أشهر الخرافات في العالم وأصولها الغريبة

You are currently viewing أشهر الخرافات في العالم وأصولها الغريبة
أشهر الخرافات في العالم وأساطيرها

ترتبط الخرافات ارتباطاً وثيقاً بالحظ الجيد أو السيئ، فلقد سعى الإنسان منذ بداية وجوده على هذه الأرض خلق الأساطير حول بعض المواقف والأشياء التي تجلب له الحظ. وعلى الرغم من الأصول الغريبة لهذه الخرافات والأساطير إلا أنها مازالت تشكل جزءً من ثقافة بعض البلدان. في السطور التالية نستعرض أشهر الخرافات في العالم مع أصولها الغريبة.

خرافة الرقم 13

أحد أشهر الخرافات التي يؤمن بها العديد من البشر في جميع أنحاء العالم. حيث يعتقد البعض أن الرقم 13 يجلب الحظ السيء، ولم يعرف أصل هذه الخرافة على وجه التحديد، فبعض المصادر التاريخية تشير إلى أنها جاءت من الأساطير الاسكندنافية. إذ تقول الأسطورة أن لوكي – إله الشر – تسلل إلى مأدبة في فالهالا[1] التي كانت يحضرها اثنا عشر إلهاً كضيوف، ولطرد لوكي إلى خارج القاعة اندلع قتال عظيم أدى إلى وفاة بالدر – إله الضوء والصفاء – الإله الذي يحبه الجميع.

وقد انتشرت هذه الخرافة أيضاً في المسيحية، ففي العشاء الأخير للمسيح. حيث كان يجتمع مع اثنى عشر حواري، دخل عليهم يهوذا الخائن، وكان آخر من انضم إلى العشاء. ولا زال التشاؤم بالرقم 13 حاضراً في حياتنا حتى الآن، فالكثير من الناس تتجنب هذا الرقم قدر الإمكان. على سبيل المثال ليس هناك وجود للطابق رقم 13 في بعض الفنادق، والمقعد 13 على متن بعض الطائرات هو 12 مكرر، وفي بعض الشوارع يتم حذف الفناء رقم 13.


الثلاثاء والجمعة

في معرض حديثنا عن الأرقام، يمكننا أن نتحدث عن التشاؤم من يوم الثلاثاء. حيث يطلق عليه البعض اسم يوم النكد العالمي، ويتمنى الكثير من الناس أن ينقضي هذا اليوم الذي تحدث فيه الكثير من المشكلات. لكن هذا اليوم ليس نحساً فحسب في العالم العربي، بل هناك العديد من الدول التي يعتبر بعض مواطنيها أن هذا اليوم سيئاً. وتعود الأسطورة وراء هذا اليوم إلى الحضارات القديمة، حيث كان يشير الثلاثاء إلى المريخ، وإلى إله الحرب. ولهذا السبب يعتقد الكثير أنه يوم المشكلات.

وبمناسبة الحديث عن الأيام، هناك البعض ممن يتشاءم من يوم الجمعة، حيث أن العديد من الأحداث التاريخية السيئة وقعت فيه. على سبيل المثال طبقاً للديانة المسيحية فهو اليوم الذي صلب فيه المسيح، وهو اليوم الذي بدأ فيه اضطهاد فرسان الهيكل، وهو يوم نهاية حضارة الأزتك. حتى أن بعض المسلمين وللأسف الشديد يؤمنون بأن في يوم الجمعة ساعة نحس على حد قولهم. وهو أمر غير صحيح بالمرة. حيث يقول الرسول الكريم أن في الجمعة ساعة إجابة.

اقرأ أيضًا: كشف أسرار جلسات العلاج بالقرآن من الجن

فتح مظلة داخل المنزل

ينقسم أصل هذه الخرافة إلى عدة نظريات. تقول إحدى النظريات أن المصريين القدماء كانوا يستخدمون المظلات المصنوعة من ريش النعام للحماية من أشعة الشمس، لذا فإن فتحها في الأماكن التي لا تصل إليها الشمس يعتبر تدنيساً للمقدسات، فهذا الأمر يؤدي إلى غضب الإله رع – إله الشمس.

ظهرت المظلات الأولى في أوروبا في القرن السابع عشر. وكان التعامل معها مرهق ومعقد، لذلك أوصي بفتحها في الأماكن المفتوحة، لأن آليتها يمكن أن تتسبب في وقوع حوادث. ويبدو أن هذه هي النظرية الأكثر منطقية حول أصل هذه الخرافة. أما في وقتنا الحالي فمازال العديد من الناس يعتقدون أن تدوير مظلة مفتوحة وتركها على الطاولة نذير جدال وشؤم.


انسكاب الملح

الملح هو عنصر من أهم العناصر في الطبيعية، لذا ظهرت حوله العديد من الأساطير والخرافات في عدد كبير من الأديان والثقافات. حيث يعتقد البعض أن ملح الطعام يطرد الأرواح الشريرة، وله قدرات سحرية خارقة. تعود هذه الأساطير إلى الحضارات القديمة، إذ كان الملح يستخدم في حفظ اللحم من التعفن، وفي حماية الطعام من الفساد، وفي التطهير والتنظيف وغيرها من الأمور. مما أدى إلى الاعتقاد بأن له خصائص سحرية. ومن هنا بدأ استخدامه في الطقوس الدينية.

أما التشاؤم من انسكاب الملح فيعود أصل هذه الخرافة إلى الإمبراطورية الرومانية. ففي ذلك الوقت، كان الملح سلعة نادرة، لذا كان انسكاب الملح مرادفاً لسوء الحظ. هناك كذلك اعتقاد شائع بأن انسكاب الملح يستدعي الشيطان، لذا يجب على الشخص الذي سكب الملح أن يلتقط قليلاً من الملح ويرميها على كتفه الأيسر.

اقرأ أيضًا: أغرب صفات الطيور: السارق والغيور والمخادع والكسول

القط الأسود

القطط السوداء من أشهر الخرافات في العالم
التشاؤم من القطط السوداء

كانت تُعبد القطط السوداء في مصر القديمة، ويُعتقد أنها أرواح واقية وتجلب السعادة. وإذا أساء شخص ما معاملة قطة سوداء، فقد يُحكم عليه بالإعدام. وفي حضارات أخرى كان العكس تماماً، ففي أوروبا العصور الوسطى بدأ الحديث عن القطة السوداء ككائن شرير، حيث كان يستخدمها السحرة في ذلك الوقت، ونتيجة للاضطهاد الذي قامت به محاكم التفتيش ضد السحرة كان يتم التخلص من هذه القطط. وكان الاعتقاد السائد في ذلك الوقت هو أن السحرة يتحولوا إلى قطط سوداء تجوب البلدان لتتجسس على سكانها. ومن هنا جاء التشاؤم من القطط السوداء.

لم يتوقف الأمر على ذلك فحسب بل كانت تقام احتفالات لحرق صناديق مليئة بالقطط. وكان هذا الأمر هو السبب الرئيسي لسرعة انتشار الطاعون في جميع أنحاء مدن أوروبا عن طريق الفئران. لكن القط الأسود ليس رمزاً لسوء الحظ في كل مكان. على سبيل المثال، في اسكتلندا، يعد وجود قطة سوداء في المنزل فألاً جيداً، وفي اليابان، تحرس تماثيل القطط السوداء العديد من المعابد.


حدوة الحصان

خرافة حدوة الحصان واحدة من أشهر الخرافات في العالم. لقد قيل دائماً أن حدوات الخيول تجذب الحظ السعيد، ولكن وفقاً لأسطورة أصلها، فإن ما تفعله هو بالأحرى درء سوء الحظ. ولدت هذه الأسطورة في منتصف القرن التاسع، في كانتربري، حيث عاش حداد يُدعى دونستان والذي أصبح فيما بعد رئيس أساقفة هذه المدينة. عندما كان يعمل حداداً سأله أحد زبائنه عن بعض حدوات الفرس لقدمه. هنا أدرك الحداد على الفور أن زبونه ليس سوى الشيطان. أخبره دونستان أنه لكي يضع حدوات الحصان عليه، يجب تقييده بالسلاسل إلى الحائط ثم وضع حدوات الحصان في قدميه بطريقة تجعلها مؤلمة قدر الإمكان حتى توسل الشيطان بالرحمة، وصرخ ليطلق سراحه. طلب دونستان منه وعداً في المقابل: ألا يدخل منزلاً تتدلى فوق بابه حدوة حصان.

اقرأ أيضًا: الألعاب النارية: اخترعها طباخ لطرد الأرواح الشريرة

المرآة المكسورة

منذ العصور القديمة، كان يُنظر إلى المرايا على أنها أشياء سحرية. على سبيل المثال، ادعى تشين شي هوانغ، أول إمبراطور من سلالة تشين، والمعروف بضريح محاربي جيش تيراكوتا، أن لديه مرآة من خلال النظر إليها يمكن أن يرى الناس انعكاسهم فيها.

بالنسبة للعديد من الثقافات، تعتبر المرايا من الأشياء التي تحتفظ بالروح. لذلك، عندما يموت أحدهم يغطوا المرايا لئلا تنحصر أرواحهم فيها. ومن هنا ولدت أسطورة أن مصاصي الدماء ليس لديهم انعكاساً على المرآة. يأتي الاعتقاد بأن كسر المرآة يجلب الحظ السيئ من العصر الروماني. حيث كانت الحياة تتكون من دورات مدتها سبع سنوات، لذا فإن كسر المرآة كان مرادفاً لسبع سنوات من سوء الحظ. بينما يمكن تجنب هذه اللعنة بجمع كل القطع في كيس ورقي أو قماش ورميها في نهر أو دفنها.

تقول نظرية أخرى أن المرايا كانت سلعاً نادرة وباهظة الثمن. فقط الأشخاص ذوو الثراء الفاحش هم الذين يمكنهم الحصول عليها، لذلك عندما كسر أحد الخدم مرآة، تمت معاقبته بالسجن لمدة سبع سنوات. ومن هنا جاءت أشهر الخرافات عن المرآة.


الرقم 666

الخرافات الدينية
رقم الوحش في سفر الرؤيا

كتب القديس يوحنا في سفر الرؤيا سلسلة من الرؤى التي يقال إنها تتنبأ بنهاية العالم. في هذا السفر تحدث عن الرقم 666 كرقم الوحش أو الشيطان. وقد حاول العديد ممن درسوا كتابات القديس يوحنا أن يصلوا إلى المعنى الحقيقي الذي يقصده، وتوصلوا إلى استنتاج مفاده أن القديس لم يكن يتنبأ بالمستقبل البعيد، بل كان يهدف إلى تحذير المسيحيين من الإمبراطور نيرون. لهذا استخدم المفاتيح والاستعارات لحماية حياته.

في ذلك الوقت كان لدى الناس شغف بالألغاز. ففي الأبجدية اليونانية والعبرية، يحتوي كل حرف على رقم، لذلك كان من المعتاد إخفاء أسماء الأشخاص بالأرقام. بينما يتم الحصول على هذا الرقم عن طريق جمع جميع أرقام الأحرف التي يتكون منها الاسم. على سبيل المثال، إذا كتبنا الإمبراطور نيرون بالعبرية وقمنا بإضافة أرقام أحرفه نحصل على الرقم 666.

اقرأ أيضًا: القصة المثيرة وراء اختراع دش الاستحمام

امسك الخشب

خرافة امسك الخشب واحدة من أشهر الخرافات في العالم، ويبدو أن هذه الخرافة تأتي من أمريكا الجنوبية، حيث كان يعتقد أن الآلهة تعيش في الأشجار. لذلك كان من المعتاد أن يلمس الناس خشب الأشجار لتطلب من الآلهة أن تتحقق أمنياتهم. حتى أن البعض يقول إن الشيء الصحيح الذي يجب فعله ليس فقط لمس الخشب، ولكن النقر عليه لجذب انتباه الآلهة إلى طلبك.

أصل آخر لهذه الخرافة يأتي من المسيحية. حيث كان الصليب الذي صلب عليه المسيح مصنوعاً من الخشب، لذلك، في أوقات الألم، اعتاد المسيحيون أن يقرعوا الخشب وكأنهم يبحثون عن الراحة والقوة للمضي قدماً. في الواقع، كان من الشائع للعديد من المسيحيين أن يحملوا معهم قطعاً صغيرة من الخشب استخدموها كتعويذات.


إطفاء الشموع في أعياد الميلاد

السجلات الأولى لهذا التقليد تأتي من ألمانيا في القرن الثامن عشر. حيث كان الناس يمارسون هذا التقليد فقط عندما يبلغ الأطفال عامهم الأول. فلقد كان معدلات وفيات الرضع في ذلك الوقت عالية جداً، لذا فإن القدرة على بلوغ سن عام واحد تعني شيئاً إيجابياً. وكان ضوء الشمعة علامة أمل، ونور الحياة، ونفخها يعني بداية مرحلة جديدة.

انتشرت هذه العادة سريعاً واشتملت بعد ذلك على جميع الأعمار. حيث تقول بعض النظريات أن الشموع المراد إطفائها يجب أن تكون بعدد السنوات بالإضافة إلى شمعة إضافية. كانت هذه الشمعة الإضافية هي أول شمعة يجب إطفاءها لأنها ترمز إلى بداية العام الجديد.

اقرأ أيضًا: رحلة مخيفة داخل كواليس جلسة زار!

رمي العملات المعدنية في الماء

أحد أشهر الخرافات في أوروبا. تعود هذه الخرافة إلى العصر الروماني. ففي ذلك الوقت، كان يُعتقد أن المياه الراكدة لها قوى الشفاء. بينما كان من المعتاد غمر الأطفال حديثي الولادة في هذه المياه معتقدين أنها ستساعد الطفل على النمو بقوة. كان السلتيون هم الذين ساهموا أكثر من غيرهم في نشر هذه الخرافة. إذ ألقوا الحجارة، واعتماداً على الصوت والأمواج والفقاعات، كانوا قادرين على التنبؤ بما إذا كان الشخص الذي رمي الحجر سيحالفه الحظ أم لا؟

في البداية، كان لهذه الخرافة علاقة بالصحة، لكنها أصبحت شيئاً فشيئاً رمزاً لحسن الحظ. ثم تم استبدال الحجر أيضاً بعملة معدنية، وهي طريقة لإعطاء شيء ثمين مقابل الحظ السعيد. وفي روما، هناك اعتقاد بأنك إذا رميت عملة معدنية في نافورة تريفي، فسوف تعاود زيارة المدينة مرة أخرى.


أشهر خرافة في كل دولة

أشهر الخرافات في العالم
خرافات من جميع أنحاء العالم

هناك العديد من أشهر الخرافات في العالم، لكنها خاصة ببعض البلدان والثقافات المختلفة. هذا لأن كل بلد لديه أسلوب حياة مختلف عن الأخر، وهذا الأمر يؤثر أيضاً على الطريقة التي يرون بها الحظ الجيد والسيئ. في هذا القسم نستعرض بعض أشهر الخرافات في بعض هذه البلدان.

روسيا

في روسيا، يعد العثور على طائر ميت على غطاء محرك السيارة علامة على حسن الحظ. هناك أيضاً خرافة تقول أن منح الزهور الصفراء لأحد تعد رمزاً لسوء الحظ. وإذا أعطيت زهوراً، فلا يجب أن يكون عددهم زوجياً أبداً، حيث يستخدم الرقم الزوجي للزهور المرسلة إلى الجنازات.

الصين

من أشهر الخرافات في الصين أن الرقم 4 هو رقم سوء الحظ. وذلك لأن نطقه بالصينية يشبه نطق كلمة الموت. لذلك من الشائع عدم العثور على هذا الرقم في المصاعد. وهناك خرافة أخرى لديهم تقول أنه لا يجب عليك وضع عيدان تناول الطعام موازية لبعضها البعض فوق الوعاء.

تركيا

إذا ذهبت إلى تركيا، فلا تمضغ العلكة أبداً في الليل، لأنها تشير إلى أكل اللحوم الميتة. كما أنهم لا يقومون بقص أظافرهم في الليل لأنهم يعتقدون أن ذلك سيقلل من سنوات حياتهم. ولا ينبغي تجريف المنزل ليلاً، لأن ذلك سيؤدي إلى الفقر. وتعتبر العين التركية من الأشياء المعروفة بخصائصها السحرية لحماية مرتديها من ما يسمى بـ “العين الشريرة”.

كوريا

في كوريا يعتقدون أن النوم مع تشغيل مروحة هو حظ سيئ، ولهذا السبب تحتوي هذه الأجهزة على مؤقت بحيث يتم إيقاف تشغيلها ولا يأتي الحظ السيئ. كذلك لا تلمس عينيك أبداً بعد لمس فراشة وإلا ستصاب بالعمى. كما لديهم اعتقاد بأن الشخص الذي لديه شامة بالقرب من فمه هو شخص غير مخلص.

المكسيك

إذا جرفت قدميك في أحد شوارع المكسيك، فستتزوج من عجوز أو أرملة. ويجب ألا توجه أصابعك نحو قوس قزح وإلا ستصاب بالثآليل. كما أنه ليس من الملائم وضع طفل أمام المرآة، لأنه يمكن ألا يتكلم مجدداً.

ألمانيا

تعتبر الخنازير في ألمانيا رمزاً لحسن الحظ. وفي الواقع، لديهم عبارة تعني حرفياً “لقد تناولت لحم خنزير” ويستخدمونها للإشارة إلى الحظ السعيد. كذلك يعتقدون أن رؤية العنكبوت في الصباح تجلب الحظ السعيد خلال النهار.


مازالت العديد من الخرافات سائدة في عالمنا المعاصر، وقد جاءت معظم أشهر الخرافات في العالم من العصور القديمة، ولقد تطور بعضها لتصبح عادات نمارسها ببساطة دون معرفة أصلها. وعلى أي حال فإن عالم الخرافات، سواء كنت تؤمن بها أم لا، هو شيء حاضر للغاية حتى يومنا الحالي.


هوامش

[1] فالهالا هي قاعة ضخمة في العالم الآخر يجتمع فيها الآلهة مع الأموات من البشر، وتُشبه إلى حد ما الجنة في بعض الأديان.

اترك تعليقاً