فن

مراجعة فيلم A Woman in Berlin: آخر محرمات الحرب العالمية الثانية

فيلم A Woman in Berlin هو فيلم ألماني يتناول محنة النساء الألمانيات والأهوال التي تعرضن لها على يد الجيش الأحمر السوفيتي في الأيام الأخيرة من الحرب العالمية الثانية. في السطور التالية نتعرف على قصة فيلم A Woman in Berlin ثم نستعرض مراجعة هذا الفيلم الرائع بمزيد من التفصيل.

معلومات عن فيلم A Woman in Berlin

  • البلد: ألمانيا| بولندا.
  • اللغة: الألمانية | الروسية.
  • تاريخ الإصدار: 23 أكتوبر 2008.
  • المخرج: ماكس فاربيربوك.
  • الكاتب: ماكس فاربيربوك | مارثا هيلرز (كتاب) | كاثرينا شوشمان.
  • وقت العرض: 131 دقيقة.
  • النوع: دراما | سيرة ذاتية | تاريخ.
  • التصنيف: (R) للكبار فقط | يحتوي على مشاهد فاضحة وعنيفة.
  • فريق التمثيل: نينا هوس | يفجيني سيديخين | إيرم هيرمان.
  • التقييم: 7.0.

قصة فيلم A Woman in Berlin

تدور أحداث الفيلم في ربيع عام 1945 حيث عادت الحرب العالمية الثانية إلى المكان الذي بدأت منه: برلين. في ذلك الوقت تعرضت المدينة لنيران المدفعية الثقيلة. قاذفات الحلفاء تهاجم عاصمة الرايخ كل ليلة. وأخيراً يحتل الجيش الروسي برلين بعد هزيمة شنعاء للجيش الألماني. وتحت وطأة هذا الوضع اليائس، يبحث الناس عن مأوى في أقبية منازلهم المدمرة. واحدة من هؤلاء هي امرأة – بلا اسم – تبلغ من العمر ثلاثين عاماً تروي ما حدث للنساء التي كانت مختبئة في أقبية هذه المنازل، وتصف عمليات اغتصاب النساء الألمانيات من قبل جنود الجيش الأحمر.

تبدأ قصة الفيلم بتلقي شريكها جيرد أوامر بالانضمام إلى الجبهة الشرقية، ليذهب مع وعد بالعودة سريعاً. لكنها تقاتل من أجل البقاء في برلين المدمرة. تتلقى المرأة الدعم والتشجيع من النساء في المنازل المحطمة. فهي لا تريد أن تعيش في خوف دائم من التعرض للاغتصاب مثل النساء الأخريات، لذا تبحث عن حامي من الجانب الروسي. تحاول التأثير على الضابط المخضرم والمتحفظ أندريه لتمارس معه الحب برضاها مقابل حمايتها. ومع كل علاقة حميمة يشترك فيها كلاهما، يتحول الشعور الأولي بعدم الأمان إلى عاطفة حقيقية. وحتى لو لم يرغب أحدهما في الحديث عن الحب، ففي وقت ما لن سبيل لإخفاء هذه المشاعر.

في ذلك المبنى السكني يتعرض عدد من النساء الألمانيات للاغتصاب بشكل متكرر من قبل محرريهن الروس، وكان عليهن أن يتعلمن كيفية الإبحار في ذلك الواقع الوحشي الجديد وفقاً لظروفهن. لذا بدلاً من أن يتم اغتصابهن حسب رغبة الجنود الروس، فمن الأفضل أن تختار كل واحدة سمها الخاص لتضمن كذلك الحماية والطعام. تروي المرأة هذه القصص مع خزيها من علاقة غرامية في زمن الحرب لا تغذيها سوى “فوضى الحرب”.

اقرأ أيضًا: مراجعة فيلم In a Better World: نحن لا نعيش في عالم أفضل

مراجعة فيلم A Woman in Berlin

قصة فيلم A Woman in Berlin
مشهد من فيلم A Woman in Berlin

هناك ما لا يعد ولا يحصى من الأفلام التي تناولت الحرب العالمية الثانية حتى أصبحت معظمها كليشيهات محفوظة. لكن عندما تعرف أن هناك فيلماً يكشف آخر المحرمات في ذلك الصراع العالمي – الاغتصاب المنهجي للنساء الألمانيات في برلين من قبل جنود الجيش السوفيتي – فإن ذلك يبدو جيداً لدرجة يصعب تصديقها. حينها تتنفس الصعداء وتعلن: هل سنرى أخيراً شيئاً جديداً؟!

هذا الفيلم الرائع يتناول هذه الفكرة الجديدة كليةً، ويظهر تعقيد أخلاقي غير معهود لقصة غير مستكشفة في السينما. إنه فيلم يتجنب الاستعارات المبتذلة المطبقة في كل فيلم من أفلام الحرب العالمية الثانية. دعونا نعود إلى بداية القصة.

امرأة في برلين: ثمانية أسابيع في مدينة محتلة

تستند أحداث هذا الفيلم على مذكرات لصحفية ألمانية تدعى مارتا هيلرز تحت عنوان “امرأة في برلين: ثمانية أسابيع في مدينة محتلة”. تناولت فيه الكاتبة هذه الأحداث، لكن دور النشر الألمانية رفضت نشر هذه المذكرات. وفي عام 1959 نُشرت المذكرات بدون الكشف عن هوية المرأة في سويسرا وأطلقت العنان لعاصفة من السخط في ألمانيا الغربية، ولكن هذا السخط لم يكن بشأن عمليات الاغتصاب، ولكن بشأن افتقار المرأة للأخلاق. في ذلك الوقت أصابت الكاتبة صدمة قوية، وأكدت عدم نشر الكتاب مرة أخرى في حياتها. وفي عام 2003 ظهر لأول مرة في ألمانيا دون الكشف عن هوية المرأة.

أرادت مؤلفة المذكرات التي استند إليها هذا الفيلم عدم الكشف عن هويتها، وربما فعلت ذلك بحكمة، حيث شعرت العديد من النساء الألمانيات بالغضب الشديد عندما نُشر الكتاب لأول مرة في عام 1959. كانت الصحفية مؤمنة بقضية ألمانيا وقدرتها على كسب الحرب، وكانت مخطوبة بالفعل لضابط ألماني على الجبهة. يروي فيلم A Woman in Berlin الاغتصاب الجماعي المروع للنساء الألمانيات من قبل الجيش الروسي المنتصر خلال الأيام الأخيرة من الحرب العالمية الثانية (خلال فترة أربعة أشهر في عام 1945) وكيف نجت كاتبة اليوميات. يقدر المؤرخون أن حوالي 100000 حالة اغتصاب حدثت في برلين خلال تلك الأيام البائسة.

الندوب المحفورة على أجساد النساء الألمانيات

يحاول هذا الفيلم تسليط الضوء على تلك الندوب المحفورة على أجساد النساء الألمانيات والثمن الذي دفعوهن لخسارة الحرب. ويجذب انتباه الجمهور مرة أخرى إلى شيء حدث بالفعل في الحرب العالمية الثانية باعتباره فصلاً لم يتم سرده في التاريخ. لا شك في وجوب التعامل مع هذا الموضوع المزعج، لكن يمكننا أن نتساءل عما إذا كان هذا الفيلم الصعب قد تعامل معه بطريقة مؤثرة أم لا. على الجانب الإيجابي، لا يقول الفيلم أن البربرية النازية تبرر ما حدث لنساء برلين من قبل الجنود الشيوعيين، بل يحاول بدلاً من ذلك سرد قصته المروعة بطريقة واضحة وغير عاطفية ويطلب منا فقط عدم إصدار الأحكام. ومع ذلك لا يتجنب الفيلم بأي حال من الأحوال الأسئلة غير المريحة. يتعامل كل شخص مع مثل هذه المواقف بشكل مختلف. ففي ذلك الوقت – كاستراتيجية بقاء خالصة – أجبرت العديد من النساء على الامتثال لهذا الوضع للحماية والطعام.

تحفة نفسية عميقة

قدمت القصة فرصة ممتازة لتحفة نفسية عميقة. وعلى الرغم من أن الفيلم قد تم تصويره بشكل مناسب، إلا أنه لم يصبح تحفة فنية حقاً. فالقصة مجزأة إلى حد ما وتحتوي على جوانب متعددة وغزوات غير مقنعة. لكن الجانب المميز في هذا الفيلم هو الموسيقى التصويرية الرائعة التي تتناسب مع أحداث الفيلم. كذلك التأثيرات التي لها بعض السمات المسرحية مثل جو الخوف في الأقبية، حين كان الروس يصطادون فرائسهن ويختارون النساء عشوائياً. وفي الأخير التمثيل الرائع لنينا هوس وباقي الطاقم الذي يضم العديد من الأسماء البارزة في عالم السينما الألمانية اليوم. إن التمثيل جيد بشكل عام، وهو أحد عناصر القوة. لكن فيلم A Woman in Berlin يتعامل مع موضوع اعتقد أنه يستحق تفصيلاً أكثر إقناعاً.

وائل الشيمي

كاتب وأديب بدأ مسيرته الأكاديمية في مجال الصحافة، حيث حصل على بكالريوس في هذا المجال، وقاده شغفه بالإنسانية إلى دراسة علم النفس والفلسفة، وقد ساعدته دراسته وقراءاته في فهم أبعاد الشخصية البشرية وتعقيداتها. في روايته "الأجنحة السوداء" صور قضايا الوجود والتحديات النفسية التي يواجهها الإنسان في رحلة بحثه عن الإله، في سياق سردي مشوق يحمل في طياته تأملات فلسفية حول الحياة والموت، الحرية والقيود. كما أطلق في مجموعته القصصية "علامات لا تُمحى" مجموعة من القصص التي تتناول الجوانب المظلمة من التجربة البشرية، تاركاً آثارًا لا تُمحى في ذهن القارئ. إلى جانب أعماله الروائية والقصصية، ساهم الكاتب بالعديد من المقالات النقدية والحوارات الفكرية في الصحف والمجلات والمواقع الإعلامية، حيث شكلت كتاباته مساحة للتفكير والتحليل حول قضايا ثقافية واجتماعية معاصرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعمك يهمنا ❤️

نحن نعمل بجد لتقديم محتوى مجاني ومفيد لك. هل يمكننا الاعتماد على دعمك بتعطيل مانع الإعلانات؟ شكرًا مقدمًا!