سبب حدوث البراكين؟ وكيف تحمي الأرض من الانفجار؟

You are currently viewing سبب حدوث البراكين؟ وكيف تحمي الأرض من الانفجار؟

البراكين واحدة من قوى الطبيعة التي يقف أمامها الإنسان عاجزاً على الرغم من التقدم العلمي والتكنولوجي الهائل. وفي حين أن هذه البراكين تبدو في خارجها مدمرة إلا أن لها أهمية قصوى. فما هي البراكين؟ وما أسباب حدوث البراكين؟ وما أهميتها لكوكب الأرض؟ كل هذه الأسئلة سنحاول الإجابة عليها في المقال التالي.

ما هي البراكين

البراكين هي تشققات في القشرة الأرضية. هذه التشققات تنبعث منها الحمم والأبخرة والغازات. وتخرج كل هذه المواد عبر فوهات. والبركان أحد العوامل الطبيعية المهمة التي تؤثر على الحياة على سطح الكرة الأرضية فهو يدفع عند ثورته بكميات هائلة من بخار الماء والغازات والمعادن والصخور المنصهرة فيبادر الإنسان إلى الاستفادة بما يناسبه منها. وهنا تكمن أهمية البراكين.

كما أنها تقدم المعلومات الوافية عما يدور في باطن الأرض، وعن المعادن وجميع العناصر المتوافرة داخلها. وهو ما يوفر عناء الحفر والبحث وبذل الجهد فحتى اليوم لم نستطع الوصول إلى أكثر من عدة كيلو مترات قليلة في عمق الأرض التي يقع مركزها على بعد حوالي ستة آلاف كيلو متر من سطحها.


أسباب حدوث البراكين

تعد القشرة اليابسة للكرة الأرضية بمثابة الغلاف الخارجي لها. وتتكون من حوالي 13 طبقة تشبه الألواح العائمة والزاحفة. بينما تتحرك بعض هذه الطبقات بضع سنتيمترات سنوياً وذلك بالتباعد أو التصادم أو الانزلاق فوق بعضها البعض، فينتج عن هذه الحركة حدوث البراكين. وذلك بسبب اصطدام جزء من قاع المحيط بأخر من قاع القارات، وهو ما يتسبب في ارتطام هائل ينتج عنه شقوق عميقة في قشرة الأرض، فتنطلق الغازات والمعادن المنصهرة من عمق يتراوح بين 30 كم – 60 كم في معظم الحالات إلى سطح الأرض. وهذا هو سبب حدوث البراكين.

اقرأ أيضًا: لماذا من الضروري استخدام مصادر الطاقة المتجددة؟

عدد البراكين في العالم

يبلغ عدد البراكين في العالم أكثر من 500 بركان تنتشر في جميع أنحاء العالم، وتكون في حالة نشاط وثورة دائمة يتخللها فترات من الهدوء النسبي. بينما في أعماق البحار فتحتوي على حوالي ثمانين بركاناً نشطاً. ومما تجدر الإشارة إليه أن جزر هاواي التي تعد إحدى الولايات الأمريكية قد تكونت بفعل البراكين الموجودة تحت سطح البحر. وكذلك جزر الأزور التسع الموجودة في المحيط الأطلنطي.

اقرأ أيضًا: قوس قزح: حقائق مذهلة وغريبة ربما لا تعرفها

أهمية البراكين

يتخيل الكثير أن البراكين ما هي إلا كوارث تحل بالبيئة، لكن هذا الأمر ليس صحيحاً فمن أسباب حدوث البراكين أنها تلعب دوراً هاماً في حياة الإنسان. حيث يعيش حولها أكثر من 550 مليون شخص. كما ساهمت في نشأة معظم جزر الفلبين، وجذبت الكثيرين للحياة على مقربة منها. فبركان “سترومبولي” الواقع بين سواحل إيطاليا وجزيرة صقلية بالبحر الأبيض المتوسط على الرغم من أن حممه تندفع بمعدل يتراوح بين 15 – 45 دقيقة منذ أكثر من مليون سنة إلا أن سكان الجزر القريبة منه لم يفكروا في الابتعاد عنه.

أما بركان “إتنا” الذي يعد من أكبر البراكين في أوروبا فقد زرع السكان سطح جبله البركاني القريب منه. فتربته تشكل أخصب الأراضي الزراعية في العالم. ونجح الفلاحون بفضل الحرارة الكامنة بالتربة في زراعة المحاصيل ثلاث دورات في العام بدلاً من واحدة. وكذلك تربة براكين “سومطرة”.

ثقوب تهوية

تعد هذه القوى الطبيعية أشبه بثقوب التهوية التي تساعد الأرض على الاحتفاظ بهيئتها. فهي تساعد باطن الأرض على التخلص من الزيادة في الحرارة والمعادن المنصهرة، والتي يمكن أن تؤدي في غيابها إلى انفجار يدمر الأرض وما عليها. والبراكين الموجودة على كوكب الأرض وكواكب المجموعة الشمسية – مثل كوكب المريخ – متشابهة تماماً نتيجة للتشابه في تكوينها ومكوناتها. ولذلك فدراسة هذه القوى الموجودة على سطح كوكبنا تمنح العلماء فرصة لمعرفة أسرار الكون وبالتحديد المجموعة الشمسية.

حدوث البراكين يساعد على ضبط المناخ

توجد سلسلة من البراكين الثائرة تحت مياه المحيطين الأطلسي والهادئ. وهو ما يعمل على رفع درجة حرارة المياه، ودفع تياراتها الدافئة لضبط المناخ والعمل على توفير أفضل الظروف الجوية وأنسب الظروف الملائمة للأسماك والحيوانات المائية.

تحسين خواص التربة

خلال ثورتها تدفع كميات هائلة من الرماد فتحمله الرياح ليسقط على مسافات بعيدة تصل في بعض الحالات إلى مئات الكيلو مترات. وهو ما يحسن خواص التربة بما يحتويه من أملاح وفلزات نادرة يحتاج إليها النبات للنمو على الوجه الأكمل. كما أن التربة التي يغطيها الرماد البركاني تصير مثل الاسفنج المتماسك، مما يجعلها قادرة على امتصاص الماء والاحتفاظ به بسبب مساميتها العالية فتنتج المحاصيل الوفير العالية القيمة.

أهمية البراكين في الكشف عن مناجم النحاس

وعلى مقربة من براكين جزر المحيط الهادئ تكثر ينابيع المياه الحارة التي تحتوي على أملاح الحديد والنحاس الذائبة. وهو ما ساهم في إقامة مناجم النحاس الذي يحتاجه الإنسان. بينما نجحت دول أخرى في استغلال الأبخرة المتصاعدة من فوهات البراكين في التدفئة. ولجأت بلاد متقدمة لتوليد الطاقة الكهربائية منها.

حدوث البراكين يعمل على خفض درجة الحرارة

ارتبطت التغيرات المناخية والاحتباس الحراري على سطح الأرض بتغيرات الأنشطة البركانية. فالبراكين تبث في كل ألف عام مقداراً ثابتاً تقريباً من غاز ثاني أكسيد الكربون ليوفر قدراً من الدفء في جو الأرض. بينما في المقابل تعمل على انتشار السحب التي تحجب جزءً من أشعة الشمس. وهو ما يسهم في خفض درجة الحرارة. وهكذا تتفاعل العديد من العوامل لضبط الظروف الجوية تحت تأثير قوى فيزيائية مختلفة بحيث تستمر الظروف المناخية المثالية على وجه الأرض.

اقرأ أيضًا: الألوان في الطبيعة: هل تحمي الإنسان من الأمراض؟

إن كل ما نراه في الطبيعة والكون يمثل مظهراً من مظاهر إبداع الخالق حتى وإن بدا على عكس ما نتصور. والبراكين خير مثال على ذلك. إلا أننا إذا أمعنا النظر سنجد أن كل شيء يسير بدقة متناهية ويقوم بدور محدد.


المراجع:

  • صور من الكون – زين العابدين متولي.
  • العلم في دنيانا – ويليام سي فيرجار – ترجمة د. سيد رمضان هداره.
  • تغير المناخ ومستقبل الأرض – محمد احمد الشهاوي.

اترك تعليقاً