قصة دوروثي إيدي الغريبة التي حيرت العقول

You are currently viewing قصة دوروثي إيدي الغريبة التي حيرت العقول
دورثي إيدي: أغرب قصص تناسخ الأرواح

دوروثي إيدي هي امرأة بريطانية لها قصة من أغرب قصص تناسخ الأرواح التي تقشعر لها الأبدان، ويمكن أن تكون دليلاً قوياً على وجود تناسخ الأرواح. فلقد شغلت فكرة تناسخ الأرواح الفكر البشري منذ قديم الزمان، لكن لم يكن هناك إثبات واحد حقيقي لهذه الفكرة حتى ظهرت دوروثي إيدي المعروفة باسم أم سيتي، لتغير هذا المفهوم تماماً. فعندما وطأت قدماها أرض مصر لأول مرة عام 1931، كان من الواضح أنها كانت هناك من قبل. لكن زيارتها الأخيرة حدثت قبل آلاف السنين وخاصةً في عصر الفراعنة. حيث كانت كاهنة معبد أبيدوس وعشقت الفرعون المصري سيتي الأول. فما هي قصة دوروثي إيدي الغريبة التي حيرت العقول؟

قصة دوروثي إيدي

ولدت دوروثي إيدي في ​​16 يناير 1904 في ضاحية بلاكهيث بلندن. وعاشت السنوات الأولى من حياتها بشكل طبيعي، لكن عندما بلغت من العمر ثلاثة أعوام سقطت بقوة من على درج منزلها. اعتقد الأطباء حينها أنها لن تنجو من هذا السقوط المروع. ومع ذلك، يبدو أن الحادث الذي تعرضت له كان بداية حياتها التي لا تصدق. ففي تلك اللحظة التي نجت فيها فتحت الباب لذكريات الحياة الماضية لها عندما كانت كاهنة معبد أبيدوس في عصر الفراعنة.

بعد الحادثة بدأت أعراض غريبة تظهر على دوروثي منها ظهور لكنة غريبة في حديثها، لكن أغرب ما في الأمر هو وضعها للديانة المسيحية في مقارنة مع الديانة المصرية القديمة خلال دراستها في المدرسة. مما اضطر معلميها بعدم السماح لها بالاستمرار في الصف. لم يتوقف الأمر على هذه المقارنة فحسب بل رفضت رفضاً باتاً أن تغني ترنيمة مسيحية تدعو باللعنة على المصريين. وعلى مر السنين، حاول العديد من المتشككين دحض قصة دوروثي إيدي المحيرة التي ترتبط بتناسخ الأرواح، ولكن لم يستطع أحد أن ينفي تماماً أنها كانت واحدة من عشاق الفرعون سيتي الأول (حوالي 1290 – 1279 قبل الميلاد)[1].

عاشقة الملك الفرعوني

قصة دوروثي سيتي
دوروثي إيدي والفرعون المصري سيتي الأول

نشأت دوروثي أم سيتي في ​​عائلة مسيحية وكانت تحضر الكنيسة بانتظام عندما كانت صغيرة. وفي أحد الأيام اصطحبها والداها إلى المتحف البريطاني. وبينما كانت تنظر إلى عرض صور المعابد المصرية القديمة توقفت عند صورة معبد سيتي الأول[2]، فرعون الأسرة التاسعة عشرة في عصر الدولة الحديثة ووالد رمسيس الثاني. في تلك اللحظة صرخت بقوة قائلة إن هذا هو منزلها. لكنها تعجبت من عدم وجود حدائق وأشجار حول المعبد كما عهدته في السابق، ومع ذلك تعرفت على الآثار والتحف الأخرى في غرف المجموعة المصرية. حيث قبلت قدمي التماثيل، وبعد فترة وجيزة قررت دراسة الهيروغليفية المصرية القديمة.

شجعها أحد معلميها على دراسة تاريخ مصر القديمة. وكانت دوروثي تبلغ من العمر 15 عاماً عندما وصفت أول لقاء لها مع مومياء الفرعون سيتي الأول الذي أتاها عبر أحلامها ليجعلها تتذكر حياتها الماضية بكامل تفاصيلها. ومع مرور الوقت، تحولت أكثر فأكثر إلى الدين المصري القديم وتوقفت عن الشعور بالارتباط بالمسيحية.

تزوجت دوروثي إيدي من المصري إمام عبد المجيد عام 1931. وكان هذا الزواج بمثابة تذكرة سفر إلى حبيبها في مصر حيث أصبحت معلمة لغة إنجليزية. لكن الغريب أنها عندما لمست قدميها أرض مصر لأول مرة، قبلت الأرض وشعرت وكأنها تعود إلى منزلها القديم. أنجبت من زوجها ابن أسمته سيتي. بينما ذكرت أن في هذه الفترة كانت لديها رؤى تتعلق بحور رع. كما اكتشفت اسمها المصري القديم وهو “بنتريشيت” الذي يعني “قيثارة الفرح”. كما رأت في رؤاها عائلتها القديمة.

قالت دوروثي إنها كانت ابنة أحد جنود سيتي الأول. أما والدتها فكانت امرأة تبيع الخضار. توفيت والدتها عندما كانت في الثالثة من عمرها، وأعطيت للمعبد في أبيدوس، حيث نشأت وأصبحت كاهنة. ظلت دوروثي عذراء وكرست نفسها للمعبد. ولكن بعد بضع سنوات قابلت “إلهاً حياً” وهو الفرعون المصري سيتي الأول. أصبحا عشاق، وفقدت عذريتها معه، وحملت منه. ولسوء الحظ، لم يكن مصير العشاق سعيداً. حيث أخبرها الكاهن الأكبر للمعبد أن هذا الأمر يعد إهانة كبيرة لإيزيس وسوف يسبب الكثير من المشاكل للفرعون، لذلك قررت الانتحار. وربما عادت إلى الحياة مجدداً عن طريق تناسخ الأرواح.

مدينة أبيدوس الخالدة

قصص حقيقية عن الفراعنة
معبد أبيدوس

بعد 19 عاماً من العيش في القاهرة، قررت دوروثي إيدي الانتقال إلى أبيدوس حيث يكمن هناك معبد أبيدوس. كانت تبلغ من العمر حينها 52 عاماً، وأنشأت منزلاً بالقرب من جبل بيغا ذي غاب الذي يعد حسب المعتقدات القديمة هو الطريق إلى الآخرة. وفي هذه المرحلة من الحياة، بدأت تُدعى دوروثي أم سيتي[3].

اعتقدت دوروثي أم سيتي أنها عادت أخيراً إلى منزلها. وخلال إحدى زياراتها لمعبد أبيدوس، قررت رئيسة مفتشي دائرة الآثار التحقق من معرفتها من باب الفضول حول واقعية تفسيرات هذه المرأة الغريبة. حيث طلبت منها الوقوف بجانب اللوحات الجدارية في الظلام. ثم طلبت منها التعرف عليهم بما تتذكره من حياتها الماضية.

عندما أنجزت دوروثي إيدي المهمة دون أخطاء، توقف الكثير من الناس عن الشك في قصتها. كانت حياتها في أبيدوس مليئة بالتعاون مع علماء المصريات الذين طلبوا منها الدعم. كما نشرت عدة كتب بمفردها، لكنها انضمت أيضاً إلى أعمال باحثين آخرين. كان أهم موضوع في أعمالها بالطبع معبد سيتي الأول في أبيدوس. كما ساعدت فريق الآثار في اكتشاف حديقة معبد أبيدوس، هذا المكان الذي ادعت أنها قابلت سيتي الأول فيها لأول مرة. هذا بالإضافة إلى اكتشاف العديد من الحفريات الأثرية في أماكن لم يكن أحد يعلمها سوى دوروثي أم سيتي[4].

كما أخبرت إيدي باحثين آخرين عن كيفية الصلاة والطقوس التقليدية طبقاً للديانة المصرية القديمة في عصر الفراعنة. بينما عرفت قصص العديد من البرديات الدينية حتى قبل أن تقرأها. وتم تأكيد أوصافها للآثار والنقوش والأشياء الأخرى التي شاهدتها خلال حياتها السابقة مراراً وتكراراً من خلال الحفريات.

معلومات دوروثي إيدي تساهم في اكتشافات أثرية

اسهامات دوروثي إيدي في الاكتشافات الأثرية
مقبرة نفرتيتي

لم يستطع العديد من علماء المصريات نفي قصتها أو عدم تصديقها. حيث كان لدى إيدي معرفة عن عصر الفراعنة لم تكن متاحة للمتخصصين الذين عملوا في مصر لسنوات عديدة. أحد هؤلاء العلماء هو عالم المصريات البريطاني الشهير كينيث كيتشن الذي لم يرغب في الاعتراف بأنه يصدقها. كما أخذ عالم الآثار نيكولاس ريفز رؤى دوروثي في الاعتبار أثناء البحث عن مقبرة نفرتيتي[5]. حيث ساعدته دوروثي أم سيتي في معرفة موقع القبر الشهير في وادي الملوك وقالت:

“سألت جلالة الملك مرة عن مكانها، وأخبرني. لقد قال: “لماذا تريدي أن تعرفي مكانها؟” قلت له إنني أرغب في التنقيب عنها، فقال: لا، لا يجب عليك ذلك. لا نريد أي شيء من هذه العائلة. لكنه أخبرني بمكانها، ويمكنني أن أخبرك بهذا. إنه في وادي الملوك، وهو قريب جداً من مقبرة توت عنخ آمون. لكنها في مكان لا يفكر فيه أحد أبداً في البحث عنه، ومن الواضح أنها لا تزال سليمة”.

لعقود من الزمان كانت دوروثي إيدي مصدر إلهام للعديد من الباحثين. حيث أثرت قصصها عن الحياة والموت في زمن سيتي الأول أيضاً في قلوب الكثيرين. كما تم إجراء العديد من الاكتشافات الخاصة بعصر الفراعنة بناءً على معلوماتها. لقد اكتشف الباحثون المقبرة في وادي الملوك، والتي تقع بالقرب من قبر توت عنخ آمون وتحتوي على مدافن لنساء من عصر الأسرة الثامنة عشرة بالفعل في نفس المكان التي أخبرتهم به دوروثي.

وفاتها

الحكاية الغريبة لدوروثي إيدي
دوروثي إيدي قبل وفاتها

توفيت دوروثي إيدي عن عمر يناهز 81 ودُفنت في المقبرة القبطية في أبيدوس. حيث كانت تعتقد أن الموت سيسمح لها بإعادة الاتصال بحبيبها الفرعون سيتي الأول في عصر الفراعنة. لكن حتى الآن لا يزال الباحثون[6] يحاولون إثبات أنها كانت كاذبة، وأنها تمكنت بطريقة ما من الوصول إلى كل هذه المعلومات. وربما لم يكن لموضوع تناسخ الأرواح علاقة بهذا الأمر.


تظل قصة دوروثي إيدي واحدة من أكثر القصص غرابة؛ فإذا كنت تعتقد أنها كانت كاذبة وتدعي كل ذلك فقد فعل ذلك الكثير من قبل. وإذا كنت تعتقد بتناسخ الأرواح فهذا الأمر إثبات عليه. لكن مع كل ذلك تظل هذه القصة المحيرة واحدة من الألغاز البشرية التي لم يتم حلها على الإطلاق.

المراجع

[1] Seti I Pharaoh of Egypt.

[2] The Temple of Seti I in Abydos.

[3] Omm Sety 1904-1981.

[4] Egyptian Voices: The Abydos Temple Paper Archive.

[5] NICHOLAS REEVES’S HYPOTHESIS: NEFERTITI: A POSSIBLE DISCOVERY?

[6] The Search for Omm Sety.

This Post Has 5 Comments

  1. غير معروف

    قصة غريبة فعلا

  2. سهام

    إذا كانت هذه قصة حقيقة ربما يكون في تفسير علمي لها

  3. أية عبد المنعم

    طب حضرتك تفسيرك ايه؟

  4. يوسف مجدي

    ربما كانت مهتمة بقصص الفراعنة منذ صغرها، وعندما سقطت أصيب دماغها بخلل ما، فتذكرت ما كانت تعرفه بالفعل ولا علاقة لها بتناسخ الارواح

    1. وائل الشيمي

      يمكن أن يكون هذا هو التفسير المنطقي، لكن تفسير القصة يحتاج إلى مزيد من البحث

اترك تعليقاً