ماذا تفعل إذا كان طفلك لا يريد الدراسة؟

You are currently viewing ماذا تفعل إذا كان طفلك لا يريد الدراسة؟
مشكلة عدم رغبة الطفل في الدراسة

يصيب العديد من الآباء القلق والارتباك عندما لا يرغب الطفل في الدراسة، وهذا الأمر أحد أكثر المخاوف شيوعاً، ففي بعض الأحيان يُظهر الأطفال الإحباط، وحتى الرفض تجاه الفصول الدراسية أو الدراسة بشكل عام. وسرعان ما يتحول هذا الرفض إلى تجربة مريرة من الفشل الدراسي وتشتعل الصراعات بين الآباء والأبناء وخاصة إذا كان أحدهم في مرحلة المراهقة. والحقيقة هي أن رفض الدراسة مشكلة متكررة تنبع من أسباب مختلفة، ولذلك فإن فهم أسباب هذه المشكلة هي الخطوة الأولى الأساسية قبل اتخاذ أي إجراء. سنتحدث في هذا المقال عن الأسباب المحتملة لعدم رغبة الطفل في الدراسة، ثم نقدم بعض الإرشادات العامة التي يمكن أن تساعدهم وتزيد من فرصة نجاحهم الدراسي.

أسباب رفض الدراسة

أسباب رفض الطفل للدراسة
أهم أسباب رفض الطفل للدراسة

إن فقدان الدافع للدراسة مشكلة متكررة بين الأطفال والمراهقين، وتتمثل هذه المشكلة في رفض الذهاب إلى المدرسة ورفض أداء الواجبات المدرسية وصولاً إلى الفشل في اجتياز الامتحانات. يحاول العديد من الآباء حل هذه المشكلة بطرق مختلفة وعندما تفشل جميع الحلول يشعرون بالألم والضياع، ولا يعرفون كيفية التصرف مع الأطفال.

هناك اعتقاد خاطئ بأن هذه المشكلة تقتصر على كسل الأطفال أو رغبتهم في تحدي الوالدين أو يفعلون ذلك لمجرد العناد. لكن كل هذا مجرد فهم سطحي لأسباب المشكلة، لذا يجب على المرء أن يستكشف ما هو أبعد من السطحية لفهم ما يحدث بشكل كامل. تشير العديد من دراسات علم النفس إلى عدد من الأسباب المختلفة لعدم رغبة الطفل في الدراسة وهي:

  1. أسلوب التدريس القديم

    نعيش في عصر السرعة والتكنولوجيا، وقد تغيرت تقنيات التعليم وأساليبه لتناسب هذا العصر. وليحصل الطفل على أكبر استفادة من المواد العلمية التي تقدم له أصبح التعليم ديناميكياً وممتعاً ومتصلاً بواقع الطلاب. لكن مع ذلك يصر العديد من المعلمين على اتباع الأسلوب القديم في التدريس، ويحاولون نقل معارفهم في شكل خطب، مما يؤدي إلى فقدان الأطفال رغبتهم في التعلم، فليس هناك شيء مثير للاهتمام أو مفيد بالنسبة لهم.

  2. الخوف من الفشل

    يرفض الكثير من الطلاب الدراسة في كثير من الأحيان لأنهم لا يشعرون بمقدرتهم على تحقيق نتائج جيدة، وهذا أمر شائع عندما تكون هناك صعوبة في التعلم تؤدي إلى تعقيد فهم المنهج الدراسي. فعندما يدرك الأطفال أن شيء ما صعب للغاية أو من المستحيل تحقيقه تضيع الرغبة في بذل الجهد فيه. وهذه إحدى مشكلات أساليب التعليم القديمة كما أشرنا من قبل.

  3. التعرض للتنمر

    يعد التعرض للتنمر من المشكلات الشائعة في كثير من المدارس، ويؤثر على ذهنية الطفل وحياته الصحية. فالأطفال الذين يقعون ضحايا التنمر يصابون بالإحباط ويفقدون الرغبة في الذهاب إلى المدرسة، بل ويرفضون الدراسة بشكل عام. وقد يؤدي تعرض الطفل للتنمر إلى ضعف القدرة على التركيز والمشاركة في الدراسة بشكل طبيعي. لذا يجب على الآباء الانتباه لهذا الأمر جيداً.

  4. الأسلوب الخاطئ للآباء

    دور الوالدين مهم للغاية عندما يظهر الإحباط والفشل المدرسي على الطفل. ففي كثير من الأحيان تتبنى الأسرة دوراً غير مناسب يمنع الطالب من اكتساب عادة الدراسة ويفقده الرغبة في التعلم. يحدث هذا الأمر في المنازل المتساهلة جداً مع الأطفال، حيث لا توجد قواعد أو حدود أو نظام واضح. كما أن البيئات الاستبدادية المفرطة ضارة أيضاً، لأنها غالباً ما تأتي بعكس النتيجة المرجوة من خلال وضع توقعات غير واقعية تعزز الإحباط والتردد.

اقرأ أيضًا: خطورة مواقع التواصل الاجتماعي على مستقبل الأبناء

إرشادات لتحفيز الطفل على الدراسة

علاج مشكلة رفض الطفل للدراسة
كيفية التعامل مع الطفل الذي يرفض الدراسة

بعد أن فهمنا المواقف والأسباب المحتملة لهذه المشكلة نقدم بعض الإرشادات المفيدة لتعزيز وتحفيز الطفل للاهتمام بالدراسة.

الدافع الجوهري

يفقد الكثير من الطلاب رغبتهم في الدراسة، لأنهم لا يجدون دافعهم الخاص الذي يدفعهم إلى تخصيص الوقت لها. وهذا يقودهم إلى محاولة الوصول إلى الحد الأدنى للنجاح، وهو بالتأكيد غير كافٍ لكثير من الآباء. باختصار يدرس الأطفال لتجنب العواقب السلبية بدلاً من محاولة تحقيق شيء إيجابي. لذا من الضروري تغيير منظورهم في هذا الجانب، وهي مهمة الآباء. فمن الضروري الحديث معهم ومساعدتهم على العثور على الدافع. إن جعل الطفل يرى أن الدراسة هي وسيلة لتحقيق شيء ما في المستقبل أو أن ما يتعلمه يمكن أن يساعده في الحياة هو خطوة أولى جيدة.

لتعزيز هذا الدافع، من المهم مساعدة الطفل أو المراهق في العثور على ما يحبه، وما يجيده، وربطه بالتعليم الدراسي. قد يكون من المفيد أيضاً إجراء توازن في القرار ومراجعة إيجابيات وسلبيات الدراسة، والتحدث عن عدم الرغبة في الدراسة. سيسمح لك هذا بالتحقق من صحة الجزء الذي لا يحفزه، ويساعدك في العثور على الدوافع التي تجعله يميل للدراسة.

البيئة الدراسية الجيدة

المساحة التي يدرس فيها الطفل لها أهمية كبيرة. ومن المهم أن يكون لدى الطفل أو المراهق ركن تتوفر فيه الظروف الملائمة للدراسة. وهذا يعني وجود طاولة وإضاءة جيدة وأجواء مريحة بعيداً عن الضوضاء والمشتتات. وبطبيعة الحال، يتطلب الأمر أيضاً توفر جميع المواد اللازمة وإبعاد الهواتف المحمولة بالإضافة إلى عوامل التشتيت الأخرى.

التخطيط

يعد التخطيط حليفاً ممتازاً لكي تزرع بداخله عادة الدراسة. لذا من المهم مساعدة الطفل أو المراهق في عمل جدول تضع فيه الساعات المخصصة لكل نشاط في اليوم بصورة محددة، بما في ذلك أداء الواجبات المنزلية والدراسة، وأوقات اللهو واللعب والطعام، والرياضة وغيرها. وكما سيساعد هذا الجدول الطفل في تنظيم أوقات يومه فسوف يفيدك كذلك في معرفة مواعيد كل نشاط يفعله الطفل، وستتجنب بذلك الخلافات التي تنتهي دائماً باتخاذ قرار عدم الدراسة أو المماطلة والتسويق. ومن الناحية المثالية، يجب على الوالدين والطفل القيام بهذا الجدول الزمني معاً، وليس مجرد فرضه، وإشراك الطفل في ذلك، والتشاور معه. يساعد ذلك على ضمان الالتزام بالخطة المذكورة من جانبه.

التشجيع والتقدير

من الضروري على الآباء تقدير الإنجازات التي يقوم بها الطفل، فمن الأخطاء الشائعة عند الكثير اقتصار مكافأة الطفل بعد الوصول إلى النتيجة المنشودة، دون النظر إلى أهمية المراحل التي أدت إلى هذه النتيجة. بمعنى ضرورة التركيز على عملية الدراسة نفسها وتقديم الملاحظات، وتشجيعه في كل مرحلة ومكافأته حتى يكون الدافع أكبر لدى الطفل. فعندما يتلقى الطالب التشجيع والتقدير على طول الطريق فذلك يشجعه على المضي قدماً. لكن إذا تمت مكافأته فقط عندما يحصل على درجات جيدة، فسوف يشعر بالإحباط وقلة الرغبة في مواصلة الدراسة، لأن الكثير من مجهودك غير مرئي.

تعلّم المهارات الدراسية

جانب آخر مهم يتعلق بتعليم الطفل مهارات الدراسة. فكثير من الطلاب لا يعرفون كيفية الدراسة ويشعرون بالإرهاق من كثرة المواد والموضوعات. ولذلك، فإن من المستحسن تخفيف العبء عن طريق تعليمهم بعض التكتيكات والمهارات الدراسية مثل وضع الخطوط العريضة لكل مادة أو موضوع، والتلخيص، والتسطير، واستخدام فن الاستذكار، وما إلى ذلك. هذا الأمر يقلل عبء الدراسة عنهم، ويشجعهم على الاستمرار دون إحباط أو فقدان الشغف.

التركيز على أهداف صغيرة

عندما يشعر الطالب بنقص كبير في الحافز، فإن تحديد أهداف كبيرة يؤدي إلى نتائج عكسية. لكن تصبح عملية الدراسة أسهل عندما تحدد أهدافاً صغيرة قابلة للتحقيق. إن تقسيم المهام يسمح أيضاً بالحفاظ على الدافع وتحسين الشعور بالكفاءة الذاتية، حيث سيدرك الطالب أنه قادر على تحقيق الأشياء. فلا تطلب منه أن ينجز مهمة دروساً عديدة في وقت واحد، وساعده في التركيز على بعض الدروس الصغيرة إذا كان يفقد الشغف في الدراسة.

الحفاظ على فترات الراحة

لكي يعرف الطالب كيف يدرس بصورة صحيحة، من الضروري أن يعرف متى يستريح. فلا يمكن إجبار الأطفال على المذاكرة والدراسة طوال اليوم، وهذا خطأ شائع يرتكبه العديد من أولياء الأمور. فهم ينظرون إلى الوقت الذي يدرس فيه الطفل أكثر من الكيفية التي يدرس بها. ويرون أنه بهذه الطريقة سيحقق النتائج المرجوة. لذا نجدهم يدعون دائماً أطفالهم كلما شرعوا في الراحة أو اللهو إلى تكريس هذا الوقت للمذاكرة. من الضروري معرفة أن فترات الراحة والاستمتاع ببعض الأنشطة أمر مهم جداً بالنسبة للأطفال فهو يساعدهم على تجديد النشاط، ولا يفقدهم الرغبة في الدراسة. لذا من المهم تنظيم الوقت معهم مع الأخذ بعين الاعتبار فترات الراحة وألا تكون طويلة جداً، لأنها تشجع على عدم التركيز.

العادات الصحية

لن تجدي الدراسة لساعات طويلة طالما لا يساعد الآباء أطفالهم على القيام بالعادات الصحية، وتتمثل هذه العادات في النوم الجيد وعدم إساءة استخدام التكنولوجيا، وتناول نظاماً غذائياً صحياً وجيداً، وممارسة التمارين البدنية، وغيرها. إن أسلوب الحياة الصحي للطفل يؤثر تأثيراً عظيماً على صحته النفسية والجسدية. لذا يجب على أولياء الأمور الاهتمام بهذا الجانب جيداً.

الدعم النفسي

يشعر الكثير من أولياء الأمور بالإحباط عند رفض الطفل للدراسة، ويفشل في تحصيل التعليم، مما يدفعهم إلى التصرف بغضب تجاهه. ولا يعني وضع حدود ونظام أنه ليس من المهم بنفس القدر تقديم المودة والتواصل مع الطفل. لذا يُنصح الآباء أن يظلوا هادئين دون فقدان الحزم. فالصراخ وإلقاء المحاضرات والعقاب ليس عادة فعالاً على المدى المتوسط ​​والطويل.

عندما لا يشعر الطالب بالتحفيز، يجب عليك دائماً الحفاظ على التواصل السلس معه ومحاولة فهم ما يفشل فيه، وكيف يمكنك مساعدته. وبطبيعة الحال، فإن حقيقة الأداء الضعيف لا تبرر المعاملة المهينة أو سحب المودة. ويجب عليك معرفة أن تلك اللحظات التي يفشلون فيها هي أكثر اللحظات التي يحتاج فيها الأطفال والمراهقون بشدة إلى دعم والديهم. إن نقل إليه فكرة أنه بذل جهداً، ولديه القدرة على تحقيق هدف أعلى في المرة القادمة يجعله يرى أنك تضع ثقتك فيه، وسوف يحاول أن يثبت هذه الثقة، كما إنه أمر حاسم بنفس القدر في تعزيز احترامه لذاته.

اقرأ أيضًا: كيف تجذب الأطفال إلى عالم القراءة المذهل؟

كانت هذه بعض المفاتيح التي تساعدك عند رفض الطفل للدراسة. وبمجرد تحليل المشكلة كما فعلنا نجد أن من المفيد مساعدة الطالب في العثور على دافع جوهري يسمح له بالعثور على أسباب حقيقية للدراسة تتجاوز ما يفرضه الكبار.

اترك تعليقاً