مفاتيح هامة حول كيفية التحكم في الاندفاع

You are currently viewing مفاتيح هامة حول كيفية التحكم في الاندفاع
كيف تتغلب على السلوك الاندفاعي

التحكم في الاندفاع ليست عملية سهلة. حيث تتعد أشكال السلوك الاندفاعي، فمن الشخص الذي يميل إلى مقاطعة حديث الآخرين مراراً، إلى هذا الذي يحاول القيام بالعديد من الأنشطة في الوقت ذاته، ولا يمكننا أن ننسى ذلك الذي يذهب لشراء لتر من الحليب فيعود إلى منزله محمل بأكياس لا نهاية لها. هذه فقط بعض الأمثلة، لكن في الواقع هناك ما لا يعد ولا يحصى من هذه الأشكال. فإذا كنت تعاني من مثل هذه الأمور فاعلم أن هذا السلوك يمكن أن يسبب لك العديد من المشكلات. كما يؤثر بشكل خطير على صحتك النفسية وعلاقاتك الاجتماعية. لكن كيف تتغلب على الاندفاع.

حدد الحافز

الخطوة الأولى لتعلم التحكم في الاندفاع هي تحديد ما يحفزه، فلكل شخص محفزات مختلفة. هذه الخطوة شديدة الأهمية، ومتعبة بعض الشيء. لكن إذا تمكنت من اكتشاف الرابط الأول في سلسلة من الأحداث، فستكون لديك القدرة على إيقاف الكارثة في الوقت المناسب. بمعنى أنك ستتجنب الوقوع في نفس النتائج التي أدت بك لكثير من المتاعب لعدم التصرف بضبط النفس. ولا يمكننا حصر جميع المحفزات والدوافع التي يمكن أن تدفعك إلى مثل هذا التصرف. ولكن الدوافع الأكثر شيوعاً للاندفاع هي الإجهاد، القلق والتوتر، الوحدة، الغضب، الراحة.. وغيرها الكثير.

يتوقف معرفة الدافع عليك أنت.. وأنت فقط لا أحد غيرك. ومعرفة هذا الدافع سيسمح لك بالتحكم بشكل أفضل في سلوكك وكيفية تجنب الاندفاع. ولنستعرض مثالاً لتوضيح هذا الأمر: يعاني أحد الأشخاص من إدمانه على المقامرة. ويريد بشدة أن يتعافى من هذا الإدمان، فشرع في البحث عن أسباب هذا الاندفاع وما يحفزه. واكتشف أن هذا الاندفاع لم يكن بسبب مروره أمام الكازينو أو ذهابه لتناول القهوة على المقهى ورؤيته لبعض رواد المقهى يلعبون النرد. ولكن هذه الحاجة نشأت في لحظات القلق والتوتر والإحباط التي يصاب بها عندما يلومه رئيسه في العمل.

فكلما فعل رئيسه هذا الأمر يبدأ في التفكير في الذهاب للعب القمار، كما أدرك أنه يفكر في هذا الأمر كذلك عندما يواجه بعض أطفاله مشاكل في المدرسة. ومن هنا اكتشف أن هذا القلق هو الحافز الرئيسي في إدمان، مما جعله يتعلم السيطرة على اهتمامه بالمقامرة، واستبدالها بالرياضة ومشاهدة الأفلام مع عائلته.

اقرأ أيضًا: كيف تتخلص من الشعور بعدم الأمان مرة واحدة وإلى الأبد

حدق في وجه الخوف

بعد تحديد نقطة الضعف التي تؤدي إلى السلوك الاندفاعي، تبدأ الخطوة التالية، وهي ابتكار حلول ممكنة لنقاط الضعف والاستعداد للتعامل مع المحفزات جسدياً وعقلياً. واستبدال هذا النشاط الاندفاعي بنشاط آخر أكثر صحة وإيجابية. وهذا هو الأمر الأصعب.

ولتبسيط الأمر نستعرض مثالاً توضيحياً: تعرض أحد الأشخاص إلى حريق اتلف معظم أجزاء جسده، ولهذا يتجنب الاقتراب من أي شمعة أو شعلة ضوء لأي سبب كان. وفي عيد ميلاده أراد أصدقائه أن يضعوا بعض الشموع على كعكة عيد ميلاده. في البداية شعر بالخوف الشديد والنفور من تلك الفكرة. إلا أنه سرعان ما أدرك أن التحدي هو التحديق في وجه الخوف، وفهم أن الشموع ليست هي السبب فيما حدث له بل الذكريات التي تحيط بها.

مثال آخر: تعاني فتاة من هوس السرقة، وتريد بشدة أن تتخلص منه. ومن المتعارف عليه أن المصابين بهوس السرقة يشعرون بارتفاع الأدرينالين في الجسم عند تنفيذ السرقة، والمخاطرة، مما يمنحهم السعادة المؤقتة. لكن هذه الفتاة فهمت هذه اللعبة جيداً، وأرادت أن تتخلص من هوسها عن طريق تحدي هذا الاضطراب، وكلما شعرت بالاندفاع تجاه سرقة شيء، انطلقت إلى الخارج لتركض في الحديقة. وفي كل مرة تشعر فيها بالحاجة إلى اندفاع الأدرينالين والمخاطرة تذهب للجري، وبهذه الطريقة تخلصت من اندفاعها.

هناك أسلوب فعال آخر للتغلب على الاندفاع وهو وضع عقبات أو حواجز. على سبيل المثال هناك من يعانون من الإدمان على التسوق، لذا عند ذهابك للتسوق لا تحمل معك من الأموال سوى ما يكفي لما تريد شراءه فحسب. وبهذه الطريقة يمكنك أن تتغلب على هذا الاندفاع وتوفير المال كذلك.

اقرأ أيضًا: 10 مفاتيح للحد من ضعف التركيز في العمل والدراسة

تخلص من التوتر

التخلص من الاندفاع
التوتر والقلق أهم أسباب الاندفاع والتسرع

أثبتت العديد من الدراسات أن التوتر هو الدافع الرئيسي للسلوك الاندفاعي. فكم مرة تدفعنا المشكلات الزوجية إلى الإفراط في تناول الطعام، وكم مرة يدفعنا التوتر في العمل إلى الإفراط في التدخين على سبيل المثال. إن التوتر يدفع المرء لارتكاب المزيد من الأخطاء. لذا كي نسيطر على الاندفاع علينا أن نتخلص من هذا التوتر، ومن هنا يجب علينا في البداية أن نجد طريقة للاسترخاء في مواجهة الأحداث التي تولد القلق أو التوتر أو الانزعاج أو الإحباط.

بكل تأكيد يكون الإجهاد هو المحفز لهذه النوبات في معظم الحالات، لكن هذا ليس هو الحال دائماً. وبالمثل، فإن الأنشطة التي تتضمن إدارة الأفكار والعواطف ستعمل على عدم الانتكاس إلى الاندفاعات المفرطة. بشكل عام، فإن ممارسة أي نوع من الرياضة أو الهواية التي تتطلب التركيز وتولد كيمياء الدماغ الصحيحة تعمل على التخلص من الأفعال المدمرة. كما يمكن للتمرينات التأمل اليومي أن تعلمك كي تتنفس بعمق، وتتغلب على التوتر.

اقرأ أيضًا: أفضل التوصيات للمحافظة على نمط حياة صحي ومثالي

اكسر أنماط التفكير السلبية

قد يكون هذا هو أصعب تمرين عقلي يجب القيام به من أجل التحكم في الاندفاع، لكنك بالتأكيد بحاجة إلى كسر أنماط التفكير السلبية التي تسببت في سلوكياتك الاندفاعية الضارة وفي نفس الوقت إعادة توصيل عقلك ليفكر بشكل مختلف خارج الصندوق. لذا قم بتغيير القناة! بمعنى تغيير الصورة الموجودة في ذهنك. تخيل أنك تلتقط جهاز التحكم عن بعد وتضبط تلفازك على قناة جديدة. لقد حان الوقت للتوقف عن التصرف بناءً على رغباتك وردود أفعالك إذا لم تحصل على النتائج التي تريدها.

اقرأ أيضًا: كيف تبدأ في تغيير العادات السيئة واكتساب عادات جديدة؟

تحلى بالصبر

عليك أن تتحلى بالصبر، لأن التغلب على هذه المشاكل لن يأت بين يوم وليلة. فهذه العادات التي تعاني منها الآن تعززت في سلوكك على مدار سنوات. لكن المفتاح هو المرونة، والشجاعة وقوة الإرادة. ففي كثير من الأحيان ستشعر بالرغبة الملحة في العودة، وستصاب بالإحباط، وربما تتعرض لبعض الانتكاسات، لكنها جزء من عملية التحكم في الاندفاع.


في الختام لا يسعنا سوى التأكيد على أن عملك بهذه الخطوات، سيساعدك بكل تأكيد على التغلب على الاندفاع، وما إن تفعل ذلك احتفل بهذا النجاح وتذكر أن ذاتك تستحق الكثير من الحب، فضلاً عن حياة سعيدة خالية من الصراعات غير الضرورية.

اترك تعليقاً