كيف يؤثر الاستخدام المفرط للهاتف المحمول على الذاكرة؟
إن الاستخدام المفرط لوسائل التكنولوجيا الحديثة نتجت عنه العديد من المشكلات الصحية، ولعل أشهرها ضعف الانتباه وفقدان الذاكرة. حيث أشارت العديد من الأبحاث إلى أن تعدد المهام والعمل لفترات طويلة على الهواتف المحمولة والشاشات الأخرى يؤدي إلى ضعف الانتباه، فضلاً عن فقدان الذاكرة. فما هو تأثير الهواتف المحمولة على الذاكرة؟
دراسة جديدة
يعاني جميع مستخدمي التكنولوجيا الحديثة من مشكلات في الذاكرة وضعف الانتباه. وقد استرعى هذا الأمر انتباه عدد من الباحثين في جامعة ستانفورد. مما اضطرهم إلى إجراء دراسة لمعرفة العلاقة بين هذه المشكلات الخاصة بالذاكرة وبين الاستخدام المفرط للأجهزة المحمولة وأدوات الحوسبة الأخرى. وقد توصلوا إلى أن السبب وراء تذكرنا أشياء معينة ونسيان أخرى يعود إلى استخدام الهواتف المحمولة بشكل كبير.
يشير العلماء إلى أنهم يمتلكون بالفعل الأدوات اللازمة لشرح واحدة من أغرب ظواهر الذاكرة. على سبيل المثال، تلك المواقف التي لا يتذكر فيها الشخص بين لحظة وأخرى شيئاً مخزّناً في ذاكرته، على الرغم من أن هذا الشيء كانت له أهمية خاصة في حياته. فما هي العوامل التي تحدد فترات النسيان المفاجئة هذه؟ كما حاول العلماء التحقيق في هفوات فقدان الذاكرة هذه، هذا بالإضافة إلى سعيهم الحثيث لفهم لماذا يمتلك بعض الأشخاص ذاكرة أكثر وضوحاً من غيرهم وكيف يمكن أن يؤثر تعدد المهام والعمل الطويل على الأجهزة المحمولة على ضعف الانتباه والنسيان؟
نجح البحث، الذي نُشر في مجلة Nature، في البدء في الإجابة على بعض هذه الأسئلة. حيث كان الغرض من البحث في البداية هو تطوير أدوات جديدة لمعالجة الأمراض المتعلقة بالذاكرة مثل مرض الزهايمر. ومن خلال ذلك يمكن أن تؤدي تطبيقات البحث إلى تحسينات في الانتباه والذاكرة على كل المتضررين من استخدام الهواتف المحمولة والأجهزة التكنولوجية الأخرى.
اقرأ أيضًا: اضطرابات النوم: كيف تتخلص من رعب النوم المفقود؟ |
موجات الدماغ ألفا
وتناول الخبراء محاور البحث من خلال تجربة شارك فيها 80 متطوعاً تتراوح أعمارهم بين 18 و26 عاماً. خضع المشاركون لمراقبة نشاط أدمغتهم باستخدام مخطط كهربية الدماغ. كان الهدف الرئيسي هو قياس موجات ألفا الدماغية في الجزء الخلفي من مخ الإنسان، أثناء أداء مهام مثل التذكر أو تحديد التغييرات في العناصر التي تمت دراستها مسبقاً. يجدر بنا أن نتذكر أن الزيادة في الموجات المذكورة أعلاه كانت مرتبطة بمشاكل الانتباه وفقدان الذاكرة اللحظي.
لتقدير الاختلافات في القدرة على الحفاظ على الانتباه، تم إجراء اختبار كان على الأشخاص من خلاله التعرف على التغييرات التدريجية في صورة معينة. وفي الوقت نفسه، قام العلماء بتقييم تأثير تعدد المهام باستخدام الأجهزة المحمولة من خلال محاولة تحديد مدى قدرة المشاركين على التفاعل مع الشاشات المتعددة والأدوات الرقمية.
على وجه التحديد، طُلب منهم أداء مهام مختلفة في نفس الوقت، مثل الرسائل النصية ومشاهدة التلفزيون، خلال فترة زمنية محددة. كان الغرض هو تحديد ما إذا كان هناك أي اختلاف في أنماط الدماغ أثناء أداء هذه المهام ومع الإجهاد المرتبط بالعمل مع أجهزة متعددة، لا سيما تلك المتعلقة بالذاكرة والانتباه.
اقرأ أيضًا: المشاعر السلبية: التعريف والأهمية والأنواع وكيفية التحكم فيها |
تأثير الهواتف المحمولة على الذاكرة
في المراجعة الأولى، لاحظوا أنه عند مقارنة الأداء بين المشاركين المختلفين. لوحظ أن أولئك الذين لديهم قدرة أقل على الانتباه المستمر وأداء ضعيف في اختبارات الذاكرة هم الأشخاص الذين قاموا بمهام متعددة بشكل مكثف باستخدام الأجهزة المحمولة. أي الجلوس أمام الشاشات.
لكن على الرغم من عدم إمكانية إثبات السببية حتى الآن بصورة قاطعة. إلا إنه يمكن التأكد من وجود علاقة بين تعدد المهام مع الوسائط الرقمية لفترة طويلة، والصعوبات في الانتباه المستمر والذاكرة. بينما توصل الباحثون كذلك إلى أن الاستخدام المفرط للأجهزة المحمولة يؤدي كذلك إلى انخفاض في سرعة النشاط المعرفي والتحصيل الدراسي.
اقرأ أيضًا: عن الخوف من الفشل: إذا أردت شيئاً فلتقاتل من أجله |
رابط الدراسة:
Reading on a smartphone affects sigh generation, brain activity, and comprehension