نمط الحياة الصحي: أسرار العيش بصحة وسعادة
نأمل جميعاً في أن يكون لدينا نمط حياة صحي ومثالي، فمثل هذا النمط من الحياة يساعدنا على التقدم في العمر بكرامة وبصحة نفسية وجسدية رائعة دون منغصات. في السطور التالية نقدم لك بعض التوصيات لحياة صحية وهي تغييرات صغيرة في روتينك اليومي يمكنها أن تؤثر بصورة كبيرة على تحسين صحتك الجسدية والنفسية.
أدخل المزيد من الألوان في نظامك الغذائي
إن من أهم العادات الصحية التي يجب الانتباه لها هي تناول الطعام الصحي. وعندما نتحدث عن الألوان في طعامك، فلا نقصد بكل تأكيد أن تتناول أكياساً صفراء مثل الشيبسي أو الشيتوس التي تحمل بداخلها العديد من الألوان الصناعية المكتسبة، ولا زجاجات الكوكاكولا بألوانها الزاهية. بل نقصد بإدخال الألوان إلى طعامك اليومي أن تتناول المزيد من الفواكه والخضروات. تلك الأطعمة النباتية التي تحتوي على مضادات الأكسدة ومضادات الالتهابات. فإذا لم تكن معتاداً على ذلك عليك أن تبدأ في تناول بعض الخضروات أثناء طعامك، ويمكنك التحلية بعد ذلك ببعض الفاكهة.
إن التغذية الصحية والكافية هي من أهم العادات اللازمة لنمط الحياة الصحي. بينما تؤدي التغذية السليمة إلى تعديل المزاج وزيادة النشاط البدني والعقلي. ومع استمرارها ستلاحظ انخفاضاً كبيراً في معدل الإصابة بالأمراض. ويشتمل النظام الغذائي على الخضراوات ذات الأوراق الخضراء وبعض البقوليات واللحوم والدهون الصحية والكربوهيدرات الغنية بالألياف. لكن عليك ملاحظة أمر هام ألا وهو التحكم في الكمية التي تتناولها للحفاظ على الصحة والوزن.
اشرب الكثير من الماء
لنبدأ بذكر أعراض الجفاف. بالتأكيد لم تكن تعلم أن الشعور بالتعب أو الضعف أو التهيج أو الصداع يمكن أن يكون بسبب نقص الماء في جسمك. إن الماء مثل الغذاء هو وقود لجسمنا، وكمية الماء في أجسامنا ضرورية للتشغيل السليم لخلايا وأنسجة وأعضاء الجسم.
بعض الناس لا يفكرون في أهمية شرب الماء حتى يقوموا ببعض النشاط البدني القوي أو في الأيام الحارة؛ وفي بعض الحالات حسب أنماط الحياة الصحية يفضلون تناول المشروبات الأخرى التي تحل محل السائل الحيوي. على الرغم من أن المشروبات الغازية والخمور منتجات سائلة، إلا أنها ليست مناسبة تماماً للحفاظ على الصحة. لذلك فإن شرب الماء عادة للناس الذين يتبعون نمط حياة صحي.
يوصي الأطباء بشرب ما يصل إلى ثمانية أكواب من الماء يومياً. لذا من الضروري أن يكون شرب الماء بكثرة عادة يومية في حياتك من أجل نمط حياة صحي. ويمكنك ملاحظة الفرق إذا ذهبت إلى الحمام كل ساعتين أو أربع ساعات من خلال مراقبة لون البول الفاتح.
هناك عادة أخرى تتعلق بالماء والحياة الصحية هي الحفاظ على النظافة الشخصية. وعلى وجه التحديد عادة تنظيف أسنانك بالفرشاة والعناية بصحة فمك بشكل عام، حيث تشير بعض الدراسات إلى أن البكتيريا التي تنتج ترسبات الأسنان تدخل مجرى الدم ويمكن أن تسبب أمراض القلب.
حرّك جسمك
الكسل هو أبو الشرور جميعها، والعكس صحيح فإن في الحركة بركة كما يقول المثل الشائع. ويشتمل تحريك الجسم على القيام بالأنشطة العضلية وما أكثرها. على سبيل المثال المشي بصورة دورية، وممارسة التمرينات الرياضية، وكذلك الرقص. نعم، الرقص كما قرأت مشمول أيضاً. إن أي نشاط يتضمن الحركة يصلح لهدف نمط الحياة الصحي والبقاء بصحة جيدة إذا تم القيام به بانتظام. هذه الحركة المستمرة والدؤوبة يمكنها أن تساهم في تقوية عضلاتك وعظامك. لست مضطراً لأن تكون متسلقاً للجبال أو متزلجاً، يتفق الأطباء على أن 30 دقيقة من النشاط البدني يومياً كافية للحفاظ على صحة الجسم.
الحقيقة هي أنه لا يوجد عذر لتجنب التمرين الرياضية، لأنه حتى أثناء الجلوس على المكتب يمكننا القيام ببعض الحركات أو المشي بسرعة إلى محطة حافلات بعيدة. ويمكنك كذلك البحث عن أنشطة رياضية جماعية أو المشاركة في أنشطة ترفيهية مع أطفالك.
يؤكد الأطباء أن التمارين المنتظمة هي ينبوع الشباب الأبدي ويكفي ملاحظتها لدى بعض المعارف الذين لديهم هذه العادة في نمط حياتهم، فهم نشيطون وأقوياء، ويسيطرون على وزنهم، ونادراً ما يشتكون من آلام في عظامهم أو مفاصلهم. بينما تؤكد العديد من الأبحاث أن التمرينات الرياضية تساعد أيضاً في تقليل مخاطر الإصابة بالسكري ومشاكل القلب والسكتات الدماغية.
نم كطفل
لا نقصد بكل تأكيد أن تنام ثمانية عشر ساعة يومياً كما يفعل المولود الجديد، ولكن نقصد أن تنام مثل الطفل الذي جاء لتوه من اللعب في الحديقة، حيث نجده ينام نوماً عميقاً ومريحاً. إن للنوم وظيفة مهمة جداً للحفاظ على استقرار الجسم والعقل، لدرجة أن الحرمان منه يمكن أن يجعلنا نفقد السيطرة على الدماغ. ومن المؤكد أنك شعرت بتأثر الأرق في اليوم التالي. فتجد نفسك تشعر بالتعب والضيق وقلة التركيز والنسيان.
ومن أجل نمط حياة صحي من الضروري أن تنام لعدد ساعات يتراوح بين ست إلى تسع ساعات في اليوم. أما إذا كنت تواجه مشكلة في النوم في هذه الفترة الزمنية، فأنت بحاجة إلى معالجة هذه المشكلة والتفكير في كيفية التمتع بحياة صحية. وفي مثل هذه الحالات من المفيد قراءة كتاب أو الاستماع إلى الموسيقى الهادئة أو التأمل. كما أن عليك الحد من استخدام الأجهزة الإلكترونية والتلفاز حتى وقت معين من الليل.
تكمن أهمية النوم في قيام الدماغ أثناء النوم بعملية تنظيف النفايات من عمل اليوم، واستعادة وظائف الجسم الطبيعية، واستعادة نشاط الجهاز العصبي. لكن يحتاج كل شخص وقتاً معيناً ومختلفاً لإنجاز هذا الإصلاح، لذا نجد أن ست ساعات كافية للبعض، ولكن لا تكف للبعض الآخر. وتشير الأبحاث العلمية إلى أن الراحة الجيدة تقوي مناعة الجسم، وتنظم الوزن الصحي، وتزيد من الخصوبة وتحسن الصحة العقلية.
حافظ على صحتك العقلية
من الواضح أن كل هذه العادات الخارجية تؤثر على صحتنا الجسدية، ولكنها تؤثر بنفس القدر في صحتنا العقلية. وفي الواقع، تعتمد الصحة النفسية بشكل كبير على الصحة البدنية والعكس صحيح. بينما يعرف الأشخاص من ذوي العادات الصحية هذا الأمر، كما يعرفون ما هي الحياة الصحية ويختارون حياة استباقية للبقاء مرنين عقلياً.
إن الشخص السليم الذي يدافع عن صحته العقلية، يحتفظ بالوقت للقيام بالأشياء التي يحبها. فهذا يساعده في إيجاد المعنى والهدف في الحياة. ويجعله يشعر بالأهمية، ويعيش في اختبار دائم لنفسه. ويتحدى نفسه لتجارب جديدة أو تعلم مهارات جديدة تثريه؛ ربما لغة جديدة، أو اكتشاف مكان جديد، أو تجربة وصفة جديدة.
ليس من الضروري ممارسة ألف هواية لتشعر بالرضا عن نفسك. يكفي أن تبدأ نشاطاً واحداً في الأسبوع خارج منطقة الراحة الخاصة بك. فبدلاً من مشاهدة التلفاز، حاول أن تتعلم العزف على آلة موسيقية، أو يمكنك أخذ دروساً في الدفاع عن النفس. وبهذه الطريقة تتضمن أنك لن تتخلص فقط من التوتر الناتج عن مسؤوليات الحياة العصرية، ولكنك ستشعر أيضاً برضا كبير عن حياتك.
عزز علاقاتك الاجتماعية
ربما من أهم العادات التي يمكنها أن تضمن نمط حياة صحي للأفراد هي تنمية العلاقات الشخصية والاجتماعية. حيث أثبتت العديد من الأبحاث أن العلاقات الاجتماعية القوية مع الأصدقاء أو العائلة أو المجتمع تضمن الصحة الجسدية والعاطفية والعقلية. كما تمنع هذه العلاقات الكثير من المشاعر السلبية مثل الوحدة والعزلة والتي تؤدي بدورها إلى الاكتئاب وخطر الإصابة بالاضطرابات النفسية.
ومن هذا المنطلق يجب ألا تقلل من أهمية الجهد الواعي لتوسيع دائرتك الاجتماعية وتقويتها من بين عادات نمط حياتك الصحية. والطريقة الجيدة للقيام بذلك هي من خلال المشاركة في الأنشطة المجتمعية أو الخيرية التي توفر جودة حياة للآخرين.
في الختام لا يسعنا سوى القول بأن هذه التوصيات الخاصة بالحفاظ على نمط حياة صحي ومثالي نعرفها جيداً، ولكن بكل أسف لا نطبقها في حياتنا اليومية. ولذلك كان من الضروري أن نذكر الجميع بها حتى يمكنهم دمج هذه العادات ضمن روتينهم اليومي المشوش للحصول على حياة مثالية.