قصة الاحتفال باليوم العالمي للكتاب في 23 أبريل

You are currently viewing قصة الاحتفال باليوم العالمي للكتاب في 23 أبريل
اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف

اليوم العالمي للكتاب وحقوق التأليف والنشر هو حدث عظيم يحتفل به العالم في 23 أبريل من كل عام، ويهدف إلى تعزيز القراءة وصناعة النشر وحماية حقوق الملكية الفكرية. في هذا المقال نتعرف على قصة الاحتفال باليوم العالمي للكتاب وطقوسه والأسباب الكامنة وراءه.

ما هو يوم الكتاب العالمي؟

اعتمدت منظمة اليونسكو يوم 23 أبريل من كل عام  للاحتفال بيوم عالمي للكتاب في عام 1995، وفي العالم التالى سارعت العديد من دول العالم للانضمام إلى هذا الاحتفال. كانت اليونسكو ترى أن من واجبها كهيئة ثقافية عالمية مضاعفة جهودها من أجل النهوض بالكتاب والقلم والحاسوب وجميع أشكال القراءة والكتابة من أجل مكافحة الأمية والفقر وبناء مجتمعات مستدامة وتعزيز أسس السلام.


أهمية القراءة

لا أحد يستطيع أن ينكر أن عادة القراءة مهمة جداً لتطوير مهارات مثل الإبداع والقدرة اللفظية والخيال والذكاء والروح النقدية. ولا غنى عن الكتب ودورها في تعزيز الثقافة في أي مجتمع من المجتمعات، فالقراءة هو عنوان التقدم والرخاء. يقول الكاتب الأرجنتيني خورخي لويس بورخيس في واحدة من أفضل العبارات عن الكتب: “المجهر والتلسكوب هما امتدادان لرؤيتك، والهاتف امتداد لصوتك، والمحراث والسيف امتداد لذراعك. لكن الكتاب شيء آخر: الكتاب امتداد للذاكرة والخيال”.

إن الكتب تحتوي على العالم بأكمله، فداخل هذه الأوراق التي نحملها تسكن عوالم متنوعة وغامضة ورائعة، بداخلها كل ما يمكن لخيال الإنسان أن يصنعه. لذا كان من الضروري تخصيص يوماً للاحتفال بيوم الكتاب العالمي، كرمزية تدل على أهمية الكتب.

اقرأ أيضًا: كيف تحصل على الإلهام و10 أفكار لكتابة قصص أصلية

ما الذي يتم الاحتفال به في 23 أبريل؟

في اليوم العالمي للكتاب يحتفل العالم بجميع أشكال وأنواع الكتب، ويساهم هذا الاحتفال في تعزيز صناعة النشر وحماية حقوق الملكية الفكرية لكل ما أبدعته العقول في تاريخ البشرية. ففي مجال الأدب نجد أكثر العوالم تنوعاً. بينما يمكن أن تتشارك أفضل الكتب التاريخية على رفوف المكتبات مع الكتب الأكثر مبيعاً أو الروايات الرومانسية الأكثر إثارة. إن الشغف بالقراءة يمكن أن يحملنا إلى أماكن لا حدود لها. ومن هذا المنطلق كان لابد أن يكون هناك احتفال رسمي بالثقافة والقراءة والكتب ليأتي هذا اليوم محملاً برمزية عظيمة. لكن لماذا يتم الاحتفال بيوم الكتاب العالمي يوم 23 أبريل على وجه الخصوص؟

اقرأ أيضًا: التراث الثقافي: التعريف والخصائص و10 أمثلة للتراث الثقافي

السر وراء تاريخ الاحتفال بيوم الكتاب العالمي

الاحتفال باليوم العالمي للكتاب وصناعة النشر وحقوق الملكية الفكرية
لماذا تم تخصيص يوم 23 أبريل للاحتفال بيوم الكتاب العالمي

لمعرفة أصل الاحتفال بيوم الكتاب، يجب أن نعود إلى عام 1926. ففي هذا العالم اقترح فيسنتي كلافيل أندريس رئيس دار نشر بلنسية – وهي إحدى أهم الدور في صناعة النشر في إسبانيا – على غرفة الكتاب الرسمية في برشلونة أن يتم تخصيص يوم 29 سبتمبر – وهو يوم ولادة ميغيل دي ثيربانتس الكاتب الإسباني الشهير –  لإقامة حفل تذكاري للترويج لبيع الكتب وتعزيز القراءة.

وفي 6 فبراير من العام التالي وقع الملك ألفونسو الثالث عشر على هذا الاقتراح بموجب مرسوم ملكي بتأسيس “مهرجان الكتاب الإسباني”. لكن في عام 1930، تم نقل الاحتفال إلى 23 أبريل – وهو تاريخ وفاة الكاتب الشهير [1] – بعد الوضع في الاعتبار أن الناس أكثر ميلاً للمشي وشراء الكتب في فصل الربيع.

هناك عدة أسباب تبرر الاحتفال بيوم الكتاب كل 23 أبريل. فبالإضافة إلى أن هذا هو تاريخ وفاة سيربانتس، فقد كان أيضاً يوم وفاة الكاتب المسرحي الشهير وليام شكسبير[2] وهو أحد أكثر الشخصيات العالمية في الأدب. لكن بصرف النظر عن هاتين الشخصيتين العظيمتين، يجب إضافة شخصيات أخرى توفوا في نفس هذا اليوم مثل إنكا غارثيلاسو دي لا فيغا وجوزيب بلا. كما أن هذا التاريخ هو تاريخ ميلاد كتاب بارزين آخرين مثل موريس درون، فلاديمير نابوكوف، مانويل ميجيا فاليجو، هالدور لاكسنيس وويليام وردزورث.

اقرأ أيضًا: أهم مزايا وعيوب القراءة الصامتة

مظاهر الاحتفال باليوم العالمي للكتاب

تبدو مظاهر الاحتفال بهذا الحدث العالمي جلية في الكثير من دول العالم. حيث تمتلىء الشوارع بالناس الذين يحملون الكتب في أياديهم، ويوقع أشهر المؤلفين نسخاً من أعمالهم للقراء. لكن تحتفل إسبانيا بصفة خاصة بهذا اليوم نظراً لأنها السبب الرئيسي في تأسيسه.

يبدأ المهرجان في برشلونة يوم 23 أبريل متزامناً مع الاحتفال بمهرجان القديس مارجرجس، وهو من أكثر الاحتفالات روعة لمحبي القراءة. حيث تعج الشوارع بالقراء الذين أتوا من كل مكان في إسبانيا لتقديم الورود لأحبائهم. ويعود تاريخ هذا التقليد الخاص بتقديم الورود إلى أسطورة القديس جرجس والتنين.

تحكي هذه الأسطورة أن تنيناً شرساً جاء ليعيش في تلك المدينة. وكان يقتل كل من يقترب منه. ونظراً لوجوده بجانب بئر الماء لم يستطع الناس الحصول على الماء اللازم للشرب. مما اضطرهم إلى تقديم الحملان لإشباع جوع الوحش. ولكن عندما نفدت الحملان وافقوا على التضحية بالأميرة. وفي تلك اللحظة واجه القديس مارجرجس التنين لإنقاذ الأميرة. ثم غرس سيفه في صدر الحيوان، وعندما نظر الحشد المجتمع إلى نهر الدماء الموجودة على الأرض نبتت شجيرة ورد منها. ثم أخذ القديس مارجرجس إحدى الورود وقدمها كهدية للأميرة. ومنذ ذلك الحين، توطد تقليد إعطاء الورود. بينما تزامن ذلك مع الاحتفال بيوم الكتاب يوم 23 أبريل.

اقرأ أيضًا: تاريخ الاحتفال بعيد الأم من الحضارات القديمة وحتى العصر الحديث

تعتبر اليونسكو أن الكتب هي الطريق إلى حرية التعبير، وأن التدفق الحر للمعلومات وتعزيز صناعة النشر وحماية حقوق الملكية الفكرية ضرورية لجميع المجتمعات في يومنا الحاضر. فبدون الكتب لا وجود لما وصل إليه الإنسان من حضارة وتقدم.

هوامش

[1] من باب الفضول عليك أن تعلم أن سربانتس لم يمت في 23 أبريل، ولكن في 22. لكن 23 هو اليوم الذي دُفن فيه.

[2] توفي ويليام شكسبير في 23 أبريل وفقاً للتقويم اليولياني، وليس وفقاً للتقويم الغريغوري، لأن بريطانيا العظمى لم تتبن التقويم الغريغوري حتى عام 1752. ويتوافق تاريخ وفاة ويليام شكسبير وفقاً للتقويم الغريغوري في 3 مايو.

اترك تعليقاً