خطورة مواقع التواصل الاجتماعي على مستقبل الأبناء

You are currently viewing خطورة مواقع التواصل الاجتماعي على مستقبل الأبناء
أضرار الشبكات الاجتماعية على الأطفال والمراهقين

تزايدت مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير في عصرنا الحالي، ومعها زادت حدة المخاطر التي يتعرض لها الأطفال والمراهقون على حد سواء. فالافتقار إلى الأمان على الشبكة العنكبوتية يعرضهم للعديد من المخاطر، مثل التنمر، وتدني احترام الذات وغيرها. في السطور التالية نتعرف على مخاطر مواقع التواصل الاجتماعي على الأطفال والمراهقين حتى نكون على وعي تام بها، ونستطيع الحد منها لحماية أبناءنا.

تبدأ مخاطر مواقع التواصل الاجتماعي منذ اللحظة التي يصل فيها الطفل إلى الإنترنت دون الإشراف المناسب من الأبوين. وعلى الرغم من أن جميع الشبكات الاجتماعية تقريباً لديها حد أدني للعمر، وهو 14 عاماً، إلا أن هذا لا يمنع وجود العديد من المخاطر التي تؤثر على الصحة الجسدية والعقلية والنفسية والتي تتزايد بشكل خطير.

تدني احترام الذات

هذه المشكلة هي واحدة من أهم مخاطر مواقع التواصل الاجتماعي، ولا تتعلق بالأطفال فحسب، بل تشمل كذلك المراهقين. وذلك نظراً لأن هذه الأعمار الصغيرة ينبغي أن يكون تفاعلهم مع الأفراد الآخرين في الواقع الحقيقي، فهو جزء لا يتجزأ من نمو وتطور شخصياتهم. كما إنه ضروري من أجل أن يصبحوا شخصيات بالغة لديها تطلعات وأفكار إيجابية لبناء مستقبل ناجح.

وقد دفعت الشبكات الاجتماعية الأطفال والمراهقين إلى إيلاء المزيد من الاهتمام لما يعتقده الناس عنهم بسبب المحتوى الذي ينشرونه أكثر مما هم عليه بالفعل في جوهرهم. فهذه ليست علاقات ناجحة بأي حال من الأحوال. ولا يمكن أن تظهر مواقع التواصل الاجتماعي حقيقة الشخص. فالكل يحاول أن يتجمل – لا أقول يكذب – وإن كان الخداع والكذب والنفاق هم العملات الرائحة على هذه المواقع.

يركز الأطفال والمراهقون في مواقع التواصل الاجتماعي على خلق حياة زائفة قائمة على الإعجابات والمشاركات، ومدى انتشار المحتوى الذي يعرضوه. كل هذا من أجل أن يكون محبوباً داخل المجتمعات الرقمية. لكن ما ينطوي عليه هذا الأمر على المدى الطويل هو تدني احترام الذات لدى المراهقين عندما يواجهون الواقع الحقيقي. ففي تلك اللحظة سيكون كل شيء مختلفاً، ولن يشعروا بالأمان كما كان الحال على صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي.

اقرأ أيضًا: كيف تتخلص من الشعور بعدم الأمان مرة واحدة وإلى الأبد

سرقة الهوية

مخاطر مواقع التواصل الاجتماعي على الأطفال والمراهقين
الجرائم الإلكترونية من أخطار مواقع التواصل الاجتماعي

إنه أحد المخاطر الأخرى في الشبكات الاجتماعية، وهو أيضاً خطر على البالغين. ويحدث ذلك عندما يسرق شخص غريب حساب شخص ما على إحدى المنصات الرقمية، ويتظاهر بأنه ذلك الشخص. حسابات الشباب هي الأكثر عرضة للخطر، لأنهم ربما لا يعرفون كيفية رفع مستويات الأمان في ملفهم الشخصي لتجنب هذا النوع من المشاكل.

عندما يقوم شخص ما باختراق حساب شخص آخر، فغالباً ما يمثل ذلك خطراً على الشباب، لأن المتسلل يمكنه استخدام محتواه لهدم الصورة التي صنعها ذلك الشخص عن طريق كتابة محتوى مشين على سبيل المثال. هذا بالإضافة إلى وصوله إلى البيانات الشخصية المرتبطة بالحساب والتي يمكن استغلالها أسوأ استغلال.

مثال على إساءة استخدام الشبكات الاجتماعية، عندما تحدث حالة انتحال شخصية على الفيس بوك. حيث يمكن للشخص الذي يقوم بذلك استخدام صور القاصر لغرض خبيث، وإنشاء محتوى يضر بالمراهق. أحد أسباب إساءة استخدام الشبكات الاجتماعية التي تتسبب في سرقة الهوية هو عدم الانتباه إلى المحتوى الذي يرونه أو يتعاملون معه على شبكة الويب.

اقرأ أيضًا: 10 مفاتيح للحد من ضعف التركيز في العمل والدراسة

التنمر الإلكتروني

صورة أخرى من مخاطر مشاركة المعلومات التي أصبحت أكثر شيوعاً في السنوات الأخيرة، ورفعت مستوى المضايقات التي يمكن أن يتعرض لها الشخص. فعلى الرغم من النوايا الحسنة التي تتمتع بها المنصات الرقمية والفوائد التي تقدمها، فقد أدت الشبكات الاجتماعية إلى إبراز الجوانب الأكثر ظلامية لمن هم على الجانب الآخر من الشاشة.

تعتبر المضايقات عبر الإنترنت خطيرة للغاية لدرجة أن العديد من البلدان قد أنشأت بالفعل لجان وفرق شرطة حصرية لمثل هذه الأنواع من الجرائم الإلكترونية. ولعل من أهم هذه الجرائم التنمر على الأطفال، وتلقي التهديدات من مستخدمين آخرين على الشبكة، مما يتسبب في أضرار نفسية للطفل.

كما إنه في كثير من الأحيان، يتم نقل التنمر الافتراضي إلى الواقع، ويحدث ذلك عندما يكون الأطفال في نفس المدرسة. وهناك العديد من الأفلام الوثائقية على منصات البث تعرض حالات واقعية لأشخاص انتحروا بسبب التنمر عبر الإنترنت.

اقرأ أيضًا: أفضل التوصيات للمحافظة على نمط حياة صحي ومثالي

الانتحار عند الأطفال والمراهقين

مخاطر مواقع التواصل الاجتماعي على الأطفال والمراهقين
التنمر الإلكتروني من مخاطر مواقع التواصل الاجتماعي

يعد الانتحار من أكثر المخاطر الاجتماعية انتشاراً على الإنترنت بسبب إساءة استخدام الشبكات الاجتماعية. حيث تؤدي زيادة التنمر عبر الإنترنت والتسلط عبر الإنترنت إلى شعور الشباب بالوحدة والوقوع في الاكتئاب الذي ينتهي بالانتحار. بينما نقص التنظيم والإشراف على المحتوى الذي يراه الأطفال والمراهقون ويجدونهم على الشبكات الاجتماعية أحد الأسباب الرئيسية لذلك.

يمكن أن يكون الفشل في اكتشاف التنمر الإلكتروني مبكراً ضاراً بحياة الطفل. ومن بين أخطر الشبكات الاجتماعية Twitter و Facebook و Instagram، وهي الشبكات التي يسهل على القاصرين الوصول إليها، فضلاً عن التعرض والتفاعل مع المستخدمين الآخرين.


استمالة الأطفال

يشير هذا المصطلح إلى إقامة شخص بالغ علاقة صداقة عاطفية مع الطفل داخل الشبكات الاجتماعية، من أجل استمالته في النهاية لاعتداء جنسي. وهناك العديد من الطرق الملتوية التي يستخدمها البعض في استمالة الأطفال لكسب ثقتهم والحصول منهم على لقاءات سرية. هذا الأمر أحد أشهر مخاطر مواقع التواصل الاجتماعي، وغالباً ما ينتحل المجرمون هويات مزيفة لجذب ضحاياهم لتنفيذ الاعتداء.

على سبيل المثال، يمكن أن يطلب البعض محتوى فاضح من الأطفال والمراهقين ورفعه على الشبكة. وبعد الحصول عليه يشرعون في التهديد بنشره حتى يستمروا في إرسال صور أو مقاطع فيديو. في هذه الحالات، يجب أن ينتبه الآباء للتغيرات العاطفية لأطفالهم، وأن يكونوا منتبهين للساعات التي يقضونها محبوسين في غرفهم.

أما في أسوأ الحالات، يقرر الضحايا مقابلة الشخص المجهول، وعند وصولهم إلى المكان وإدراكهم أنها خدعة، ينتهي بهم الأمر بالاغتصاب أو الاختطاف من قبل الجماعات الإجرامية المتورطة عموماً في الاتجار بالبشر.

اقرأ أيضًا: اختراعات شكلت علامة فارقة في تاريخ البشرية

التضليل

المراهقون قادرون على تصديق كل ما يقرؤونه على الإنترنت. ولا يبحثون عن مصادر موثوقة تصادق على المحتوى. يكمن خطر الأخبار الكاذبة عند المراهقين في أنها تشوه واقعهم، وتجعلهم يؤمنون بمواقف وأحداث وقصص مزيفة بعيدة كل البعد عن الحقيقة. بل والأسوأ من ذلك أنهم يصبحون شركاء في نشر هذه الأخبار الكاذبة ومشاركتها على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي. مما يصنع بيئة مزيفة لا تستند على الحقائق الموضوعية.


العزلة الاجتماعية

يدمن الأطفال والمراهقون الشبكات الاجتماعية بشكل سريع جداً. ومن ثم يصبحوا غير اجتماعيين، ويتوقفوا عن الاستمتاع بوقت ممتع مع العائلة والأصدقاء، كما نجدهم ينظرون في شاشات هواتفهم الذكية طوال الوقت، وهو ما يؤثر على التواصل الاجتماعي الحقيقي، وعلى دراستهم كذلك.

من بين أمثلة الاستخدام السيء للشبكات الاجتماعية، عندما يترك الأطفال مهامهم الدراسية، ويطلبون من آبائهم أن يتحققوا من الشبكات الاجتماعية لمدة خمس دقائق فقط. ولكن تمر الساعات ويدركون أن الوقت مر سريعاً وأن جميع المهام تراكمت لديهم.

إن مخاطر مواقع التواصل الاجتماعي متعددة، ولها تأثير بالغ على الأطفال والمراهقين. وربما يسبب إدمانها العديد من المشكلات للكبار أيضاً. وهذا الأمر مصدر قلق كبير للآباء الذين يشعرون بأن مستقبل أطفالهم بلا معالم. ويؤكدوا على أن أطفالهم لا يقضون أوقاتاً في التواصل الحقيقي وتطوير علاقات شخصية حقيقية. وهذا الأخير من أهم الأمور بالنسبة للبشر.


في الختام هناك بعض النصائح التي يقدمها الخبراء للآباء من أجل حماية أطفالهم من مخاطر مواقع التواصل الاجتماعي. وتتمثل هذه النصائح في عدم قبول أي طلبات صداقة أو رسائل من الغرباء. ووضع الرقابة الأبوية، وحظر كل المحتوى غير المناسب للقصر أو غير المناسب لعمر الطفل الذي يستخدم أي تطبيق جوال. كما يشيرون إلى ضرورة الاهتمام بالأنشطة الاجتماعية على أرض الواقع. والتخلي عن استخدام هذه الشبكات إلا للضرورة القصوى.

اترك تعليقاً