تأخذك هذه القصة الطويلة المخصصة للأطفال في مغامرات شيقة بين عوالم خيالية وشخصيات أسطورية. إنها ليست مجرد حكاية بل مغامرة يعيشها الصغار بكل حماس وشغف. تحمل هذه القصة الطويلة للأطفال قيمًا عظيمة مثل الشجاعة والصداقة ومواجهة التحديات، كما يتعلم الأطفال من خلالها بعض المعلومات التاريخية والعلمية بشكل مبسط. فهيا بنا نخوض رحلة في هذا العالم الساحر.
الواجب المدرسي
كان مالك يقوم بواجب الرياضيات في غرفته، لكنه شعر بالملل. نهض من مكتبه ونظر من النافذة إلى الحديقة. رأى كلبه ماكس يركض ويشم شيئًا ما على الأرض. تساءل مالك عما يبحث عنه ماكس. وبعد بضع دقائق من مراقبة كلبه، عاد الصبي إلى المكتب واستمر في محاولة حل المسائل الرياضية التي طلب معلمه من الطلاب حلها كواجب منزلي.
أراد مالك أن يلعب في الحديقة، لكن والدته عاقبته لأنه كسر مزهريتها المفضلة في اليوم السابق أثناء لعب الكرة. نظر مالك من النافذة مرة أخرى، ولاحظ أن ماكس كان يواصل البحث عن شيء ما بين الأعشاب في الحديقة، ولكن يبدو أنه لم يجده. قال لنفسه: مسكين ماكس! يبدو حزينًا بعض الشيء.
وفي تلك اللحظة بالتحديد، دخلت والدة مالك إلى غرفته وأخبرته أنه يجب عليها الذهاب إلى منزل جدته لأنها مريضة وأنها ستحضر له البيتزا التي يحبها عند عودتها. ثم حذرته من مغادرة غرفته. وطلبت منه عدم فتح باب المنزل لأي شخص حتى وصولها. وعليه ألا يقلق لأن والده سيعود إلى المنزل من العمل قريبًا.
ودع مالك والدته وعاد إلى مكتبه، لكنه انتظر بضع دقائق حتى سمع صوت باب المنزل يُغلق ثم خرج إلى الردهة للتأكد من عدم وجود والدته. وعاد مالك إلى غرفته ونظر من النافذة مرة أخرى.
المستكشف مالك
ظل ماكس المسكين يبحث عن شيء ما لكنه لم يجده، وكان على مالك مساعدته! فجأة خطرت لدى مالك فكرة. فتح الخزانة وأخرج زي المستكشف الخاص به. أمسك بقبعته ومنظاره وركض على الدرج عبر المطبخ وخرج إلى الحديقة. التفت ماكس لينظر إليه وركض لمقابلته. ضرب مالك أذنيه ووقف الكلب على قدميه ولعق وجهه بسعادة. قرر مالك أنه سيساعد الكلب في العثور على الشيء الغريب الذي كان يبحث عنه.
بدأ يفحص الأرض بعناية لكنه لم ير شيئًا. لذلك اعتقد أن أفضل طريقة للبحث عن هذا الشيء هي أن يكون في نفس وضع صديقه: على أربع. مشى مالك على ركبتيه وكفي يديه في جميع أنحاء الحديقة. وبعد بضع دقائق، رأى مالك شيئًا على مسافة، بالقرب من شجرة. بدا وكأنه سنجاب.
مالك، الذي كان يحب الحيوانات، نسي للحظة مهمته واستمر في المشي على أربع إلى المكان الذي كان فيه الحيوان الصغير. وبينما كان على وشك الوصول إليه، لاحظ ماكس شيئًا صلبًا تحت يديه. ولم يكن التراب أو العشب. قام بتحريك بعض الأوراق جانبًا واكتشف بابًا حديديًا. كاد مالك أن يصرخ من الفرح، وأمسك بالعصا وبدأ يضرب القفل حتى انفتح أخيرًا.
الباب السري
نظر الصبي إلى الداخل. لقد كان بابًا سريًا يؤدي إلى مختبر أبيه. كان مالك يطلب دائمًا من والده السماح له بالدخول لكنه لم يسمح له أبدًا. قفز الصبي ودخل المختبر. كان مختبرًا ضخمًا، وكانت هناك طاولة طويلة مغطاة بجرار السوائل، ورف مرتفع جدًا مليء بالكتب.. وفي الجزء الخلفي من الغرفة، لاحظ مالك شيئًا لفت انتباهه: جسم ضخم مغطى بغطاء أبيض.
اقترب منه وكشف عنه. لاحظ بفم مفتوح أن الجسم كان عبارة عن آلة زمنية. لقد تعرف عليها، لأنه شاهد مثلها في الأفلام. وبحماس شديد فتح الباب ودلف إلى الداخل. كانت الآلة ذات لون أبيض وفضي، وبها العديد من الأزرار. آمل مالك أن ينجح الأمر، كما في الأفلام، لكنه شكك في نجاحه. معتقدًا أنه بطل فيلمه المفضل، أمسك الصبي برافعة سوداء ورفعها إلى الأعلى. وفجأة، أغلق الباب من تلقاء نفسه وبدأت الآلة تهتز بصدمات صغيرة.
خاف مالك وراح يضرب الباب بيديه، لكنه لم يفتح. كان خائفًا، وبدأ كل شيء بالدوران وشعر بالدوار. أغمض الصبي عينيه بإحكام شديد وجلس في زاوية يغطى أذنيه منتظرًا انتهاء كل شيء وفتح الباب. وفجأة، هدأ كل شيء.
العودة إلى الماضي
فتح مالك عينيه ووقف. دفع الباب وفتحه. ابتسم الصبي وخرج. لاحظ مالك المشهد أمامه متعجبًا. لم يكن في منزله بل في غابة، وأمامه مباشرةً كان هناك ديناصور يستحم في النهر. لم يصدق مالك ما يراه. خاف الصبي وجلس تحت ظل شجرة يبكي. في تلك اللحظة، لمس شيء ساقه. وعندما نظر الصبي إلى هذا الشيء، كان ديبلودوكس الودود واللطيف ينظر إليه من الأعلى. وبصوت أنثوي ناعم سألته ما الأمر؟ أجاب الصبي أنه دخل في آلة الزمن وظهر هنا.
قالت له أنثى الديناصور أن يهدأ ولا يبكي وأخبرته باسمها: ليلى، فأخبرها بدوره أن اسمه مالك وأنه يريد العودة إلى المنزل. أخبرته ليلى أنها تنتظر عودة أطفالها من المدرسة. كان مالك فضوليًا للقاء أطفال ليلى ودعته لتناول وجبة خفيفة معهم، ووعدته بأنها ستساعده.
ذهب مالك مع ليلى إلى كهفها وهناك انتظرا معًا. عندما وصل أطفالها كانوا سعداء للغاية بوجود ضيف لتناول وجبة خفيفة. قدمت ليلى كعك الخضار للجميع، لأنهم لا يأكلوا اللحوم. كان أبناء ليلى يُسمون جوسي وتارا، وكانا توأمان.
تفاجأت الديناصورات الصغيرة، لأنهم لم يروا أحداً من فصيلة مالك من قبل، فأخبرهم أنه جاء من المستقبل. وأخبرته ليلى أنهم كانوا في العصر الوسيط، وتحديدًا في العصر الجوراسي. تذكر مالك أنهم درسوا ذلك الوقت في الفصل الأسبوع الماضي. لقد عاد إلى الوراء حوالي مائة وسبعين مليون سنة. وبينما كان مالك يخبر ليلى وجوسي وتارا بذلك، وصل السيد ديبلودوكس من العمل. قدمت ليلى مالك لزوجها فرحب به بود. أخبرت ليلى مالك أنه ربما يستطيع زوجها مساعدته في العودة إلى المنزل.
البحيرة السحرية
روى مالك قصته للسيد ديبلودوكس ثم أخبره أن هناك مكانًا يسمى البحيرة السحرية يخفي في قاعه حجرًا كريمًا يسمى “حجر الأمنيات” ويمكن أن يحقق أي أمنية، ولكن واحدة فقط لكل كائن وإلا سيفقد الحجر قوته. طلب مالك من ديبلودوكس مساعدته في العثور على تلك البحيرة والحجر الذي كانت تخفيه حتى يتمكن من العودة إلى منزل والديه.
أخبره السيد ديبلودوكس أنه سيساعده، وفي نفس الليلة، عندما ارتفع القمر، ذهب مالك والسيد ديبلودوكس إلى الغابة بحثًا عن البحيرة السحرية. سارا لساعات تحت ضوء القمر. وفجأة سمعا ضجيجًا. أخبر السيد ديبلودوكس مالك أنه يجب عليهما الاختباء لأن الديناصور ريكس الشرير كان يتجول في الأنحاء. تسلق مالك شجرة بمساعدة ديبلودوكس واختبأ خلف بعض أوراق الشجر. وبعد فترة، اختفى الحيوان الشرير والمرعب. ثم استأنف السيد ديبلودوكس ومالك مسيرتهما.
حجر الأمنيات
واصلا المشي لمدة ساعتين أخريين. بدأ مالك يخشى أن يكون السيد ديبلودوكس قد أضاع الطريق، لكنه أوضح له أنه يعرف المكان جيدًا لأن جده ووالده كانا يحرسان المكان وقد أخذاه إلى هناك عندما كان صغيرًا. قبل طلوع الشمس بقليل، وصلا أخيرا إلى البحيرة السحرية. كان المكان جميلاً كما الحلم. وكانت المياه وردية زاهية والأشجار زرقاء وبرتقالية. كان العشب أرجوانيًا والسماء صفراء.
بدا كل شيء وكأنه شيء خارج من قصة. السيد ديبلودوكس، سباح ماهر، ذهب تحت المياه المتلألئة لعدة دقائق. وبعد فترة خرج من الماء بحجر بحجم رأس مالك ولونه أرجواني غامق. وضع السيد ديبلودوكس الحجر الثقيل على الأرض وطلب من مالك أن يطلب أمنيته بسرعة لأنه إذا أشرقت الشمس تحول الحجر إلى رمل، وحينها سينتظر مجيء الليل مرة أخرى.
شكر مالك السيد ديبلودوكس على مساعدته وطلب منه تحية عائلته نيابة عنه. ثم وضع يديه على الحجر وأغمض عينيه وطلب العودة إلى بيته. وفجأة أصبح كل شيء ضبابياً وبدأ مالك يشعر بالدوار حتى فقد الوعي.
العودة إلى المنزل
عندما فتح عينيه، كان مستلقيًا على سريره وكتاب الرياضيات بين يديه. لا بد أنه قد نام. يا له من حلم رائع! قفز وفتح الباب وركض على الدرج حتى وصل إلى غرفة المعيشة. كان والده يتناول الشاي أثناء قراءة الجريدة وهو جالس على الأريكة، ولم تكن والدته قد عادت بعد من منزل جدته. عانق مالك والده وهو يعبث بشعره بمحبة. طلب الصبي من والده الإذن بالخروج إلى الحديقة ليلعب مع ماكس قبل حلول الظلام. وافق والده على ذلك. خرج مالك إلى الحديقة ليبحث عن ماكس، لكنه لم يكن هناك.
تفاجأ الصبي لأن ماكس كان يأتي دائمًا لمقابلته. ثم رأى مالك أن الكلب كان خلف شجرة، يحفر بمخالبه في الأرض. تخيل مالك أن ماكس قد وجد بالفعل ما كان يبحث عنه. ركض حتى وصل إليه. لاحظ ماكس في دهشة أن الكلب وجد تحت الأرض عظمة ضخمة جدًا.
الاكتشاف العظيم
دعا مالك والده للذهاب لرؤية الاكتشاف، نظرًا لأنه كان عالم حفريات ومخترعًا أيضًا، فهذا يعني أنه بالإضافة إلى اختراع أشياء غريبة، درس والده التاريخ قبل وجود البشر. تفاجأ والد مالك بالاكتشاف: لقد كان عظم ديناصور عاش في تلك الأراضي منذ مئات الملايين من السنين. لم يصدق مالك ما قاله له والده. ثم تذكر حجم صديقه السيد ديبلودوكس وسأل والده إذا كان من الممكن أن تكون عظمة ديبلودوكس.
كان والد مالك عاجزًا عن الكلام من المفاجأة وسأل ابنه كيف عرف شيئًا كهذا، لأنه كان على حق. ابتسم مالك وأخبر والده أنه رآه في المنام. ضرب والد الصبي رأسه وصافح ابنه، ثم سمعا صوت الأم التي كانت قد وصلت بالفعل. ذهبا معًا ليخبروها بما وجدوه، لكن عندما عبرا الحديقة، تعثر مالك بشيء يشبه قفل باب تحت الأرض. ثم تذكر الصبي المختبر، وآلة الزمن، وعائلة ديبلودوكس، والبحيرة السحرية، وحجر الأمنيات. لا، لم يكن حلما. ابتسم مالك. لقد عاش مغامرة تستحق أن تكون فيلم مغامرات.