أفضل طرق التعامل مع مريض الذهان
إن التعامل مع المريض العقلي غاية في الصعوبة، خاصةً إذا كان هذا المريض أحد المقربين المصابين بالذهان أو انفصام الشخصية أو أياً من الاضطرابات الذهانية الأخرى. لكن مع ذلك هناك العديد من طرق التعامل مع مريض الذهان التي يمكن اتباعها من أجل الوصول إلى علاج نهائي للفصام.
الفرق بين انفصام الشخصية والذهان
يخلط الكثير منا بين الذهان وانفصام الشخصية، حيث يعتقد أن الذهان مرض وانفصام الشخصية مرض أخر، لكن على العكس تماماً. فالذهان هو متلازمة أو مجموعة من الأعراض يمكن أن تصيب مريض الفصام، والأعراض الرئيسية للذهان هي الهلوسة والأوهام.
الهلوسة هي أحاسيس غير حقيقية، مثل سماع أصوات غير موجودة. وتعد الهلوسة السمعية أكثر أنواع الهلوسة شيوعاً. لكن هناك أيضاً العديد من أنواع الهلوسة التي تتعلق بكل حاسة من الحواس الخمسة للإنسان وهي السمع والبصر والشم والتذوق واللمس.
الأوهام هي معتقدات قوية لا يمكن أن تكون صحيحة. وتشمل الأوهام الشائعة الاعتقاد بأن شخصاً ما يتابعك أو يراقبك، أو الاعتقاد بأن لديك قوى أو قدرات غير عادية. كما تشمل الأعراض الأخرى للذهان صعوبات في التركيز أو إكمال المهام أو اتخاذ القرارات. وقد يشعر المصاب أيضاً بصعوبة في التحدث بوضوح، كما يمكن أن يؤثر الذهان على الطريقة التي يتحرك بها الأشخاص أو يعبرون عن مشاعرهم.
أما الفصام فهو مرض عقلي يسبب الذهان، لكن الفصام له أعراض أخرى. وهو ليس السبب الوحيد للذهان. ففي بعض الحالات تسبب الأمراض العقلية الأخرى الذهان، بما في ذلك الاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب والخرف واضطراب الشخصية الحدية. وقد يظهر الذهان في أوقات التوتر والقلق الشديد أو اضطرابات النوم أو الصدمة. كما يعاني الأشخاص الذين يتعاطون أو ينسحبون من بعض الأدوية من الذهان. قد يحدث الذهان أيضاً بسبب إصابة في الدماغ أو مشكلة عصبية أو مشكلة صحية أخرى. لذلك في حين أن الذهان يمكن أن يكون جزءاً من الفصام، إلا أنه يمكن أن يكون ناتجاً عن العديد من الأشياء الأخرى أيضاً.
اقرأ أيضًا: هل يمكن الشفاء من الاضطراب ثنائي القطب؟ |
طرق التعامل مع مريض الذهان
تتملكنا رغبة قوية في مساعدة كل من كان في حاجة إلى المساعدة. لكن إذا صادفنا مريضاً عقلياً من الضروري علينا مساعدته كأحد الأقارب أو الاصدقاء نشعر بأننا مكتوفي الأيدي بشأن ما يجب علينا فعله بالتحديد. فقد تبدو الطريقة التي يمكننا بها المساعدة واضحة إلى حد ما عندما يعاني أحد أفراد أسرتنا من مشكلة صحية جسدية، لكن العديد من الناس يقولون إنهم ليسوا متأكدين من أفضل طريقة لتقديم المساعدة عندما يعاني أحد أفراد أسرته من مرض عقلي مثل الذهان أو انفصام الشخصية أو غيرها من الاضطرابات الذهانية الأخرى. في هذا التقرير نساعد هؤلاء في الحصول على أفضل طرق التعامل مع مريض الذهان، وتتمثل هذه النصائح فيما يلي:
-
المعرفة العامة للمرض
ليس عليك أن تكون خبيراً في مرض الذهان أو انفصام الشخصية، ولكن معرفة المزيد يمكن أن يساعدك على فهم ما يحدث. حيث أن هناك الكثير من الخرافات حول الأمراض العقلية وخاصةً مرض انفصام الشخصية، لذلك من الجيد العثور على بعض المصادر الجديرة بالثقة للحصول على معلومات عن المرض من أجل الحصول على أفضل طرق التعامل مع المريض العقلي.
-
الاستماع الجيد
في بعض الأحيان يمكن أن يساعد الحديث عن المشاكل والمخاوف مريض الذهان. من المهم أن تفهم أن الحديث عن شيء صعب مثل تجارب مرض الذهان أو انفصام الشخصية قد يكون صعباً للغاية بالنسبة لمن تحب – كما أن أعراض الفصام يمكن أن تجعل المحادثات صعبة. فإذا انفتح أحد أفراد أسرتك عليك، فاستمع بفاعلية – أي بدون أي مصادر تشتيت للانتباه مثل هاتفك أو التلفزيون. لذا فإن أفضل طرق التعامل مع المريض العقلي هي الانتباه لما سيقولوه. امنحهم الوقت لإنهاء أفكارهم، حتى لو استغرق الأمر وقتاً أطول من المعتاد. استمع بتعاطف وبدون حكم. حتى إذا كنت لا تفهم المشكلة أو ترى المشكلة بطريقة مختلفة، فإن شاغلك الرئيسي هو الضيق أو المشاعر السلبية الصعبة التي يمر بها مَن تحب. لكن بعض الناس ليسوا مستعدين للحديث عن كل شيء دفعة واحدة، أو على الإطلاق. لذا عليك احترم ذلك الأمر واجعله يخبرك عندما يكون مستعداً لذلك.
-
التعاطف وليس الجدل
يمكن أن تستغرق أعراض الفصام مثل الهلوسة أو الأوهام بعض الوقت حتى تتوقف بعد اتباع خطة العلاج الخاصة بهم. لذا من الأفضل تجنب الجدل حول هذه التجارب. وعليك أن تتذكر أن الوهم أحد أعراض مرض الذهان – فهي ليست أفكاراً يمكنك التحدث عنها مع شخص آخر. كما أن إخبار شخص ما بأن تجاربه ليست حقيقية أو غير صحيحة لا يساعده عندما تبدو التجارب حقيقية جداً لذلك الشخص! إن النهج الأفضل هو التعاطف مع المشاعر التي تثيرها الهلوسة أو الأوهام – دون تأكيد أو إنكار الهلوسة أو الوهم.
على سبيل المثال، إذا شعر أحد أفراد أسرته بالإحباط أو الانزعاج عندما يسمع أصواتاً، فليس من الجيد أن تقول شيئاً مثل “أنت بخير! هذا ليس حقيقياً. أنا لا أسمع أي شيء “. بدلاً من ذلك، قد تقول، “يمكنني فقط أن أتخيل كيف أن هذا الصوت مزعجاً. بصورة لا تطاق”. كما أن عليك أن تعلم أنه من خلال العلاج والدعم الجيدين، تصبح هذه الأعراض أسهل بكثير على الأشخاص للتحكم فيها وفقدان أهميتها. -
عدم أخذ الأمر على محمل شخصي مع مريض الذهان
يمكن أن يكون الذهان مرضاً صعباً للجميع فخلال نوبات الذهان قد يعاني الشخص العزيز عليك من أحاسيس مخيفة لا يمكنك فهمها. وقد يتصرف بطرق لا تفهمها. يمكن أن تجعل الأعراض الأخرى لمرض انفصام الشخصية من الصعب على الأشخاص التعبير عن المشاعر أو التواصل بوضوح أو الاهتمام بالآخرين. لذا من المهم أن تعرف أن هذه أعراض مرض. إنها ليست ذنب أحد.
-
الاعتناء بنفسك أيضاً
كأحد أفراد الأسرة، من المهم أن تعتني بنفسك. حاول الحفاظ على جدولك وأنشطتك المنتظمة، مثل ممارسة التمارين الروتينية والهوايات. اطلب من فرد آخر من العائلة أو صديق جيد المساعدة في تقديم الرعاية، خاصة في الأيام الأولى لمرض أحد أفراد أسرتك.
-
الحفاظ على شبكتك الاجتماعية
نعرف جميعاً أهمية الصداقة. لذا حاول الحفاظ على صداقاتك أو شبكة الأشخاص الموجودة في حياتك. ستصبح هذه لاحقًا وسائل دعم مهمة بينما يتعافى من تحب. ثقفهم وحدثهم عن شفاء أحبائك. يخشى الناس أحيانًا طرح أسئلة حول مرض انفصام الشخصية وهذا سيريحهم.
-
التشجيع على مواكبة خطة العلاج والتعافي
هذا الأمر هو أحد أفضل طرق التعامل مع المريض العقلي. حيث أن الذهان يمكن أن يجعل من الصعب على الأشخاص المصابين به تحديد المواعيد والذهاب إليها واتباع خطة العلاج الخاصة بهم. يمكنك مساعدتهم من خلال تذكيرهم بالمواعيد، أو اصطحابهم إلى المواعيد، أو أي شيء يساعد في حالتك. أما إذا لم يكن الشخص العزيز عليك سعيداً بعلاجه أو كان يرغب في تجربة نهج جديد، فيمكنك تشجيعه على التحدث مع طبيبه الخاص في هذا الأمر. فقد يكون من الخطر إيقاف العلاج أو تغييره بدون دعم الطبيب.
اقرأ أيضًا: التلاعب العقلي: كيفية الدفاع عن نفسك ضد أساليب التلاعب النفسي؟ |
في النهاية فإن الدعم والتشجيع لمريض الذهان هي أفضل طرق التعامل مع مريض الذهان من أجل تلقي العلاج اللازم وصولاً للشفاء التام.
المراجع:
1. Author: Peter Byrne, (3/31/2007), Managing the acute psychotic episode, www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved: 4/10/2021. |
2. Author: Veronique Hoebeke, (5/12/2016), The Dos and Don’ts of Helping a Family Member in Psychosis, www.rtor.org, Retrieved: 4/10/2021. |