فن

قصة فيلم World War Z: حكاية بسيطة ومبتكرة بلا تعقيدات

فيلم World War Z هو أحد أفلام الزومبي المبتكرة لمحبي هذا النوع من الأفلام؛ وهو من بطولة الفنان الرائع براد بيت وإخراج مارك فورستر. في هذا المقال نبحر سوياً في رحلة مع قصة فيلم World War Z.

قصة فيلم World War Z

تدور أحداث الفيلم حول جيري لين – براد بيت – وهو جندي سابق كان يعمل في الأمم المتحدة. لدى جيري عائلة مكونة من زوجة وابنتين. تبدأ أحداث الفيلم حينما كان جيري وعائلته عالقين في ازدحام مروري في المدينة. في ذلك الوقت بدأ الجنون يجتاح شوارع المدينة. فهناك طائرات تحوم في سماء المدينة وتفجيرات عظيمة وشاحنات تسحق السيارات في طريقها. لقد سادت الفوضى جميع أنحاء المدينة فالناس يركضون في كل مكان ويقتلون بعضهم البعض وينهبون ما تطاله أياديهم.

خلال ذلك الوقت يستقبل جيري اتصالاً هاتفياً من ممثل الأمم المتحدة الذي كان يعمل معه في السابق ليخبره بالوضع الراهن ويعلمه أنه سوف يبعث إليه بطائرة عسكرية تقله هو وعائلته إلى المركز الآمن للأمم المتحدة. وما عليه سوى أن يستقر على أسطح إحدى البنايات ويرسل إشارة للطائرة لتحديد موقعه.

انطلق جيري إلى مركز التسوق ليحصل منه على بعض الأدوية لعلاج الربو من أجل ابنته، وكي يحصل كذلك على بعض الامدادات الغذائية. وفي ظل الفوضى في المكان استطاع الحصول على ما يريد وذهب إلى واحدة من البنايات لتستقبله أسرة من الأسر. لذا يطلب جيري من هذه الاسرة أن ترحل معه إلا أنها ترفض.

مهمة عاجلة

يصعد جيري بحرص مع عائلته إلى السطح ويصعد إلى الطائرة بعد صراع طويل مع الزومبي. وما إن تصل الطائرة إلى المركز يجد جيري العديد من العاملين في الداخل ويخبره رئيسه أن كل شخص يوجد في هذا المركز له عمل يقوم به. وبعد ذلك يعلمه أنه اتصل به هاتفياً من أجل أن يرافق طبيباً إلى كوريا الجنوبية لمعرفة منشأ المرض. إلا أن جيري يرفض هذه المهمة مما يضطر الرئيس أن يخبره بأنه إذا لم يذهب في هذه المهمة لن يكون هناك مكان آمن له ولأسرته على متن هذه السفينة. فيضطر جيري آسفاً للذهاب إلى هذه المهمة.

كوريا الجنوبية

ينطلق جيري إلى قاعدة عسكرية في كوريا، لكن لدى هبوط الطائرة وهجوم الموتى الأحياء عليها يقتل الطبيب نفسه خوفاً ورعباً. فيضطر جيري أن يعثر بنفسه على منشأ هذا المرض. يكتشف هناك أن طبيب القاعدة العسكرية قد أصابه الفيروس كذلك، وبعضاً من الجنود. لكن قبل رحيله يتعرف على أحد رجال المخابرات الذي يخبره بأنه إذا أراد أن يعرف عن هذا المرض عليه بالذهاب إلى إسرائيل. فهي الدولة الوحيدة التي لم يصيبها الفيروس. حيث أقامت جداراً عازلاً ضخماً حول مدينة القدس منع مرور الكائنات المتحولة إلى الداخل.

القدس في قصة فيلم World War Z

يذهب جيري إلى هناك ليستقبله شخصية مرموقة من المخابرات الإسرائيلية، ولكنه لا يعلم منشأ هذا المرض بالتحديد، وإذا أراد أن يعلم الحقيقية عليه بالذهاب إلى ويلز. فهناك مركزاً عظيماً للأبحاث يعمل على هذا الأمر. ولكن قبل أن ينتهي المسؤول من حديثه نجد أن الزومبي قد استطاعوا أن يعبروا السور وسادت الفوضى في أرجاء القدس. مما اضطر جيري إلى الهروب مع جندية إسرائيلية على طائرة ركاب.

مركز مختبرات ويلز

في الطائرة يكتشف الركاب إصابة أحدهم مما جعل الفوضى تنتشر في الطائرة. لذا يضطر جيري أن يلقي على الكائنات المتحولة قنبلة يدوية تؤدي إلى تدمير الطائرة وسقوطها في ويلز. ولم ينج من الطائرة سوى جيري والجندية. ليذهبا بعد ذلك إلى مركز الأبحاث. يتعرف هناك على مديره ويخبره بأنه قد لاحظ أن الزومبي لا يقتربون من شخص لديه مرض عضال. وإن عليهم الحصول على فيروس مميت مثل سارس أو الإنفلونزا الإسبانية أو غيرها من الأمراض القاتلة. لكن الأطباء هناك يتعجبون ممن يريد أن يحقن نفسه بهذه الأمراض. كما يخبروه بأن لديهم هذه الأمراض إلا أنها موجودة داخل مختبر تحول جميع العاملين فيه إلى زومبي لتبدأ رحلة أخرى في محاولة العثور على هذه الأمراض.

ينتهي الأمر بحقن جيري نفسه بأحد هذه الأمراض ليكتشف الجميع أن هذه الكائنات لا تقترب منه بالفعل في ظل وجود هذا المرض. وقبل أن ينتقل إلى عائلته يتم حقنه بمضاد لهذا المرض. وفي النهاية يصل إلى العائلة لتبدأ الأمم المتحدة في صناعة لقاح يعمل كتمويه لهذه الكائنات. ومن ثم تلقي بها إلى الدول التي لا تستطيع صناعتها.

اقرأ أيضًا: مراجعة فيلم Train to Busan: هل البشر أشد خطورة من الزومبي؟

مراجعة قصة فيلم World War Z

بعد النجاح الساحق الذي حققه مسلسل The Walking Dead في هوليوود أراد الجميع أن يحصل فجأة على قطعة من هذا النجاح؛ لذا قام العديد بصنع أفلاماً مثيرة تدور حول فكرة الزومبي أو الموتى الأحياء. لكن هذه الفكرة المستهلكة ربما لن تجلب النجاح لمثل هذا الفيلم إلا إذا تم وضع نجم كبير كبطل لهذا الفيلم، وهذا ما حدث ما براد بيت. حيث أن رؤية هذا النجم وهو يقاتل الزومبي فكرة جديدة كلياً.

بكل تأكيد فإن فيلم World War Z ليس فيلماً نموذجياً من أفلام الزومبي. لكنه مع ذلك يحمل في طياته إثارة وسرعة والكثير من الحركة مما يجعل المشاهد مستمتعاً بكل تلك المناظر التي تم تصويرها. لذا لا تنتظر الكثير من القصة لتقدمه إليك. فهذا الفيلم رقيق جداً ولكنه يسير بسرعة دون توقف لالتقاط الأنفاس. أما أهم ما يحسب لهذا الفيلم فهو التصوير الرائع. حيث أن متعة الفيلم تكمن في إنه رائع بصرياً. وهذا هو الجديد الذي يقدمه بالفعل. فمن الآلاف من حشود الزومبي إلى الهجمات الجوية من المروحيات، إلى الانفجارات الضخمة على الأرض ينتقل الفيلم بسلاسة منقطعة النظير.

قصة بلا تعقيدات

هناك ميزة أخرى في قصة فيلم World War Z هي أنه لا يهدر الكثير من الوقت مع التفاصيل الدقيقة التي يمكن أن نراه في كثير من أفلام الزومبي. فهنا يغرقنا الفيلم في فوضى الزومبي مباشراً دون تعقيدات. هذا بالإضافة إلى الانتقال من مكان لآخر فمن مشاهد مدن الولايات المتحدة التي اجتاحتها جحافل الزومبي إلى قاعدة عسكرية شبحية في كوريا الجنوبية؛ ثم إلى القدس وأخيراً على مختبر أبحاث تابع لمنظمة الصحة العالمية في ويلز. كل هذه الأماكن جعلت لهذا الفيلم رونقاً رائعاً على العكس من أفلام الزومبي الأخرى التي تقتصر على المكان الواحد.

يتعامل فورستر بقدر كبير من الثقة بالنفس مع الصور مدهشة، المعززة بمزيج سلس من تصميم جيوش الزومبي التي تجلب الإثارة للفيلم. كما يتعامل جيداً مع الصوت، حيث نجد في الكثير من المشاهد أنه يتعامل باحترافية مع صوت صرير الأبواب وتكسير الزجاج وتدحرج زجاجات الصودا على الأرض. مما يزيد من التوتر في عدد كبير من المشاهد.

اقرأ أيضًا: تحليل فيلم Cloud Atlas: رحلة الروح الأبدية

بعد أن استعرضنا قصة فيلم World War Z ومراجعتها لابد من الإشارة إلى إنه واحد من أفضل أفلام نهاية العالم التي تمتاز بالإيقاع السريع والإثارة العالية والتأثيرات المثيرة. لكنه في النهاية فيلماً لا يحمل الكثير بل هو مجرد فيلماً ممتعاً بصرياً يمكنك مشاهدته للمتعة فحسب.

وائل الشيمي

كاتب وأديب بدأ مسيرته الأكاديمية في مجال الصحافة، حيث حصل على بكالريوس في هذا المجال، وقاده شغفه بالإنسانية إلى دراسة علم النفس والفلسفة، وقد ساعدته دراسته وقراءاته في فهم أبعاد الشخصية البشرية وتعقيداتها. في روايته "الأجنحة السوداء" صور قضايا الوجود والتحديات النفسية التي يواجهها الإنسان في رحلة بحثه عن الإله، في سياق سردي مشوق يحمل في طياته تأملات فلسفية حول الحياة والموت، الحرية والقيود. كما أطلق في مجموعته القصصية "علامات لا تُمحى" مجموعة من القصص التي تتناول الجوانب المظلمة من التجربة البشرية، تاركاً آثارًا لا تُمحى في ذهن القارئ. إلى جانب أعماله الروائية والقصصية، ساهم الكاتب بالعديد من المقالات النقدية والحوارات الفكرية في الصحف والمجلات والمواقع الإعلامية، حيث شكلت كتاباته مساحة للتفكير والتحليل حول قضايا ثقافية واجتماعية معاصرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعمك يهمنا ❤️

نحن نعمل بجد لتقديم محتوى مجاني ومفيد لك. هل يمكننا الاعتماد على دعمك بتعطيل مانع الإعلانات؟ شكرًا مقدمًا!