ونظراً لعدم وجود أحشاء وإنها خالدة فهي ليست بحاجة إلى تناول الطعام. وقد ماتت هذه المريضة فيما بعد من الجوع. وبفضل هذه الحالة سميت المتلازمة على اسم الطبيب الذي كان يعالجها. وذلك بفضل وصفه لهذا الاضطراب في مؤتمر طبي.

المريض الذي طلب التواجد في المشرحة

ظهرت حالة أخرى في عام 2008 في مدينة نيويورك. حيث أبلغ الأطباء النفسيون عن مريضة تبلغ من العمر 53 عاماً وتدعى السيدة لي، تشتكي من إنها ماتت ورائحتها مثل اللحم المتعفن. طلبت من عائلتها اصطحابها إلى المشرحة حتى تكون مع الموتى الآخرين. تم قبول السيدة لي في وحدة الطب النفسي، حيث اتهمت المسعفين بمحاولة حرق منزلها. وبعد شهر أو نحو ذلك من العلاج الدوائي، تم إطلاق سراحها مع تحسن كبير في أعراضها.

السائق الذي يعتقد أنه مات بعد حادث

في عام 1996، بعد تعرضه لحادث دراجة نارية، اعتقد رجل اسكتلندي أنه توفي بعد تعرضه لبعض المضاعفات أثناء شفائه. نشأت هذه الأعراض من الإصابات الشديدة التي أصيب بها في رأسه. وفي الوقت المناسب، كان قادراً على التعافي ومواصلة حياته الطبيعية.

المريض الياباني الميت[2]

سجلت اليابان حالة أخرى تعاني من متلازمة وهم كوتار في عام 2012. حيث وصف الأطباء اليابانيون مريضاً يبلغ من العمر 69 عاماً قال لأحد أطباءه: “اعتقد أنني ميت. أود أنا أسألك عن رأيك”. عندما سأله الطبيب عما إذا كان هناك ميتاً يستطيع الكلام، هنا أدرك المريض أن حالته تتحدى المنطق، لكنه لم يستطع زعزعة قناعته بأنه متوفى. بعد عام اختفت أوهامه، لكنه أصر على حقيقة ما حدث قبل عام.  حيث يقول: “أنا الآن على قيد الحياة. لكنني كنت ميت في ذلك الوقت”. كما أعرب عن اعتقاده أن كيم جونغ إيل – رئيس كوريا الشمالية – كان أيضاً مريضاً في نفس المستشفى.

قلق المريض من عدم دفنه بعد[3]

في عام 2009، عانى رجل يبلغ من العمر 88 عاماً من اكتئاب حاد بسبب حقيقة وفاته، وكان قلقاً ومستاءاً لعدم قيام أحد من حوله بدفنه بعد. سجلت هذه الحالة في بلجيكا، لكن تحسنت حالة المريض تدريجياً فيما بعد.

المرأة التي اقتنعت أن أعضائها متعفنة

الأطباء النفسيون البلجيكيون الذين عالجوا حالة الرجل البالغ من العمر 88 عاماً عالجوا أيضاً امرأة تبلغ من العمر 46 عاماً زعمت أنها لم تلبي احتياجاتها الفسيولوجية الأساسية منذ شهور. كما أشارت إلى أن أعضائها كانت متعفنة بالفعل، الأمر الذي استدعى دخولها إلى المستشفى عدة مرات، إلى أن تحسنت حالتها بعد 10 أشهر من العلاج.

الرجل الذي يعتقد أنه ليس لديه عقل

في عام 2003، عالجت مجموعة من الأطباء النفسيين اليونانيين حالة رجل يعتقد أنه ليس لديه دماغ. حتى أنه حاول الانتحار لهذا السبب منذ سنوات. تم نقله إلى المستشفى لكنه غادر في وقت مبكر ضد المشورة الطبية. في العام التالي، كان لابد من إعادة قبوله، من أجل استكمال علاجه.

المرأة التي تحللت جميع أعضائها

حالة أخرى من الإصابة بوهم كوتار تم الإبلاغ عنها في اليونان هي حالة امرأة تبلغ من العمر 72 عاماً، زعمت أن جميع أعضائها ذابت وتحلل جلدها. وعلى الرغم من أنها دخلت المستشفى لتلقي العلاج، إلا أن تفاصيل شفائها غير معروفة.

الرجل الذي مات وأصبح كلباً[4]

من بين جميع حالات متلازمة وهم كوتار تعد هذه واحدة من أكثر الحالات غرابة. ففي عام 2005، سجل الأطباء النفسيون الإيرانيون حالة مريض يبلغ من العمر 32 عاماً، ادعى ليس فقط أنه مات، ولكن أيضاً تحول إلى كلب. وذكر أيضاً أن زوجته وبناته عانوا نفس العواقب. حاول الأطباء علاجه عن طريق الصدمات الكهربائية، لكن تفاصيل شفائها أيضاً غير معروفة.

اقرأ أيضًا: مفاتيح هامة حول كيفية التحكم في الاندفاع

هوامش

[1] Charles Bonnet’s description of Cotard’s delusion and reduplicative paramnesia in an elderly patient (1788).

[2] Delusions of death in a patient with right hemisphere infarction.

[3] Cotard’s syndrome: a review.

[4] Co-existence of lycanthropy and Cotard’s syndrome in a single case.

اترك تعليقاً