التراث الثقافي: التعريف والخصائص و10 أمثلة للتراث الثقافي

You are currently viewing التراث الثقافي: التعريف والخصائص و10 أمثلة للتراث الثقافي
كل ما تريد معرفته عن التراث الثقافي

التراث الثقافي هو إرث أسلافنا وذاكرتهم وإبداعاتهم وإيمانهم بالحياة، وهو التعبير المادي وغير المادي عن أسلوب حياة المجتمعات الذي ينتقل من جيل إلى جيل من خلال الممارسات والعادات والتقاليد والمعرفة والأماكن والأشياء؛ أي إنه كل ما ينطوي على نشاط بشري. دعونا نتعرف على العناصر التي تشكل جزءاً من التراث الثقافي للشعوب، وما يعنيه وما هي خصائصه وأنواعه، وأي من الحضارات القديمة تركت تراثاً ثقافياً عظيماً.

 ما هو التراث الثقافي؟

إنه الإرث المادي وغير المادي للمجتمعات البشرية الذي ينتقل من جيل إلى جيل. يشتمل التراث الثقافي على المعتقدات والعادات والتقاليد والأعراف والممارسات الاجتماعية والأشياء، وكل ما يدخل ضمن نطاق النشاط البشري. لذا يمكن اعتبار أن الأبنية العظيمة والآثار والأعمال الفنية، والنصوص والكتابات والآلات الموسيقية والملابس والأطباق وغير من الأشياء هي تراث ثقافي مادي. هذا بالإضافة إلى العناصر الأخرى غير المادية مثل الفولكلور والتقاليد واللغة والمعرفة الشعبية وحتى الأساطير والخرافات. أما القائمة الشاملة فهي تشتمل على:

الثقافات، والآثار، والعادات والتقاليد الاجتماعية، المعتقدات والطقوس الدينية، الاحتفالات الاجتماعية والدينية، معارف السكان الأصليين، الفنون والحرف والموسيقى، المعتقدات السياسية والأيديولوجية، التقاليد العلمية، اللغة، الرياضة، الطعام والشراب، التقاويم، اللباس التقليدي.

إذن ما نفهمه من التراث الثقافي يمثل العملية التاريخية التي شكلت حياة شعب ما. وهو ما يحتوي على العناصر الأساسية تميز نظام حياته وإيمانه وممارساته. يعزز هذا الإرث الهوية الإقليمية أو الوطنية والشعور بالانتماء إلى جماعة معينة. لذا فإن هذا الأمر يمنحه قيمة كبيرة، وبالتالي يتم الحفاظ عليه على مر السنين.


حراس التراث الثقافي

إن المجتمع الذي يعطي قيمة لتراثه الثقافي هو المسؤول عن نقله وحفظه. ولكن مع ذلك يلزم تنظيم وتطبيق معايير معينة للحفاظ على هذا التراث. ومن أجل هذا الغرض تأسست منظمات دولية مثل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) التي تعمل مع المنظمات العرقية والثقافية والتاريخية في المجتمعات المحلية للحفاظ على هذا التراث من خلال العديد من الأنشطة مثل ترميم المباني التاريخية أو تعليم اللغات أو إدارة ورشة عمل حرفية.

اقرأ أيضًا: أهمية الثقافة: كيف تؤثر المعرفة والقيمة الثقافية على الأفراد والمجتمعات؟

التراث العالمي

وفقاً لمعنى التراث الثقافي، فإنه يتمتع بطابع عالمي، سواء تم اعتباره إرثاً رسمياً أم لا. لذا فلا يوجد حدود ثقافية بين المجتمعات. ويساهم هذا الأمر في احترام وفهم التنوع الثقافي على مستوى العالم. حيث نجد العديد من الفنانين والعلماء الذين ينتمون إلى ثقافات مختلفة، تأثروا وما زالوا يتأثرون بالتراث الثقافي لمجتمع معين هم بعيدين كل البعد عنه. ويمكن رؤية مثال على عالمية التراث الثقافي في لوحات بول غوغان مع المطبوعات اليابانية أو في الأقنعة الأفريقية في أعمال بابلو بيكاسو. كذلك لوحة الموناليزا التي رسمها الإيطالي ليوناردو دافنشي في بداية القرن السادس عشر ونقلها إلى فرنسا عندما انضم إلى بلاط الملك فرانسيس الأول؛ يتم عرضها اليوم في متحف اللوفر في باريس وتعتبر أكثر الأعمال الفنية شهرة في جميع أنحاء العالم. إذن السؤال: هل الموناليزا تراث ثقافي لإيطاليا أو فرنسا أو العالم؟

اقرأ أيضًا: اللغات المنقرضة: ما هي؟ ولماذا تختفي اللغات من التاريخ؟

خصائص التراث الثقافي

أهمية التراث الثقافي
أهم خصائص التراث الثقافي

تشترك قلعة فارتبورغ في ألمانيا والمركز التاريخي لفيينا وخط سكة حديد سمرينغ في النمسا في شيء واحد: إنها مواقع للتراث العالمي. وكل واحدة لها خصائص تميزها وفقاً للمكان والمجتمع الذي توجد فيه، ولكن أوجه التشابه الثقافي هي التي تجعلهم إرثاً قيماً يستحق الحفاظ عليه لصالح العالم بأسره. فما هي خصائص التراث الثقافي:

  • الطابع الاجتماعي: ينبغي أن يكون للتراث الثقافي طابع اجتماعي لمجتمع معين.
  • القيمة التاريخية: له قيمة تراثية تاريخية، وهذه القيمة تجمع بين المعرفة والتقنيات التي تنتقل عبر الأجيال الاجتماعية.
  • القابلية للتكيف: وهي قابلية هذا التراث للتكيف مع التغييرات والتطورات الثقافية للمجتمع. على سبيل المثال يمكن إحياء بعض الطقوس بأفكار جديدة.
  • الطابع التعليمي: الغرض الأساسي من التراث الثقافي هو التدريس والتثقيف حول ماضي المجتمع.
  • الهوية الثقافية: إنه عنصر تكاملي لأي مجتمع، لأنه ينتقل بين الأجيال ويقوم على النشاط الاجتماعي لكل مجتمع.
  • يتطلب الحفظ: يمكن أن يختفي إذا لم يتم الحفاظ على قيمته وأهميته التاريخية والثقافية بحيث يستمر مع مرور الوقت، سواء كان نصباً أو تقليداً.
اقرأ أيضًا: ما هي الكتابة الهيروغليفية؟ ولماذا كانت لغة الآلهة المقدسة؟

أنواع التراث الثقافي

ينقسم التراث الثقافي بشكل عام إلى فئتين: أولهما التراث الثقافي المادي، وثانيهما التراث الثقافي غير المادي التجريدي والموجود في العقلية الجماعية. يتجلى التراث المادي في أشكال ملموسة مثل المصنوعات اليدوية أو المباني أو المناظر الطبيعية. أما التراث غير المادي فيظهر في رواية القصص والتقاليد والعادات وغيرها. ويرتبط التراث المادي ارتباطاً وثيقاً بالتراث غير المادي، ولكن دعونا نتعرف على كل نوع بالتفصيل.

التراث الثقافي المادي

يشير هذا النوع من التراث إلى الأشياء المادية التي صنعت وحفظت ثم نقلت إلى الأجيال اللاحقة. وبعض الأمثلة الرمزية على ذلك هي أهرامات الجيزة، وتاج محل وماتشو بيتشو وسور الصين العظيم. هناك قائمة طويلة من التراث الثقافي المحفوظ في العالم، وهو نتاج الإبداع البشري وله أهمية ثقافية عالمية. وعلى الرغم من أن التفكير دائماً ينصب في المباني الكبيرة عند الحديث عن التراث الثقافي، فإن هذا المفهوم يشمل العديد من العناصر الأخرى:

  • المواقع التاريخية والأثرية: وتشمل على الكنائس والمقابر والبقايا الأثرية والمتاحف التي لها قيم متنوعة بما في ذلك الأهمية التاريخية والفنية والأنثروبولوجية والعلمية والاجتماعية.
  • المصنوعات بكافة أنواعها: مثل الكتب والوثائق أو المخطوطات والأشياء والصور واللوحات والرسومات والمنحوتات والعملات المعدنية، والأدوات والملابس والآلات الموسيقية القديمة.
  • التراث المغمور بالمياه: تشتمل على المدن المغمورة وأطلال الحضارات القديمة وحطام السفن وكل ما هو تحت الماء وله قيمة ثقافية أو تاريخية.
  • البيئة الطبيعية: تشير إلى المناظر الطبيعية الريفية والسواحل والتراث الزراعي.

التراث الثقافي غير المادي

تشير منظمة اليونسكو إلى أن التراث الثقافي غير المادي هو ثروة فكرية عظيمة. وتشتمل هذه الثروة على الفولكلور والعادات والخرافات والمعتقدات والتقاليد والمعرفة والتحيات واللغة. ومن الأمثلة على ذلك يوم الموتى الذي يحتفل به في المكسيك حتى الآن. وكذلك موسيقى التانغو والرقص في الأرجنتين وأوروغواي، والفلامنكو من إسبانيا، وتقليد صنع الكيمتشي في كوريا.

  • التقاليد الشفوية: وتشتمل على الأدب والمعرفة العلمية والمعمارية والفلسفة والدين والطقوس وأنماط السلوك الاجتماعي.
  • المعتقدات الشعبية: وتشتمل على الأساطير والأقوال والقصص الخاصة بمجتمع معين. المجتمع.
  • الاحتفالات والمهرجانات: وتشتمل على الرقص والموسيقى والمسرح والمظاهر الفنية الأخرى.
  • الأماكن الرمزية للمدينة: مثل المعارض والأسواق والساحات وغيرها من الأماكن التي تتجلى فيها الممارسات الاجتماعية.
اقرأ أيضًا: هل تعاني المجتمعات الحالية من أزمة قيم؟

أمثلة من التراث الثقافي

أهمية التراث الثقافي
بعض الأمثلة للتراث الثقافي المادي وغير المادي

بعد أن أوضحنا بالفعل ماهية التراث الثقافي وخصائصه وأنواعه، دعونا نرى بعد ذلك بعض الأمثلة البارزة للتراث الثقافي:

  1. تاج محل في الهند

    يعد تاج محل أحد المباني الرمزية للثقافة الهندية. وهو مثال معماري عالمي ذات أهمية تاريخية وجمالية. كما يحمل أيضاً أهمية دينية للمسلمين الهنود حيث يحتفظ المبنى بالزخارف الإسلامية والخط العربي.

  2. لوحة الموناليزا في فرنسا

    تعد لوحة الموناليزا التي رسمها ليوناردو دافنشي في القرن السادس عشر واحدة من أشهر الأعمال في العالم الغربي، وهي عبارة عن صورة لامرأة غامضة تبتسم ابتسامة خفيفة وقد تمكن الكثيرون من رؤيتها داخل فضاءات متحف اللوفر في باريس.

  3. سور الصين العظيم في الصين

    أحد أشهر المباني التاريخية التي يعود تاريخها إلى القرن الثالث قبل الميلاد، وهو عبارة عن سور بطول أكثر من عشرين ألف كيلو متر. وقد تم بناؤه كمشروع عسكري دفاعي ضد الهجمات على إمبراطوريات الصين المتعاقبة.

  4. دير سانت كاترين في مصر

    يقع دير سانت كاترين عند سفح جبل حوريب في سيناء، وهو موقع تراث عالمي له أهمية كبرى لدى ديانات التوحيد الثلاثة اليهودية والمسيحية والإسلام. بينما تأسس هذا الدير في القرن السادس الميلادي، لذا فهو أقدم دير مسيحي. كما يضم في طياته العديد من المخطوطات النادرة.

  5. سيبو جين – فن الطهي في السنغال

    وُضع هذا الطبق ضمن قائمة التراث الثقافي لليونسكو في عام 2021 وهو طبق نشأ في مجتمعات الصيد في جزيرة سانت لويس في السنغال. يصنع هذا الطبق من شرائح السمك والأرز والخضروات، وعادة ما تنتقل الوصفة من الأم إلى الابنة. يرتبط الطبق أيضاً بممارسات ثقافية محددة. على سبيل المثال، يحظر الجلوس بركبة مرفوعة، ويجب إمساك الوعاء باليد اليسرى، ويجب عدم إسقاط حبات الأرز عند الأكل. يُنظر إلى هذا الطبق والممارسات المرتبطة به على أنها تأكيد للهوية السنغالية.

  6. رقصة موينوج في ملاوي

    سجلت هذه الرقصة المبهجة ضمن قائمة اليونسكو للتراث الثقافي عام 2018. وهي رقصة مبهجة تعبر عن هوية شعب ملاوي. يصطف فيها الراقصون في صفين، الرجال على جانب والنساء على الجانب الآخر، ولا تحتوي على غناء، والصوت الوحيد يأتي من الطبول الثلاثة، وأوامر قائد المجموعة. تساهم هذه الرقصة في تجميع الناس وتوحيدهم من مختلف الأعراق. وتظهر بشكل كبير في احتفالات الاستقلال.

  7. عروض الأراجوز في مصر

    هذه العروض هي شكل قديم من أشكال المسرح المصري باستخدام الدمى اليدوية التقليدية. تعتبر العروض من الفعاليات ذات الشعبية الكبيرة حيث يظل محركي الدمى مختبئين داخل منصة صغيرة محمولة بينما يتفاعل المساعد مع الدمى والحشد. تتميز بجو هزلي وترفيهي، ويجب أن يكون الممارسون ماهرين في التلاعب بالدمية والحفاظ عليها، وكذلك في الارتجال والموسيقى. اعتاد تقديم هذا الفن مجموعات من الفنانين المتجولين الذين ينتقلوا من احتفال شعبي إلى آخر.

  8. الغناء متعدد الألحان لأقزام أكا في وسط إفريقيا

    طور أقزام أكا الذين يعيشون في المنطقة الجنوبية الغربية من جمهورية إفريقيا الوسطى تقليداً موسيقياً صوتياً مميزاً يتضمن نوعاً معقداً من تعدد الأصوات. حيث تشكل الموسيقى والرقص جزءاً لا يتجزأ من طقوس أكا، بما في ذلك الاحتفالات المتعلقة بافتتاح المعسكرات الجديدة والصيد والجنازات. يسمح هذا الغناء بالتعبير التلقائي والارتجال. حيث يمكن لكل مغني تغيير صوته لإنتاج العديد من الاختلافات، مما يخلق انطباعاً بأن الموسيقى تتطور باستمرار. تديم الأغاني المعرفة الأساسية لتماسك المجموعة والحفاظ على قيم المجتمع.

  9. الحكاية الفلسطينية في فلسطين

    الحكاية الفلسطينية هي تعبير سردي تمارسه النساء، وتتناول الحكايات الخيالية التي تطورت عبر القرون الاهتمامات الحالية للمجتمع العربي في الشرق الأوسط وقضايا الأسرة، وتقدم الحكاية نقداً للمجتمع من منظور المرأة وترسم صورة للبنية الاجتماعية التي تتعلق مباشرة بحياة المرأة. تصف العديد من الحكايات النساء الممزقات بين الواجب والرغبة. عادة ما يتم سرد الحكاية في المنزل خلال أمسيات الشتاء، وفي المناسبات العفوية. تكمن القوة التعبيرية للسرد في استخدام اللغة والتشديد وإيقاعات الكلام والتأثيرات الصوتية وكذلك في القدرة على جذب انتباه المستمعين ونقلهم بنجاح إلى عالم من الخيال.

  10. يوم الموتى في المكسيك

    هو احتفال تمارسه مجتمعات السكان الأصليين في المكسيك بذكرى عودة أمواتهم المؤقتة إلى الحياة. تقام الاحتفالات كل عام في نهاية أكتوبر وحتى بداية نوفمبر. وتمثل هذه الفترة أيضاً انتهاء الدورة السنوية لزراعة الذرة، المحصول الغذائي الأساسي في البلاد. تسهل العائلات عودة الأرواح إلى الأرض من خلال وضع بتلات الزهور والشموع والقرابين على طول الطريق المؤدي من المقبرة إلى منازلهم.

اقرأ أيضًا: البيندي في الهند: لماذا لديهم نقطة حمراء على جبينهم؟

يمكننا سرد آلاف الأمثلة التي تمثل الأصول الثقافية للبشر على هذا الكوكب. لكن التراث الثقافي هو أكثر من مجرد مجموعة من الآثار والتقاليد. إنها شهادة وذاكرة على العناصر التي شكلت ما نعرفه اليوم بعالمنا.

This Post Has 2 Comments

  1. غير معروف

    التراثالثقافي هو الهوية لدى يتوجب الحفاظ عليه ، خاصة في ظل الغزو الجائر لامور دخيلة تسببت فيها العولمة

اترك تعليقاً