أفضل طرق الخروج من منطقة الراحة الخاصة بك

You are currently viewing أفضل طرق الخروج من منطقة الراحة الخاصة بك
كيف تخرج من منطقة الراحة

ربما تبدو فكرة التخلي عن حالة الراحة والأمان التي يعيشها المرء غير منطقية بالمرة، فمن منا يريد أن يترك السكينة والهدوء والحياة الرغدة، ويذهب بنفسه إلى جحيم المعاناة من أجل تحقيق شيئاً ما. لكن إذا أمعنا التفكير في الأمر سنجد أن الحياة التي لا تعب فيها ولا نجاح لهي حياة بلا معنى وبلا هدف. إن ترك منطقة الراحة التي نجد أنفسنا فيها أحياناً، يوفر لنا النمو والتطور والتعلم والنجاح. ولا يتعلق الأمر بالتخلي عما يجعلنا نشعر بالسعادة والثقة، بل بتعزيز تجاربنا وخبراتنا من أجل حياة أفضل. ومن هذا المنطلق نحاول في هذا المقال أن نقدم للقارئ بعض الطرق للخروج من منطقة الراحة مرة واحدة وإلى الأبد.

يتطلب الخروج من منطقة الراحة قوة الإرادة وتغيير طريقة التفكير، لأننا عشنا جميعاً مرحلة من مراحل الحياة كنا فيها نتجنب التحديات ونحيا في بيئة مريحة وآمنة، وقد أغرتنا هذه المنطقة لأننا لم نشعر فيها بالتوتر والقلق أو عدم اليقين أو الخوف. لكن الحياة لا تسير على وتيرة واحدة، فالمشكلات والتحديات ستواجهنا عاجلاً أو آجلاً وسواء رغبنا فيها أم لم نرغب. كما أن العيش في منطقة الراحة يجنبنا بنفس القدر تجارب الحياة المهمة وتطوير شخصياتنا، والشعور بنشوة تحقيق الأهداف والنجاح.

غيّر روتينك تدريجياً

فوائد الخروج من منطقة الراحة الخاصة بك
خطوات الخروج من منطقة الراحة

الخروج من منطقة الراحة يعني الخروج عن المألوف. ليس عليك أن تقفز قفزة كبيرة فتبدأ بتغيير كل شيء مرة واحدة. فهذا الأمر سيصيبك بالقلق والتوتر، مما يجعلك تعود إلى منطقة أسوأ بكثير مما كنت عليه. ولكن ما عليك سوى تغيير روتينك اليومي بصورة تدريجية. عند ذلك يمكن أن تضع نفسك في مواقف غير مريحة بالنسبة لك لكنها ستدفعك إلى النمو والتطور الشخصي. أما أفضل طريقة للقيام بذلك هي تحدي نفسك كل يوم بأعمال صغيرة وأنشطة تكسر الروتين الذي دفعك في البداية إلى العيش في منطقة الراحة الخاصة بك لفترة طويلة. وبمجرد أن تنجح في هذه التحديات الصغيرة خلال حياتك اليومية، سيكون من السهل عليك التعامل مع تحديات الحياة الأكبر.

تكمن الفكرة في تقسيم نمط روتينك اليومي إلى أشياء بسيطة، خاصة اللحظات الرتيبة والمتكررة من الحياة اليومية، على سبيل المثال، إذا كنت تشرب القهوة صباح كل يوم، فقرر التوقف يوماً عن تناولها. وإذا كنت تتناول إفطارك في المنزل قبل الذهاب للعمل يمكنك أن تستيقظ مبكراً وتتناول الإفطار في مكان آخر. يمكن أن تكون تجربة ممتعة وتتيح لك تغيير قائمة الطعام الخاصة بك. كما يمكنك خلال طريقك أن تتعرف على أشخاص آخرين. وبهذه الطريقة سيعتاد عقلك على استيعاب التغييرات دون أن تدرك أن العادة سيحل محلها تجارب ممتعة أخرى. ربما يبدو هذا الأمر سهل وبسيط، ويمكن أن تنظر إليه بنظرة استخفاف، لكن لا يجب عليك الاستهانة به، فهو أول خطوات الخروج من منطقة الراحة.

اقرأ أيضًا: كيف تتكيف مع التغيير في عالم سريع الخطى؟

تعرف على الخوف من التغيير وواجهه

الخوف من التغيير
كيف تقضي على الخوف من التغيير

الخوف وعدم اليقين من ألد أعداء التغيير، لذا فإن الخروج من منطقة الراحة الخاصة بك يتطلب الجرأة والشجاعة اللازمة لمواجهة هذا الخوف. ولا نقصد محاولة القضاء على مخاوفك، لأن المخاوف جزء من شخصية الإنسان، وهي التي سوف تساعدك على تحقيق الهدف، بل يتعلق الأمر بالتعرف على هذه المخاوف والتحكم فيها حتى لا تمنعك بعضها من الوصول إلى هدفك.

على سبيل المثال، إذا كانت راحة يدك تتعرق لمجرد التفكير في إلقاء خطاب عام، ما عليك سوى أن تتدرب على إلقاء خطاب على نطاق أصغر لعرض وجهة نظرك في اجتماع عمل أو اجتماع مع الأصدقاء أو داخل العائلة. وبهذه الطريقة يمكنك أن تتعرف على ما يقلقك ويصيبك بالتوتر. ثم ضع خطة لتحليل ما تشعر به، حينها ستدرك أن التفكير في التوتر والقلق الذي يصيبك هو ما يبقيك منشغلاً عن المهمة الرئيسية وهي مضمون خطابك.

تختلف حدة الخوف من شخص لآخر. تخيل معي أن شخص يحاول تجربة القفز بالمظلة من طائرة. إن التفكير في هذا الأمر يمكن أن يصيبك بالشلل، ويجعلك ترتجف من الخوف، لكنها تجربة شخصية في الأول والأخير. ولتعلم أن الشخص الذي تنظر إليه يقفز بلا مبالاة ودون خوف شعر بنفس شعورك في المرة الأولى لكن مع تدريب نفسه على مواجهة المواقف المخيفة والصعبة أصبح معتاداً عليه، بل وامتلك الجرأة لفعل أي شيء. كذلك يساعدك الحوار مع النفس على تخطي عقبة الخوف. فالأفكار الإيجابية والقوية تعيد برمجة الدماغ، على سبيل المثال، يمكنك إخبار نفسك: “أنا شجاع وقادر على هذا العمل، ولا أخشى أن أفعل ذلك”.

اقرأ أيضًا: كيف نجعل حياتنا مريرة دون أن ندري؟

تحدى نفسك لتجارب جديدة

التحديات النفسية
من أهم طرق الخروج من منطقة الراحة خوض تجارب جديدة

لا شيء أفضل لمواجهة المخاوف والخروج من منطقة الراحة الخاصة بك، من تحدي نفسك. لدينا جميعاً بعض التحديات المعلقة التي يتعين علينا مواجهتها، وحتى قائمة بالأشياء التي لم نجرؤ على القيام بها. تحدى نفسك من هذه اللحظة فصاعداً باختيار شيء واحد كنت تحلم به دائماً وسيغير روتينك، من تعلم العزف على آلة موسيقية أو لغة جديدة، أو التعرف على أشخاص جدد، أو حتى الانتقال إلى مدينة جديدة للبحث عن فرص أفضل.

يمكنك البدء بطريقة أبسط حتى تعتاد على الأمر وتخرج من منطقة الراحة الخاصة بك، وهي تجربة اللياقة البدنية، فهي فعالة للجميع تقريباً. تكمن الفكرة في تحدي نفسك لفقدان الوزن أو تحسين الصحة أو ممارسة الرياضة يومياً أو المشاركة في ماراثون للدراجات أو الجري. ستكون مواجهة هذه الأنواع من التحديات لفترة قصيرة، مثل الجري أو ركوب الدراجة، كافية لإخراجك من منطقة الراحة الخاصة بك. بينما ستشجعك الآثار الإيجابية لهذه التجربة، مثل تقليل مستويات التوتر والقلق، على مواصلتها بمرور الوقت.

يساعدنا البعض في مواجهة التحديات طويلة الأمد، ويمنحونا الشجاعة للمواصلة. ولكن يجب أن نختار شخصيات مغامرة لترافقنا في رحلتنا وتقودنا إلى تحديات مجهولة وغير متوقعة. هذا بالتأكيد سيجعلك تعمل بجهد مضاعف، لكن الأمر يستحق التعلم وقبل كل شيء ترك حالة الراحة والملل التي تجد نفسك منغمساً فيها. ابحث عن شريك في الجريمة يعلمك ويرافقك للتسلق والسفر والطهي والرقص والعيش باختصار.

اقرأ أيضًا: كيف تكتسب المرونة في مواجهة الصعوبات؟

تعلم ووسع مهاراتك

خطوات الخروج من منطقة الراحة الخاصة بك
أهمية تعلم مهارات جديدة

يؤدي التعلم إلى توسيع معارفنا، وبالتالي يضيف إلينا الثقة بالنفس واحترامنا لذاتنا. بينما البقاء في منطقة الراحة يعيقنا ويعطلنا عن اكتساب مهارات جديدة وتعلم أمور جديدة. لذا عليك أن تتعامل مع تجربة تعليمية جديدة كل أسبوع أو كل شهر. وانظر إلى كل يوم على أنه فرصة لتعلم شيء جديد.

إن عدم مغادرة منطقة الراحة يعيق النمو المهني. ويجعلنا نشعر بالراحة في دورنا القديم، وأننا لسنا بحاجة إلى التقدم في حياتنا المهنية. لذلك، فإن تعلم مهارات جديدة يمنحنا مزايا تنافسية في هذا الجانب، وكذلك على المستوى الشخصي. والجدير بالذكر أن معظم الشركات توفر موارد التعلم والتطوير لتحسين مهارات موظفيها كميزة تعاقدية. ربما لا تعرف عنها شيئاً أو تتغاضى عنها، ولكن من الجيد الاستفسار دائماً عنها في مجال عملك.

وليس معنى ذلك أن التعلم ينحصر فقط في مجال عملك، بل يجب أن نتعلم العديد من المهارات الحياتية التي لا تتعلق بالعمل. فهي من أهم الأمور التي تساهم في تحسين نوعية حياتنا وعلاقاتنا. يمكننا أن نتعلم كل يوم شيئاً جديداً من خلال قراءة كتاب أو ممارسة هواية أو تجربة وصفة طعام جديدة. وهي طرق صغيرة تساعد في الخروج من منطقة الراحة.

اقرأ أيضًا: كيف تكون أكثر حزماً في سلوكك وقراراتك؟

في الختام لا يسعنا سوى القول بأننا محاصرون في راحة الحياة اليومية في حين ينزلق العالم من بين أيدينا ولا نشعر به. إن الخروج من منطقة الراحة الخاصة بكل واحد منا لهو أمراً صعباً، وفي هذا العالم الحديث سريع الخطى يمكن أن تكون فكرة مرعبة، ولكنها لا تحتاج إلا للشجاعة اللازمة وقوة الإرادة وبخطوات صغيرة وبسيطة يمكننا أن نغير العالم من حولنا.

This Post Has 2 Comments

  1. غير معروف

    رائع ما خطت يداك

اترك تعليقاً