أسلوب حياة

الأفكار السلبية: كيف تحرر نفسك من الحلقة المفرغة؟

نتعرض في الحياة لكثير من المواقف السلبية التي تؤثر على حالتنا النفسية، لكن بعض الأفكار السلبية تنبع من داخل نفوسنا. وتؤثر هذه الأفكار على صحتنا النفسية وعلى علاقتنا الشخصية. في هذه المقال نستعرض سوياً أشهر 20 موقف سلبي يتعرض له الناس حتى ننتبه إلى هذه السلوكيات الضارة، ومن ثم نتعرف على كيفية التعامل مع المواقف السلبية، وكيفية التخلص من الأفكار السلبية من أجل الحفاظ على حياة اجتماعية ونفسية سعيدة ومتناغمة.

التقليل من الذات

في كثير من الأحيان نختلي بأنفسنا لنفكر في حياتنا وما نتعرض له من مواقف حياتية سواء كانت سلبية أو إيجابية. لكن البعض منا يرسل رسائل مدمرة للنفس تؤثر على ثقتهم واحترامهم لذاوتهم. إن قول كلمات محبطة لأنفسنا تؤثر على قدرتنا على تحقيق أهداف الحياة الخاصة بنا، كما تمنع الحفاظ على علاقات جيدة في محيطنا الاجتماعي. لذا ينبغي علينا أن نهتم ونركز في تلك الكلمات التي نتفوه بها سواء لأنفسنا أو للمقربين لنا. ومن الأمثلة على ذلك:

عندما نقول لأنفسنا في لحظات معينة: ” أنا فاشل!” أو “لن أستطيع اجتياز هذا الاختبار” أو “أنا لست جيد بما فيه الكفاية” أو “أنا استحق هذا العقاب لأنني ضعيف” وغيرها من الكلمات التي تتسبب في شرخ كبير داخل نفوسنا. وينطبق الأمر على تلك الكلمات المماثلة التي نقولها للأصدقاء والمقربين منا. وهذا ما يؤدي بدوره إلى نشر المشاعر السلبية المحبطة والتي تؤثر على علاقتنا الاجتماعية. لكن ما هي كيفية التخلص من الأفكار السلبية الخاصة بهذه العادة؟

إن الأمر بسيط جداً لا يحتاج سوى أن تعتاد على استخدام كلمات التشجيع والتحفيز بدلاً من تلك الكلمات المحبطة. على سبيل المثال إذا تعرضنا للفشل، فبدلاً من إلقاء اللوم على أنفسنا يمكننا أن نخبر أنفسنا “إنني سوف أنجح في المرة القادمة” أو “إنني لا أعلم للاستسلام طريقاً” أو “لديك كل الإمكانيات لفعلها” أو “أنت أفضل من ذلك بكثير” وهكذا. بتلك الطريقة تستطيع أن تتخلص من المواقف والأفكار السلبية.

الأحكام السلبية الخاطئة

تقول الحكمة القديمة كي تعيش في سعادة عليك ألا تحكم على الآخرين. وهناك مقولة شهيرة تقول إلتمس لأخيك سبعين عذراً. ونحن نعاني في الحياة لأننا نفتقد إلى هاتين الصفتين، أولاً: لأننا نحكم على الآخرين، وثانياً: لا نلتمس الأعذار. على سبيل المثال يمكن أن يدخل أحد أصدقاء إلى المكان المتواجد أنت فيه ولا يلقي السلام. وهنا تبدأ دوامة الأفكار حيث نقول لأنفسنا أنه يتجنبنا ولا يريد معرفتنا ثانية، وغيرها الكثير من الأفكار السلبية. فإذا نظرنا إلى هذا الموقف نجد أننا في البداية حكمنا على الشخص بأنه تجنبنا عن عمد، وثانياً لم نلتمس له العذر، فربما لم يرانا، وربما كان مشغول البال فلم يهتم بالسلام وغيرها من الأعذار. وبهذه الطريقة يمكننا التخلص من هذه الصفة القبيحة وهي إصدار الأحكام السلبية على الآخرين.

مقارنة نفسك بالآخرين

إن من أشهر المواقف السلبية التي يتعرض لها الجميع وعلى وجه الخصوص الشباب والنساء، هو إجراء مقارنات غير عادلة. سواء كانت هذه المقارنات تتعلق بالبنية الجسدية أو المواهب أو الإنجازات أو الجاذبية وغيرها من أوجه المقارنات التي يعقدها البعض. إن هذا الموقف السلبي يقودنا بسهولة إلى الشعور بالغيرة والدونية وعدم الكفاءة. ويولد قدراً كبيراً من القلق والتوتر والاكتئاب، مما يؤثر على علاقاتنا.

ربما تظهر هذه المواقف السلبية في بعض عادة النساء التي تتأثر بدوائر صداقتهن. حيث يتنافسن بين من يرتدي ملابس أفضل أو عندما تسافر صديقة ما إلى بلد معين للسياحة، ترغب الأخرى أن تفعل مثل فعلها. وتتعلق المقارنات بكل الأمور. مما يولد حلقة من التوتر والقلق وعدم الرضا عند عاقد هذه المقارنات. لكن ما هو الحل؟

ربما يكمن حل هذه المشكلة في أمر واحد هو الثقة بالنفس. فكل إنسان منا لديه من المميزات ليست موجودة في غيره. فما عليك سوى البحث عما تتميز به، ولتعلم جيداً أن الرضا بالحياة وبما لديك هو أفضل مما عند الجميع. وفي مضى كانت هناك حكمة تقول إذا وضع كل البشر مشكلاتهم معاً في كومة كبيرة. ثم تسنى لكل واحد أن يختار مشكلة، فإن المرء سيبحث عن مشكلته هو ويأخذها. مما يعني أنك لا تعلم ظروف غيرك مما بدا لك سعيداً ومبتهجاً ومتألقاً. ربما يكمن وراء هذا المظهر صعوبات ومشكلات أنت لم تتعرض لها مطلقاً. وفي الأخير فإن الإنسان ليس بمظهره ولا بنجاحاته ولكن بما يوجد في داخله.

العيش في الماضي

ليس من السيئ أن نتذكر الأوقات الماضية، وننظر إليها بحنين. لكن كل ذلك من أجل التعلم منها وعدم تكرار أخطاء الماضي في المستقبل. لكن هناك بعض الشخصيات التي لا تستطيع التغلب على التفكير في الماضي. وكأن الماضي شيئاً سحرياً عشنا فيه لحظات من السعادة الخالصة. هذا الأمر غير صحيح بالمرة، لأننا الماضي مثل الحاضر به لحظات من السعادة كما أن به لحظات من الألم، ولم يكن بكل حال من الأحوال أفضل من حاضرنا.

مثال على هذه المواقف السلبية عندما يرفض البعض قبول الطلاق أو الانفصال عن الشريك بعد سنوات عديدة من الزواج. ويظل الشخص يحيا في ذكريات الماضي ولا يتخطاه من أجل الانفتاح على فرص جديدة للحب والعلاقات الأسرية.

يمكننا أن نتخلص من هذه الأفكار السلبية عن طريق التفكير في أفعال الماضي على أنها مقدمة لابد منها لعيش وقتنا الحاضر بشكل أفضل. واستخدام الأخطاء التي ارتكبناها كوسيلة تعلمنا منها دورساً نستطيع الاستفادة منها في الحاضر. وعليك أن تعلم أن الحياة قصيرة جداً وبهذه الطريقة في التفكير ستضيع عليك الكثير من الفرص والمتع في الحياة. لذا دع الماضي يرحل بعيداً وانظر إلى جمال حاضرك.

 تقمص دور الضحية

لعب دور الضحية من أهم المواقف السلبية
كيفية التخلص من الأفكار السلبية

أن تكون ضحية في مواجهة موقف معين ليس لك ذنب فيه فهذا أمر مفهوم. لكن أن تعيش حياتك وأنت تتمقص دور الضحية فهو من الأفكار السلبية التي تجعل حياتك جحيماً لا يطاق. إن أفضل مثال على عيش دور الضحية هو الانتقاد المستمر لكل ما حولك ومن حولك. والشعور بأن مكانك ليس في هذا العالم أو بين هؤلاء الناس، وأنت تستحق الأفضل. ثم تبدأ في النميمة والشكوى من المعاملة السيئة التي تتلقاها من الجميع. إن هذه الأفكار تصل بك في النهاية إلى الاكتئاب الذي يأكل الإنسان من الداخل ويمنعه من الاستمتاع بالحياة.

عليك أن تعلم أن الجميع ليسوا أعداء، ولا أحد يعاملك معاملة سيئة، وإن تعرضت لهذه المعاملة ذات مرة فالتعلم أن الجميع تعرض لها. لذا عليك نسيان هذه المواقف وانظر فقط إلى حياتك وما تريده منها وركز على أهدافك وليس على الناس من حولك. حينها فقط سترى العالم بمنظور مختلف.

إلقاء اللوم على الجميع

إن إلقاء اللوم على الآخرين يرتبط ارتباطاً وثيقاً بدور الضحية، فهو يعكس قيماً سلبية أخرى للشخص. فبدلا من تحمل المسؤولية عن أخطائنا، نجد أنه من المريح أكثر وأقل إحراجاً أن نلوم الآخرين؛ لكن في النهاية، لا يولد الضحية سوى الاستياء وفقدان الهيبة.

إن تحميل الآخرين المسؤولية عن مصائبنا يجعلنا نراكم الاستياء والعجز، بالإضافة إلى المشاعر الأخرى التي لم يتم حلها لعدم مواجهة المواقف الواقعة تحت مسؤوليتنا بالشجاعة اللازمة. مثال شائع إلى حد ما عندما يلوم أحد الأزواج الآخر كونه السبب في إنتهاء علاقة الحب، فلا أحد يريد تحمل المسؤولية التي تقع على عاتق كل واحد للوصول إلى نتيجة. ولا أحد يرغب في أن يفكر في حل لهذه المشكلة بدلاً من إلقاء اللوم على الآخر. لذا ينبغي علينا أن نعيد نظرتنا للأمور، والتفكير بإيجابية في حل المشكلات بدلاً من بدلاً من الأفكار السلبية وإلقاء اللوم على شخص آخر.

الخوف من الخطأ

يمكن القول إنه خوف طبيعي، فمن حقنا جميعاً أن نشعر بالخوف من ارتكاب الأخطاء؛ لكن المشكلة هي عندما لا نجرؤ على التعامل معها وينتهي الأمر بسيطرة  هذا الخوف على حياتنا والتأثير على كل قرار نتخذه. هذا الخوف يمكن أن يشلنا ويؤثر بشكل كبير على حياتنا، ويؤدي بنا إلى الفشل إذا تركناها يسيطر علينا. الخوف من الفشل أو ارتكاب الأخطاء مرتبط بالكمال، وليس هناك إنسان كامل، لذا عليك أن تعلم ذلك جيداً وتتمتع بالجرأة اللازمة لمواجهة الخوف من الفشل. فالجميع يفشل، ولكن هناك شخص قوي ينهض بعد السقوط وهناك آخر يظل في مكانه في انتظار من يحمله على النهوض.  

إن أقرب مثال على ذلك هم هؤلاء الموهوبون الذين لا يجرؤون على تولي مناصب جديدة أو مسؤوليات أعلى في أماكن عملهم خوفاً من عدم تلبية معايير أو متطلبات هذا المنصب. لذا يرفضون الفرصة وحتى المحاولة، فيضيع من بين أيديهم الكثير من الفرص في حياتهم. لذا ما عليك سوى التحلي بالشجاعة اللازمة لمواجهة الخوف من الفشل بل والقضاء عليه. فلن يأتيك أحد ليساعدك على النهوض.

معاداة الجميع

العداء موقف سلبي يرفضه الجميع. فعندما نكون حول شخص عدائي ومتقلب المزاج، فإنه عادة ما ينشر طاقته السلبية السيئة ويغير مشاعرنا وأمزجتنا. الأشخاص الذين يمارسون هذا السلوك يعتبرون أن كل من حولهم ضدهم؛ لأنها انعكاس لتجارب عائلية سيئة حدثت في الطفولة، مثل الاعتداء أو العقوبة. هؤلاء الناس يتسمون بالغضب بسهولة ويعيشون في جنون العظمة من كونهم محاطين بالخونة والأعداء. كما يستخدمون باستمرار الكلمات السلبية.

من هذه الأمثلة التي يمكن رؤيتها في أي مكان عن قرب حالة ذلك الشخص غير المتسامح والمقرف الذي لا يريد الوقوف في طابور عند الخروج لدفع ثمن ما اشتراه، ونراه يعامل الموظف بازدراء وتوبيخ، دون أن يضع مجهود ذلك الموظف في الاعتبار. هذه الشخصيات سامة لا يمكن العيش معها. لذا ينبغي علينا الابتعاد عنها حتى لا تنقلب حياتنا إلى جحيم مستعرة.

السلبية والتشاؤم

يسير التشاؤم جنباً إلى جنب مع العداء، ويتوقع الأشخاص السلبيون دائماً أن تسوء الأمور. لذا يتجنبون الأخبار الجيدة أو يقللون من شأنها. إنهم يهتمون فقط بأن يكونوا على حق بشأن فألهم السيئ، لذا فهم ينغلقون على أنفسهم بعيداً عن فرص السعادة والنجاح. وينتهي الأمر بهم عاجلاً أم آجلاً بالعزلة، مما يؤثر على كل من حولهم بسلوكهم المعرض للفشل، بما في ذلك العائلة والأصدقاء المقربون. يركز انتباهه على الأشياء السيئة ويحافظ على توقعاته منخفضة في كل موقف. إذن ما هي طريقة تجنب هذه الأفكار السلبية؟ 

إذا كنت من هذه الشخصيات ينبغي عليك محاولة التغيير والنظر إلى الأمور بنظرة إيجابية، فليست الحياة عبارة عن كتلة من المشكلات اليومية، لكن يتوقف رؤية الحياة على منظورك إليها، فإذا رأيتها جميلة كانت كذلك، وإذا رأيتها جحيماً فهي كذلك. إن التغيير ليس بالأمر الهين، ولكنه يحتاج فقط إلى قوة إرادة. ما عليك إلا التفكير قليلاً في كل موقف تتعرض له ثم تبدأ تدريجياً في التخلص من الأفكار السلبية التي تسيطر على عقلك.

القلق وانعدام الأمن

المواقف السلبية والأفكار السلبية
انعدام الأمن والقلق من أهم المواقف السلبية في الحياة

يمكن أن يؤدي القلق لدى الشخص إلى نوبات خطيرة من الصحة العقلية والجسدية إذا لم يتم التعامل معها في الوقت المناسب. يخاف الشخص القلق من فقدان السيطرة على حياته. تنجم عن هذه الأفكار السلبية العديد من المشكلات النفسية التي يمكن أن تؤدي في النهاية إلى الإصابة بأمراض نفسية لا حصر لها. تتميز الشخصية القلقة كذلك بالنظرة التشاؤمية للأمور، وتجنب الأماكن والتجارب الجديدة. بينما يتصرفون بطريقة هشة حتى لا يحملوا الناس على انتقادهم؛ فهم شديدي الكره للانتقاد. كما يحاولون إرضاء الناس لتجنب السلوك غير المتوقع في المستقبل. لكن ما هي كيفية التخلص من الأفكار السلبية الخاصة بالقلق؟

لا يوجد حل لهذا النوع من الشخصيات سوى إعادة النظر في فكرة الحياة نفسها، فالحياة قصيرة وغير مضمونة مهما وضعت من خطط لتجنب الوقوع في المصاعب. فهذه المصاعب ستأتي عاجلاً أو آجلاً، وقلقك بشأنها والتخطيط لها لن يؤجل حدوثها أو يمنعها. لذا ما عليك سوى رؤية الحياة من منظور اليوم الحاضر، فالماضي رحل إلى الأبد ولن يعود مطلقاً، والغد لا أحد يعلم ماذا سيحدث فيه.

سلوك التجنب

هذا سلوك آخر من المواقف السلبية. فوفقاً لعلم النفس ينشأ هذا السلوك من مواقف معينة حدثت في الطفولة، مثل المواقف التي تعرضوا فيها للعار أو الحكم عليهم. هذا الموقف السلبي يسلوكه الأشخاص الذين يشعرون بعدم الأمان بشأن قدراتهم ويتجنبون السيناريوهات التي يمكن الحكم عليهم فيها.

إنهم خائفون من الفشل لأنه يأتي مع الحكم. كما يبقون خارج الالتزامات؛ يمرضون في أوقات مناسبة؛ يتعاملون مع قائمة طويلة من الأعذار حتى لا يتم إلقاء اللوم عليهم؛ يغيرون وظائفهم ولا يحافظون على علاقات طويلة الأمد. عادة ما ترتبط هذه الأفكار السلبية بسمات الاكتئاب، حيث يعزل الناس أنفسهم اجتماعياً ويحافظون على نفس سلوكهم المعتاد.

مواقف الغضب والاستياء

ترتبط مواقف الغضب ارتباطاً وثيقاً بالاستياء. حيث يمكن أن يتحول الغضب المستمر إلى استياء. وفي الحقيقة فإن التهيج والغضب لا يضران فقط بالمتألم عقلياً وجسدياً ولكن أيضاً كل الناس من حولهم. كلنا نمر بيوم سيء، لكن إدارة الغضب يمكن أن تكون مشكلة خطيرة لبعض الناس. وقد تسبب في إصابات جسدية خطيرة لمن يعانون منها، كالأزمات القلبية، والشلل، وما إلى ذلك.

غالباً ما يكون لدى الأشخاص المستائين ماضٍ متضارب، ويميلون إلى الحكم على الناس، والحفاظ على موقف مرير ومزدري تجاه تصرفات الآخرين، لأنه حتى لو لم تكن هناك أسباب، فهم دائماً يأخذون الأمور على محمل شخصي ويشعرون بالحزن. بينما تتجلى غطرسته في استيائه من السخرية ونفاد الصبر والتهكم وغير ذلك من المواقف السلبية.

نشر الشائعات

إن نشر الشائعات من أمثلة المواقف السلبية، حيث يوجد في كل مكان أشخاص ينشرون الشائعات أو يعلقون على الحياة الشخصية للآخرين، واعتماداً على البيئة، فإنهم يخلقون مواقف سلبية وصورة سيئة بسلوكهم. يؤثر نشر الشائعات على الأصدقاء وزملاء العمل، فمن غير اللائق التحدث عن شخص ما في غيابه. لذا إذا وضع هؤلاء في بيئة يسودها الاحترام، فسرعان ما يفقدون مصداقيتهم وثقتهم من جانب الأغلبية.

يمكن أن تؤدي الشائعات إلى موجة من سوء الفهم والإضرار بصورة الشخص. ونلاحظ هذا الأمر كثيراً مع الشخصيات العامة التي يجب عليها التعامل مع الشائعات والتكهنات التي تنشر على الشبكات الاجتماعية والمجلات، والتي ينجح بعضها في تشويه سمعتها دون أن تكون حقيقية.

عدم تقبل النقد البناء

كيف تتخلص من السلبية
عدم تقبل النقد البناء من أهم صفات الشخصيات السلبية

على الرغم من أنه من الطبيعي أن تشعر بالسوء عند تتلقي نقداً أو تعليقاً سلبياً، إلا أنه من السلوك السلبي معارضة أو مهاجمة ذلك الشخص الذي يصحح لنا أخطائنا أو ينتقدنا لتحسين شيء ارتكبناه بشكل خاطئ. إن إظهار موقف سيء أو الانتقام من الشخص الناقد يجعلنا نبدو غير موثوق بنا. لذا فإن من التحضر أن نأخذ النقد البناء على محمل الجد والعمل بمقتداها على تحسين الجانب الذي تسبب في هذا النقد. كما ينبغي أن نظهر للجميع أننا على استعداد للتغيير ونمتلك المرونة الكافية للعمل على ذلك.

مثال على النقد البناء هو الإشارة إلى شخص يذهب في رحلة لتسلق الجبال وهو يرتدي ملابس غير مناسبة وحذاء ذو كعب عالي. فعندما يخبره شخص ما أن هذا الأمر غير مناسب وسيتسبب في جرحه بالعديد من الجروح يجب عليه الامتثال للأمر. لكن مقاومة ذلك الشخص الناصح سيجعله يعود مصاباً بجروحه ويفقد ثقة الآخرين فيه.

التعبير بطريقة وقحة

هناك أناس لا يعرفون كيف يوجهون استيائهم ويعبرون عنه بطريقة غير لائقة ومتعجرفة ووقحة. يرفض معظم الناس هذه المواقف السلبية لأن لا أحد يريد أن يكون ضحية لهذا النوع من السلوك العدواني. حيث يبدي البعض رأيه عن طريق رفع نبرة صوتهم، وضرب الأشياء لجذب الانتباه وتعزيز تعبيرهم عن الاستياء. لذا فإن من التحضر أن يبدي الناس وجهات نظرهم من خلال محادثة منظمة وودية. مثال على ذلك بعض مديري الشركات الذين يفضلون مخاطبة موظفيهم بشكل غير لائق من أجل تنفيذ المهام المطلوبة، وذلك عن طريق استخدام الكلمات المسيئة والصراخ وضرب الطاولة.

الاستهزاء وعدم احترام مشاعر الآخرين

إنها واحدة من أكثر المواقف السلبية التي تستحق التخلص منها، فإن السخرية من شخص ما بسبب آرائه أو عواطفه هو علامة على عدم الاحترام وعدم التعاطف. لكل شخص أسلوب حياة مختلف أو رأي شخصي مختلف حول العديد من القضايا، فضلاً عن حقه في مشاركة هذا الرأي. إن السخرية ما هي إلا تعبير عن فقدان الثقة في النفس، وتدني احترام الذات. لذا فإن هؤلاء يحتاجون إلى السخرية من أخطاء الآخرين لتحويل الانتباه عن أخطاءهم الخاصة.

يمكن أن تسبب المضايقة مشاكل خطيرة في تقدير الذات لمن يعانون منها. ومن أشهر الأمثلة على ذلك التنمر الذي يعد قضية اجتماعية تؤثر حالياً على العديد من الأطفال مع عواقب وخيمة على تطور شخصياتهم.

الشكوى بشكل دائم

يجب التخلص من الأفكار السلبية المتمثلة في الشكوى. يمكن أن تعمل الشكوى في بعض الأحيان على توجيه إحباطنا في مواقف معينة، وفي بعض الأحيان تعمل على تصحيح بعض المشكلات. لكن أن تشكو من كل شيء حتى أدق التفاصيل فهذا لن يؤدي سوى لنفور الناس منا والابتعاد عنا. تعتبر الشكوى الدائمة من المواقف السلبية لأنها مظهر من مظاهر عدم الرضا التي يمكن أن تتعب بعض الناس وتصيب آخرين. فما كيفية التخلص من هذه الأفكار السلبية؟

في بعض الأحيان يكون من الجيد النظر بعناية والعثور على الجانب الإيجابي للأشياء وأحياناً من الممكن أن يكون الحل في أيدينا. إن من الأسهل التمسك بالشكاوى بدلاً من اقتراح حل فعال للمشاكل والتصرف وفقاً لذلك.

الكسل

الكسل هو والد كل الشرور كما تقول الحكمة القديمة. وهو موقف سلبي يعني عدم وجود الدافع والاستعداد لفعل شيء ما. يعتبر الكسل صديقاً للتراخي والتسويف، لأن الناس يرون التحديات على أنها عقبات ويفعلون أشياءً لتجاوزها ويعطون القليل من الجدية للمهام المعلقة الواقعة تحت مسؤوليتهم ليكونوا أشخاصاً أفضل.

على سبيل المثال، أريد أن أذهب إلى صالة الألعاب الرياضية ولكن ليس لدي وقت؛ أريد أن أخرج معك في نزهة ولكن ليس لدي نقود؛ أريد أن أطهو لك العشاء لكني أفتقد المكونات. وغيرها من الأمور التي تدخل ضمن نطاق الكسل وعدم الرغبة في فعل شيء.

الأنانية

يجد الأناني صعوبة في التفكير في حاجة ورغبة الآخرين، فأولويته هي نفسه حتى لو كان عليه التصرف على حساب الآخرين لإرضاء مصالحه الخاصة. إنه موقف سلبي يسهل التعرف عليه، يستغل الأناني المواقف لمصلحته؛ ولا يحب المشاركة؛ ولا يفهم مبدأ المعاملة بالمثل.

مثال للأناني هو الشخص الذي لا يعطي زملائه الفرصة للتحدث لسماع آرائهم، لكنه يفضل أن يكون مركز الاهتمام، والتحدث عن قضاياه، ومقاطعة أولئك الذين يحاولون التحدث وفرض آرائه. إنها أيضاً أفعال سلبية للأطفال، عندما يريدون إخفاء ألعابهم عن زملائهم.

الحسد

الحسد ليس فقط أحد المواقف السلبية التي يمكننا إظهارها، ولكنه أيضاً أحد أبشع الصفات التي يمكن أن يتصف بها أي إنسان. ينبع الحسد من عدم الرضا عما يملكه الشخص، لذا فهو يريد ما يمتلكه الآخرون، وإذا لم يحصل عليه تنتابه مشاعر سلبية تجعله يحسد ذلك الشخص على ما يملكه. والشخص الحسود منبوذ من الجميع فهو شخص خطير لا يمكن التعايش معه.


في الختام ينبغي علينا أن نعلم جيداً أن التعرف على المواقف والأفكار السلبية والانتباه لها من حولها يساعدنا في التخلص منها. فالجميع يمر بمواقف سيئة، لكن الخطورة تكمن في مواقفنا السلبية مع أنفسنا. لذا فمن الصعب التعامل مع المواقف السيئة الخارجية لأنها مرتبطة بأخلاقيات الناس، ولن نستطيع تغيير العالم من حولنا. لكن بإمكاننا تغيير أنفسنا من الداخل، ولهذا من المهم عدم الوقوع في مثل هذه المواقف.

وائل الشيمي

كاتب وأديب بدأ مسيرته الأكاديمية في مجال الصحافة، حيث حصل على بكالريوس في هذا المجال، وقاده شغفه بالإنسانية إلى دراسة علم النفس والفلسفة، وقد ساعدته دراسته وقراءاته في فهم أبعاد الشخصية البشرية وتعقيداتها. في روايته "الأجنحة السوداء" صور قضايا الوجود والتحديات النفسية التي يواجهها الإنسان في رحلة بحثه عن الإله، في سياق سردي مشوق يحمل في طياته تأملات فلسفية حول الحياة والموت، الحرية والقيود. كما أطلق في مجموعته القصصية "علامات لا تُمحى" مجموعة من القصص التي تتناول الجوانب المظلمة من التجربة البشرية، تاركاً آثارًا لا تُمحى في ذهن القارئ. إلى جانب أعماله الروائية والقصصية، ساهم الكاتب بالعديد من المقالات النقدية والحوارات الفكرية في الصحف والمجلات والمواقع الإعلامية، حيث شكلت كتاباته مساحة للتفكير والتحليل حول قضايا ثقافية واجتماعية معاصرة.

‫2 تعليقات

  1. إن التغيير ليس بالأمر الهين، ولكنه يحتاج فقط إلى قوة إرادة… شكرا لك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعمك يهمنا ❤️

نحن نعمل بجد لتقديم محتوى مجاني ومفيد لك. هل يمكننا الاعتماد على دعمك بتعطيل مانع الإعلانات؟ شكرًا مقدمًا!