لغز الحضارات القديمة المفقودة: أسرار تاريخ العالم

You are currently viewing لغز الحضارات القديمة المفقودة: أسرار تاريخ العالم
أقدم حضارات ما قبل التاريخ

يعتقد البعض أن أقدم الحضارات المعروفة في التاريخ هي الحضارة السومرية والفرعونية وغيرها، بينما يؤمن البعض الآخر بوجود حضارات متقدمة قبل آلاف السنوات من وجود هذه الحضارات المعروفة، وهي المسؤولة عن بناء الآثار الضخمة مثل أهرامات الجيزة وأطلال ماتشو بيتشو وغوبيكلي تيبي وغيرها. وأن هذه الحضارات المفقودة التي يعتبرها البعض مجرد أساطير مثل مدينة أتلانتس كان لها وجود حقيقي من قبل. الغريب في الأمر أن هناك فرضية علمية من شأنها أن تكشف أنه منذ حوالي 12800 سنة كان هناك حدث غير مسار الحياة على وجه الأرض، وقضى على هذه الحضارات المفترضة. إنها نظرية النيازك التي تحاول الإجابة عن كل ألغاز التاريخ. دعونا نُلقي نظرة فاحصة على لغز الحضارات القديمة المفقودة لنكشف أسرار تاريخ العالم التي لم نعرفها من قبل.

ألغاز التاريخ

يمتلئ تاريخ البشرية بالعديد من الألغاز التي لم يستطع أحد الكشف عن جميع أسرارها. وقد ساهم علماء الآثار في الكثير من الاكتشافات التي غيرت معالم التاريخ بالفعل، لكن مع ذلك لم يستطع العلماء الإجابة على بعض الأسئلة التي حيرت العقول. على سبيل المثال مَن بنى أهرامات الجيزة وأبو الهول؟ ولماذا كانت الأهرامات اللاحقة أقل في المستوى والتقنية من هرم خوفو الأكبر؟ هل يستمر العالم في التقدم أم يتراجع إلى الخلف. ومن أنشأ الهياكل الصخرية الضخمة الموجودة في جزيرة القيامة، وكيف فعلوا ذلك إذا كانت أدواتهم بدائية؟ إن نحت الصخور وحقيقة نقل أطنان من الوزن بأدوات مفترضة لم يتم العثور عليها مطلقاً يجعلنا نتساءل عن حقيقة الروايات التي يخبرنا بها العلماء. هناك حلقة مفقودة لا تتناسب مع ماضي البشرية، ولكن نظرية النيازك يمكن أن تكون القطعة الأهم في لغز التاريخ العلمي.

نظرية النيازك

نظرية النيازك
النيزك الذي سقط قبل 12500 سنة

تسلط نظرية النيزك الضوء على أحدث كارثة عالمية قضت على 75% من الحياة على كوكب الأرض. حيث أدى اصطدام النيازك بالأرض إلى تغيرات في تيارات المحيطات، والارتفاع في درجات الحرارة، وهذه التغيرات المناخية والاحتباس الحراري خلق بيئة معادية للأنواع التي كانت تمشي على الأرض في ذلك الأرض. مما أدى إلى الانقراض الجماعي للبشر والقضاء على الحضارات البشرية التي كانت موجودة آنذاك. إننا لا نتحدث عن الكارثة التي حدث منذ 66 مليون سنة وأدت لانقراض الديناصورات، بل نتحدث عن أحدث كارثة حدثت للبشرية منذ 12800 سنة. سنحاول اليوم فك رموز بعض الرسائل التي تركها أجدادنا فيما يتعلق بالحضارات القديمة المفقودة. تلك الحضارات التي يعتبرها البعض مجرد أساطير جاءت إلينا من الزمن الغابر. دعونا اليوم نسافر عبر الزمن إلى الوراء، إلى زمن أبعد كثيراً عما نعرفه بالفعل.

الحضارات القديمة المفقودة

سنقدم اليوم العديد من الآثار والهياكل العظيمة والمدن المنسية التي لم نعرف الحضارات التي كانت وراءها. وبعد أن نستعرضها علينا أن نفكر قليلاً في تلك الحضارات القديمة المفقودة التي نعتبرها اليوم مجرد أساطير. وسنبدأ رحلتنا بالهيكل الأقدم غوبيكلي تيبي المكتشف في تركيا، والذي يعد أقدم موقع أثري تم اكتشاف في العالم حتى يومنا الحالي. حيث يعود تاريخه إلى أكثر من 9000 عام.

غوبيكلي تيبي

الحضارات المفقودة
هيكل غوبيكلي تيبي المكتشف في تركيا

نضع هذا الموقع الأثري الرائع على رأس القائمة، فهو واحد من أهم الاكتشافات الأثرية في عصرنا. وجد هذا الموقع في تركيا، ويشير علماء الجيولوجيا والآثار إلى أنه بُني حوالي 9600 قبل الميلاد. لكن ما سبب أهمية هذا الموقع بالذات؟ إذا كان عمر هذا الهيكل أكثر من 9000 عام فهو يعتبر أقدم هيكل على كوكبنا، ومن الناحية النظرية أقدم من أهرامات الجيزة، هذا على الرغم من وجود نظريات جديدة تقترح تحديث بناء هرم خوفو وأبو الهول إلى تاريخ قريب من تاريخ غوبيكلي تيبي. ولسوف نصل إلى ذلك فيما بعد.. فلا يزال لدينا بعض الوقت مع هذا الهيكل الموجود في تركيا.

تاريخ غوبيكلي تيبي

تبلغ مساحة غوبيكلي تيبي رسمياً أكثر من 12 هكتاراً على الرغم من أنه تم التنقيب في 5٪ فقط منها، فمن يدري ما إذا كانت تمتد إلى أبعد من ذلك. ونضيف إلى ذلك أن الموقع يتكون من أحجار يتراوح وزنها في المتوسط ​​ما بين 7 إلى 10 طن، رغم أن بعضها يصل إلى 20 طن. كيف نقلوها؟ سيصبح هذا الأمر لغزاً في وقت لاحق. كذلك عثر العلماء على بقايا حيوانات تم اصطيادها ولكن لا يوجد دليل على أنها أكلت أو عاشت هناك. يشير العلماء إلى أن هذا الهيكل بناه الصيادون وجامعو الثمار قبل بداية الاستقرار الحضاري للبشر من قبل الصيادين والجماعين. هذا التفسير لا أساس له من الصحة، لأنه من المستحيل على الصيادين وجامعي الثمار تكريس الكثير من وقتهم لإنشاء مثل هذا الهيكل الممتد والثقيل. يقول عالم الآثار الألماني كلاوس شميدت:

“من الناحية النظرية لا يمكن للصيادين وجامعي الثمار إنشاء هياكل كبيرة دائمة مثل هذه، لأنه يجب عليهم بعد ذلك التحرك والسعي للحصول على الطعام”[1].

يعتقد علماء الآثار الذين يقومون بأعمال التنقيب هناك أنهم حصلوا على أدلة تشير إلى أن تدجين الحيوانات والمحاصيل الزراعية كان حدثاً ثانوياً. وهذا تغيير كبير في العقلية، لأنه حتى الآن كنا نعتقد أن الزراعة أدت إلى ظهور المدن، ثم إلى الكتابة والفن والدين. الآن يشير أقدم معبد في العالم إلى أن الرغبة في العبادة أشعلت شرارة الحضارة.

ألغاز وأسرار

لكن هذا ليس السؤال الوحيد الذي يخرج من الكثبان الرملية التركية. فهناك بعض تلك “المصادفات” التي تعطي الكثير الأمور للتفكير فيها. إنه أول مبنى على وجه الأرض يحاذي الشمال والجنوب بشكل مثالي. شيء يتطلب معرفة دقيقة بعلم الفلك. كما تم نقش بعض النبوءات بشكل بارز على عمود عمره 12000 عام في غوبيكلي تيبي. كانت المايا وهذه الحضارة القديمة المفقودة في تركيا يفصل بينهما ما لا يقل عن 10000 سنة وآلاف الكيلومترات. فهل من قبيل الصدفة أنهم أرادوا بث نفس التواريخ؟

وهذا ليس كل شيء، لأنه كما حدث من قبل مع تطور أهرامات مصر، أو الإنشاءات الحجرية للإنكا، حدث هنا أيضاً. فمع مرور المزيد من الأجيال أصبحت التكنولوجيا المستخدمة في البناء أسوأ. وهي فكرة تتعارض مع كل ما نعتقد أننا نعرفه عن التطور. علاوة على ذلك، توصل الجيولوجيون إلى أن غوبيكلي تيبي قد دُفن عمداً. ولم يكن دفن الموقع نتيجة للكثبان الرملية والرواسب الطبيعية، بل دفنت من قبل حضارة ما عمداً. أما السبب في ذلك فلم نعرفه بعد، لكن كل ما نراه يشير إلى فكرة نقل المعرفة، والتفسير الوحيد الذي يمكن أن يجيب على كل هذه الشكوك هو أن الناجين من الحضارة التي فقدت بسبب كارثة هائلة أرادوا نقل المعرفة التي كانوا يملكونها إلى أحفادهم.

حضارات ما قبل الفراعنة

من كان قبل الفراعنة
صورة توضح فرضية تآكل أبوالهول بسبب الماء

ربما دار هذا السؤال في عقول الكثير: مَن كان هناك قبل المصريين في تلك الأراضي؟ ولكننا لم نجد جواباً. لقد دار حديث حول مصر في عصر ما قبل الأسرات، وهو العصر الذي كان بداية الاستقرار البشري ثم بدايات بناء الأهرامات في سقارة وأبيدوس، ولكن لم يتحدث أحد من علماء الآثار عن إمكانية أن تكون هناك حضارة أقدم ترتبط ببناء الهرم الأكبر.

هناك فرضية تقول إنه كانت هناك حضارة قديمة مفقودة قامت ببناء الهرم الأكبر وأبو الهول، ثم حدثت كارثة محت تلك الحضارة من الخريطة، ولاحقاً يأتي المصريون ليجدوا آثارها فيحاولون تقليدها. دعونا نتوقف للحظة ونفكر في هذه الفرضية. يمكن أن تكون هذه الفرضية منطقية لعدة أسباب.

الأول هو أنه لم يتم العثور على أي كتابات هيروغليفية تشرح بنائه، ولم يكن بداخل الهرم أي قبر، على الرغم من أن الروايات الرسمية تشير إلى أن الغرض الوحيد لبناء الأهرامات هو استخدامها كمقابر للملوك. الأمر الثاني هو أن التطور يسير في خط مستقيم يرتفع لأعلى، ولكن هذا لم يحدث في مصر القديمة، فمع تقدم الأسرات يتضح لنا الأهرامات التي بنيت بعد الهرم الأكبر كان أقل بكثير من مستوى الهرم الأكبر، وأسوأ من حيث التكنولوجيا المستخدمة. لذا سيكون من المنطقي إذن أن الناجين من الكارثة أرادوا ترك معرفتهم وراءهم لمن سيأتي بعدهم ويستقر في هذه المنطقة.

دراسات جديدة

تقول السجلات الرسمية إلى أن تاريخ أبو الهول بالجيزة كان قبل 4500 عام[2]، وهو تاريخ لم يأت من أي مكان من الناحية العلميةـ فلا نقوش أو أوراق ولا أي دراسة مؤكدة. لكن ظهرت في وقت لاحق نظرية هامشية حول “تآكل أبو الهول بسبب الماء“. حيث قام الجيولوجيون بتخليل الصخرة الموجودة بقاعدة أبو الهول وتوصلوا إلى أن تاريخه لم يكن 4500 بل يمكن أن يكون أقدم من ذلك بكثير. ومع انضمام المزيد من العلماء إلى هذه النظرية، ظهرت دراسات جيولوجية جديدة وضعت تاريخ أبو الهول ما بين عامي 7000 و9000 قبل الميلاد، أي أكثر من 11000 عام من عصرنا[3]. وبمعنى آخر بعد انتهاء ظاهرة درياس الأصغر. كيف يمكن أن يحدث ذلك؟ أليس من المفترض أنه منذ أكثر من 5000 سنة لم يكن هناك فراعنة؟ هنا يمكننا أن نفترض وجود حضارة قديمة مفقودة أكثر تقدماً تتمتع بمعرفة غير عادية.

مدينة أتلانتس المفقودة

حضارات قديمة مفقودة
صورة تخيلية لمدينة أتلانتس المفقودة

لا يعرف أحد على وجه اليقين ما إذا كانت مدينة أتلانتس المفقودة موجودة أم إنها كانت مجرد أسطورة، لكني شرحنا بالفعل السبب الذي يجعل من وجودها منطقياً، والمكان الذي من الممكن أن تكون فيه. لقد تحدثنا من قبل عن هذه النظرية، وبإجراء الحسابات التي حصلنا عليها قبل 9000 عام من سليمان + 600 عام قبل المسيح عندما أخبرنا أفلاطون بذلك، ومع إضافة ذلك إلى تقويمنا الحالي سنحصل على 11600 عاماً مضت. لكن ما ينبغي أن نسأله لأنفسنا هنا هو: هل لا تزال هناك بقايا لحضارات مفقودة لم نعثر عليها بعد؟ على سبيل المثال من المفترض أن كليوباترا كانت موجودة، وتم توثيق ذلك، لكن مكان قبرها لا يزال مجهولاً[4].

دعونا نفتح أذهاننا قليلاً. لقد أكد أفلاطون مراراً وتكراراً على أن قصة مدينة أتلانتس التي ذكرت في نصوص كريتياس حقيقية[5]، فما الذي يمنعنا من وضعها كاحتمالية قائمة. يشير أفلاطون أنها حضارة فقدت بعد أن غمرها المد والجزر في المحيط، وقد حدث ذلك في يوم وليلة واحدة، وهو أمر يتوافق أيضاً مع تاريخ درياس الأصغر الذي تم التحقق من صحته من خلال الجيولوجيا وحيث تم التحقق بشكل كامل من التسونامي والتغيرات الدراماتيكية في مستوى سطح البحر.

مدينة البتراء

أقدم الحضارات في تاريخ البشرية
مدينة البتراء بالأردن

دعونا الآن نعود إلى النظر في الحضارة القديمة المفقودة من شيء موجود بالفعل. إننا هنا نتحدث عن مدينة البتراء. هذا البناء المذهل المنحوت داخل الجبل في الأردن. تقول القصة الرسمية أن الأنباط هم الذين بنوا هذه المدينة الهائلة، لكن هذه النظرية جاءت على عجل لمحاولة إعطاء تفسير سريع، لأنه على الرغم من صحة أنهم كانوا معروفين بمهاراتهم في الهندسة الهيدروليكية وإدارة نظام معقد من السدود والقنوات والخزانات التي ساعدتهم على التوسع والازدهار في منطقة صحراوية قاحلة، لكن لا يُعرف سوى القليل عن ثقافتهم ولم يبق أي من أعمالهم المكتوبة سوى أن الأنباط هجروا البتراء لأسباب غير معروفة.

هناك العديد من الأدلة الواضحة على أن الأنباط عاشوا في مدينة البتراء[6]، ولكن لم يكن هناك أي دليل يشير إلى أنهم هم الذين بنوا المدينة في المقام الأول. كان الأنباط في الأصل بدواً يتحدثون الآرامية ويعيشون في خيام من القماش، فمما لا شك فيه أن العيش في خيام ثم الانتقال إلى بناء مدينة عملاقة مدمجة في الصخر فجأة تمثل خطوة كبيرة. فهل يمكن أن يكون حدث معهم مثلما حدث في مصر؟ أي أنهم وجدوا هذه المدينة وبكل بساطة عاشوا فيها، وبالتالي فإن إنشاء مدينة البتراء كان من قبل إحدى الحضارات القديمة المفقودة.

تاريخ البتراء

يعود تاريخ هذه الصخرة إلى العصر الحجري القديم، أي ما بين 540 و260 مليون سنة. بمعنى آخر، يستغرق الأمر وقتاً كافياً حتى يقرر شخص ما نحتها. ليس هذا فحسب، بل إن فن عصر الأنباط ثنائي الأبعاد على سطح القماش. ولكن التركيبة الموجودة في الحجر الرملي في البتراء هي:

  • ثلاثي الأبعاد.
  • سماكة 300 متر.
  • العمق مئات الكيلومترات.

ولا يزال من غير المعروف كيف فعلوا ذلك، ومن هم السكان السابقون، ومع ذلك هناك الكثير من الاكتشافات المستمرة مثل التماثيل والعناصر الأخرى حول مدينة البتراء. ففي عام 2016 التقطت الأقمار الصناعية صور، وعلى إثرها تم اكتشاف نصب تذكاري على بعد أقل من كيلومتر واحد من مدينة البتراء[7]. ومن يدري كم من الأشياء يمكن اكتشافها تحت الرمال في تلك المنطقة. إننا هنا لا نشكك في الأنباط ومملكتهم ولكننا نتساءل عمن كان يعيش من قبلهم في هذه المدينة؟ ومن بناها؟ لأنه لو كان الأنباط حقاً فما هي الأدوات المفترضة التي استخدموها لنحت مئات الكيلومترات من الصخور بغرف يصل ارتفاعها إلى 23 متراً، وأين هي تلك الأدوات؟

حضارة كلوفيس

حضارات قديمة في أمريكا
سهام كلوفيس المكتشفة في أمريكا

ننتقل الآن إلى قارة أخرى لنصل إلى أمريكا ونكتشف واحدة من أكثر الحضارات القديمة المفقودة غموضاً في السنوات الأخيرة. لم يعرف العلماء الكثير عن شعب وحضارة كلوفيس، وما نعرفه حتى الآن أنهم شعب هندي من عصور ما قبل التاريخ، وقد تم تحديده كواحد من أوائل البشر الذين سكنوا أمريكا الشمالية. بينما قام علماء الآثار بتأريخ القطع الأثرية التي عثروا عليها وتوصلوا إلى أنها كانت ما بين 13500 و10000 سنة من تقويمنا.

الشيء الوحيد الذي نملكه عن ثقافة كلوفيس هو شفرات العظام والأحجار المعروفة باسم “سهام كلوفيس”. وعلى الرغم من أنها ليست حضارة من الناحية الفنية، إلا أن ما هو واضح بالنسبة لنا هو أنها كانت موجودة من قبل. وقد تم تأكيد ذلك من خلال الاكتشافات والقرائن الجديدة التي ظهرت في الثلاثين عاماً الماضية، وهي التي أخبرتنا أن الوجود البشري الأول في الأمريكتين بدأ قبل 13 ألف سنة. أما الشيء المثير للاهتمام هو أنه منذ عام 2000، بدأت المزيد من الأدلة تتراكم. هذه الأدلة التي حددت تاريخ أكثر من 33000 سنة على وجود البشر في تلك القارة.

لا أحد يعرف على وجه اليقين سبب الاختفاء المفاجئ لشعب كلوفيس. حيث يُقال إن السبب في ذلك يعود إلى الحيوانات المفترسة الشهيرة مثل المستودون والماموث والنمر ذو الأسنان السيفية التي عاشت قبل حوالي 12800 عام. ومع ذلك تشير واحدة من الدراسات الجديدة[8] إلى وجود وفرة من البلاتين في طبقات التربة وهي ما تتزامن مع ظاهرة درياس الأصغر. فترة انخفاض درجات الحرارة التي استمرت 1400 سنة والتي تزامنت بدايتها مع اختفاء شعب كلوفيس.

إن طبقات البلاتين ذات صلة لأنها نادرة جداً في طبقة الأرض، ولكنها أكثر شيوعاً في الكويكبات والمذنبات. وقد تم العثور عليه في معظم أنحاء أمريكا مثل كاليفورنيا وأريزونا وأوهايو وفيرجينيا وكارولينا. بمعنى آخر عثر على هذه الطبقات في الأماكن التي من المفترض أن يكون النيزك سقط فيها.

حضارة الإنكا

الحضارات المفقودة
آثار حضارة الإنكا

قبل أن نغادر القارة الأمريكية دعونا نأخذ جولة في منطقة أمريكا الجنوبية وبالتحديد في كوسكو – بيرو – عاصمة حضارة الإنكا القديمة لنرى الإنشاءات الضخمة والآثار العظيمة. وهنا لابد أن نسأل نفس نوعية الأسئلة التي سألناها لأنفسنا عندما كنا في مصر. فهذه الإنشاءات لم تكن نتيجة عمل الإنكا، بل كانت نتيجة لحضارات مفقودة أقدم بكثير ضاعت منذ فترة طويلة في التاريخ.

كيف نفسر ما إذا كانت هذه الصخور التي يبلغ وزنها طناً تتناسب تماماً مع المليمتر دون قطع مثالي؟ وغني عن القول إنه في ظل التكنولوجيا المتوفرة لدينا اليوم، سيكون من المستحيل القيام بذلك. فهل تخيل منذ آلاف السنين؟! ولماذا تدهورت الجودة في الأعمال الأحدث. ربما تكون إمبراطورية الإنكا حديثة جداً، يعود تاريخها إلى الألفية الأخيرة، ويمكن أن تكون هذه المنشآت الضخمة هي التي وجدها شعب الإنكا بالفعل ومن بناها أسلافهم: حضارات الأنديز.

لا يوجد تفسير سوى أنه ربما كانت القارة الأمريكية إحدى بؤر هذه الكارثة النيزكية. فليس من قبيل المصادفة أنه تم العثور على الكثير من بقايا الاصطدامات الأصغر في مواقع مختلفة في أمريكا يرجع تاريخها إلى نفس الأماكن، كما ذكرنا ذلك عند الحديث عن شعب كلوفيس.

الحلقة المفقودة

أشرنا في بداية المقال إلى وجود حلقة مفقودة أو شيء لا يتناسب مع ماضي البشر. تخيل أنك مهندس من المستقبل جاء إلى عصرنا الحالي ليقوم بدراسة صناعة السيارات. سوف يرى المهندس كيف تطورت صناعة السيارات من سيارات بدائية الصنع وحتى سيارات تسلا. وهذا ما يجده علماء الأحياء التطورية عندما يحللون السجل الأحفوري، أو علماء الآثار عندما يدرسون التاريخ الحديث. لكن الغريب في الأمر أن هذا لم يحدث مع الهندسة المعمارية الأكثر تقدماً وإبهاراً في جميع أنحاء العالم. حيث يبدو أنها جاءت من لا مكان في السجل الأثري. فكيف تنشأ حضارة معقدة مثل هذه الحضارات القديمة المفقودة من لا شيء؟

دعونا نلقي نظرة على سيارة من عام 1905 ونقارنها بسيارة حديثة. إن عملية التطوير الضرورية تبدو واضحة بشكل كبير. لكن لا يوجد مثيل لأهرامات مصر، فلقد كانت موجودة منذ البداية. لذا فإن الاستنتاج المنطقي هو أن هذه العمارة الصخرة المبهرة بنتها حضارات قديمة متطورة، وإلا ستبدو لنا أنها جاءت من العدم دون تحضيرات أو خلفية واضحة.

حضارات مفقودة أخرى

آثار الحضارات القديمة
آثار لحضارات أخرى مفقودة دون روايات رسمية

هناك العديد من الحضارات القديمة المفقودة التي لا يزال علينا اكتشافها، ورغم أننا أدرجنا تلك الحضارات التي تتناسب مع تاريخ النيزك والكارثة العالمية التي من شأنها إعادة ضبط النظام الطبيعي للحضارات، إلا أنه لا يزال هناك الكثير من الغموض في الكثير من الثقافات والمجتمعات الأخرى التي اختفت دون نفهم السبب بالضبط. دعونا نرى أمثلة على ذلك.

  1. نبتة بلايا

    وهو موقع أثري موجود في جنوب مصر، ويعتبر من أقدم المواقع الأثرية المكتشفة حيث يعود إلى مصر ما قبل التاريخ، ويقدر عمره بحوالي 13000 سنة قبل الميلاد.

  2. جزيرة الفصح

    يمثل موقع جزيرة الفصح مجتمعاً لم يتمكن من الحفاظ على عاداته في جزيرة صغيرة بين نيوزيلندا وتشيلي.

  3. المايا

    تخلى شعب المايا عن مدنهم دون أن تتضح أسباب الإخلاء بشكل كامل. وتشير الروايات الرسمية إلى أن السبب يمكن أن يكون تغير المناخ أو الحروب الداخلية.

  4. حضارة وادي السند

    مازال اختفاء هذه الحضارة التي احتلت جزءاً مما يعرف الآن بالهند وفلسطين وإيران لغزاً. ومن الممكن أنها عانت من مصير مماثل للمايا، مع تغير المناخ المسؤول جزئياً.

  5. جاتال هويوك

    وهي عبارة عن مستوطنة ذات مجتمعات ازدهرت منذ 9000 إلى 7000 عام مضت فيما يعرف الآن بتركيا. ولا يزال سبب اختفاءها لغزاً.


هل من الممكن أن تكون هذه الحضارات القديمة المفقودة عانت من نفس المصير الذي عانت منه الحضارات التي ذكرناها من قبل؟ لدينا في تاريخنا العالمي قائمة طويلة جداً من الشعوب والحضارات والثقافات التي ضاعت في غياهب النسيان على مدى آلاف السنين لأسباب مختلفة. ولكن إذا تأكدت صحة نظرية النيزك في السنوات المقبلة، فربما نتمكن من ربط نقاط تلك الحضارات التي اختفت في تواريخ مماثلة.

المراجع

[1] The Birth of Religion.

[2] Uncovering Secrets of the Sphinx.

[3] Scholars Dispute Claim That Sphinx Is Much Older.

[4] Will We Ever Find Cleopatra’s Tomb?

[5] A Closer Look: Is Plato’s Story of Atlantis a Myth?

[6] The Ancient City of PETRA.

[7] Massive New Monument Found in Petra.

[8] Discovery of widespread platinum may help solve Clovis people mystery.

This Post Has 4 Comments

  1. غير معروف

    المنطق والعقل يقول ما تقوله، ولكن لا دليل على ذلك في السجل الاثري. احييك على هذا المقال الرائع

    1. وائل الشيمي

      كل الأدلة التي عرضناها في المقال تعتبر أدلة عقلية ومنطقية بالفعل، لكن ربما في السنوات المقبلة نجد حفريات وآثار تُثبت ما قلناه..

  2. خيال

    مقال جميل، لكن أريد التنويه أنه يوجد كتابات وبرديات ذكر فيها كيف تم بناء الإهرامات بالفعل واسماء العمال الذين بنوا الهرم وقبورهم حول الهرم…
    يمكنك البحث عن برديات وادي الجرف التي وصفها الدكتور زاهي حواس بأهم مكنشفات القرن 21.

    1. وائل الشيمي

      لقد تحدثت عن هذه البرديات في مقال: سر بناء هرم خوفو الأكبر، يمكنك الاطلاع عليها.. وأشكرك شكراً جزيلاً على الإشادة.. أطيب تحياتي

اترك تعليقاً