علوم

هل نحن وحدنا في الكون؟ الجواب مخيف!

هل نحن وحدنا في الكون؟ إنه سؤال عالمي طرحه على نفسه كل إنسان على وجه الأرض، وحاول الكثير خلال مراحل التاريخ المختلفة الوصول إلى إجابة على هذا السؤال الصعب. وعلى الرغم من وجود العديد من الإجابات إلا أنه في كل مرة يتقدم العلم خطوة إلى الأمام تظهر أسئلة جديدة. في السطور التالية نحاول أن نفتح صندوق باندورا لنستقبل الإجابات التي ربما تتركك في حالة صدمة وتجعلك تفكر لفترة طويلة.

مفارقة فيرمي

إن أبرز من حاول الإجابة على سؤال: هل نحن وحدنا في الكون؟” هو الفيزيائي الإيطالي الحائز على جائزة نوبل عام 1938. والذي عمل في مشروع مانهاتن وهو مشروع تطوير أول قنبلة نووية. فخلال هذا المشروع أجرى العديد من المناقشات مع زملائه في المختبر، دارات جميعها حول السؤال التالي: هل الكائن البشري هو النوع الوحيد المتطور في الكون؟

كان العديد من زملائه يعتقدون أنه يجب أن تكون هناك حضارات أخرى مثل حضارتنا أو ربما أكثر تقدماً من حضارتنا. لكن الموضوع بأكمله لا يتعد الاحتمالات. على الجانب الآخر تساءل فيرمي: إذا كانت هناك حضارات متقدمة أخرى في الكون، فأين الجميع؟ وكيف لا يمكننا العثور لها على أثر على الرغم من امتلاكنا للأدوات اللازمة مثل المسابير وسفن الفضاء والرادارات وأجهزة الإرسال والاستقبال؟  كيف لم تتواصل معنا مثل هذه الحضارات إذا كان لها وجود فعلي؟

النقطة المهمة هي أنه عندما صاغ فيرمي هذه المفارقة في عام 1950، كان استكشاف الفضاء لا يزال في مهده. لذا كان من السهل دحض إجابته بالقول إننا لم نصل بعد إلى هذه المرحلة المتقدمة التي تمكننا من الـتأكد من وجود حضارات أخرى أم لا.


مشروع البحث عن ذكاء خارج الأرض – SETI

أنشىء مشروع البحث عن ذكاء خارج الأرض والمعروف باسم مشروع SETI  للإجابة على سؤال هل نحن وحدنا في الكون؟ وللبحث في إمكانية التواصل مع حضارات أخرى عن طريق إرسال إشارات لاسلكية إلى أكثر من 100 سنة ضوئية من الأرض. فبعد أكثر من 40 عاماً من تطوير مشروع SETI، أصبح لدينا تلسكوبات قوية مثل تلسكوب هابل الفضائي، ومرصد تشاندرا الفضائي للأشعة السينية، وتلسكوب سبيتزر الفضائي. لكن مع الأسف لم نستطع التقاط أية إشارات تدل على وجود حضارات أخرى. مما اضطر الولايات المتحدة الأمريكية إلى تخفيض ميزانية هذا المشروع في عام 2013. ومن هنا أصبحت مفارقة فيرمي أكثر صلة بهذه الموضوع من غيرها كلما تقدمنا ​​في أبحاثنا الفضائية. وعاد السؤال الأزلي: لماذا ما زلنا لا نجد أي أثر للحياة الذكية؟ لماذا هذا الصمت العظيم؟

اقرأ أيضًا: هل تتكون الثقوب السوداء من المادة المظلمة؟

معادلة دريك والحضارات الذكية

الحياة خارج كوكب الأرض
كوكب الأرض

إن حجم الكون لا يمكن أن يتصوره العقل البشري، لذا فإن الاعتقاد الشائع يجعلنا نعتقد أنه إذا كانت هناك حضارات قليلة فقط، فسيكون من الصعب عليهم العثور على بعضهم البعض. ولكن هل هذا صحيح؟ كم حضارة يمكن أن تسكن الكون؟

للإجابة على هذا السؤال صاغ فرانك دريك، رئيس معهد SETI، ما يعرف الآن باسم معادلة دريك في محاولة لتقدير عدد الحضارات في مجرتنا التي يمكنها أن تصدر موجات راديو يمكن اكتشافها. وفي التقديرات الأولية في عام 1961، قام دريك وفريقه بالتوصل إلى نتيجة مفاداها وجود 100000 حضارة متقدمة في مجرتنا والتي يجب أن تترك أثراً يمكن اكتشافه، وكان ذلك وفقاً للتكنولوجيا المتوفرة في ذلك الوقت. لكن الآن وبعد أكثر من خمسين عاماً ومع المزيد من التكنولوجيا المتقدمة، ما زلنا لم نعثر على دليل يجعلنا نشك في وجود هذه الحضارات.

100000 حضارة ذكية

تقوم معادلة دريك على العديد من الاعتبارات مثل معدل تشكل النجوم، والنسبة المئوية للنجوم التي لها كواكب، والكواكب التي يمكن أن تكون الحياة عليها، وما إلى ذلك. وكما هو واضح أن البيانات التي أكمل بها المعادلة كانت أقرب إلى التقديرات والتخمينات، ورغم ذلك أيدها جزء كبير من المجتمع العلمي، وفي الواقع استمرت دراسات أخرى لاحقاً في إعادة تأكيدها.

وفقاً لهذه المعادلة والتقديرات التي تم إجراؤها في ذلك الوقت، في مجرتنا، درب التبانة، يجب أن يكون هناك حوالي 100000 حضارة ذكية ومن المحتمل أن تكون 10 منها قابلة للاكتشاف. وباستخدام هذه البيانات، يمكننا التوقف عن التفكير في أنه لا يوجد سوى عدد قليل من الحضارات البعيدة، فقد انتقلنا من حضارات قليلة في الكون بأسره إلى ما يقرب من 100000 في مجرتنا فقط.

بالطبع، سيكون البعض أقل تقدماً من حضارتنا الحالية وبالتالي سيصعب اكتشافها، لكن البعض الآخر سيكون أكثر تقدماً وسيكون تتبع “المسار” الذي يتركونه في المجرة أسهل. لتصور أفضل لنوع الحضارات التي نبحث عنها، سنفكر في النموذج الذي وضع نظريته عالم الفيزياء الفلكية الروسي نيكولاي كارداشيف، الذي قسمهم إلى ثلاثة أنواع وفقاً لكمية الطاقة التي يجب أن يستهلكها كل نوع من هذه الحضارات.

اقرأ أيضًا: نظرية الانفجار العظيم: كيف كانت لحظة بداية نشأة الكون؟

مقياس كارداشيف

يقسم هذا المقياس الحضارات الذكية خارج الأرض وفقاً لكمية الطاقة التي تستهلكها كل حضارة في حالة وجودها. وتشتمل هذه الحضارات على ثلاثة أنواع هما:

النوع الأول

الحضارة من النوع الأول هي الحضارة التي تمكنت من التحكم وإتقان جميع أشكال إنتاج الطاقة التي يمكن العثور عليها وهي قريبة من مستوى كوكب الأرض. هذه المصادر  تبدأ من مصادر الطاقة المتجددة: الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية، إلخ. وهذا النوع من الحضارة قادر على إنتاج أكثر من مليار مرة من الطاقة التي تنتجها الأرض في الوقت الحالي. وبالنظر إلى المستوى الحالي لنمو الطاقة على كوكب الأرض يعتقد العديد من العلماء أن الأرض يمكن أن تصبح حضارة من النوع الأول في حوالي 200 عام.

النوع الثاني

الحضارة من النوع الثاني هي حضارة تشبه النوع الأول. فهي تستغل كل مصدر للطاقة المتجددة الموجودة لديها، ولكنها تحتاج إلى المزيد. ولهذا الغرض تخرج إلى الفضاء للبحث عنها. يمكن لحضارة من هذا النوع أن تغطي نجماً بكامله لالتقاط كل الطاقة التي تنبعث منه دون توليد أي نوع من النفايات. ومثل هذه الحضارة متقدمة جداً لدرجة أنه لن يكون من الصعب العثور عليها بفضل كل هذه الكمية من الطاقة التي تستهلكها.

النوع الثالث

الحضارة من النوع الثالث لن تمتلك نظرياً طاقة كافية مع كل ما ينتجه نجمها. وسيتعين عليها تغطية المزيد من النجوم من أجل الاستمرار في النمو. سيكون للحضارة من النوع الثالث الكثير من الطاقة بحيث لن يكون من الصعب عليهم تطوير التكنولوجيا لإنشاء سفن تسافر (تقريباً) بسرعة الضوء. وستكون حضارة غير قابلة للتدمير عملياً لأنه في مواجهة أي نوع من “الكوارث المجرية” سيكون لديهم بدائل للهروب. كما يمكن للحضارة من هذا النوع أن تتعامل مع كميات من الطاقة مماثلة لتلك المنتجة في المستعرات الأعظمية. ويمكن أن تستعمر مجرة ​​بأكملها في غضون بضعة آلاف من السنين.

إن إدراك أن التطور التكنولوجي المضاف إلى الزيادة الكبيرة في عدد السكان يتطلب زيادة هائلة في الطاقة. لذا فإن التطور الطبيعي لأي حضارة سيكون لتوسيع نطاق هذه المستويات، والانتقال من كونها حضارة من النوع 0 (الأرض حالياً) إلى حضارة من النوع الثالث الأكثر تقدماً. وبوجود أكثر من 100000 حضارة ذكية وفقاً لدريك في مجرتنا، سيكون من الممكن التفكير في أن بعضها كان في المرحلة الثانية أو حتى المرحلة الثالثة. لكن، لماذا لا نراهم؟ كيف يمكن أن يكون هناك احتمال كبير لوجود مثل هذه الحضارات وما زلنا لا نعرف عنها شيئاً؟

اقرأ أيضًا: شرح فيزياء الكم بكل بساطة

هل نحن وحدنا في الكون؟

هل يوجد عالم اخر غير عالمنا ؟
هل توجد حضارة أخرى غير الأرض؟

هناك نوعان من التيارات الفكرية التي تجيب على سؤال: هل نحن وحدنا في الكون؟ وهنا يأتي الغموض.

الإجابة الأولى: لا توجد حضارات متقدمة أو إنها أقل بكثير مما نعتقد

ينظر الأشخاص الذين يدعمون هذه الإجابة إلى نتائج معادلة دريك وتقديرات أخرى من العلماء حول العالم، ويقارنونها بالنتائج التي تم الحصول عليها خلال عمليات البحث حتى الآن. ويدركون أن معادلة دريك خاطئة. وليس هناك العديد من الحضارات كما يعتقد. لكن ما هو سبب عدم وجود حضارات ذكية؟

فرضية المرشح الأعظم

تجيب على هذا السؤال فرضية المرشح الأعظم التي صاغها روبن هانسون في عام 1998. وهي فرضية تشير إلى حدث في تاريخ الحضارات يقطع تطورها في لحظة غير محددة في التطور نحو حضارة من النوع الثالث. يمكن أن يكون هذا “الحدث” من أصل طبيعي (انفجار مستعر أعظم، نجم نابض، ثقب أسود …) أو اصطناعي (حرب عالمية، تلوث فائق، الذكاء الاصطناعي، فيروس قاتل صممه الإنسان …)

مع الأخذ في الاعتبار فرضية المرشح العظيم وأن حضارتنا لا تزال على قيد الحياة، تفتح ثلاثة احتمالات:

  1. نحن الحضارة الأكثر تقدماً

    هذا الاحتمال، على الرغم من أنه يبدو غير مرجح، يعني أننا حالياً أكثر الحضارات تقدماً أو واحدة من أكثر الحضارات تقدماً في الكون. فإذا كان الأمر كذلك، فقد لا يكون المرشح العظيم موجوداً. وهي مسألة وقت بسيطة قبل أن نطور نحن والحضارات الأخرى تقنية كافية لاكتشاف أننا لسنا وحدنا. يُعتقد أنه احتمال غير مرجح لأن النظام الشمسي صغير جداً مقارنة بعمر الكون وبشكل أكثر تحديداً مقارنةً بأنظمة الكواكب الأخرى.

  2. لقد مررنا بالفعل بالمرشح الأعظم

    يأتي هذا الخيار ليقول إن حضارتنا قد سقطت في نوع من “الحظ الكوني” الذي سمح لنا بتجاوز المرشح الأعظم، مرشح لم تمر عليه أي حضارة أخرى إلا وانتهت، وبالتالي فإن نتائج معادلة دريك ستكون خاطئة تماماً. حيث سيكون هناك عدد أقل بكثير من الحضارات. وهذا من شأنه أن يفسر “الصمت العظيم للكون”. ويمكن أن يكون هذا المرشح ببساطة هو أن الظروف على الأرض غير عادية لدرجة أنها لا توجد في أي مكان آخر في الكون أو أن ظروف الحياة على كوكب الأرض غريبة جداً، لدرجة أنها لم تحدث في أي مكان آخر.

  3. لم نجتاز بعد المرشح العظيم

    هذا الخيار هو الأكثر إثارة للصدمة. فهذا يعني أن المرشح الأعظم أمامنا وأننا نسير في اتجاهه حتماً. وكان على الحضارات الأخرى من الأنظمة الأخرى أيضاً أن تواجه هذا المرشح الأعظم مع عواقب وخيمة من شأنها أن تؤدي بهم إلى الانقراض أو إلى انتكاسة تكنولوجية وتطورية. النقطة المهمة هي أن هذا المرشح الكبير يحدث قبل أن تتقدم الحضارة وتستطيع التحكم في السفر إلى الفضاء. أي قبل أن تصبح حضارة متقدمة من النوع الثاني أو النوع الثالث. فليس من المنطقي أن تنقرض حضارة من النوع الثاني أو الثالث مع ما حققته من مستوى تكنولوجي متقدماُ للغاية بحيث يسمح لها بالبقاء على قيد الحياة وتحدي أي نوع من الكوارث بفضل الاستعمار بين الكواكب.

الإجابة الثانية: توجد حضارات أخرى متقدمة جداً ولكن هناك أسباب منطقية لعدم قدرتنا على رؤيتها

هناك أناس يعتقدون أن كوكب الأرض والإنسان ليسا استثناء وأن إمكانيات الحضارات المتقدمة الأخرى وحتى الأكثر تقدماً من حضاراتنا عالية جداً. فهناك من لا يؤيدون معادلة دريك فحسب، بل ينظّرون أيضاً إلى احتمال أن تكون نتائج هذه المعادلة أقل مما يمكن أن تخفيه الحقيقة.

لماذا نصنع معادلة لإيجاد حضارات متقدمة تؤخذ فيها الظروف الطبيعية مثل ظروف الأرض أو الإنسان بعين الاعتبار؟ ألا يمكن أن توجد أشكال حياة مصنوعة من مركبات أخرى وتتنفس غازات أخرى؟ في الواقع، لقد تم بالفعل إثبات أنه داخل الأرض، يمكن أن تظهر الحياة في الأماكن التي لا نتوقعها على الأقل، من الأماكن المتجمدة مع درجات حرارة أقل بكثير من الصفر، حتى في فتحات أعماق المحيطات التي تتحمل درجات حرارة عالية وضغطاً كبيراً. لماذا إذن لا يمكن أن توجد مثل هذه الحياة على كواكب أخرى وتتطور إلى كائنات عاقلة؟

الأشخاص الذين ينتمون إلى مجموعة الرأي هذه، ما لا يمكنهم إنكاره هو أنه في كل مرة نبحث فيها عن دليل في الفضاء، لا نجد شيئاً يمكنه دعم هذه الفرضية. لذا، إذا كانت موجودة ولا يمكننا رؤيتها، فلماذا؟ فيما يلي بعض النظريات المحتملة:

نحن نعلم بالفعل وجودها ولكن الحكومة تخفيه عنا

هذه الإجابة على سؤال: هل نحن وحدنا في الكون؟ خاصة بعشاق المؤامرة. لكن هل من الممكن أن تعرف الحكومات أكثر مما تخبرنا به في هذا الصدد؟ هل من الممكن أن نكون قد وجدنا آثاراً لهذه التقنيات ولم يرغبوا في الكشف عنها؟ لا أحد يعرف على وجه اليقين.

هناك حضارات متقدمة لكنها لا تريد التدخل

قد تكون هناك حضارات متقدمة في مجرتنا ولديهم ببساطة “ميثاق” أو “معاهدة” بعدم التدخل في الحضارات البدائية مثل حضارتنا. وربما ستكون الأرض بالنسبة لهم نوعاً من المحمية. حيث يمكنهم مراقبة سلوك الحضارات في المراحل المتخلفة. وبالطبع لن يكونوا مهتمين بالتدخل لأن هذا من شأنه أن يعدل إيقاع تاريخنا.

نحن نبحث عن الإشارات الخاطئة

قد يكون هناك خيار آخر مثير للاهتمام وعقلاني تماماً هو أننا نبحث ببساطة عن الإشارات الخاطئة. نحن نعتبر أنه من المنطقي البحث عن موجات الراديو لأننا نعتبرها واحدة من أولى أشكال الاتصال التي يمكن تطويرها، ولكن ماذا لو استخدموا نوعاً آخر مختلفاً تماماً “غير مرئي” عملياً لأنظمة الكشف لدينا؟ قد لا نزال على بعد سنوات من تطوير التكنولوجيا اللازمة لمثل هذه المهمة.

هناك حضارة خارقة مهيمنة ومفترسة

لقد فعلها البشر طوال تاريخهم: قهروا وأهلكوا ونهبوا الموارد. هل يمكن لحضارة متقدمة أن تتصرف على هذا النحو على مستوى الكواكب؟ إذا كان الأمر كذلك، فقد يفسر ذلك النتائج الفارغة التي تبحث عن حياة ذكية خارج كوكبنا. من ناحية، فإن هذه الحضارة الفائقة ستدمر حضارات أخرى على الكواكب الأخرى، ومن ناحية أخرى، فإن الحضارات الأخرى التي تدرك وجود هذه الأنواع المفترسة ستخفي إشاراتها من الخارج حتى لا ينتهي بها الأمر إلى الهلاك. يوجد بالفعل العديد من العلماء مثل ستيفن هوكينج الذين حذروا من مخاطر إرسال “رسائل” إلى الفضاء … فلا نعرف من يمكنه استقبالها! إذا لم نكن وحدنا في الكون.

نحن في جزء صغير من المجرة

ربما تكون معادلة دريك صحيحة، ولكن قد تكون المنطقة التي نتواجد فيها هي جزء صغير غير مرئي من المجرة. لذا لا أحد يهتم بها من الحضارات الأخرى.

نحن نعيش في محاكاة

ربما لا نكون وحدنا في الكون، وقد يكون كل شيء نوعاً من المحاكاة مثل “ماتريكس”، أي إننا نعيش في نوع من الحلم. وهذا هو السبب في وجود الكثير من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها. هذا بالإضافة إلى التناقضات الواضحة لما نلاحظه وما نحسبه.

الحضارات فائقة التقدم ليس لها مصلحة في استعمار المجرة

عندما نفكر في الحضارات فائقة التقدم نتخيلها تنتشر في جميع أنحاء المجرة. وإذا لم يكن الأمر كذلك؟ ربما تشعر هذه الحضارات بالراحة الكافية على كواكبها، وبالتالي لا تفكر حتى في الخروج إلى الفضاء لاستعمار أنظمة أخرى.

اقرأ أيضًا: هل الله موجود؟ الصراع الأزلي بين العلم والدين

وفي الختام فإن سؤال هل نحن وحدنا في الكون؟ لايمكن الجزم بإجابة شافية ووافية عليه. وكل ما هنالك مجرد تكنهات وتخمينات لا حصر لها. ومع ذلك فكل من هذه الخيارات التي عرضناها يمكن تطبيقها، لكن ماذا تعتقد سيدي القارىء هل توجد حياة خارج الأرض؟ وإذا كانت موجودة هل تعتقد أننا يمكن أن نتواصل مع الحضارات الذكية الأخرى في يوم من الأيام؟ لا تتردد في إخبارنا برأيك..

وائل الشيمي

كاتب وأديب بدأ مسيرته الأكاديمية في مجال الصحافة، حيث حصل على بكالريوس في هذا المجال، وقاده شغفه بالإنسانية إلى دراسة علم النفس والفلسفة، وقد ساعدته دراسته وقراءاته في فهم أبعاد الشخصية البشرية وتعقيداتها. في روايته "الأجنحة السوداء" صور قضايا الوجود والتحديات النفسية التي يواجهها الإنسان في رحلة بحثه عن الإله، في سياق سردي مشوق يحمل في طياته تأملات فلسفية حول الحياة والموت، الحرية والقيود. كما أطلق في مجموعته القصصية "علامات لا تُمحى" مجموعة من القصص التي تتناول الجوانب المظلمة من التجربة البشرية، تاركاً آثارًا لا تُمحى في ذهن القارئ. إلى جانب أعماله الروائية والقصصية، ساهم الكاتب بالعديد من المقالات النقدية والحوارات الفكرية في الصحف والمجلات والمواقع الإعلامية، حيث شكلت كتاباته مساحة للتفكير والتحليل حول قضايا ثقافية واجتماعية معاصرة.

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعمك يهمنا ❤️

نحن نعمل بجد لتقديم محتوى مجاني ومفيد لك. هل يمكننا الاعتماد على دعمك بتعطيل مانع الإعلانات؟ شكرًا مقدمًا!