تحليل فيلم Wild Strawberries: السحر الغامض للحب والحياة والموت
فيلم Wild Strawberries أو التوت البري هو واحد من أعظم أفلام إنجمار بيرجمان، ويأتي هذا الفيلم مباشرة بعد فيلم The Seventh Seal. وعلى الرغم من أن هذين الفيلمين لهما قصص مختلفة تماماً عن بعضهما البعض (فالختم السابع هي حكاية تدور أحداثها في العصور الوسطى، بينما فيلم التوت البري عبارة عن قصة معاصرة تدور حول يوم واحد في حياة رجل عجوز)، إلا أنهما يتشابهان فيما بينهما بشأن أبطال الحكايتين الذين يبحثون عن معنى الحياة. في هذا المقال نتناول بشيء من التفصيل تحليل فيلم Wild Strawberries.
قصة فيلم Wild Strawberries
قبل الدخول إلى تحليل فيلم Wild Strawberries نستعرض الفكرة العامة للقصة. حيث تدور أحداث فيلم التوت البري حول طبيب وأستاذ جامعي يبلغ من العمر 78 عاماً ينتظر اليوم الذي يحصل فيه على الدكتوراه الفخرية احتفالاً بمرور خمسين عاماً من الخدمة المتميزة. هذه المناسبة تجعله يفكر فيما أنجزه وما إذا كان قد حقق أهدافه في الحياة. يغطي الفيلم رحلته التي استمرت يوماً بالسيارة من منزله في ستوكهولم إلى لوند. حيث سيحصل هناك على هذه الدكتوراه في حفل مهيب. وعلى مدار تلك الرحلة، يتقابل مع العديد من الأشخاص على طول الطريق. كما لديه العديد من الأحلام المزعجة خلال فترات الغفوة العرضية. ولسوف نتناول تحليل كل هذه الأمور الخاصة بالأحلام والموضوعات الأساسية التي يطرحها إنجمار بيرجمان في هذا الفيلم الرائع.
اقرأ أيضًا: تحليل فيلم Cries & Whispers: مشاهد فريدة لن تراها في أي فيلم أخر |
موضوعات الفيلم
ربما احتار العديد من النقاد بشأن أفكار وموضوعات هذا الفيلم. فهو خليط محير بالفعل. ويعج بالكثير من الشخصيات والظروف غير المتجانسة نوعاً ما والتي تظهر على مدار رحلته الطويلة. لذا قبل الخوض في تحليل فيلم Wild Strawberries علينا أن نشير في البداية إلى بعض القضايا والموضوعات:
الموت
موضوع الموت هو تيمة أساسية في جميع أفلام إنجمار برجمان تقريباً. فجميعنا ندرك جيداً أننا سنموت في النهاية، لكن بطل حكايتنا هو رجل عجوز يقف على عتبة الموت بالفعل. لذا فإن الموت بالنسبة له أمر شديد الأهمية. لذا ينبغي عليه أن يواجه هذه المسألة.
الهدف من الحياة
هذه الأزمة الوجودية هي الموضوع الوجودي أحد الموضوعات الأساسية كذلك في أفلام برجمان. وفي هذا الفيلم يحاول أن يظهر برجمان كيف أن معظم الشباب في سعي دائم إلى نوع من العظمة. ففي العادة يسعى الرجال إلى التكريم والثروة والتميز المهني والحياة العاطفية الناجحة. ومن هنا يتساءل البطل دوماً عما أنجزه في هذه الحياة، وبالتالي هدف وجوده.
المشاعر النفسية
هناك نوعان من المشاعر في هذا الفيلم. أولهما: الاستياء. فعندما يتعرض المرء للأذى أو الرفض، قد يشعر بالاستياء تجاه الأطراف المسؤولة عن هذا الأذى. ونعلم أن هذا الاستياء يأتي بنتائج عكسية. لكن مع ذلك من الصعب التغلب على مشاعر الاستياء. وثانيهما: الانسحاب. فأحد الأساليب اللازمة للتخلص من المواجهات السخطية والمثيرة للجدل هو الانسحاب. وهذا يمكن أن يجعل المرء منفصلاً وأكثر موضوعية، لكنه يعني أيضاً فك الارتباط. ولدى البعض ميلاً طبيعياً للانسحاب كلما كان هناك شيء مثير للجدل.
منظور العمر
هناك ثلاث مجموعات عمرية في القصة: الشباب (أواخر سن المراهقة أو أوائل العشرينيات)؛ والبالغون (الثلاثينيات)، وكبار السن. كل مجموعة من هذه المجموعات لديها وجهة نظرها الخاصة، ومجموعة من المسؤوليات، ومنظور محدد يعتمد على العمر.
العلاقات مع النساء
كان برجمان مفتوناً بالنساء، وكيفية ارتباطهن بالعالم والرجال. وفي هذه القصة، تربط إسحاق علاقات ممتعة مع عدد من النساء (الآنسة أجدا، والدته، ماريان، وزوجته).
اقرأ أيضًا: تحليل فيلم Persona: التجربة النفسية الأكثر غموضاً وجاذبية |
العرض السردي لفيلم التوت البري
كل هذه المواضيع والقضايا السابق ذكرها مرتبطة ببعضها البعض ويتم التطرق إليها في سياق العرض السردي. بينما يمكن تصنيف المشاهد المختلفة للفيلم في الأقسام التالية.
إسحاق
تبدأ قصة فيلم Wild Strawberries بإسحاق – فيكتور سيوستروم – في مكتبه، ونراه يوضح أن علاقاتنا الشخصية مكرسة بشكل أساسي لمناقشة وتقييم سلوك الآخرين (أي أنها تصدر أحكاماً بشكل أساسي). هذا هو السبب في أنه “ينسحب تدريجياً من كل العلاقات الاجتماعية”. ويذكر أيضاً أنه بدأ حياته في العمل من أجل المال، ولكن انتهى به الأمر مع حب العلم. وهكذا يبدو أنه اختار مهنة يمكن قياس إنجازاته بموضوعية.
ثم يصف حلماً تعبيرياً مزعجاً (الحلم 1) كان لديه، حيث يتجول في الشوارع المهجورة لجزء قديم من ستوكهولم ويرى عدة رموز للموت: ساعة محمولة بدون قارب، رجل غريب بلا وجه يسقط ميتاً وينزف بغزارة، وعربة يجرها حصان تحمل نعشاً. يسقط النعش في الشارع، ويكشف عن جثته نفسه.
بداية الرحلة في فيلم Wild Strawberries
في وقت مبكر جداً من صباح يوم تقليده للدكتوراه الفخرية، يستيقظ إسحاق ويقرر أنه يستطيع القيادة لمسافة 600 كيلومتر إلى لوند بسيارته، وإنه سوف يصل إلى الحفل في الخامسة مساءً. ونتيجة لهذا القرار الغريب يدخل في جدال مع خادمته المزعجة – الآنسة أغدا – التي تبلغ من العمر تقريباً مثل إسحاق والتي تخدمه منذ أربعين عاماً. وأثناء تناوله وجبة الإفطار تدخل عليه ماريان – إنغريد ثولين – زوجة ابنه إيفالد – جونار بيورنستراند – التي كانت تقيم معه مؤخراً. لتخبره أنها تود السفر معه في السيارة للعودة إلى منزل زوجها في لوند.
وبينما كان إسحاق يقود سيارته مع ماريان، كانت محادثتهما ودية، لكنها تحولت بعد أن قال لها بشكل قاطع ألا تدخن وأنه يجب أن يكون هناك قانون يمنع النساء من التدخين. ومن هنا تتفوه ماريان بآرائها الحقيقية حول إسحاق فتقول:
“أنت رجل عجوز أناني. أنت قاسي تماماً ولا تستمع أبداً إلى أي شخص سوى نفسك… أحكامك قاطعة للغاية.”
أذهل إسحاق بهذه الآراء، لكن كعادته يحاول إخفاء مشاعره. لاحظ أنه على الرغم من أن بطل القصة هنا هو إسحاق، إلا أننا سنرى طوال الفيلم أن ماريان تبدو وكأنها صوت بيرجمان. وسرعان ما قرروا التوقف وزيارة المنزل الصيفي الذي عاش فيه إسحاق مع عائلته خلال السنوات العشرين الأولى من عمره.
التوقف عند المنزل القديم
يجلس إسحاق وينظر إلى المنزل القديم الفارغ والمهجور تقريباً لينطلق في حلم جديد (الحلم 2). يعود فيه إسحاق إلى ما يقرب من ستة عقود عندما كانت سارة – بيبي أندرسون – الفتاة الصغيرة التي أحبها تقتطف التوت البري في حديقة المنزل. ونظراً لوجود شخصيتين في الفيلم تحملان اسم سارة سأشير إلى هذه الفتاة باسم “سارة 1”. بعد ذلك، يقترب سيجفرد شقيق إسحاق الأصغر من سارة 1، ويغازلها بوقاحة ويقبلها، على الرغم من تأكيدها على أنها مخلصة لصديقها الذي تحبه إسحاق.
هنا يبدو بما لا يدع مجالاً للشك أن هذه الذكرى هي الأكثر إيلاماً لإسحاق. ثم يستيقظ إسحاق من حلمه المؤلم، ويقابل امرأة شابة متنقلة، تُدعى أيضاً سارة (سارة 2، تلعب دورها أيضاً بيبي أندرسون). بينما سارة 2 هي شابة بريئة وعصرية تحب إثنين من أصدقائها أحدهما يدرس العلوم والآخر علم اللاهوت، والثلاثة في طريقهم إلى لوند لذا يطلبوا من إسحاق أن يصحبهم معه في سيارته.
هنا نلاحظ أن سارة 2 هي المثال العصري لسارة 1. فإذا عدنا إلى الخلف نجد أن سارة 1 كانت في حيرة من أمرها بشأن حبها لإسحاق الهادئ الرصين أو سيجفرد اللعوب المحب للحياة. وكذلك نرى سارة 2 في وضع محير كذلك بين صديقيها اللذان يشبهان إلى حد ما إسحاق وسيجفرد.
مواجهة مع الغضب
على الطريق، كادوا يصطدمون بسيارة أخرى، لكن السيارة القادمة تنحرف عن الطريق لتسقط في الغابة. يتضح أن راكبي هذه السيارة، السيد والسيدة ألمان، وهم زوجان ناضجان يتشاجران بشكل ميؤوس منه، ويقضيان كل وقتهما في استياء متبادل صريح. يبدو أن هذه الفترة الفاصلة التي مدتها ست دقائق هي دليل على نوع العلاقة التي يمقتها إسحاق وسعى دائماً إلى تجنبها. ومع ذلك، يمكن أن يكون هذا نتيجة طبيعية للأشخاص الذين يصدرون أحكاماً والذين يشعرون أنه يمكنهم تسجيل نقاط من خلال توجيه انتقادات مستمرة.
التوقف في محطة الوقود
هنا تتوقف السيارة في محطة الوقود الموجودة في المنطقة التي كانت فيها أول عيادة طبية لإسحاق، يتعرف مالك محطة الوقود (ماكس فون سيدو) على إسحاق ويخبره أن كل شخص في المنطقة لا يزال يعتز بذكراه وإسهاماته. وعند سماع هذا الثناء الصادق، يتساءل إسحاق في نفسه عما إذا كان يجب أن يبقى في تلك المدينة طوال حياته بدلاً من الذهاب بعيداً من أجل السعي وراء العظمة.
تناول طعام الغداء
توقفت السيارة مرة أخرى لتناول طعام الغداء في مقهى مفتوح بالقرب من منزل والدة إسحاق البالغة من العمر 96 عاماً، مما أتاح لإسحاق وماريان وقتاً للخروج وزيارة قصيرة لها. هذه الأم التي شوهدت في الحلم 2 وكانت متسلطة أصبحت الآن باردة وغاضبة. لقد عاشت أكثر من إسحاق وأطفالها العشرة الأخرين، والآن كل ما لديها هو تذكارات من أبناءها وأحفادهم، لكنها تعاني من ضعف التذكر.
تحليل الأحلام الأخرى في فيلم Wild Strawberries
يغفو إسحاق ويسقط في المزيد من الأحلام، كل منها يتضمن جوانب مستحيلة وبالتالي لا يمكن أن تمثل ذكريات حقيقية بشكل كامل. أول هذه الأحلام ظهور سارة 1 خارج المنزل القديم وهي تمسك ببرود مرآة توجهها على وجه إسحاق البالغ من العمر 78 عاماً وتخبره كيف يبدو قبيحاً وكبيراً. ثم قامت بتوبيخه، قائلة إنها ستتزوج من شقيقه سيجفرد، مشيرة إلى أن كل ما تعلمه كان عديم الفائدة:
“أنت تعرف الكثير، ولا تعرف أي شيء.”
انتقلت سارة 1 بعد ذلك إلى طفلها من سيجفرد لتقدم له الحنان والمداعبات الأمومية – وهو بالضبط نوع الأمومة التي فاتها إسحاق. بعد ذلك يحدق إسحاق من خلال نافذة من الخارج ليرى سارة 1 وسيجفرد من الداخل وهما يظهران حنان الزوجين تجاه بعضهما البعض.
ثم يتحول الحلم إلى فحص طبي غريب وكابوس أجراه السيد ألمان (الحلم 3) الذي يحكم بشدة عليه. فإسحاق فشل فشلاً ذريعاً في جميع الاختبارات، وقال له السيد ألمان: “لقد تم اتهامك بالذنب، وأنك غير كفء”. علاوة على ذلك، يتابع السيد ألمان، أن زوجة إسحاق المتوفاة كارين اتهمته بأنه “قاس وأناني وعديم الرحمة”.
ثم أخذ السيد ألمان إسحاق للخارج إلى الغابة وسمح له بإعادة مشاهدة مشهد يتذكره قبل 40 عاماً لزوجته وهي تخون زوجها مع حبيب أخر. وبعد أن مارسوا الحب، تتحدث كارين باستخفاف عن تعاطف إسحاق الزائف ونفاقه. ثم تخبر عشيقها بأنها كلما اعترفت بخطاياها لزوجها بالدموع، يقول دائماً أنه لا يوجد ما يغفر لها. لأنه بارد كالثلج.
هنا يبدو من الواضح أن زواج إسحاق وكارين كان فاشلاً وربما كان مجرد نسخة أكثر تحفظاً ومدنية لنوع الزواج الذي أظهره ألمان أثناء وجوده هو وزوجته معهم في السيارة.
في نهاية مقاطع الأحلام الثلاثة، يشير السيد ألمان إلى أن الأحلام كانت كلها تلفيقات في عقل إسحاق من أجل فصل نفسه عن العالم. وعندما يسأل إسحاق ألمان عن عقوبته على هذا الذنب، يرد قائلاً: العقوبة هي الوحدة.
هناك مقطع رابع قصير عن الأحلام في هذه المرحلة حيث تأتي سارة 1 إلى إيزاك وتخبره أنه من المفترض أن يذهب لإحضار والديه. وتمد يدها إليه، وعندما تصل به إلى مكان والديه تذهب مسرعة وتتركه. وهذا الحلم دليلاً إضافياً على أن فقدان سارة 1 كان مصدر الأسف الرئيسي في حياة إسحاق.
ماريان وإيفالد في فيلم التوت البري
عندما يستيقظ إسحاق، يكون هو وماريان وحدهما في السيارة المتوقفة، وتقص عليه مشاكلها مع زوجها إيفالد. حيث أبلغت إيفالد قبل بضعة أشهر أنها حامل، لكنه كان يعارض بشدة إحضار طفل إلى العالم. وشدد على مدى اختلافهما من خلال الإشارة إلى أن رغبتها العامة كانت أن تعيش وتخلق الحياة، بينما كان يجب أن يكون “ميتاً بارداً”. لذا أخبرها إيفالد أنه سيتعين عليها الاختيار بينه وبين الطفل. هذا المستوى من البرودة يتجاوز مستوى إسحاق، ولكن كما أخبرت إسحاق، عندما رأت والدته الباردة مثل الجليد، فهمت كيف نشأ كل من إسحاق وإيفالد في حالة من البرود الشديد – كان ذلك في العائلة. أخبرت إسحاق أنها عندما تصل إلى لوند ستخبر زوجها أن اختيارها هو الطفل. ثم اندفعت سارة 2 ورفيقيها إلى السيارة ليقدموا لإسحاق الزهور البرية التي قطفوها للتو.
النهاية في لوند
وصلوا إلى لوند في الوقت المحدد، وتقام مراسم حصول إسحاق على الدكتوراه الفخرية بكل ما فيها من أبهة لاتينية. كل شيء يبدو بائس وأجوف إلى حد ما. وفي وقت لاحق من المساء، وبينما كان إسحاق على وشك الذهاب إلى الفراش، سمع خارج نافذته سارة 2 وصديقيها يغنون بفرح أغنية له. ثم بعد أن أصبح صديقاها بعيدين عن مرمى السمع، أخبرته سارة 2 قائلة: “سأظل أحبك دائماً، اليوم وغداً ودائماً”. يبتسم إسحاق ويقول: “وأنا سأظل أتذكرك”.
وهنا وفي هذه اللحظة بالذات نعلم أن سارة 2 ما هي إلا تمثيلات خيالية وعقلية لسارة 1 التي أحبها إسحاق في شبابه وظلت ذكراها معه حتى نهاية عمره.
اقرأ أيضًا: فك رموز فيلم Borgman الغامض والمريب |
تحليل نهاية فيلم Wild Strawberries
بعد تحليل فيلم Wild Strawberries ينهي الفيلم قصته الدقيقة والمعقدة في مزاج تأملي. حيث يمر كل شيء بسلاسة للمشاهد بفضل قيم الإنتاج الرائعة للفيلم. لقد تم التصوير السينمائي والتحرير والتمثيل جيداً لدرجة أننا بالكاد نلاحظ مدى سلاسة أدائها. إنها تعزز بشكل فعال افتتاننا بما يهمنا، رحلة إسحاق ومعناها.
على مدار يوم إسحاق الطويل، تم تقديم أناس من أجيال مختلفة – من الوفرة العنيفة للشباب، وعبر المشاحنات المشاكسة بين الأزواج الناضجين، إلى الجمود البارد للشيخوخة. وبحسب الطريقة التي اعتاد إسحاق على رؤية الأشياء، فإن كل شيء وكل شخص يخضع للمساءلة؛ ويتم تحديد الذنب بشكل مناسب. لكن هذا النوع من المحاسبة القضائية الذي يميز إسحاق وإيفالد والآخرين، لا يمكن أن يؤدي إلا إلى تراكم الاستياء والرغبة في الانسحاب من الحياة. ومع ذلك، ليس هذا هو المكان الذي ينتهي فيه إسحاق في نهاية فيلم Wild Strawberries.
ففي النهاية نجد أن هناك تغيير في إسحاق. فهو على استعداد للتخلي عن جانبه القضائي وحكمه على الآخرين. وهو يشعر براحة لسماع أن إيفالد وماريان في طريقهما لحل مشاكلهما الخاصة. وفي الوقت نفسه، لا يستسلم ويقبل الأشياء كما هي. بل إنه وصل إلى حالة أكثر استنارة. وبدلاً من الحداد الدائم على رحيل سارة 1 عن حياته، التفت إيزاك ليرى أن السحر الغامض للحب والحياة موجود دائماً. ومن هنا يمكن أن تكون سارة 1 وسارة 2 بمثابة تجسيد الحيوية الأبدية للحياة. وبعد كل شيء، فالموت أمر لا مفر منه بالنسبة لنا جميعاً، ويجب أن نتذكر إبراز تلك الفرص التي توفرها لنا الحياة دائماً، وكذلك تذوق تلك الذكريات من اللحظات الجميلة.