مراجعة فيلم The Door: ثمن العودة إلى الماضي

The Door هو فيلم دراما ألماني ممزوج ببعض عناصر الخيال العلمي ولمسة غريبة من التشويق والرعب النفسي. يتناول هذا الفيلم بعض الأفكار الفلسفية مثل القدر والأخلاق. في السطور التالية نتعرف على قصة الفيلم ثم نستعرض مراجعة فيلم The Door بمزيد من التفصيل.

معلومات عن فيلم The Door

• البلد: ألمانيا.
• اللغة: الألمانية.
• تاريخ الإصدار: 26 نوفمبر 2009.
• المخرج: أنو سول.
• الكاتب: عاكف بيرينجي | جان بيرجر.
• وقت العرض: 103 دقيقة.
• النوع: دراما | غموض | خيال علمي.
• التصنيف: (R) للكبار فقط | يحتوي على مشاهد فاضحة وعنيفة.
• فريق التمثيل: مادس ميكلسن | جيسيكا شوارتز | فاليريا آيزنبارت.
• التقييم: 6.7.

قصة فيلم The Door

تدور أحداث الفيلم حول الرسام الناجح ديفيد – مادس ميكلسن – الذي يعاني من صدمة نفسية ناتجة عن شعوره بالذنب لأنه كان السبب الرئيسي في وفاة ابنته الصغيرة. حيث كان المسؤول عنها في غياب زوجته، ولكنه تركها تلعب حول حمام السباحة فغرقت فيه في الوقت الذي كان يقيم علاقة غرامية مع جارته في المنزل المقابل، وعندما عاد إلى منزله يدرك أن ابنته الوحيدة غرقت وفارقت الحياة.

عاش ديفيد طوال الخمس سنوات التالية في ألم نفسي عميق وأصبح يرى ابنته في كل مكان، وما زاد الأمر ألماً وعذاباً هو اتهامات زوجته له، وانفصالها عنه. وذات يوم من الأيام حاول صديقه مساعدته على التخلص من معاناته، ولكن رفض المساعدة وانطلق في طريقه بلا هدف. ثم سقط على الأرض وهو يبكي. وفي تلك اللحظة رأى فراشة زاهية الألوان كانت ابنته تطاردها فيما مضى، فانطلق ليطاردها حتى داخل إلى نفق مهجور وفي نهايته باب. عندما اجتاز هذا الباب اكتشف أنه عاد بالزمن إلى الوراء خمسة أعوام وبالتحديد في اللحظة التي سبقت غرق ابنته.

ترك كل شيء وراءه وذهب مسرعاً لإنقاذ الطفلة، وأنقذها بالفعل. لكن حدث شيئاً غريباً لم يكن في الحسبان وهو أنه وجد شخصيته الأخرى موجودة في هذا الزمن الذي عاد إليه، وعندما واجه نفسه حدثت مشاداة بينهما وقتل الشخص الآخر ودفنه في حديقة منزله. ثم يحاول إصلاح حياته مع ابنته وزوجته وترك عشيقاته. ومع ذلك يكتشف البعض أن هناك تغيرات عظيمة في شخصيته. وكذلك يكتشف هو نفسه أنه ليس الوحيد الذي عاد بالزمن لتتوالى الأحداث بعد ذلك.

مراجعة فيلم The Door

هناك أمنية تخطر على بال الجميع خلال حياتهم، وهي الرغبة في العودة بالزمن إلى الوراء وبالتحديد إلى لحظة معينة. يمكن تكون أسباب هذه الرغبة مختلفة من شخص لآخر مثل استغلال فرصة ضائعة أو تصحيح بعض الأخطاء أو غيرها من الأمور. في فيلم The Door للمخرج الألماني آنو سول يُمنح ديفيد الفرصة للعودة بالزمن إلى الوراء لتصحيح خطأه وتحمل المسؤولية. حيث يجد باباً مخفياً لعالم موازِ ويمر عبره ويعود إلى نقطة التحول في حياته لإنقاذ ابنته. إذن كل شيء على ما يرام مرة أخرى. لكن المظاهر خادعة لأن مشكلات أكبر سوف يواجهها في هذا العالم.

مسألة القدر

 يتعامل فيلم الباب مع القدر ومسألة ما إذا كان كل شيء غير محدد مسبقاً. فهل هي حقاً فكرة جيدة أن تحصل على فرصة ثانية؟ لأن كل فعل يعني رد فعل لا يعود فيه المرء قادراً على التحكم في تسلسل الأحداث، كما في هذه الحالة. يعرف المخرج الألماني كيفية معالجة هذه المشكلة بمصداقية من خلال البوابة الزمنية، ولا يعرض المشكلة بشكل ضعيف بل بالعكس يعرضها بموضوعية جادة، ولهذا يترك هذا الفيلم انطباعاً مؤثراً ومحفزاً للتفكير.

فيلم The Door هو تكييف لرواية تحمل الاسم ذاته للكاتب التركي الذي يعيش في ألمانيا عاكف بيرينجي. يعج الفيلم بعناصر جذابة مثيرة للاهتمام مثل الحبكة وطريقة السرد والموسيقى والأجواء بشكل عام. وهو قصة عن الشعور بالذنب والرغبة في تغيير الماضي والندم والحصول على فرصة ثانية.

يبدأ الفيلم بواقعية درامية رائعة لكنه سرعان ما يزيد من جرعة الخيال فيضيع طريقه. يحاول الفيلم تحقيق نتائج دراماتيكية من موضوع مثل وفاة طفل صغير نتيجة إهمال أحد والديه، ويبدو أن السيناريو نجح في ذلك في البداية، وعلى الرغم من انتقاله إلى العناصر الغامضة والخيالية إلا أنه لم يبتعد كثيراً عن كونه دراما واقعية. وحتى وجود مشاهد مثل اضطرار البطل قتل نفسه الأصغر سناً تكاد لا تلحق الضرر بالهيكل الدرامي الواقعي للفيلم إلا أنه مع اقتراب النهاية واكتشافه أن هناك آخرين يعيشون حياة مماثلة سرعان ما يضع الفيلم الواقعية جانباً ويزيد من جرعة الخيال، ومن تلك النقطة فصاعداً يضعف نفسه سينمائياً.

من المزعج أيضاً إلى حد ما أن القصة تستخدم الفكرة القائلة بأن الأطفال، وليس الكبار، يكتشفون الحقيقة، وهي واحدة من الكليشيهات لهذا النوع من السينما. فمن الواضح أنها خدعة مألوفة للصغار أن يدركوا للوهلة الأولى أن الأب “غير حقيقي”، بينما الكبار لا يلاحظون أي شيء.

فيلم The Door هو فيلم مثير للاهتمام بشكل عام حتى لو وضع دون داع في جو فيلم رعب من وقت لآخر.