معلومات غريبة عن الجمل لم تسمع بها من قبل

You are currently viewing معلومات غريبة عن الجمل لم تسمع بها من قبل
معلومات غريبة عن الجمال

الجمل أو كما يُطلق عليه سفينة الصحراء عجيبة من عجائب المخلوقات؛ فصفات الجمل كثيرة ومتعددة كما أسماؤه التي بلغت المئات. تتكيف الجمال بشكل مثالي مع الحياة في البيئة الصحراوية، وتتمتع بالعديد من المزايا والغرائب في تكوينها الجسدي. ولا عجب من الاستشهاد بهذه المخلوقات في القرآن عندما أراد الله من عباده التأمل والتفكير في خلقه. حيث قال “أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خُلقت”. في هذا السطور التالية نستعرض سوياً أغرب المعلومات عن الجمل التي ربما لم يسمع عنها الكثير.

عائلة الجمال جاءت من أمريكا الشمالية

معلومات غريبة عن الجمال
يعود تاريخ ظهور الجمال إلى حوالي 50 مليون سنة

يتبع الجمل فصيلة الجماليات التي تحتوي في طياتها على نوعين رئيسيين الجمال العربية ذات السنام الواحد، والجمال ذات السنامين، ومع ذلك توجد أنوع أخرى يُطلق عليها أشباه الجمال أو إبل العالم الجديد في أمريكا الجنوبية، وهي اللاما والألبكة والفيكونيا والغوناق. وهي جمال أصغر حجماً بكثير من الجمال الحقيقة، وليس لها سنام، ولا تحتوي أقدامها على خف سميك.

نشأت عائلة الجمال في أمريكا الشمالية منذ حوالي 50 مليون سنة. ثم هاجروا منذ مليوني سنة عبر مضيق بيرينغ إلى العالم القديم، أي إلى آسيا وأفريقيا؛ ومنذ ذلك الوقت اختفت الجمال من أمريكا الشمالية. بينما جاءت أشباه الجمال إلى أمريكا الجنوبية خلال العصر الجليدي وعاشت هناك[1].

تكوين الجمل مناسب للبيئة الصحراوية

حيوانات صحراوية
التكوين الجسدي للجمل يتناسب مع الحياة الصحراوية

يتميز الجمل بقوته الهائلة، فهو كبير الحجم يمتلك جسماً قوياً. رفيع في المقدمة ويتسع في الوسط، ثم يضيق مرة أخرى في اتجاه الخلف. وهذا التكوين الغريب الذي لم نره في حيوان أخر له أهمية كبرى، حيث يساهم هذا التصميم في انسياب الهواء على جسم الجمل ليساعده على السير دون أن تعوقه الرياح الشديدة. وذلك نظراً لأنه يعيش في الصحراء التي يتميز جوها بالرياح الشديدة المغبرة.

أما أذن الجمل فهي صغيرة غزيرة الشعر، ولهذا التكوين أيضاً أهمية قصوى. فامتلاء الأذن بالشعر يساهم في الحفاظ عليها من الرمال. بينما عين الجمل مزودة بصفين من الرموش الطويلة للوقاية من الحصى والغبار المتطاير. أما الأنف فيتكون من فتحتين يسهل ضمهما وإغلاقهما فلا تسمحان بدخول الرياح المحملة بالرمال والأتربة.

ترتكز قائمة الجمل على قدم يُسمى “الخف” وهو متسع السطح لوقايته من الغوص في الرمال الناعمة. كما يخفف من تأثير ثقل ما يحمله فوق ظهره. وهو يمتلك الوسائد القرنية ذات الجلد السميك في مقدمة الصدر وعلى الركبتين لحمايته من الاحتكاك برمال الصحراء الشديدة الحرارة.

الجمال ليس لديها حوافر

حيوانات الصحراء
تساعد هذه الأظافر الجمل في عدم الغرق داخل الرمال

لا تمتلك الجمال حوافر، بل فقط هياكل صغيرة جداً تشبه أظافر الأصابع تحمي الحافة الأمامية لأقدامهم. كما تضمن مسامير القدم الموجودة على أقدامها توزيع وزن الحيوانات على التربة الرملية الرخوة وعدم غرقها في الرمال. بينما تكون هذه النسيجات في الجمال ذات السنامين أوسع من تلك الموجودة في الجمال العربية.

الجمال حيوانات قوية يصل ارتفاعها عند الكتف من 2.3 إلى 2.5 متر. ويتراوح طولها من الخطم إلى الأسفل ما بين 2.2 و3.4 متر. بينما يتراوح طول الذيل من 50 إلى 70 سنتيمتراً، ويزن الجمل ما بين 450 إلى 650 كيلوجراماً. والجدير بالذكر أن الجمال ذات السنامين تكون في العادة أثقل قليلاً من الجمال العربية. وكلا النوعين لهما طبقة سميكة إلى حد ما من الشعر الصوفي المجعد. وتتباين ألوانهما من اللون البني إلى اللون البني الفاتح، ومع ذلك يمكن أن تكون بعض الإبل بيضاء أو سوداء.

تعيش الجمال ذات السنامين في مناطق تكون باردة جداً في الشتاء، لذا ينمو لها فراءً طويلاً وسميكاً جداً في هذا الوقت من العام، وعندما ترتفع درجة الحرارة مرة أخرى في الربيع، يتساقط هذا الفراء الشتوي.

يأكل الجمل أي شيء حتى الأشواك

ماذا يأكل الجمل
الجمل من الحيوانات العاشبة التي تتغذى على النباتات

الإبل حيوانات مقتصدة للغاية، فهي تستطيع البقاء على قيد الحياة لفترات طويلة من الزمن على القليل جداً من الطعام أو حتى عدم تناوله على الإطلاق. تعتبر الجمال حيوانات عاشبة بشكل عام؛ إلا أن الجمل يمكنه أن يتناول أي طعام متواجد بغض النظر عن نوعيته. ففي حين أن معظم الحيوانات الأخرى تتغذى على أشياء معينة، فبعضها يأكل أنواع معينة من النباتات والبعض يأكل اللحوم والبعض الأخر يتناول الحشرات. لكن من أغرب المعلومات عن الجمل أنه يأكل أي شيء، وكل شيء تقريباً إذا ما توافر، حتى إن بإمكانه أن يأكل النباتات الشوكية. ورغم تناوله للنباتات الشوكية إلا إنها لا تسبب في أذية فمه أو حلقه[2].

لا يمكنهم تحمل المناخات الرطبة

الجمل ذات السنامين
لا تتحمل الجمال العربية درجة الحرارة المنخفضة على عكس الجمال ذات السنامين

يوجد الجمل العربي في شبه الجزيرة العربية وشمال أفريقيا فقط. ويعيش الجمل هناك بشكل رئيسي على حافة الصحاري مثل الصحراء الكبرى. ومن المعلومات المثيرة عن الجمل أن الإنجليز جلبوا الجمال إلى أستراليا في القرن التاسع عشر لحمل الأثقال ومساعدتهم في اكتشاف القارة. واستقرت هناك بشكل جيد، وانطلق البعض منها إلى البرية[3].

أما الجمال ذات السنامين فهي تعيش في آسيا الوسطى من كازاخستان عبر منغوليا إلى شمال الصين. والجدير بالذكر أن الإبل العربية لم يعد لها وجود في البرية اليوم، كما أن الجمال البرية ذات السنامين نادرة جداً، وتشير بعض الإحصاءات إلى أنه لم يتبق من الجمال ذات السنامين سوى 950 منها موجودة في صحراء تكلامكان ومقاطعة شينجيانغ الصينية والجزء المنغولي من صحراء غوبي.

موطن الجمال العربية بشكل عام هو الصحاري الساخنة وشبه الصحاري في شمال إفريقيا والجزيرة العربية. فلا يمكنهم تحمل المناخات الرطبة. كما تتكيف الجمال ذات السنامين أيضاً مع الحياة في الصحراء، ومع ذلك عليهم أن يتحملوا تقلبات درجات الحرارة أكبر بكثير من الجمل العربي. ففي صحاري آسيا الوسطى يمكن أن تصل درجة الحرارة إلى 40 درجة مئوية في الصيف وبرودة تصل إلى – 30 درجة مئوية في الشتاء. ويمكن أن يعيش الجمل لمدة تتراوح بين 40 إلى 50 عاماً.

الإبل لا تخزن الماء في سنامها

سنام الجمل
تخزين الجمل للماء في سنامه اعتقاد خاطيء

يعتقد الكثير أن الإبل تخزن الماء في سنامها، ولكنه اعتقاد خاطئ. حيث تخزن الإبل ما يصل إلى 200 كيلوجرام من الدهون والأنسجة الضامة. ويمكن تحويل الدهون إلى ماء بمساعدة الأكسجين في عملية استقلابية معقدة، لذا فهي تعمل بشكل غير مباشر كمخزن للمياه[4]. وعندما تأكل الجمال النباتات الخضراء والمائية، يمكنها أن تبقى لأسابيع دون الحاجة إلى ماء.

يحمي سنام الجمل جسمه كذلك من أشعة الشمس عن طريق امتصاص الحرارة. كما أن عملية التمثيل الغذائي في الجمل تتكيف تماماً مع توفير المياه. حيث تزيل الكلى الكثير من الماء من البول حتى لا يفقده الجسم. ولا يحتوي البراز أيضاً على أي ماء تقريباً. بينما تنخفض درجة حرارة جسم الإبل بشكل ملحوظ في الليل، ويسخن جسمها ببطء شديد خلال النهار.

تبدأ الإبل بالتعرق فقط عندما تصل درجة حرارة الجسم إلى 41 درجة مئوية. وهذا يعني أنهم بالكاد يفقدون أي سوائل. ويمكن أن تفقد 27 بالمائة من وزن جسمها خلال موسم الجفاف دون أن تموت من العطش؛ ودون أن تتأثر خلاياها أو أنسجتها أو وظائف دمه. في حين أن الغالبية العظمى من الحيوانات الأخرى تموت وتهلك إذا فقدت من ماء أجسامها ما يعادل 12 – 14% من وزنها.

أنف الجمل تمتص رطوبة أنفاسه

معلومات عن الإبل
تركيبة أنف الجمل تساعده على الاحتفاظ بالماء

من المعلومات العجيبة عن الجمل أن جسمه يمتاز بإمكانيات عظيمة نظراً لأنه يحيا حياته في الصحراء. حيث يندر الماء، ومن هذه الإمكانيات الهائلة أن بإمكان جسمه أن يحتفظ بالماء ويخزنه لحين الحاجة إليه. فهو يمتلك أنفاً كبيراً يمتاز بأن بطانته الداخلية مجعدة، وهي بالتالي كبيرة المساحة، ويمكنها امتصاص رطوبة أنفاسه الخارجية من صدره، والحد بالتالي من فقد الماء[5]. كما أن لون الجمل الشاحب يساهم في مساعدته على التأقلم مع الحرارة. حيث يعكس هذا اللون حرارة الشمس بصورة كبيرة.

يستطيع أن يعيش أكثر من شهر دون قطرة ماء وحدة

معلومات غريبة عن الجمل
يعيش الجمل أكثر من شهر دون ماء

هناك معلومة أخرى من المعلومات الغريبة عن الجمل؛ وهي أنه يمكن للجمل أن يحيا في الصحراء دون وجود للماء لفترة تمتد لأكثر من أسبوع في أحوال جوية شديدة القسوة. تلك الأحوال التي لو عاش فيها الإنسان ليوم واحد لكانت كافية لقتله. إلا أن الجمل على العكس من ذلك فبإمكانه أن يحيا في هذه الظروف لقدرته على الاحتفاظ بما لديه من الماء أثناء ارتفاع درجة الحرارة دون أن يفقده في العرق. كما أن كليته أكثر كفاءة من كليتي الإنسان. فهما تساعدانه على استخلاص المزيد من الماء. هذا بالإضافة إلى أن الجمل يمتلك في جسمه الكثير من الدهون فهو يحمل حوالي 120 كيلو جراماً من الدهون. وحينما يشتد به العطش تحترق هذه الدهون داخل جسمه فينتج عنها الماء وغاز ثاني أكسيد الكربون. ولذلك يستطيع الجمل الحياة لمدة شهر ونصف دون ارتشاف قطرة واحدة من الماء. بل إنه خلال الخمسة عشر يوماً الأولى يعمل بصورة طبيعية، ويتناول الكمية المعتادة من الأطعمة الجافة تماماً.

دهن الجمل لا يوجد تحت الجلد

أعضاء الجمل
التكوين الجسدي للجمل يختلف عن الحيوانات الأخرى

من المتعارف عليه في الحيوانات المختلفة وكذلك الإنسان أن الدهون في الجسم تختزن تحت الجلد، إلا أن الأمر لم يكن كذلك بالنسبة للجمل فالدهن لا يختزن تحت جلده وإلا مات الجمل من شدة الحرارة، وحتى لا يشعر بالحر فإن الدهن يختزن فوق ظهره وهو ما يمنح الإنسان المزيد من الراحة عند امتطائه[6]. وعلى الرغم من أن زيادة درجات الحرارة أو نقصها درجة واحدة يؤدي إلى إصابة الإنسان بالأمراض إلا أن هذا الأمر لا يحدث بالنسبة للجمل. فهو يستطيع العيش في درجات حرارة مختلفة تقل أو تزيد عن 12 درجة مئوية دون أن يصيبه أي مكروه.

يستطيع شرب ماء البحر

غرائب الحيوانات
يمكن للإبل شرب الماء المالح دون مشكلة

من المعلومات الغربية عن الجمل أنه يمكنه أن يشرب حوالي مائة لتر من الماء دفعة واحدة بعد اشتداد الظمأ به. وهو ينفرد بإنه الحيوان الوحيد الذي لا يعاني من شرب ماء البحر الشديد الملوحة. ويرجع ذلك إلى قدرة كليتيه على التخلص من الأملاح الزائدة بكل سهولة ودون أدنى شكوى. فهو يتمتع بكلية ذات تصميم عجيب[7] تساعده على التخلص من الأملاح مهما كان حجمها في جسمه. وإذا وجد الماء مرة أخرى يشرب من 100 إلى 150 لتراً في المرة الواحدة.

تصبح عدوانية خلال موسم التزاوج

كيف تتكاثر الإبل
تتزاوج الإبل وهي مستلقية على الأرض

يكون موسم التزاوج بالنسبة للجمال ذات السنام بين يناير ومارس، وللجمال ذات السنامين بين فبراير وأبريل. ومن المعلومات الغريبة عن الجمل أن ذكورها تصبح عدوانية جداً خلال هذا الوقت. إنهم يقاتلون بعضهم البعض وأحياناً يهاجمون الناس. وما هو معتاد خلال هذا الوقت هو الرغوة اللزجة التي تتدلى من أفواههم وتطير في الهواء عندما يحركون رؤوسهم بعنف.

تتزاوج الجمال[8] وهي مستلقية على الأرض. وتستمر فترة الحمل لفترة طويلة: بالنسبة للجمال ذات السنام، تنسحب الأنثى من القطيع لفترة قصيرة بعد اثني عشر شهراً من التزاوج، وتلد صغيراً. ويمكن أن تستمر فترة حمل الإبل ذات السنامين لمدة تصل إلى 14 شهراً.  ويزن المولود حوالي 30 إلى 50 كيلوجراماً. وبعد وقت قصير من الولادة، يمكنه الوقوف على أرجله النحيلة ومتابعة أمه. ثم يعود كلاهما إلى القطيع.

تتم رعاية الصغار لمدة تتراوح من سنة إلى سنة ونصف، ولكن سرعان ما تبدأ الصغار في قضم أوراق العشب الجافة. وبعد شهرين يأكلون النباتات بانتظام. بينما تصبح الحيوانات ناضجة جنسياً في عمر ثلاث إلى أربع سنوات. كما تلد الإناث صغاراً كل عامين تقريباً.

معلومات مثيرة للاهتمام عن الجمال

  • تستطيع الإبل اكتشاف أدنى حركة على مسافة تصل إلى كيلومتر واحد، حتى في يوم مشمس في الصحراء.
  • تعرف هذه الحيوانات مصادر المياه على بعد 50 – 60 كيلومتراً، وتجد الواحات بشكل لا لبس فيه.
  • رائحة لعاب الإبل فظيعة للغاية، لأنها عندما تبصق، لا تبصق اللعاب فحسب، بل عصارة المعدة.
  • استخدم العرب الجمال كحيوانات قتالية لعدة قرون. فهي على العكس من الخيول تجري بسهولة أكبر في الصحراء.
  • تسمح شفاه الجمل الخشنة بأكل أشواك الصحراء بهدوء دون خوف من الإصابة.
  • لا يمكن جعل الجمل يقف إذا قرر الاستلقاء والراحة حتى وإن كان صاحبه من ذوي الخبرة.
  • حليب الإبل أكثر تغذية من حليب الأبقار. وفي الوقت نفسه، لا يحتوي تقريباً على اللاكتوز.
  • روث الإبل جاف جداً، لذا يستخدمه بعض البدو كوقود وسماد.
  • تستخدم الجمال أطرافها القوية لضرب مهاجميها، والبصق عليه كآلية دفاعية، حيث يحتوي البصاق على حمض المعدة.

في الختام لابد من القول إن الجمل أو كما يُقال عنه سفينة الصحراء، وتكوين جسمه إحدى عجائب الخلق التي يجب التدبر فيها. حيث قال الله تعالى في قرآنه الكريم: “أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت”. وهي دعوة صريحة للتفكر في خلق هذا الحيوان العجيب. وإلى هنا يسدل الستار عن تلك المعلومات العجيبة عن الجمل.

المراجع

[1] The Camel Family.

[2] What do camels eat in the desert?

[3] The strange story of Australia’s wild camel.

[4] The secrets of a camel’s hump.

[5] Nasal Surfaces Remove Water Vapor.

[6] The Physiology of the Camel.

[7] Anatomical features in the kidney involved in water conservation through urine concentration in dromedaries (Camelus dromedarius).

[8] Male camel behavior and breeding management strategies: How to handle a camel bull during the breeding season?

This Post Has 6 Comments

  1. غير معروف

    سبحان من أبدع هذا الحيوان

  2. غير معروف

    سفينة الصحراء لا يضاهيه حيوان اخر

  3. غير معروف

    هل توجد انواع اخرى غير الجمل العربي

    1. وائل الشيمي

      هناك نوع آخر من الجمال، وهي الجمال ذات السنامين. هذا بالإضافة إلى أشباه الجمال الموجودة في أمريكا مثل اللاما والألبكة والفيكونيا والغوناق

اترك تعليقاً