ابن آوى: المرشد الروحي إلى عالم الموتى

You are currently viewing ابن آوى: المرشد الروحي إلى عالم الموتى
معلومات عن ابن آوى

ابن آوى هو حيوان آكل اللحوم متوسط ​​الحجم، ينتمي إلى فصيلة الكلبيات، يشبه الذئب والثعلب، لكنه أكبر قليلاً من الثعلب، وأصغر بكثير من الذئب. اكتسب هذا الحيوان سمعة سيئة لأنه ماكر يقترب من البشر لسرقة الطعام أثناء الليل، وبفضل هذا الفعل حصل على لقب “الجبان”. لكن لا يمكن لحيوان الصيد أن يكون جباناً، لأن بقاءه يعتمد على شجاعته وميله إلى المخاطرة. دعونا نخوض معاً رحلة شيقة لنتعرف على ابن آوي بمزيد من التفصيل.

كيف يبدو ابن آوى؟

معلومات عن ابن آوى
شكل حيوان ابن آوى

ابن آوى حيوان مفترس يبلغ طول جسمه ما بين 70 إلى 100 سنتيمتراً، ويزن من 7 إل 20 كيلوجراماً. يمتلك آذان مثلثة منتصبة وخطم مدبب وأرجل طويلة. وتعيش هذه الحيوانات في أفريقيا وجنوب شرق أوروبا وجنوب آسيا، ويبلغ متوسط أعمارها ما بين 8 إلى 16 سنة. وتتميز بسرعتها الفائقة وكثرة ترحالها، كما أن لديها حاسة شم قوية جداً. أما بالنسبة للون فراءها فهي تختلف باختلاف البيئة التي تعيش فيها، ويتراوح فرائها من البني الذهبي إلى البني الصدئ إلى الرمادي.

تنشط هذه الحيوانات بشكل رئيسي عند الغسق وفي الليل مثل الخفافيش، وتعيش في نظام اجتماعي مرن يتكون من مجموعات عائلية صغيرة يبقى فيها الشركاء معاً مدى الحياة. بينما يحددون أراضيهم التي تبلغ مساحتها 2 إلى 3 كيلومترات مربعة، ويقومون أيضاً بالصيد معاً. وتعتبر الذئاب ألد أعدائهم، فهي تقتلهم، وقد يؤدي ذلك إلى هجرتهم من المكان أو انقراضهم.

لماذا سمي ابن آوى بهذا الاسم؟

سمي ابن آوى بهذا الاسم لسببين أولهما أنها حيوانات تصرخ وتنبح وتصدر عواءً يشبه الذئب عندما يصطادون، ويتبعون الأسود عند الصيد، وعندما تنجح فرائسهم، يصدرون صوتاً حزيناً يشبه صفارات الإنذار. لذا جاء آوى من العواء. أما السبب الآخر الذي أراه أقرب إلى تسمية هذه الحيوانات بهذا الاسم هو أن آوى في اللغة العربية تعني اللجوء أو النزول – آوى فلاناً أي أنزله وأسكنه مطمئناً – ومن المتعارف عليه أن هذه الحيوانات لا تصنع جحوراً ليعيشوا فيها بل يستخدمون الجحور المهجورة من الحيوانات الأخرى، ولذلك فهذه الجحور تأويهم، ومن هنا جاءت التسمية.

أنواع ابن آوى

أنواع حيوان ابن آوى
أنواع ابن آوى الأربعة

هناك أربعة أنواع من ابن آوى هم: ابن آوى ذو الظهر الأسود، وابن آوى مخطط الجانبين، وابن آوى الحبشي، وأخيراً ابن آوى الذهبي. ويختلف كل منهم اختلافات طفيفة من حيث الشكل، فذو الظهر الأسود لونه بني محمر على البطن، والجانبين بنية والظهر أسود داكن، وله آذان أكبر من النوعين الآخرين، وأرجل أطول من ابن آوى الذهبي. أما المخطط ذو لون رمادي بني وله خطوط على جوانبه، وطرف ذيله أبيض. وله آذان صغيرة نسبياً وأرجل أطول من ابن آوى ذو الظهر الأسود. وأخيراً الحبشي فلونه ضارب إلى الحمرة، والبطن والأرجل بيضاء. ويرتبط ذو الظهر الأسود والمخطط ارتباطاً وثيقاً ببعضهما البعض، بينما يرتبط ابن آوى الذهبي ارتباطاً وثيقاً بالأنواع الأخرى في جنسه مثل الذئاب والقيوط[1].

أين يعيش ابن آوى؟

تختلف المناطق التي تعيش فيها الأنواع الأربعة. حيث يعيش ذو الظهر الأسود في شرق أفريقيا من إثيوبيا إلى تنزانيا وكينيا وكذلك في جنوب أفريقيا. كما عُثر على المخطط في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى إلى جنوب أفريقيا. بينما يتواجد الحبشي في إثيوبيا وشرق السودان. أما الذهبي فيعيش في أفريقيا شمال وشرق الصحراء الكبرى حتى كينيا، وهو منتشر على نطاق واسع في جنوب شرق أوروبا وآسيا: اليونان وتركيا والهند وبورما وماليزيا وسريلانكا. ويعتبر ابن آوى الذهبي الحيوان الوحيد من هذه الفصيلة الذي يتواجد أيضاً في أوروبا[2].

يعيش ابن آوى الذهبي والأسود الظهر في المقام الأول في السهوب العشبية، وفي بعض الأحيان يتواجدوا في السافانا وشبه الصحاري، وبشكل عام يحبون العيش في الأراضي المفتوحة ويتجنبون الشجيرات الكثيفة. ويفضل المخطط المناطق الغنية بالغابات والشجيرات. بينما يسكن الحبشي مناطق خالية من الأشجار على ارتفاع يتراوح بين 3000 إلى 4400 متر.

ماذا يأكل ابن آوى؟

ماذا يأكل ابن آوى؟
ابن آوى يمسك بفريسته

اصطاد المزارعون في جنوب إفريقيا حيوان ابن آوى لأنه قتل أغنامهم، وعندما شقوا بطنه عثروا على بقايا النمل الطائر والصراصير والديدان والجنادب والتوت في المعدة المفتوحة، كما عثروا أيضاً على الثعابين والعقارب، وبعضاً من لحوم الأغنام. لكن تشتهر هذه الحيوانات على نطاق واسع بأنهم تتغذى على الجيف والنفايات، فهي تسير خلف الأسود لتلتهم ما يتبقى من فرائسها. ورغم ذلك فهي تبحث عن طعامها بمفردها أو في مجموعات صغيرة في الليل وعند الغسق. أما الفريسة المفضلة لديهم هي الثدييات الصغيرة والمتوسطة الحجم، كما يأكلون أيضاً البرمائيات والحشرات والأسماك والجثث والأغذية النباتية مثل الذرة أو التوت أو العنب[3].

السلوك ونمط الحياة

معلومات عن الحيوانات
يعيش ابن آوى في مجموعات

ابن آوى حيوان واسع الحيلة، خاصةً فيما يتعلق بالبحث عن مكان للعيش فيه. لذلك نجد أن هذه الحيوانات لا تحفر جحورها بأنفسها، بل تستخدم الجحور المهجورة من الحيوانات الأخرى، على سبيل المثال، تحب بعض أنواعها الانتقال إلى تلال النمل الأبيض المهجورة. وقد يستخدمون جحور بعض الحيوانات الأخرى التي يكون فيها صغارهم في مأمن من معظم المخاطر. وفي بعض الأحيان يحفرون جحوراً بأنفسهم، ويدافعون عنها بقوة ضد المجموعات العائلية الأخرى.

تتشابه جميع الأنواع من حيث السلوك وأسلوب الحياة، إلا أن ابن آوى المخطط أكثر خجلاً من الأنواع الأخرى. لكن في العموم فهي حيوانات اجتماعية تعيش في مجموعات عائلية. وتتجنب المجموعات العائلية المجاورة لها. ويشكل الزوجان البالغان مركز المجموعة، والتي تضم الصغار من المواليد الأخيرة والإناث من المواليد الأكبر سناً. في حين يغادر الأحداث الذكور المجموعة عندما يبلغون من العمر سنة واحدة. هناك تسلسل هرمي واضح داخل وحدة الأسرة. حيث يقود الذكر الأسرة، وأحياناً الأنثى أيضاً. وتلعب الصغار في البداية كثيراً مع بعضهم البعض، ولكن مع تقدمهم في السن يصبحون أكثر شراسة، ونادراً ما تحدث إصابات[4].

التزاوج والتكاثر

معلومات عن الحيوانات
مجموعة من حيوانات ابن آوى الصغار

يبقى الذكر مع أنثاه طوال الوقت عندما يقترب موسم التكاثر- تزاوج الحيوانات. وتلد الأنثى من ثلاثة إلى ثمانية صغار بعد فترة حمل تتراوح من 60 إلى 70 يوماً. يبقى في العادة ثلاثة أو أربعة منهم فقط على قيد الحياة. ويكون الصغار عميان عند الولادة ولهم فراء بني غامق، وبعد حوالي شهر يغيرون فرائهم ثم يصبح لونهم مثل لون البالغين. وبعد حوالي أسبوعين يفتحون أعينهم، ثم يبدأون في تناول الطعام الصلب بالإضافة إلى حليب أمهاتهم بعد ثلاثة أسابيع.

يعتني الذكر والأنثى بالصغار منذ البداية ويقوم الذكر على حماية أسرته من أي متطفلين. وعندما يكبر الصغار قليلاً يتناوب الذكر والأنثى على الصيد ورعاية الصغار. ثم يستقل الصغار في عمر من خمسة إلى ستة أشهر، ومع ذلك يظلون مع أسرتهم.

.. في الثقافة الإنسانية

منذ قديم الزمان كان البشر يشاهدون هذه الحيوانات وهي تنقض على فرائسها دون رحمة فلا تترك بها شيئاً. وكانت تتجول ليلاً على أطراف المدن والضواحي لتبحث عن جيفة أو جثة ميتة لتقتات عليها. ولما كان من عادة البشر أن يبنون مقابرهم على أطراف المدن والقرى كانت هذه الحيوانات تظهر بشكل كبير لهم، لدرجة أنهم شاهدوا بعضاً منها ينبش بعض قبور الموتى ليتغذى على جثثهم. ومن هنا ارتبط هذا الحيوان في العقول بأنه جالب الموت.

وقد كانت أولى الحضارات التي صورت هذا الحيوان في ثقافتهم هي الحضارة الفرعونية، حيث كان يصور الإله المصري أنوبيس[5] على أنه إنسان برأس ابن آوى، ويشير هذا التصوير إلى فكرة البعث بعد الموت. ثم ظهرت هذه الحيوانات في الأساطير المختلفة وتم تصويرهم على أنهم مرشدين للروح إلى عالم الموتى. وكان لابن آوى الذهبي نصيب الأسد في جميع الحضارات الإنسانية تقريباً، لأنه الحيوان الوحيد الذي هاجر إلى أوروبا وآسيا.

لم يقتصر الأمر على تصوير هذا الحيوان في الثقافات والحضارات القديمة فحسب، بل تم ذكره غير ذات مرة في الكتاب المقدس، ففي مزامير داود كُتب بأن الكافرين سيكونون طعاماً لبنات آوي. كما ذكرت هذه الحيوانات في سفر القضاة عندما ربط شمشون الشعلات في أرجل ثلاثين حيوان ودفعهم باتجاه الحقول ليحرقوها.

المراجع

[1] CHAPTER 16 Jackals: A comparative study of side-striped jackals in Zimbabwe: the influence of habitat and congeners.

[2] Rapid expansion of the golden jackal in Greece: research, management and conservation priorities.

[3] Home range, habitat selection, density, and diet of golden jackals in the Eastern Plains Landscape, Cambodia.

[4] Social Organization in Jackals: The complex social system of jackals allows the successful rearing of very dependent young.

[5] Death Dogs: Jackal Gods of Ancient Egypt.

This Post Has 6 Comments

  1. غير معروف

    لا يحب البشر من هو اذكى منهم لذلك شهروا بهذا الحيوان الجميل

  2. غير معروف

    هل ابن آوى هو الشيطان

  3. غير معروف

    اشهر حيوان مصري

اترك تعليقاً