فن

تحليل فيلم El Topo: كتاب مقدس بلا عقيدة

فيلم El Topo أحد الأفلام السريالية التي مازال الكثير من المشاهدين لديهم هوساً لاكتشاف معناه ورمزيته، كما لو كان نصاً ماسونياً يخفي أسراراً عميقة يمكن فك رموزها. في هذا المقال نستعرض سوياً تحليل فيلم El Topo بشيء من التفصيل ونحاول فك بعض رموزه من أجل فهمه.

هذا الفيلم لا يصلح للمشاهدة العائلية إطلاقاً

قصة فيلم El Topo

تبدأ أحداث الفيلم في الصحراء الشاسعة برجل يركب يمتطي حصاناً ومعه طفل صغير عاري تماماً. يتوقف الرجل ويترجل مع طفله ويخبره أنه منذ هذه اللحظة قد أصبح في السابعة من عمره. لذا عليه أن يدفن صورة والدته ولعبته لأنه الآن رجلاً. ثم ينطلق الرجل وابنه إلى قرية وهناك يجدون أن جميع أهلها قد تم ذبحهم إلا رجل واحد ما زال يزحف على الأرض يعاني من إصابته. يطلب منه الرجل المصاب أن يقتله ليريحه من ألمه. يعطي ابنه السلاح ليقوم بهذه المهمة.

الجزء الأول

يعود الرجل وابنه إلى الصحراء مرة أخرى حيث يلتقي هناك بثلاثة منحرفين، الأول يحب الأحذية النسائية، والثاني يحاول أن يقطع الموز بسيفه والثالث يحب ممارسة الجنس مع رسومات يرسمها على الأرض. وعندما يرى المنحرفين الثلاثة الرجل وابنه يحاولون أن يتحرشوا بهما فيقتل الأول والثاني ويبقي على الثالث حتى يخبره بمن ذبح أهل القرية. ومن هنا يخبره الرجل أن شخص يدعى العقيد هو من فعل ذلك.

يذهب الرجل إلى العقيد ليقتله وهذا الأخير شخص كسول لا يستطيع حتى النهوض وارتداء ملابسه دون مساعدة من امرأة تبدو أنه يستعبدها. وقد استولى العقيد ورجاله على دير قريب، كما كان جميع رجال العقيد يتحرشون بالرهبان ويهينوهم. يقتل الرجل الغامض الجميع ويترك طفله مع رهبان الدير، ثم يرحل مع المرأة. ثم ينطلقا إلى الصحراء مرة أخرى وعلى جانب من النهر تحاول المرأة أن تشرب منه إلا أنها تجد أن الماء مراً فيضع يده في الماء ليصبح عذباً. ثم يذهبا في طريقهما في الصحراء وعندما شعرت المرأة بالعطش أطلق الرجل رصاصة على صخرة فانفجرت منها عين ماء.

تخبره المرأة أنها ستحبه فقط إذا قتل سادة الصحراء الأربعة. فيدور في الصحراء من أجل أن يعرف أماكن السادة الأربعة. أما الأول فكان أعمى، والثاني شاب يعيش مع أمه ومعهما أسد، والثالث موسيقي يعيش بمفرده وسط مزرعة للأرانب، أما الرابع فهو ناسك استبدل سلاحه منذ فترة بعيدة بمصيدة فراشات. قتل الرجل الغامض الجميع بالغش لأنه اكتشف أنهم جميعاً أكثر مهارة منه. وخلال طريقه للوصول إلى هؤلاء كان قد تعرف على امرأة أخرى انطلقت معه في رحلته لأنها تعرف أماكن البعض منهم.

وبعد أن تخلص الرجل من الجميع تكون امرأته قد أحبت المرأة الأخرى، وعندما خيرها بينه وبين المرأة اختارت المرأة وتركته. حتى أطلقت المرأة عليه النار التي أحدثت ثقوباً في يديه مثلما حدث مع المسيح عيسى. يسقط الرجل صريعاً على الأرض وقد وجده بعض الناس فحملوه إلى كهف تحت الأرض. ومن هنا يبدأ الجزء الثاني.

الجزء الثاني

يستيقظ الرجل بعد عدة سنوات، ويشرع في التعرف على أهل هذا الكهف. يخبره أهل الكهف أنهم مجموعة من الأقزام المنبوذين الذين نبذهم أهل المدينة لأنهم جاءوا من سفاح القربى. كما تخبره امرأة منهم أن الراهبة قالت أنه المنتظر الذي سيحررهم من هذا الكهف. ومن هنا يشرع في حفر نفق يصل بهم إلى المدينة لتحريرهم.

كانت المدينة مجرد بلدة تمارس فيها العبودية على نطاق واسع، وجميع من فيها ساديين. وفي كنيسة البلدة كان هناك راهب وبجانبه راهب آخر شاب قد وصل حديثاً إلى البلدة. بدأ الرجل الغامض والمرأة – القزم – يعملون في الترفيه عن أهل البلدة من أجل الحصول على أموال تساعدهما على استكمال حفر النفق. حتى جاء اليوم الذي طلب فيه أحدهم أن ينزعا عنهما ثيابهما ولما فعلا بدأ الجميع يشرعون في الضحك على هذه المرأة القزم. ولما انتهى الأمر غضبت المرأة، ولكن الرجل قال لها أنه سيتزوجها، وانطلقا سوياً إلى الكنيسة لكن هناك يتفاجأ أن راهب الكنيسة هو ابنه الذي تركه منذ سنوات.

يتعرف الابن على أبيه ويحاول أن ينتقم منه. لكن طلب منه الأب ألا يتخلص منه إلا بعد أن ينتهي من مهمته في حفر النفق وتحرير الناس. من هنا يساعده الابن على إتمام المهمة، وبعد أن خرج الناس إلى المدينة استقبلهم أهل المدينة بالأسلحة فقتلوا الجميع ولم يتبق سوى الرجل وابنه والمرأة التي كانت تريد الزواج من الرجل. وفي تلك اللحظة التي شعر فيها الرجل الغامض أنه لم يستطع أن يساعد الناس أحرق نفسه. ثم أخذ الابن المرأة وانطلقا في طريقهما.

اقرأ أيضًا: تحليل فيلم The Shining: رحلة اللاعودة إلى أعماق الجنون

تحليل فيلم El Topo

في فيلم El Topo كان اهتمام جودوروفسكي بفلسفة الزن، والصوفية، والباطنية، والمسيحية. وجميع هذه العناصر تمتزج بدورها مع أيديولوجية الثقافة المضادة من الستينيات، باستخدام جرعات عالية من الدماء، ولمسات من الكوميديا ​​السوداء والهذيان والموسيقى التصويرية المزعجة. ولكن مع هذا الخليط الرائع تم صناع فيلم يعد واحد من أرقى أفلام السينما التجريبية، وأحد أكثر الأعمال تعقيداً.

كان اختيار اليخاندرو جودوروفسكي لخلق أسطورة عن طريق وضعها في الأراضي القاحلة الغربية بمثابة ضربة عبقرية من جانبه. حيث يبدو المنظر الطبيعي أسطوري يشبه الحلم، وكنا نتوقع أن يكون هناك مواجهات مع أنصاف الآلهة أو الوحوش إلا أن جودوروفسكي أخذ أرض الأساطير هذه وفجرها إلى مليار قطعة، وحولها من صحراء الأساطير إلى أرض قاحلة من الروعة الغامضة والمخدرة.

إن جودوروفسكي بارع أيضاً في وضع الحبكة البسيطة بحيث نعرف دائماً إلى أين نتجه بالضبط في القصة، على الرغم من أن الكثير مما نراه على الشاشة لا معنى له حرفياً. حيث يدور هيكل الفيلم حول ثلاثة محاور: أولاً، يصطاد الوحش الذي حول بلدة صحراوية إلى نهر من الدماء. ثم يتحدى كل من سادة الصحراء الأربعة. وأخيراً يسعى لبناء نفق لإنقاذ المعوقين من وجود يرثى له في الكهف الذي لا تشرق فيه الشمس. هذا الهيكل البسيط يبقينا على الأرض، ويوفر توجهاً سردياً يرضينا، والأهم من ذلك أنه يتيح لنا الفرصة لامتصاص الصور الغريبة التي يستحضرها جودوروفسكي دون الشعور بالملل أو الخلط لدرجة أننا نستسلم تماماً.

اقرأ أيضًا: تحليل فيلم mother: نسخة مرعبة من الكتاب المقدس

النقد

كل هذا لا يعني أن El Topo فيلم مثالي. حيث يشتكي البعض من أن فيلم El Topo يبدو من الأفلام المعقدة وغير المفهومة، لكنه لا يبدو كذلك في النهاية. وهذا النقد هو ببساطة وسيلة للقول بأن المخرج قد حقق هدفه تماماً. كذلك يعترض البعض على الكثير من مشاهد العرى والسادية والمثلية وغيرها، هذا بالإضافة إلى اعتراض البعض أيضاً على قتل الحيوانات والطيور في الفيلم. لكن بالنسبة لهذا الأخير فإن المخرج نفسه قد اعتذر عن معاملته للحيوانات في الفيلم قائلاً إنه “في ذلك الوقت، كنت أعتقد أن السينما مقدسة”، مما يبرر التضحية ببعض الحيوانات من أجل فنه.

ومع ذلك، فإن النقد الفني الأكثر جدية هو أن النصف الثاني من الفيلم (الذي يظهر فيه El Topo كراهب مسالم مستنير) لم يكن مثل النصف الأول (يظهر El Topo كروح معيبة من الانتقام والطموح). يؤدي هذا إلى إنهاء الفيلم في اتجاه هبوطي طفيف بدلاً من الذروة.

اقرأ أيضًا: مراجعة فيلم The Green Mile: قصة غارقة في الرموز الدينية

تفسير رمزية فيلم El Topo

إن ما يجعل فيلم El Topo غريباً بغض النظر عن إنه فيلماً سريالياً هو هذا الشيء الطبيعي والمفهوم فيه. ولتبسيط الأمر ومحاولة فك رموز هذا الفيلم الرائع علينا أولاً أن نتعرف على قصة ذكرت في سفر القضاة في الكتاب المقدس؛ ألا وهي قصة شمشون. ولسوف نستعرض هذه القصة باختصار، وبعد ذلك نشرح كيف أن هذه القصة كانت من ضمن رمزيات الفيلم التي لا تعد ولا تحصى.

قصة شمشون الجبار

تقول الحكاية أن شمشون قد ولد في تلك الفترة التي كان الله يعاقب فيها بني إسرائيل، حيث استعبدهم الفلسطينيين. بينما بشر ملاك بولادة هذا الطفل وأخبر والده ووالدته أنه الشخص المنشود الذي سيحرر بني إسرائيل من أيادي الفلسطينيين. لكن عليهم ألا يحلقوا شعر رأسه مطلقاً. امتثل الوالدان لأوامر الملاك.

عندما شب شمشون أحب فتاة فلسطينية، وكان الله قد قدر هذا الأمر من أجل القضاء على الفلسطينيين، وخلال طريقه إلى طلب يد الفتاة قابل شمشون أسداً فقتله بيديه العاريتين ومزق أطرافه. ثم عاد بعد ثلاثة أيام ليجد أن النحل قد بنى خلية في جثة الأسد الميت. أخذ شمشون بعضاً من العسل وأكله. ولما وصل إلى البيت طرح لغزاً على ثلاثين رجلاً فلسطينياً، ووعد كل منهم بثياب جديدة إذا كان بإمكانهم تخمين معنى العبارة: “من الآكل خرج اللحم، ومن القوي خرجت الحلاوة.” وذلك في إشارة منه لما حدث معه خلال طريقه إلى هنا. لم يستطيع الرجال الفلسطينيون حل اللغز حتى هددوا عروس شمشون بحرقها إذا لم تخبرهم بحل اللغز، وقد كان شمشون أخبرها من قبل. ولما علم شمشون بما حدث مع عروسه غضب وقتل الثلاثين رجلاً. إلى هنا نتوقف عن سرد باقي القصة فهي لن تفيدنا في شيء. كما أن الكثير منا يحفظ تفاصيلها عن ظهر قلب.

الأسد والعسل

أما الآن ما تفيدنا هذه القصة في فيلم El Topo. إننا نرى النحل يبني خلايا في الجثث تماماً كما صنع النحل في قصة شمشون في العهد القديم. وقد ظهرت صورة النحل في العديد من المشاهد منها على سبيل المثال في المشهد الذي تلي قضاء الرجل على سادة الصحراء الأربعة وعندما عاد وجد أن قبر السيد الأول مغطى بخلية نحل على جثته. وفي حالة من اليأس أمسك بخلايا النحل ولطخ بالعسل فمه ولحيته. كذلك تظهر صورة النحل في النهاية بعد أن أحرق نفسه ومات. فإذا كنت تعتقد أن هناك أهمية كبيرة لهذه الصور البارزة والقوية والمتكررة التي تساعد في الكشف عن المعنى الغامض لفيلم El Topo، فأنت تسقط في فخ المخرج جودوروفسكي.

التاريخ والأسطورة

إن صورة العسل في الأسد مذهلة. حيث يتألف من عناصر قوية: وحش، جثة، نحل، حلاوة. إنها صورة مثير للمفارقة، وتثير انطباعات متضاربة عن رائحة اللحم المتعفن ولزوجة العسل. بالكاد يكون من المعقول أن يختار النحل أن يعشش في جثة، على الرغم من أن لا أحد منا قد رأى مثل هذا المشهد من قبل. لكن إلى ماذا ترمز هذه الصورة؟ إنها صورة واسعة ورائعة ترمز للخير القادم من الشر، والحياة التي تأتي من الموت، لكن الرؤية أكثر قوة لأنها غريبة.

إنها حلقة مذهلة، في غير محلها، لا مبرر لها، تقع داخل قصة مذهلة بالفعل وخارجة عن مكانها: فهي عبارة عن قصة خيالية عن انتقام قاتل جماعي مقدس مرسل من الله ووارد في نص ديني. لكن لماذا استخدمها جودوروفسكي؟ إن صورة العسل وقصة شمشون تبدوان وكأنهما شيء مدمج في العهد القديم من مصدر أسطوري أقدم من عصور ما قبل التاريخ؛ قصة كانت رائعة جداً بحيث لا يمكن استبعادها من السجل التاريخ، حلم أقوى من أن يكون مصدر إلهام من الله. وقد استخدمها المخرج هنا ليمثل أن هذه اللحظات كانت في عصور ما قبل التاريخ.

ففي واقع الأمر نجد أن فيلم El Topo بأكمله عبارة عن سلسلة من اللحظات. عصور ما قبل التاريخ وتمثله رمزيات الأسد والعسل والجثث وشمشون الجبار، واللحظات التالية هي العهد القديم بداية من عهد النبي موسى. ونرى رمزية هذا العهد في إطلاق الرجل النار من سلاحه على الصخرة فينفجر منها ينبوع الماء. كما فعل موسى بالضبط حينما ضرب بعصاه الحجر فانبثقت منه عيون الماء.

أما العصر الأخير فهو العهد الجديد أي عهد المسيح وهناك العديد من الإشارات التي ترمز إلى ذلك العهد منها على سبيل المثال طلقات الرصاص التي اخترقت أيدي الرجل لتبدو مثل عملية صلب المسيح، ومنها وجود الرجل داخل الكهف مع المشردين والمنبوذين وغيرها من الإشارات لكن علينا ألا نحاول أن نرتب الفترات التاريخية ترتيباً منطقياً لأنه في الأول والأخير فيلماً سريالياً.

كتاب مقدس بلا عقيدة

إن فيلم El Topo يمتلئ بالعديد من الصور الأخرى مثل التنقيب عن البيض في الصحراء، هناك رجل بلا أيادي يحمل رجلاً بلا أرجل. محارب يقاتل بشبكة فراشة. كنيسة تتكون فيها الخدمات من ألعاب الروليت الروسية. إننا ننجذب إلى مثل هذه الصور ليس لأنها ذات مغزى، ولكن لأننا نشعر بأنها ذات مغزى. لذا يمكننا القول بأن جودوروفسكي يهتم بالتأثير الغامض لهذه الصور على المشاهد أكثر من اهتمامه بتعليم الجمهور درساً فلسفياً. إن لحظات “عسل في الأسد” هذه تتجول باستمرار في سرد ​​إل توبو، مثل أجزاء من النصوص القديمة التي كانت رائعة جداً بحيث لا يمكن استبعادها، وقوية للغاية بحيث لا يمكن أن تكون إلهاماً من الله. لذا فإن فيلم El Topo بمثابة كتاب مقدس بلا عقيدة.

اقرأ أيضًا: مراجعة فيلم The Outfit: إثارة هادئة وباردة ومليئة بالمنعطفات الملتوية

في الختام فإن فيلم El Topo هو فيلم مقنع ومثير للعقل، وهو من نوعية تلك الأفلام التي تجعلك تصرخ بعد مشاهدته قائلاً: “ما الذي رأيته للتو؟ “. ربما يكون هذا الفيلم من أكثر الأفلام غرابة على الإطلاق إلا أن الصور التي ستراها في هذا الفيلم ستبقى في ذهنك طويلاً. لذا فكر في “El Topo” باعتباره فانتازيا دينية عنيفة، أو كتاباً هزلياً غربياً. إنه ليس تحفة فنية لكنه مع ذلك فيلماً لا يُنسى.

وائل الشيمي

كاتب وأديب بدأ مسيرته الأكاديمية في مجال الصحافة، حيث حصل على بكالريوس في هذا المجال، وقاده شغفه بالإنسانية إلى دراسة علم النفس والفلسفة، وقد ساعدته دراسته وقراءاته في فهم أبعاد الشخصية البشرية وتعقيداتها. في روايته "الأجنحة السوداء" صور قضايا الوجود والتحديات النفسية التي يواجهها الإنسان في رحلة بحثه عن الإله، في سياق سردي مشوق يحمل في طياته تأملات فلسفية حول الحياة والموت، الحرية والقيود. كما أطلق في مجموعته القصصية "علامات لا تُمحى" مجموعة من القصص التي تتناول الجوانب المظلمة من التجربة البشرية، تاركاً آثارًا لا تُمحى في ذهن القارئ. إلى جانب أعماله الروائية والقصصية، ساهم الكاتب بالعديد من المقالات النقدية والحوارات الفكرية في الصحف والمجلات والمواقع الإعلامية، حيث شكلت كتاباته مساحة للتفكير والتحليل حول قضايا ثقافية واجتماعية معاصرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعمك يهمنا ❤️

نحن نعمل بجد لتقديم محتوى مجاني ومفيد لك. هل يمكننا الاعتماد على دعمك بتعطيل مانع الإعلانات؟ شكرًا مقدمًا!