كيف نجعل حياتنا مريرة دون أن ندري؟

You are currently viewing كيف نجعل حياتنا مريرة دون أن ندري؟
كيف نحيا حياة سعيدة

العثور على السعادة في الحياة أمر عسير، وصعب المنال. فالسعادة نفسها مسألة ثار حولها الكثير من النقاشات، واختلف المفكرون والفلاسفة في تحديد ماهيتها. لكن ما يمكن أن نتفق عليه هو أن العيش ببساطة والعثور على راحة البال هو أمر في متناول اليد. ومع ذلك هناك البعض الذين يجعلون حياتهم مريرة دون سبب، حتى عندما تسير الحياة بشكل سهل وسلس. يعود ذلك إلى طريقتهم في التفكير، وترك أنفسهم تحت تأثير المشاعر السلبية التي تجعل من حياتهم جحيم مستعرة. ومن هذا المنطلق يمكننا أن نقدم بعض النصائح لهؤلاء لجعل الحياة أقل مرارة وأكثر سعادة. وما عليك عزيزي القارىء سوى أن تتوقف عن فعل هذه الأمور وستشعر بنفسك مدى التغيير الذي ستحصل عليه.

التفكير السلبي

يعاني الجميع من ظروف الحياة الصعبة، وكذلك المشكلات التي لن تتوقف. لكن عليك أن تعلم جيداً أن لكل مشكلة حل، كل ما عليك فعله تجاه المشكلات التي تواجهك هو أن تتحلى بالجرأة والشجاعة الكافية لمواجهتها ومحاولة العثور على حل، بدلاً من التفكير السلبي فيمن كان السبب وراء هذه المشكلة، على سبيل المثال، إذا اكتشفت أن أحد أصدقائك يستغلك، لا يمكنك أن تجلس لتندب حظك وما آلت إليه الأمور، عليك مواجهته ثم اتخاذ إجراء. هذا الأمر سيقصر عليك الطريق والتفكير الطويل. توقف عن التفكير كثيراً وابدأ في التصرف، وسترى أن كل شيء يمكن حله.


رد الإساءة بالإساءة

تواجهنا في بعض الأحيان مواقف تؤلمنا، فإذا ما أساء إلينا شخص ما، نحاول رد الإساءة بالإساءة. لا تعتقد أن رد الإساءة بمثلها سيريحك كثيراً، بل على العكس فهذا الأمر بمقدوره أن يزيد من المشاعر السلبية بداخلها التي ستؤرق مضاجعك، وستمنعك من أن تكون قادراً على التسامح وتحمل في نفسك الضغينة دائماً، والحاجة إلى الدفع بنفس العملة. لن يجعلك هذا سعيداً. عليك أن تعلم جيداً أن فعل الشر أسهل كثيراً من تجنبه، لكن تأثيره أشد خطورة داخل نفس الإنسان. لم يكن عليك سوى التحلي بالنقاء الداخلي، والالتزام بالتسامح تجاه المسيء. فالمسيء في الأول والأخير يرتكب في حق نفسه ذنب كبير قبل أن يرتكبه في حقك. فهل ما زلت تفكر في الانتقام؟

اقرأ أيضًا: فوائد الضحك: الدواء الأكثر قدرة على الشفاء

الاعتراف بالخطأ فضيلة

إذا كنت مخطئاً، فالبعض الآخر مخطئ أيضاً. هل هناك مشكلة في الاعتراف بالخطأ ومحاولة إصلاحه وتجنبه فيما بعد؟ إننا جميعاً نرتكب الأخطاء، وفي كثير من الأحيان نعيش أياماً سيئة، لكن ما يجعل حياتنا مريرة هي عدم الاعتراف بالخطأ ومحاولة لوم الآخرين. يتصف البعض بالكبر وهي صفة مشينة، ويرفضون الاعتراف بخطأهم، وهو ما يجعلهم مكروهين من قبل الآخرين. قل لي ماذا سيحدث إذا اعترف المخطىء بخطأه؟ ستكون الحياة أسهل وأبسط، فهذا الأمر سيجعلنا نحاول الوصول إلى نقطة تلاقي. وفكر في مدى المرارة التي ستشعر بها دون داع. ما عليك سوى مقابلة الأمر بابتسامة وأخبر الجميع بخطأك وسيكون كل شيء أفضل.


اترك الخوف يرحل بعيداً

الخوف هو صفة ملازمة للإنسان، وهي واحدة من أكثر الصفات التي تجعل حياته مريرة، فحتى عندما يسير كل شيء على ما يرام، نجد البعض يشعر بالخوف. الخوف من المستقبل والتفكير في كل ما يمكن أن يحدث فيه. إنها طريقة مجانية لإضفاء المرارة على الحياة. إن توخي الحذر والتخطيط الجيد للمستقبل أمر عظيم، لكن القلق بشأن ما لم يأت بعد والتفكير في الأشياء التي لم تكن في متناولنا ولا يمكننا تغييرها لهو أمر سخيف، ومؤرق ويجعلنا نفقد ما نملكه. خطط لمستقبلك ولا تقلق بشأنه، وحاول أن تعيش اليوم، فاليوم الذي يمر لن يعود مجدداً.

اقرأ أيضًا: كيف تكتسب المرونة في مواجهة الصعوبات؟

لا أحد يهتم

هل مررت بزميلين لك يتهامسان ويتضاحكان، وظننت أنهما كانا يضحكان عليك؟ يحدث هذا الأمر عادةً عندما لا نثق في أنفسنا، وعندما نشعر بعدم الأمان، ونعتقد أن الجميع يراقبونا. وفي كثير من الأحيان يكون هذا التفكير من وحي الخيال، ولا يمت للواقع بصلة، لذلك لا تعتقد أن الجميع ينظر إليك ويتحدث عن ملابسك وتسريحة شعرك، وما إلى ذلك. فهذا الأمر ليس صحيحاً. عليك أن تعي جيداً أن لا أحد يهتم. وإذا كان هناك اهتمام من أحد بما تفعله، فهذه ليست مشكلتك، أهم ما في الأمر أنك تفعل ما تراه مناسباً لك، ولا تحاول أن ترتدي قناعاً أمام الناس لتخفي من وراءه ذاتك الحقيقية. سأخبرك بسر خطير: لدينا جميعاً انطباع بأن الأشياء التي تحدث لنا هي الأكثر أهمية في العالم، وسواء كنا مصابين بالاكتئاب أو تسلقنا جبل إيفرست أو شاركنا في ماراثون أو حصلنا على درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف في الميتافيزيقيا، أو أياً كان: الحقيقة هي أنه لا أحد يكترث.


ابحث عن حل بدلاً من اللوم

عندما يحدث شيئاً سيئاً في الحياة، أو يضيع شيء ما، أو عانيت من مشكلة بسيطة أو حتى مصيبة كبرى، ما هو أول شيء تفعله؟ يبحث الأشخاص الذين يجعلون الحياة مريرة دائماً عن شخص يلقون عليه اللوم. ولكن أولئك الذين يعيشون في سعادة وراحة بال، يحاولون الإصلاح أو العثور على ما فقدوه أو البحث عن حل للمشكلة. لذا بدلاً من استثمار طاقتك في شيء سلبي لن يعود عليك بأية فائدة سوى زيادة حدة المشكلة، استخدم طاقتك هذه في البحث عن حل وفكر في الجانب الإيجابي. فليست كل المشكلات التي تواجهنا في الحياة سلبية، بل هناك جانب سلبي منها وآخر إيجابي. وحتى إن كانت المشكلة تؤرق مضاجعنا عند التفكير في حلها، فهي تكسبنا تجربة عظيمة نتعلم منها ونستقي من الخبرات في الحياة. تقول الحكمة القديمة: “إن عيش حياة مرهقة، يمكن أن يقوم به أي شخص، لكن عيش حياة سعيدة هو فن لا يتقنه سوى القليل”.

اقرأ أيضًا: مفاتيح هامة حول كيفية التحكم في الاندفاع

في الختام لا يسعنا سوى القول أن هناك العديد من المواقف الأخرى التي تحول حياتنا إلى جحيم، مثل عدم قبول النقد، والاعتقاد بأن الآخرين يكنون لنا الكراهية، أو تحديد هدف في الحياة وعدم الاستمتاع به لأن لديك تطلعات أعلى، أو عدم القتال من أجل شخص ما لأنه لم يفعل ذلك من أجلك أبداً، وغيرها من الأفكار السلبية التي تجعلنا نفقد معنى الحياة والاستمتاع بها. لسنا مثاليين، ويمكن أن تحدث هذه المواقف لنا جميعاً، ولكن لدينا دائماً فرصة للتحسين.

اترك تعليقاً