أسلوب حياة

الموعد الأول مع الحبيب: مفتاح بداية ناجحة للعلاقة

لا شك أن التواصل الجيد في الموعد الأول مع الحبيب/ الحبيبة هو أمر ضروري لكلا الطرفين، حيث يمكن من خلاله تقرير ما إذا كان الشخص مناسباً أم لا. فإذا كان كذلك فسنرسي دعائم زواج ناجح إذا استمر الأمر. في هذه المقالة نحاول استكشاف فوائد التواصل الفعال من البداية، ثم نقدم لك بعض المفاتيح لضمان نجاح اللقاء الأول مع الحبيب والتواصل الحقيقي القائم على الصدق والاحترام.

أهمية التواصل الجيد في المواعيد الأولى

المواعيد الأولى مع الحبيب
أهمية التواصل الجيد

يجب على كل فرد منا في البداية ألا ينجرف وراء المظاهر الخادعة التي يمكن أن ينخدع بها في اللقاء الأول وما بعده. وعليه أن يدرك أهمية التواصل الحقيقي بعيداً عن الأوهام والتصورات الخيالية التي زرعتها في عقول الشباب قصص الحب الرومانسية والكتب والأعمال الفنية. لذا سنوضح أهمية التواصل الجيد في بعض النقاط التالية:

بناء علاقة متينة وواقعية

أشرنا إلى أن قصص الحب والأفلام والكتب في انتشار أسطورة الحب الرومانسي. حيث تخدعنا هذه القصص من خلال تصوير فكرة الحب من أول نظرة بين الطرفين، وشعورهما بالراحة النفسية في لقائهم الأول. ومن ثم يؤسسان علاقة متينة ودائمة قائمة على ما يسمى “التوافق التلقائي” دون بذل أي جهد في التواصل والحديث. وعندما ينتهي الفيلم نشعر بأننا نطير فوق السحاب، وتتساءل الفتاة: متى سيأتي الفارس الشجاع ليحملني معه في مغامراته؟ ويغرق الشاب في أحلام وردية تصور حياته مع حبيبته وكأنها جنة الله على الأرض. وعندما ينتهي الأمر بالزواج يسقطان من علوهما الشاهق على الواقع الذي لم يحسبا حسابه جيداً.

قالت لي جدتي بعد أن انتهت من مشاهدة فيلم رومانسي على شاشة التلفاز: هل هذا كل شيء؟ ألا يعلموننا أي شيء آخر؟ لماذا لم يعلمنا أحد في هذه الأفلام ما نواجهه في علاقاتنا على أساس يومي؟ ولماذا لا تتناول مشكلات الحياة اليومية؟ لماذا يسير كل شيء بسلاسة في هذه الأفلام؟ هل لأن الحب يمكن أن يفعل كل شيء؟

إن الحب ليس شيء ثابت. وترمومتر الحب ليس ثابتاً على قياس واحد. فهناك لحظات من الفرح، وأخرى حزينة، هناك الأمل وهناك الألم، والحب تجربة شخصية تخص كل فرد منا، ولا يمكن أن تكون هذه التجربة الشخصية ناجحة إلا إذا بُنيت على أسس متينة. هذه الأسس تشتمل على الكثير مثل التواصل الجيد والثقة وغيرها من الأمور التي يجب توضحيها منذ اللقاء الأول حتى نقلل من خيبات الأمل وسوء الفهم في المستقبل.

معرفة إذا ما كان الشخص الآخر يناسبنا أم لا

كل إنسان فريد من نوعه. لقد عاش كل شخص تجارب معينة، وله أذواق وعادات ومشاعر وآراء واحتياجات وأفكار ذاتية تخصه وحده. وسيكون من الصعب التعايش مع شخص آخر داخل إطار الحياة الخاصة دون وجود توافق مشترك بينهما. يشير علم النفس إلى أن الأساس الجيد في المواعيد الأولى في التواصل الفعال، فالتواصل بطريقة محترمة وصادقة والحديث عما نحبه أو نكرهه وما نهتم به وما نرفضه منذ البداية سيؤدي إلى حصولنا على المزيد من المعلومات لنقرر ما إذا كان الشخص يناسبنا أم لا. وما إذا كانت لدينا فرص أكثر للسعادة إلى جانبه. أو إذا كان هذا الشخص يمكن أن يكون سعيداً معنا.

لقد كانت هناك العديد من المحادثات بينكما قبل لقائكما الأول، ومن البديهي أنك قبل اللقاء تعرف جيداً بعض المعلومات عن الشخص الآخر وشذرات من حياته، فهل توقفت للحظة وفكرت فيما إذا كان هذا الشخص يعرف حقيقتك فعلاً؟ وهل تعرف أنت عنه؟ هل هو الشخص المناسب فعلاً؟ هنا يأتي دور التواصل الجيد وطرح الأسئلة المناسبة لتقرير ما إذا كان الشخص المناسب أم لا.

إدارة الاختلافات الأولى بشكل أفضل

تسير المواعيد الأولى في العادة بسلاسة، فهذا النوع من اللقاءات ليس محفوفاً بالتوتر أو الخلافات، ولكن مع ذلك يمكن أن تظهر الاختلافات بالفعل في الموعد الأول مع الحبيب. يعيش كل طرف في اللقاء الأول وفقاً لرؤيته ونظرته التي تشكلت على مدار سنوات طويلة، ومن هذا المنظور يمكن أن تتجلى بعض التصرفات والسلوكيات التي تتناقض مع رؤية الآخر. على سبيل المثال، إذا حاول شخص أن يمسك بيد حبيبته، يمكن أن يولد هذا التصرف عدم الراحة أو سوء الفهم، أو عندما يلاحظ أحد طرفي العلاقة اندفاع الطرف الآخر وتوتره يمكن تفسير تصرفه بأنه يشعر بالممل ويريد العودة إلى المنزل، وغيرها من السلوكيات التي يفسرها كل طرف من منظوره الخاص، لذا من الضروري عدم إخفاء المشاعر والحديث عنها، وعندما تظهر الاختلافات الأولى في الأذواق والتفضيلات وغيرها يكون التواصل الجيد بمثابة بلسم يتيح لك التعرف بشكل أفضل على المحبوب، والوصول معاً إلى اتفاق عام.  

وضع أسس التواصل الجيد كزوجين

تكمن المشكلة الأولى من مشكلات الزواج في فقدان التواصل بين الزوجين، ويعود ذلك إلى عدم وضع أسس لهذا التواصل منذ الموعد الأول مع الحبيب، ومن هنا نجد التواصل غير الصحي المليء باللوم والخلافات الزوجية ووجهات النظر المتضاربة، وإذا كان هناك انزعاج من شيء ما لا يتم الحديث عنه. يساهم التواصل الجيد منذ اللقاء الأول مع الحبيب في وضع أسس لهذا التواصل إذا نجح الأمر وكُلل بالزواج. وبهذه الطريقة ستتجنب الوقوع في شرك حقائق مؤلمة لا تطاق مليئة بالفشل وخيبة الأمل لم تكن تعلم بوجودها، وكل ذلك بسبب وضع أسس التواصل الجيد في اللقاءات الأولى.

ماذا تفعل في اللقاء الأول مع الحبيب؟

ماذا تفعل في الموعد الأول مع الحبيب
مفاتيح التواصل الجيد مع الحبيب

يتساءل الكثير عما يفعله في الموعد الأول مع الحبيب، وما يمكن الحديث عنه، وكيف يعلم إذا ما كان الشخص مناسباً له أم لا، وغيرها من الأسئلة، ومن هذا المنطلق نريد أن نوضح كل هذه الأمور حتى نصل إلى نتيجة مرضية لطرفي العلاقة.  

تجنب خرافات الثقافة الشعبية

يحاول الغالبية العظمى سواء من الرجال أو النساء أن يظهروا أفضل ما لديهم في مواعيدهم الأولى. وهذا أمر طبيعي، وهو جزء من طبيعة البشر وخاصة فيما يتعلق بمثل هذه العلاقات. ومع ذلك هناك بعض الخرافات أو الاستراتيجيات الخاطئة المنتشرة في الثقافة الشعبية ومنها على سبيل المثال أنه يجب عليك التظاهر باللامبالاة، أو الحديث بطريقة معينة تبين مدى ثقافتك أو التحدث بالهمس وغيرها من الأمور التي لا تساهم بشكل أو بآخر في تطور العلاقة أو معرفة أي شيء.

إن التواصل بهذه الطريقة لا يكون محفزاً للحديث، وسرعان ما يشعر الآخر بتكلفك ويفقد الرغبة في التواصل معك. لذا عليك أن تعرف أن أهم ما في الأمر هو أن تكون على طبيعتك الحقيقية مهما كانت، وهكذا تمنح من أمامك الراحة النفسية وتشجعه على مواصلة الحديث والتقدم في العلاقة. ويبدو من الشائع أيضاً خلال الموعد الأول مع الحبيب أن نبالغ أو نكذب بشأن جوانب معينة من حياتنا، مثل وضعنا الاقتصادي وما نفعله في يومنا، وما إلى ذلك. وفي كلتا الحالتين سواء كنا نكذب أو نبالغ ستظهر الحقيقة عاجلاً أو آجلاً. لذا فإن التحلي بالصدق أهم شيء في العلاقة لتجنب خيبة الأمل في المستقبل.

حدد توقعاتك الحقيقية

يخشى الناس في كثير من الأحيان في بداية العلاقة من الحديث بصدق عما يبحثون عنه بصراحة. يحدث ذلك ربما بسبب التردد أو الارتباك والحيرة أو عدم الرغبة في الالتزام بالعلاقة لأي سبب من الأسباب. لكن إذا نقلنا توقعاتنا الحقيقية إلى الآخر، سنجبر الآخر كذلك على إخبارنا بتوقعاته الحقيقية وما يبحث عنه كذلك، ومن هنا نعلم إذا كان ملائم أم لا، وسنتجنب سوء الفهم.

لا تلبس قناع شخصية أخرى

يجب على كل منا أن يتحلى بالشجاعة والجرأة والعفوية من الموعد الأول مع الحبيب. يحدث هذا من خلال الحديث عن أذواقنا واهتماماتنا وهواياتنا وتجاربنا واحتياجاتنا وتفضيلاتنا بشكل علني وصريح للآخر، من أصغر الأمور إلى أعمقها. وكما قلنا من قبل، ستظهر الحقيقة عاجلاً أو آجلاً. وبهذه الطريقة نساعد الآخر على معرفة مع من يستثمر وقته وطاقته، ونتجنب بالتالي إمكانية اللعب واللهو والاحتيال. بالإضافة إلى ذلك، يصل التواصل الصادق إلى الآخر بقوة أكبر. فعندما نكون صادقين، تكون إيماءاتنا أكثر عفوية، ونشعر براحة أكبر في الحديث، وليس لدينا ضغط التظاهر بأننا نلعب شخصية يصعب الحفاظ عليها على المدى الطويل.

ألقي نظرة إلى الداخل

هل يمكننا معرفة حقيقة شخص ما، في حين لا نعرف عما بداخلنا؟ إن معرفة الآخر تتوقف على معرفة الذات، نحن نعلم جميعاً ما نحبه وما نهتم به، نعرف إذا ما كنا نحب النظام أو الفوضى، نهتم أكثر بمشاهدة السينما أو قراءة الكتب. ولكن عندما يتعلق الأمر بالأمور العاطفية فلا دراية لنا بما يدفعنا، ويصعب علينا التعرف على احتياجاتنا العاطفية، ربما لأنه لم يعلمنا أحد.

لذلك يمكننا أن نبدأ في إلقاء نظرة على الداخل، وتحديد ما يجعلنا سعداء، دون أي خجل أو خوف. فكل شخص لديه سلسلة من الاحتياجات والأولويات، والتي يجب أن تُحترم. دعونا نبدأ في رؤية ما هو مهم بالنسبة لنا في الحب الحقيقي، ولنتحدث عنه بصراحة.

كن ودوداً ومحترماً

بلا شك يصل ما نريد إيصاله بشكل أفضل عندما يُقال بطريقة ودودة ومهذبة. فالتعامل بلطف مهارة يمكن اكتسابها، والتعامل بلطف يعني التحدث بأدب، والاستماع إلى الآخر، وعدم إصدار الأحكام، ومحاولة فهم شخصية الآخر واحتياجاته وليس الضغط عليه أو محاولة تغييره. ومن هنا يجب أن تكون لطيفاً في الموعد الأول مع الحبيب إن لم يكن على الدوام.

وائل الشيمي

كاتب وأديب بدأ مسيرته الأكاديمية في مجال الصحافة، حيث حصل على بكالريوس في هذا المجال، وقاده شغفه بالإنسانية إلى دراسة علم النفس والفلسفة، وقد ساعدته دراسته وقراءاته في فهم أبعاد الشخصية البشرية وتعقيداتها. في روايته "الأجنحة السوداء" صور قضايا الوجود والتحديات النفسية التي يواجهها الإنسان في رحلة بحثه عن الإله، في سياق سردي مشوق يحمل في طياته تأملات فلسفية حول الحياة والموت، الحرية والقيود. كما أطلق في مجموعته القصصية "علامات لا تُمحى" مجموعة من القصص التي تتناول الجوانب المظلمة من التجربة البشرية، تاركاً آثارًا لا تُمحى في ذهن القارئ. إلى جانب أعماله الروائية والقصصية، ساهم الكاتب بالعديد من المقالات النقدية والحوارات الفكرية في الصحف والمجلات والمواقع الإعلامية، حيث شكلت كتاباته مساحة للتفكير والتحليل حول قضايا ثقافية واجتماعية معاصرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعمك يهمنا ❤️

نحن نعمل بجد لتقديم محتوى مجاني ومفيد لك. هل يمكننا الاعتماد على دعمك بتعطيل مانع الإعلانات؟ شكرًا مقدمًا!