الجمل أو كما يطلق عليه سفينة الصحراء عجيبة من عجائب المخلوقات. فصفات الجمل كثيرة ومتعددة كما أسماؤه التي بلغت المئات. في هذا المقال نستعرض سوياً بعض المعلومات عن الجمل التي ربما لم يسمع عنها الكثير.
تكوين الجمل مناسب للبيئة الصحراوية
يتميز الجمل بقوته الهائلة. فهو كبير الحجم يمتلك جسماً قوياً. رفيع في المقدمة ويتسع في الوسط، ثم يضيق مرة أخرى في اتجاه الخلف. وهذا التكوين الغريب الذي لم نراه في حيوان أخر له أهمية كبرى، فهذا التصميم يساهم في انسياب الهواء على جسم الجمل ليساعده على السير دون أن تعوقه الرياح الشديدة. وذلك نظراً لأنه يعيش في الصحراء التي يتميز جوها بالرياح الشديدة المغبرة.
أما أذن الجمل فهي صغيرة غزيرة الشعر، ولهذا التكوين أيضاً أهمية قصوى. فامتلاء الأذن بالشعر يساهم في الحفاظ عليها من الرمال. بينما عين الجمل مزودة بصفين من الرموش الطويلة للوقاية من الحصى والغبار المتطاير. أما الأنف فيتكون من فتحتين يسهل ضمهما وإغلاقهما فلا تسمحان بدخول الرياح المحملة بالرمال والأتربة.
ترتكز قائمة الجمل على قدم يُسمى “الخف” وهو متسع السطح لوقايته من الغوص في الرمال الناعمة. كما يخفف من تأثير ثقل ما يحمله فوق ظهره. وهو يمتلك الوسائد القرنية ذات الجلد السميك في مقدمة الصدر وعلى الركبتين لحمايته من الاحتكاك برمال الصحراء الشديدة الحرارة.
يأكل الجمل أي شيء حتى الأشواك
يعد الجمل من الحيوانات الغريبة بالفعل. حيث يتناول الجمل أي طعام متواجد بغض النظر عن نوعيته. ففي حين أن معظم الحيوانات الأخرى تتغذى على أشياء معينة، فبعضها يأكل أنواع معينة من النباتات والبعض يأكل اللحوم والبعض الأخر يتناول الحشرات. إلا أن الجمل يأكل أي شيء وكل شيء تقريباً إذا ما توافر، حتى إن بإمكانه أن يأكل النباتات الشوكية. ورغم تناوله للنباتات الشوكية إلا إنها لا تسبب في أذية فمه أو حلقه.
يستطيع شرب ماء البحر
أما بالنسبة للشراب فلدى الجمل قدرة عظيمة غنية عن التعريف في تحمل العطش الشديد، ونقص الماء. والعجيب في الأمر أن الجمل يتحمل فقد الماء بنسبة قد تصل من 22 – 28% من وزن جسمه دون أن تتأثر خلاياه أو أنسجته أو وظائف دمه. في حين أن الغالبية العظمى من الحيوانات الأخرى تموت وتهلك إذا فقدت من ماء أجسامها ما يعادل 12 – 14% من وزنها.
كما يمكن للجمل أن يشرب حوالي مائة لتر من الماء دفعة واحدة بعد اشتداد الظمأ به. وهو ينفرد بإنه الحيوان الوحيد الذي لا يعاني من شرب ماء البحر الشديد الملوحة. ويرجع ذلك إلى قدرة كليتيه على التخلص من الأملاح الزائدة بكل سهولة ودون أدنى شكوى. فهو يتمتع بكلية ذات تصميم عجيب تساعده على التخلص من الأملاح مهما كان حجمها في جسمه.
أنف الجمل تمتص رطوبة أنفاسه
من المعلومات العجيبة عن الجمل أن جسمه يمتاز بإمكانيات عظيمة نظراً لأنه يحيا حياته في الصحراء. حيث يندر الماء، ومن هذه الإمكانيات الهائلة أن بإمكان جسمه أن يحتفظ بالماء ويخزنه لحين الحاجة إليه. فهو يمتلك أنفاً كبيراً يمتاز بأن بطانته الداخلية مجعدة، وهي بالتالي كبيرة المساحة، ويمكنها امتصاص رطوبة أنفاسه الخارجية من صدره، والحد بالتالي من فقد الماء. كما أن لون الجمل الشاحب يساهم في مساعدته على التأقلم مع الحرارة. حيث يعكس هذا اللون حرارة الشمس بصورة كبيرة.
يستطيع أن يعيش أكثر من شهر دون قطرة ماء وحدة
يمكن للجمل أن يحيا في الصحراء دون وجود للماء لفترة تمتد لأكثر من أسبوع في أحوال جوية شديدة القسوة. تلك الأحوال التي لو عاش فيها الإنسان ليوم واحد لكانت كافية لقتله. إلا أن الجمل على العكس من ذلك فبإمكانه أن يحيا في هذه الظروف لقدرته على الاحتفاظ بما لديه من الماء أثناء ارتفاع درجة الحرارة دون أن يفقده في العرق. كما أن كليته أكثر كفاءة من كليتي الإنسان. فهما تساعدانه على استخلاص المزيد من الماء. هذا بالإضافة إلى أن الجمل يمتلك في جسمه الكثير من الدهون فهو يحمل حوالي 120 كيلو جراماً من الدهون. وحينما يشتد به العطش تحترق هذه الدهون داخل جسمه فينتج عنها الماء وغاز ثاني أكسيد الكربون. ولذلك يستطيع الجمل الحياة لمدة شهر ونصف دون ارتشاف قطرة واحدة من الماء. بل إنه خلال الخمسة عشر يوماً الأولى يعمل بصورة طبيعية، ويتناول الكمية المعتادة من الأطعمة الجافة تماماً.
دهن الجمل لا يوجد تحت الجلد
من المتعارف عليه في الحيوانات المختلفة وكذلك الإنسان أن الدهون في الجسم تختزن تحت الجلد، إلا أن الأمر لم يكن كذلك بالنسبة للجمل فالدهن لا يختزن تحت جلده وإلا مات الجمل من شدة الحرارة، وحتى لا يشعر بالحر فإن الدهن يختزن فوق ظهره وهو ما يمنح الإنسان المزيد من الراحة عند امتطائه. وعلى الرغم من أن زيادة درجات الحرارة أو نقصها درجة واحدة يؤدي إلى إصابة الإنسان بالأمراض إلا أن هذا الأمر لا يحدث بالنسبة للجمل. فهو يستطيع العيش في درجات حرارة مختلفة تقل أو تزيد عن 12 درجة مئوية دون أن يصيبه أي مكروه.
اقرأ أيضًا: الحوت الأزرق: معلومات مدهشة عن أكبر الحيوانات على سطح الأرض |
في الختام لابد من القول إن الجمل أو كما يقال عنه سفينة الصحراء وتكوين جسمه إحدى عجائب الخلق التي يجب التدبر فيها. حيث قال الله تعالى في قرآنه الكريم: “أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت” وهي دعوة صريحة للتفكر في خلق هذا الحيوان العجيب. وإلى هنا يسدل الستار عن تلك المعلومات العجيبة عن الجمل.