قبول الذات: كيف تقبل نفسك في 10 خطوات؟

You are currently viewing قبول الذات: كيف تقبل نفسك في 10 خطوات؟
كيف تتقبل نفسك بخطوات بسيطة

يشير العديد من علماء النفس إلى أن مسألة قبول الذات واحدة من أشق المسائل على المرء. فهي تؤثر بشكل كبير على احترام الذات وعدم القدرة على أن يحيا الإنسان حياة طبيعية. لذا في هذا المقال نحاول التعرف على هذه المشكلة ونقدم بعض النصائح اللازمة لتقبل الذات كي يستطيع هؤلاء الذين يجدون صعوبة في تقبل ذواتهم أن يحظوا بحياة أكثر سعادة واستقرار.

ما هو قبول الذات؟

يعني قبول الذات الرضا عن النفس كما هي بمزاياها وعيوبها، في لحظاتها المبهجة والمريرة. وتقبل نفسك كما هي عليه هي صفة أساسية لمواجهة مواقف الحياة المختلفة. فالحياة ليست مثالية ولن تكن كذلك، لذا ينبغي علينا أن نتقبل أنفسنا سواء في المواقف الجيدة أو السيئة، وفي المواقف السارة والحزينة. ولا يتحقق قبول الذات بين عشية وضحاها، فهي عملية طويلة تبدأ بالاستيعاب والفهم وتنتهي بالتكيف، إنها نضال طويل مع النفس نحصل بمقتضاه في النهاية على النضج العاطفي والنفسي.

يشتمل قبول الذات على عدد من الأمور التي يجب تنميتها في شخصية المرء، مثل الأمان العاطفي والقدرة على الالتزام والمهارات الاجتماعية والفضائل الإنسانية التي تعزز الثقة بالنفس مثل التعاطف والتسامح والإخلاص وغيرها. ويمكننا اكتساب هذه العادات والمهارات عندما يكون لدينا القدرة على النقد الذاتي والعيش وفق فلسفة متماسكة في الحياة.

اقرأ أيضًا: قبول الآخر: الاختلاف سر وجودنا

لماذا من المهم أن تقبل نفسك؟

كيف تحب نفسك
أهمية قبول الذات

يتفق علماء النفس على أن احترام الذات يعتمد إلى حد كبير على درجة قبول المرء لنفسه. وتتأثر عملية قبول النفس بالعديد من العوامل مثل البيئة الاجتماعية والعلاقات الشخصية والزمان والمكان. وتحدد قدرة المرء على التكيف مع هذه العوامل درجة قبوله لنفسه ومن ثم احترامها. ويشير مفهوم التكيف من منظور نفسي إلى قدرة الفرد على تغيير وتكييف سلوكه مع متغيرات ومكونات البيئة الاجتماعية والنفسية التي ينشأ فيها. ولا يعتبر التكيف وقبول النفس مرادفاً للخضوع بل على العكس من ذلك فهو يشير إلى قوة الشخصية لدى الإنسان. فبدون القدرة على قبول الأمور كما هي في الظروف المختلفة، سيكون الفرد عالقاً في جلد الذات النفسي. لكن بفضل قبول الذات يمكن للناس تطوير شخصيتهم إلى الأفضل.

تكمن أهمية قبول الذات في تنشيط مهارات التكيف الاجتماعي للفرد. بينما تسمح عملية استيعاب النفس للفرد بالقيام بالتعديلات والتغيرات المختلفة في نظام تعلمه. يُفهم القبول على أنه بداية للفعل، ويؤدي إلى استمرار الحياة المحملة بتجارب جديدة ومعرفة أفضل بالنفس. ومن ثم يصبح الفرد أكثر مرونة، ويحصل على قدرة أكبر على التمييز والتنظيم الذاتي عاطفياً. ومن أهمية قبول الذات أيضاً:

  • القدرة على تكوين وإصدار أحكام أكثر دقة.
  • إمكانية تعلم أشياء جديدة في الحياة.
  • القدرة على وضع البدائل الممكنة موضع التنفيذ.
  • إدارة الوقت والجهد بشكل منظم بعد وضع كل الأمور في نصابها الصحيح.
  • القدرة على الصمود للسيطرة على التقلبات القادمة.
  • اكتساب الفرد احترام الذات وضبط النفس.
اقرأ أيضًا: مشكلات الحياة اليومية النفسية والاجتماعية وحلولها

كيف تقبل نفسك في 10 خطوات؟

من المتعارف عليه أن لكل شخص شخصيته المتفردة التي تختلف عن الآخرين. ومع ذلك فإن هذه النصائح والخطوات تعد معياراً ثابتاً للجميع. فما هي خطوات قبول المرء لذاته؟

الخطوة الأولى

هي إدراك السيناريوهات أو الأحداث غير السارة في حياتك والتي لا يمكنك تغييرها، إما لأنها خارجة عن يديك أو لأنك لا تملك السيطرة عليها. تعمل هذه الخطوة الأولى على تطوير نوع من التوازن العاطفي.

الخطوة الثانية

هي توجيه طاقتك وأفكارك وسلوكياتك نحو تقبل السيناريوهات والأحداث السيئة على ما هي عليه، بغض النظر عن طبيعتها وشكلها.

الخطوة الثالثة

هي تجنب إهدار الوقت والطاقة بلا فائدة، لذا عليك التركيز على ما هو في متناولك، ومراجعة البدائل المتاحة والتصرف وفقاً لذلك. وهي من أهم أساسيات قبول الذات.

الخطوة الرابعة

هي مقاومة المشاعر السلبية مثل الحزن، والخوف من الفشل، وما إلى ذلك، من خلال تعريض نفسك لها. إنها ممارسة رائعة تساهم في التعرف على المشاعر المختلفة والاعتراف بها.

الخطوة الخامسة

هي عدم تجنب المشاعر السلبية مثل القلق والتوتر أو الهروب منها، ولكن بدلاً من ذلك عليك ملاحظتها. فتجنب هذه المشاعر يؤدي إلى استمرار وجودها. يحذر علماء النفس من أن المشاعر التي تولد الاستياء يجب تحديدها والشعور بها والتعبير عنها وتطبيعها وقبولها. إنها نقطة البداية للتغلب على الرضا الشخصي.

الخطوة السادسة

هي التكيف بدلاً من التذمر. لذا يجب أن تستوعب الوضع الحالي للأمور. فالشكوى لا تؤدي إلى أي شيء لذا يجب مواجهة المشاعر والحقائق بذكاء حتى تستطيع قبول الذات.

الخطوة السابعة

هي الوصول إلى تفسير علمي ومنطقي للأحداث والوقائع دون اللجوء إلى تفسيرات سحرية أو خارقة للطبيعة. فالاعتقاد بأن الحظ أو السحر أو الجن وغيرهم مسؤولون عن مشاكلك لا يساعد في قبولها والعمل على حلها.

الخطوة الثامنة

هي اكتساب المعرفة والعلم، فقبول الذات يعني الفهم، فلا يمكنك قبول ذاتك كما هي عليه دون أن تكون على علم بالحقائق والمبادئ الثابتة.

الخطوة التاسعة

هي الصبر على هذه العملية، فالحياة تنطوي على تدريب طويل لا ينتهي إلا بالموت. وعملية قبول الذات هي عملية تعلم بطيئة ودون الصبر لن تحصل عليها.

الخطوة العاشرة

هي تقبل عدم اليقين في الحياة، فعدم اليقين جزء لا يتجزأ من الحياة، وهو شرط طبيعي، لذا ينبغي عليك أن تعرف جيداً أن كل شيء نسبي في الحياة وتتصرف بناءً على ذلك.

اقرأ أيضًا: الرغبة في الهجرة والبحث عن تحقيق الذات

في الختام فإن من المهم ملاحظة أن نتائج هذه الخطوات لا تحقق دائماً بين عشية وضحاها، وقد يتطلب الأمر قدراً كبيراً من التفاني والصبر لنصل في النهاية إلى قبول الذات واحترامها ونصل حينها إلى النضج العاطفي والعقلي والنفسي.

المراجع

1.       Author: Leon F Seltzer, (9/10/2008), The Path to Unconditional Self-Acceptance, www.psychologytoday.com, Retrieved: 9/4/2022.

2.       Author: Blair Williams, (5/27/2020), How to Create Self-Acceptance (And Why You Should), www.forbes.com, Retrieved: 9/4/2022.

3.       Author: Srini Pillay, (5/16/2016), Greater self-acceptance improves emotional well-being, www.health.harvard.edu, Retrieved: 9/4/2022.

اترك تعليقاً