مراجعة فيلم The Covenant: رابطة لا تنفصم

You are currently viewing مراجعة فيلم The Covenant: رابطة لا تنفصم
تحليل فيلم العهد للمخرج جاي ريتشي

يقدم فيلم The Covenant للمخرج جاي ريتشي قصة واقعية تجسد الشجاعة والقوة والولاء في إطار حرب الولايات المتحدة في أفغانستان. يمزج الفيلم بين الحركة والدراما والتأثير العاطفي مما يجعله واحد من أفضل أفلام عام 2023. في السطور التالية نتعرف على القصة ثم نستعرض مراجعة فيلم The Covenant بمزيد من التفصيل.

معلومات عن فيلم The Covenant

  • البلد: المملكة المتحدة | إسبانيا | الولايات المتحدة.
  • اللغة: الإنجليزية | الدارية.
  • تاريخ الإصدار: 21 أبريل 2023.
  • المخرج: جاي ريتشي.
  • الكاتب: جاي ريتشي | إيفان أتكينسون | مارن ديفيز.
  • وقت العرض: 123 دقيقة.
  • النوع: حركة | إثارة | حرب.
  • التصنيف: (R) للكبار فقط | يحتوي على مشاهد عنيفة.
  • فريق التمثيل: جيك جيلينهال | دار سليم | جايسون وونغ.
  • التقييم: 7.6.

قصة فيلم The Covenant

تدور قصة الفيلم حول رقيب في الجيش الأمريكي يدعى جون كينلي – جيك جيلينهال – يقود كتيبة عسكرية تستهدف أفراد حركة طالبان، ومصانع أسلحتهم. كان لدى الكتيبة مترجم فوري لكنه قتل في انفجار قنبلة، لذا كان عليه تجنيد مترجم غيره. اختار جون المترجم الأفغاني أحمد – دار سليم – من بين عدد من المرشحين الذين عرضوا عليه. يوافق أحمد على مساعدة الجيش الأمريكي من أجل الانتقام من حركة طالبان التي قتلت ابنه.

يحاصر جون وفريقه خلال بحثهم عن مصنع للمتفجرات تابع لحركة طالبان قبل وصول التعزيزات. حيث أن الطرق الجبلية الوعرة والمسافة الطويلة أدت إلى إبطاء وصول المساعدات مما أدى إلى موت جميع أفراد الكتيبة، ولم يتبق سوى جون وأحمد اللذان تمكنا من الفرار بأعجوبة.

طاردت طالبان الرجلين لعدة أيام. وفي النهاية استطاعت الحركة محاصرة جون وإصابته بجروح خطيرة حتى فقد وعيه، لكن قبل أن يحملوه معهم إلى قائدهم يأتي أحمد لينقذه. ويحاول أن يهرب به وهو فاقد للوعي ومصاب إصابة بالغة في رأسه وفخذه. جر أحمد جون باستخدام بعض قطع الخشب التي جمعها، وعندما أدرك أن الطريق الرئيسي يعج بجنود طالبان حاول أن يحمل جون عبر الطرق الجبلية الوعرة وتحت أشعة الشمس الحارقة لتجنب طالبان.

بعد أربعة أسابيع، يستيقظ جون ليجد نفسه في أمريكا. وسرعان ما علم من صديقه أن أحمد وعائلته مطاردون من قبل طالبان، بعد أن أصبح بطلاً وتصدر عناوين الصحف لإنقاذه جون. بل وعلم كذلك أن حركة طالبان وضعت جائزة مالية كبيرة مقابل رأسه. يشعر جون بتأنيب الضمير، ويطلب من السلطات الأمريكية منح تأشيرة دخول لأحمد لكن طلبه يقابل بالرفض. حيث تشترط إدارة الهجرة وجود الشخص نفسه للتوقيع على الأوراق. ولما باءت محاولات جون بالفشل قرر أن يعود إلى أفغانستان لإنقاذ أحمد الذي خاطر بحياته من أجله، وإخراجه من أفغانستان.

اقرأ أيضًا: مراجعة فيلم A Woman in Berlin: آخر محرمات الحرب العالمية الثانية

مراجعة فيلم The Covenant

قصة فيلم The Covenant
مشهد من فيلم The Covenant

كان لهجمات 11 سبتمبر على مركز التجارة العالمي ذيل طويل، فبعد تلك الحادثة حشدت الولايات المتحدة أكبر قوة عسكرية لديها للبحث عن أسامة بن لادن، وطالبت طالبان بتسليمه. رفضت طالبان، وفر بن لادن إلى باكستان، وستبقى أمريكا وحلفاؤها في أفغانستان منذ ذلك الوقت وحتى نهاية عام 2021.

جندت أمريكا خلال الحرب في أفغانستان الآلاف من السكان المحليين ليكونوا مترجمين للجيش الأمريكي مقابل المال والتأشيرات وجوازات السفر للمترجمين وعائلاتهم. بينما أصبح العمل كمترجم وصمة عار بين السكان المحليين الذين جابهوا الجيش الأمريكي، وأصبح المترجم وعائلته أهدافاً لحركة طالبان.

كان دور المترجمين الفوريين ذات أهمية كبرى بالنسبة للجيش الولايات المتحدة، لأنهم يحمون بشكل غير مباشر الجنود الأمريكان من طالبان، هذا على الرغم من أن بعض المترجمين غير أمناء في أداء مهماتهم، حيث يخونون الجيش الأمريكي في بعض الأحيان لحماية طالبان.

منظور جديد للأفلام الحربية

سلطت العديد من أفلام هوليوود الضوء على مآسي الحروب وما يعانيه المرء جراء هذه الحروب. ولا شك أنها موضوعات مهمة خاصة إذا ما علمنا أن البشرية لا تزال تعاني من الحروب ولا سبيل لتفاديها. يستخدم بعض المبدعين هذه الموضوعات المروعة للتحذير من عواقب الحروب ومآسيها من خلال استحضار صور مدروسة للحرب وتشعباتها المستمرة. في حين يركز آخرون على موضوعات متفرقة لإبراز المعاناة. لكن فيلم The Covenant للمخرج جاي ريتشي يبتعد عن كل هذا، ويقدم لنا منظوراً جديداً لنفس الفكرة، بينما تبتعد عن الصورة النمطية من خلال عهد ودين يجب تسديده بين شريكين مختلفين تماماً، بل يمكن القول بأنهما أعداء.

يقدم جاي ريتشي فكرة مكثفة للعلاقة بين رقيب في الجيش الأمريكي ومترجم أفغاني أثناء الحرب في أفغانستان، ليظهر لنا مدى هشاشة الإنسان وقيمة حياته، والمخاطر التي يمكن أن يتعرض لها شخص إذا ما قرر إنقاذ شخص آخر، بغض النظر عن الاختلافات الثقافية.

تعقيدات عاطفية

“لأنه لم يدخر جهداً في حملي عبر تلك الجبال، لا أستطع التوقف عن التفكير فيه. أنام في فراشي، أقبل أطفالي قبل ذهابهم إلى المدرسة، بينما يختبئ داخل حفرة في مكان مجهول. حفرة لن يستطيع الخروج منها. حفرة زججنا به داخلها. ورطناه ثم تركناه يواجه مصيره. أنا من ينبغي أن يكون في تلك الحفرة”.

فيلم The Covenant ليس مجرد فيلم حربي مثير، بل صورة عميقة من التعقيدات العاطفية في زمن الحرب والتضحيات التي يقدمها الجنود والمدنيون على حد سواء. ساعد في ذلك النص المكتوب بإحكام، والوتيرة المناسبة التي سمحت للشخصيات بالتنفس وجعلت القصة تتكشف بشكل طبيعي. تدور حبكة الفيلم حول شخصين ينتميان إلى جنسيات مختلفة وبلاد مختلفة وهويات مختلفة تماماً، لكن لا يزال لديهم شيء واحد صغير مشترك: الضمير. لقد علم كلاهما أنه لمواجهة الشر عليهما أن ينحيا خلافاتهما جانباً وأن يحتضنا ما تبقى من الإنسانية في العالم، لأنه بدونها لن يكونا سوى حيوانات تأكل لحوم بعضها البعض.

يستكشف الفيلم العديد من الموضوعات مثل الولاء والتضحية والفداء ببراعة، ولا يخجل من أهوال الحرب ولا يتناولها دون داع، بل يركز بشكل أكبر على الروابط البشرية التي تشكلها الظروف والانقسامات الثقافية واللغوية. أما أحد الجوانب الأكثر إثارة للإعجاب فهي ضبط النفس الذي يروي به المخرج قصته، حيث كان من الممكن أن يقع الفيلم بسهولة في فخ العاطفة المفرطة أو الميلودراما، لكنه وازن الأمور بشدة، والنتيجة كانت فيلم يبدو أصلياً ومرتكزاً على الواقع.

لعبة القط والفأر

ربما يكون النصف الأول من الفيلم هو ما اعتدنا على رؤيته في العديد من أفلام الحرب. فالقيام بمهمات أثناء فحص عدد من الأماكن والأشخاص المشتبه بهم، هو أمر شائع بالفعل في كل فيلم حربي. لكن مع وصولنا للنصف الثاني من الفيلم ينعكس الوضع بشكل جذري. ففي تلك اللحظات لم تكن هناك مطاردات بين الجيش الأمريكي وطالبان، بل حان الوقت الذي يُطارد فيه جون وأحمد من قبل طالبان، تماماً مثل لعبة القط والفأر، ولكن وسط جبال الصحراء، وبخاصة مع إصابة جون وفقدانه الوعي. من هذه اللحظة فصاعداً يبدأ الفيلم في الظهور بشكل مختلف ومثير عن أفلام الحرب بشكل عام. حيث يتحول دار سليم إلى الشخصية الرئيسية بينما يلعب جيك جيلينهال دوراً مساعداً.

ربما ما اللافت للنظر في هذا الفيلم تلك المشاهد التي صورت بطريقة معكوسة عندما كان جون فاقداً للوعي. حيث قام المصور الرائع بتدوير الكاميرا 180 درجة حتى بدا الأمر كما لو كان المشاهد مستلقياً مكان جون ويرى ما يراه بالفعل. تظهر ومضات بصرية مهمة واحدة تلو الأخرى من رحلة أحمد في جر جون بدءاً من النهر إلى المنزل المخترق وصولاً إلى العشب. إنها زاوية تصوير رائعة بكل بساطة استخدم فيها المخرج وجهة نظر خارج الصندوق.

يقدم جاي ريتشي في هذا الفيلم منظوراً مختلفاً عن الحرب. حيث تصبح الثقة المتبادلة بين المترجم والجندي أهم ما في الأمر، وما يجعله قوياً بالفعل تلك الكيمياء الجيدة بين جيك جيلينهال ودار سليم التي تمنح الفيلم قدرة على التحدث أكثر عن الشخصيات مقارنةً بموضوع الحرب الذي يحمله.

اقرأ أيضًا: مراجعة فيلم Before the Rain: الدائرة ليست مستديرة!

يستخدم فيلم The Covenant خلفية الحرب ليحكي قصة عن البطولة والصداقة والولاء، وينتقد البيروقراطية المعيبة. بينما يمزج بين أفلام الحرب والإثارة ودراما البقاء والإثارة النفسية ومهمة الإنقاذ. يضرب ريتشي على كل الإيقاعات بشكل رائع، وهذا يظهر لنا قدرة المخرج على التحكم فيما يصنعه مع إبقاء المشاهدين منتبهين إلى النهاية.

اترك تعليقاً