تجربة فيلادلفيا: كشف خبايا التجربة الأغرب في التاريخ

You are currently viewing تجربة فيلادلفيا: كشف خبايا التجربة الأغرب في التاريخ
قصة إخفاء السفينة الأمريكية

تجربة فيلادلفيا أو مشروع قوس قزح هي تجربة إخفاء المدمرة البحرية الأمريكية “يو إس إس إلدريدج” عن رادارات العدو خلال الحرب العالمية الثانية، لكن ما حدث في أكتوبر 1943 لا يمكن أن يتخيله عقل. اختفت السفينة في لحظة وانتقلت عبر الزمان والمكان إلى مكان آخر. أما الأغرب في الأمر فهي العواقب الوخيمة التي تعرض لها طاقم السفينة الذين كانوا على متنها. دعونا نسافر إلى الوراء لنتعرف على هذه القصة المثيرة وخباياها.

مشروع قوس قزح

كان الجيش الأمريكي خلال الحرب العالمية الثانية حريص على اكتشاف تقنيات جديدة، والتوصل إلى هندسة غير عادية تمنحه ميزة على العدو. فمن المتعارف عليه أن فترات الحروب هي أنسب الأوقات التي يمكن فيها إجراء أي نوع من التجارب من أجل الانتصار في الحرب. ولم يكن الجيش الأمريكي باستطاعته في ذلك الوقت أن ينافس الجيش الألماني الذي سخر كل الإمكانات العلمية والمادية والاقتصادية من أجل تحقيق التفوق العسكري على جميع دول العالم.

بدأت قصة تجربة فيلادلفيا مع أعمال العالم العبقري نيكولا تسلا المثيرة للاهتمام حول ديناميات الجاذبية. حيث أراد الجيش الأمريكي استغلال أبحاثه العظيمة والاستفادة منها في تجربة ستكون حديث العالم بأجمعه فيما بعد. اتفق الجيش مع مجموعة من العلماء من جامعة شيكاغو وبرينستون وعلى رأسهم نيكولا تسلا على تطوير تقنية هندسية تسمح بإخفاء السفن بالاستفادة من نظرية تسلا في استخدام المجالات الكهرومغناطيسية، ونظريات ألبرت أينشتاين كذلك.

كان نيكولا تسلا العبقري يعمل على فكرة تشويه تدفق الضوء، وبالتالي محاولة تغيير العلاقة بين المكان والزمان من أجل تحقيق نوع من الانتقال الآني[1]. شيء يمكنك أن تسمع به في مجال الخيال العلمي، ولكن لن تسمع عنه في الواقع. لذا لم تتردد البحرية الأمريكية في محاولة تجريب هذا الأمر. وما ساعد في ذلك أن العديد من العلماء في جامعة برينستون أيدوا فكرة أن الاختفاء يمكن تحقيقه بالفعل باستخدام الأجسام الصغيرة. وهنا كان رد البحرية الأمريكية أنه طالما الاختفاء ممكن مع الأجسام الصغيرة فلما لا نجربه على الأجسام الكبيرة؟

إجراء تجربة فيلادلفيا

تجربة فيلادلفيا
المدمرة البحرية يو إس إس إلدريدج

اتفقت البحرية الأمريكية مع العلماء على إجراء التجربة على المدمرة البحرية يو إس إس إلدريدج. وجاء اليوم الموعود. كانت التجربة بسيطة ومعقدة في الوقت نفسه. كل ما كان مطلوباً هو إخفاء السفن لتجنب تعرضها للغواصات النازية المخيفة التي دمرت بحار العالم خلال الحرب الثانية. كانت الفكرة الأصلية هي جعل السفينة غير مرئية للرادارات فقط عن طريق إنشاء مجال كهرومغناطيسي قوي حول السفينة يكون بإمكانه ثني موجات الضوء والراديو حتى لا تتمكن رادارات العدو من اكتشافها. بهذه الطريقة سيكون تنقل السفينة في البحار أكثر أماناً.

قام العلماء أولاً بإجراء بعض التغييرات الملحوظة على السفينة لجعل التجربة ممكنة. حيث وضعوا في الداخل مولدين عملاقين بقوة 75 كيلو فولت لكل منهما، وأربع ملفات على سطح السفينة، وثلاثة أجهزة إرسال 2 ميغاواط، ودوائر التزامن والتعديل، وما يقرب من ثلاثة آلاف أنبوب تضخيم.

نتائج تجربة فيلادلفيا

حوادث غامضة
اختفاء السفينة إلدريدج من شاشات الرادار

بدأت الاختبارات في يوليو 1943، ويبدو أن التجربة في طريقها إلى النجاح. كانت السفينة مغطاة بنوع من الضباب الأخضر. ثم اختفت ببساطة على الرادار لبضع ثوان. كان المشروع يسير على ما يرام، لكن طاقم السفينة اعتادوا على الشكوى من الغثيان والقيء ودوار الحركة، لذلك قرروا إجراء بعض التغييرات الصغيرة لضبط التكنولوجيا بشكل أفضل قليلاً.

استؤنف الاختبار في 28 أكتوبر من نفس العام، في حوض بناء السفن في فيلادلفيا. ولكن هذه المرة، حدث شيء غير متوقع. بدأت المولدات العملاقة في السفينة تهتز بشدة. وأصابت العديد من الطاقم بالصمم. ثم ارتفعت طبقة سميكة للغاية من الضباب الأخضر وغطت السفينة بالكامل. ولم تختف السفينة فقط من شاشات الرادار، ولكنها تبخرت حرفياً. وبعد فترة من الوقت، ظهرت سفينة إلدريدج مرة أخرى، ولكن في موقع مختلف تماماً وعلى متنها طاقم مذهول.

استمر اختفاء السفينة حوالي 15 دقيقة. وخلال ذلك الوقت، حدث شيء مذهل بقدر ما كان مقلقاً. حيث ظهرت السفينة فجأة على بعد مئات الأميال من فيلادلفيا، وتحديداً في قاعدة نورفولك البحرية في فيرجينيا. وبعد أن كانت هناك، ظهرت مرة أخرى في موقعها الأصلي في أحواض بناء السفن في فيلادلفيا. لكن … ماذا عن طاقم السفينة؟

ماذا حدث لطاقم السفينة؟

كان كارل ميريديث ألين بحاراً في طاقم السفينة، وكان شاهداً وحاضراً أثناء تجربة فيلادلفيا وهو الذي روى لاحقاً ما حدث في ذلك اليوم. ووفقاً له، عندما اختفت يو إس إس إلدريدج خلف البرق الأزرق، كان كل من كان هناك ليرى ما حدث يعاني من نزيف في الأنف ودوخة.

لكن الأسوأ حدث، فبعد بضع دقائق عادت السفينة إلى موقعها الأصلي، إلى حوض بناء السفن في فيلادلفيا. ونتيجة للتجربة أصيب معظم البحارة بمرض عقلي، واختفى بعض الأشخاص تماماً ولم يظهروا مرة أخرى، ولكن الأمر الأكثر غرابة وغموضاً هو أن خمسة أشخاص ذابوا في الهيكل المعدني للسفينة! ادعى الناس أنهم سقطوا في عالم آخر وشاهدوا مخلوقات مجهولة. ربما نتيجة التجربة تم إنشاء “بوابة” إلى عالم موازي! وكان لهذه التجربة آثار كارثية على الحالة الجسدية والعقلية للطاقم[2].

رسائل غامضة عن تجربة فيلادلفيا

تجربة فيلادلفيا حقيقة أم خيال
عمل ألبرت أينشتاين مع البحرية الأمريكية في مشروع يتعلق بنظرية المجال الموحد

بعد مرور العديد من السنوات على تجربة فيلادلفيا لم يستطع البحار كارل ميريديث ألين تحمل ما حدث. وفي عام 1956 وتحت اسم مستعار “كارلوس ميغيل الليندي” أرسل ثلاث رسائل إلى أستاذ علم الفلك والرياضيات موريس ك. جيسوب لنشر ما حدث. أوضح في رسائله أن العديد من رفاقه وأفراد طاقمه على متن السفينة يو إس إس إلدريدج قد اختفوا من أمامه كما لو أن ضوءاً قد أزالهم فجأة. بينما حُبس آخرون في مستشفيات للأمراض النفسية مدفوعين بجنون لا يمكن تفسيره. بعد قراءة الرسائل، لم يعرف جيسوب ما يفكر فيه. إما أن هذا الأمر من أسرار البلاد الأكثر سرية أو هذيان رجل مجنون. فلا يوجد رجل في البحرية يُدعى كارلوس ميغيل الليندي، ولا يتطابق أي جزء من القصة مع الوثائق الرسمية. ووفقاً للسجلات العسكرية، كانت السفينة إلدريدج في جزر البهاما في ذلك الوقت[3].

من المثير للاهتمام أنه في عام 1943، في وقت الاختفاء المفترض للمدمرة، كان ألبرت أينشتاين يعمل بالفعل مع البحرية الأمريكية في مشروع يتعلق بنظرية المجال الموحد[4]. وهي نظرية تجمع بين مجالات الكهرومغناطيسية والجاذبية في مجال واحد. ويمكن تشويه تدفق الضوء أو تغيير العلاقة بين المكان والزمان، أو جعل الأشياء غير مرئية أو نقل الكائنات آنياً باستخدام بيانات هذه النظرية. وعلى الرغم من أن أينشتاين قال إنه عمل على هذه النظرية، إلا أنه لم يختبرها أبداً.

قضى موريس جيسوب أشهراً في البحث في الأرشيفات العسكرية، محاولاً العثور على دليل واحد على الأقل في هذه القضية، ولكن دون جدوى. ادعى بعض الباحثين لاحقاً أنهم اكتشفوا الشخص الذي يقف وراء اسم الليندي. وتبين أنه كارل ألين، وهو في الأصل من ولاية بنسلفانيا. كان الرجل يعاني من اضطراب عقلي. وقد خدم في البحرية خلال الحرب العالمية الثانية.

انتحار عالم الفلك

قصة تجربة فلادلفيا
موريس ك. جيسوب

كتب جيسوب العديد من الكتب حول رواد الفضاء القدامى، والأطباق الطائرة والحياة خارج كوكب الأرض، وغيرها من كتب الظواهر الخارقة والخيال العلمي. وبعد نشر كتابه الأول عن الأطباق الطائرة تضاءل اهتمام القراء بقصصه عن الحياة خارج كوكب الأرض. واصل كتابة الكتب ولكن لم يعد أحد يشتريها. كان ماضيه كعالم فلك وراء بعض النجاحات التي حققتها بعض كتبه. لكن سرعان ما رفضت دور النشر مخطوطاته، ولم يستمع إليه سوى القليل من الناس.

ضحك عليه الجمهور الصغير الذي ذهب إلى محاضراته. بينما تركته الزوجة وطُرد من وكالة السيارات التي كان يعمل بها. أصابه الاكتئاب، وتعرض لحادث سيارة خطير لم تتمكن الشرطة من كشف ملابساته سواء كان ذلك بسبب نومه أو محاولته الانتحار. حيث قاد سيارته في أحد أيام عام 1959 لعدة ساعات حتى ضل طريقه، وترك الطريق وبقي في سيارته، النوافذ مغلقة والمحرك يعمل. وفي صباح اليوم التالي وجدوه ميتاً. وقضت المحكمة بأنه كان انتحاراً. ويؤكد المؤمنون بحدوث تجربة فيلادلفيا أن العملاء السريين للحكومة الأمريكية قتلوه لإسكاته.

أما بالنسبة لألين نفسه الذي أرسل الرسائل لجيسوب، فلقد كان طوال حياته يعاني من المرض النفسي، ويعتقد أن هناك مؤامرة لاغتياله، ولذلك كان يستخدم عدة أسماء مستعارة. وقد أرسل العديد من البطاقات والرسائل لجيسوب الذي توقف عن الرد عليها مقتنعاً بأنه شخص مهووس بالأساطير والخرافات. وظل ألين يعالج في عيادة للأمراض النفسية لأكثر من عقد من الزمن حتى تُوفي في عام 1968.

أسطورة تجربة فيلادلفيا

انتشرت أسطورة تجربة فيلادلفيا في جميع أنحاء الولايات المتحدة. وكانت أرضها خصبة لكل المهتمين بالظواهر الخارقة للطبيعة. وما ساعد في ذلك الكاتب الأمريكي تشارلز بيرلتز الذي حقق كتابه “مثلث برمودا” أفضل المبيعات العالمية. حيث أراد الكاتب مضاعفة النجاح أو تكراره على الأقل، لذا استفاد من تجربة فيلادلفيا وكتب كتاباً حولها[5]. وبهذه الطريقة، انتشرت الأسطورة على نطاق واسع.

ليس من الضروري تقديم الكثير من التفسيرات العلمية لإثبات أن القصة ليس لها أساس حقيقي. فلم يقل أي من أفراد الطاقم المائتين شيئاً على الإطلاق، ولم يذكر العاملون في الميناء، أو أولئك الذين كانوا على السفن الراسية الأخرى أي شيء عن هذا الحدث الجلل. كما أشارت السجلات البحرية إلى أن سفينة إلدريدج لم تكن موجودة أصلاً في قاعدة فيلادلفيا في أكتوبر 1943، بل وأنكرت وجود مثل هذه التجربة من الأساس[6].

في الختام لا يسعنا سوى القول بأن تجربة فيلادلفيا ربما تكون حدثت بالفعل وحاولت البحرية الأمريكية إخفائها، وربما لم تحدث هذه التجربة على الإطلاق وأن عشاق نظريات المؤامرة هم الذين حاكوا هذه الأساطير عنها. فلا أحد يعلم الحقيقة على الإطلاق. 

المراجع

[1] Quantum Teleportation.

[2] What is the True Story of the Philadelphia Experiment?

[3] Philadelphia Experiment.

[4] Einstein’s quest for a unified theory.

[5] The Philadelphia Experiment by Charles Berlitz.

[6] This Is the Truth Behind WWII’s Creepy Philadelphia Experiment.

This Post Has 5 Comments

  1. T. Mostafa Kanaan

    اريد ان اقول وبساطة ، القصة قد سردت والفكرة قد طرحت . لكن في الحقيقة ان البشر ان انواع ، الا وهم نوع لن يصدق ما قيل ابداً وقد سخر من الرواية وهم النسبة الاكبر ، اما الاقلية فقد صدقوا فكرة الاختراعات وان عملية انقال الحاملة الامريكية اس اس الدريج قد حدثت وان الاختراعات قد حققت نجاح ارض الواقع …
    السبب بسيط جداً ، ان البشر خلقوا بقدرات مختلفة منهم البسيطة ومنهم المعقدة المميزة . واذا اردتم اثبات انني صادق وغير مهرطق فليس امامكم إلا ان تسألوا الله خالق كل شيء . ( اذا اردتم عنوانه فانا لن اكون بخيلاً )

  2. T. Mostafa Kanaan

    أُريد ان أَقول وببساطة ، القصة قد سُردِتَ والفِكرة قد طُرِحْت . لكن في الحقيقة ان البشر مقسمين لفئات كثيرة وأصحاب عقليات متعددة ، وأن منهم فئة لن تصَدِقِ ما قيل ابداً عن ما أُخْبِرْنَا عنه وهم الفئة الأكثر عدداً، اما الأقلية العاقلة هم من صَدَّقوا الأحداث التي تم نقلها لهم على لسان البحار كارل ميريديث ألين لأنه هو أحد القليلين ممن نجوا في هذه الحادثة و أيقنوا بإن هذه الإختراعات نجحت حقاً في عملية النقل الآني للحاملة الامريكية العسكرية أس أس إلدريج و برأيهم أن ما أُنْجِزَ في عام 1943 قد كان نجاحاً باهراً في ذلك الزمان …
    السبب بسيط جداً ، انا أُجْزِمْ بأن النسبة التي تُكَذِبْ كل ما قيل عن هذه الإختراعات وممن أيضاً يقولون بأن تلك الخزعبلات قد كلفت مجهوداً هائلاً ووقتاً طويلاً من السهر والتخطيط من قِبَلْ من يزعم بأنه مخترع ويقال له نيكولا تسلا . وأنهم يكذبون أو يرفضون تصديق فكرة صنْع تلك المولدات الكهرومغناطيسية فعلياً في ذلك الوقت من الماضي لأن في الماضي كانت سنوات تفتقر للتطور والقدرة على تطبيق أفكار معقدة مثل المولدات ، وأيضاً ما يقال هو قصص خيال علمي ليس أكثر . زيادة على ذلك يقول هؤلاء المحسوبين علىى بني البشر و بمن يددعون بأنهم ذوي عقل مفَكِر ، أن ما سمعوه هو كلام مبالغ فيه ألا و أن من من الغباء القول بأنها أختراعات كَلَّفَت تعباً ووقتاً وأموالاً للتطبيق على أرض الواقع ولأن البشر خُلِقوا بقدرات مختلفة منها البسيطة ومنها المعقدة المميزة ، فمن المتوقع ان تستمع آذاننا من الحين للآخر لبعض من الغوغائيين عديمين التفكير و القدرة على الإنجاز .
    وأخيراً ، بعد كثرة مبالغتي في الوصف المثلج للروح عن انواع الدواب الناطقة لكن لقول الحق أن هدفي هو نشر الملابس المتعفنة لأصحاب الإنتقاد اللاواقعي والناتج عن الإستجحاش الدائم … وأذا أرادوا ان يثبتوا صحة كلامي فليس أمامكم إلا ان تسألوا الله خالق كل شيء لأنه من الممكن اعطائكم عقلاً للتفكير فيه بدلاً بدلاً من أوقية السلطة التي داخل جمجمتكم . ( اذا اردتم عنوانه فانا لن اكون بخيلاً ) .

    1. وائل الشيمي

      شكراً جزيلاً على هذه الإفادة.. أطيب تحياتي إليك

  3. Tamer

    كلها خزعبلات أمريكية

اترك تعليقاً