ما هي الميكروبات؟ ولماذا تعد مهمة جداً لحياة الإنسان؟

You are currently viewing ما هي الميكروبات؟ ولماذا تعد مهمة جداً لحياة الإنسان؟
ما هي الميكروبات؟

الميكروبات هي تلك الكائنات الحية المعروف عنها أنها تسبب العديد من الأمراض، إلا أن الأمر لم يكن كذلك على الدوام فهذه الكائنات الدقيقة التي يبدو في ظاهرها الضرر تعمل لتوفر أفضل الظروف لحياة الإنسان. فما هي الميكروبات؟ وكيف تحمل الخير للإنسان؟

ما هي الميكروبات؟

الميكروبات هي كائنات حية صغيرة جداً لا يمكن إدراكها بالعين المجردة. وتعيش هذه الكائنات الحية في كل مكان في البيئة المحيطة. بينما بعض هذه الميكروبات مفيد وبعضها ضار يسبب العديد من الأمراض. ومن الأمثلة على هذه الكائنات الدقيقة البكتيريا والفطريات والطلائعيات.


أنواع الميكروبات

هناك العديد من أنواع الميكروبات. حيث يحتوي عالم الميكروبات والجراثيم على آلاف الأنواع؛ منها النافع ومنها الضار. بينما ارتبطت الميكروبات في ذهن الإنسان بالأمراض. هذا بالرغم من أن أمعاء الإنسان تحتوي بمفردها على أربعمائة نوع من أنواع الميكروبات. هذه الكائنات الدقيقة التي تعج بها الأمعاء تساهم في إتمام عمليات هضم الطعام. بينما تقوم بتحويل الطعام إلى مواد بسيطة عن طريق تفكيك جزئيات الطعام ليسهل تمثيلها غذائياً. مما يؤدي في النهاية إلى استفادة الجسم منها. وكي تقوم الميكروبات بهذه المهمة على الوجه الأكمل ينبغي ألا يقل عددها في الجرام الواحد عن عشرة ملايين.

ومن أشهر أنواع الميكروبات ما يلي:

  • البكتيريا.
  • الطحالب.
  • الفطريات.
  • الطلائعيات.
  • الأوليات.
اقرأ أيضًا: ما هو الوباء؟ وما الفرق بينه وبين الجائحة؟

أهمية الميكروبات في جسم الإنسان

يوجد داخل جسم الإنسان عدد لا يعد ولا يحصى من هذه الكائنات الدقيقة التي تساهم في عمليات الهضم وغيرها من العمليات الحيوية الأخرى. بينما تكمن أهمية الميكروبات فيما يلي:

  1. هضم الطعام

    تعد ميكروبات الأمعاء واحدة من أهم الميكروبات الموجودة داخل جسم الإنسان. حيث أثبت العلماء أهمية وجود هذه الأمعاء داخل الجسم. فهي الوحيدة التي لديها المقدرة على هضم المواد البروتينية الموجودة في الطعام. كما إنها تقوم بإكمال عمل الانزيمات التي يفرزها الجهاز الهضمي للإنسان، فتذيب بقايا الزلال وألياف اللحم وتفكك دهون الطعام التي لم تمتصها الأمعاء إلى عناصر بسيطة.
    هذا بالإضافة إلى أن ميكروبات الأمعاء تقوم على إنتاج أحماضاً دهنية لإمداد خلايا جدران الأمعاء بالطاقة. إلى جانب تمتعها بقدرة فائقة في عمليات امتصاص الأملاح المعدنية مثل الفوسفور والكالسيوم والماغنسيوم والحديد. حيث تفرز مواد قادرة على الارتباط بالأملاح المعدنية، وتكون بالتالي قدرتها على الامتصاص أكبر مما لو كانت الأملاح منفردة.

  2. الميكروبات تنتج الفيتامينات

    هناك عدد كبير من أنواع الميكروبات الموجودة بالأمعاء يمكنها إنتاج الفيتامينات إلى حد يكفي حاجة الجسم. بينما في حالة غياب هذه الأنواع نجد أنه من العسير الحصول على فيتامين “ك “وهو ما يؤدي إلى حدوث نزيف دموي بالجسم. كما أن هذه الأنواع لديها المقدرة أيضاً على إنتاج فيتامين “ب “وبالتحديد فيتامين “ب 12” الضروري للحصول على الخلايا الدموية.

  3. مقاومة الأمراض

    ربما تكون الصورة العامة للميكروبات الضارة أنها تسبب الكثير من الأمراض. إلا أن الأمر لم يكن كذلك قط، فهذه الميكروبات التي نتخيل أنها تضرنا تساهم بصورة كبيرة في حمايتنا من الأمراض. فعندما تغزو هذه الميكروبات الجسم تساعد على تنشيط خلاياه مما يجعله على استعداد تام لمواجهة الأنواع الأخرى من الأمراض الأشد ضرراً وفتاكاً بالجسم.
    لننظر مثلاً إلى المنطقة الجنوبية المتجمدة في القطب الجنوبي. فهذه المنطقة خالية تماماً من كل أنواع الميكروبات نظراً لبرودة المنطقة. لذا نجد أن البكتيريا التي تفسد الطعام ليست لها وجود. وكذلك لا وجود للفطريات على اختلاف أنواعها. بينما إذا ولد طفل في هذه الأجواء فمن الصعب أن يصاب بأية أمراض تسببها تلك الكائنات الدقيقة. فمن الطبيعي ألا توجد هناك أمراض مثل الجدري أو الحصبة أو الحمى القرمزية أو غيرها من الأمراض التي تتسبب فيها الميكروبات.
    لكن رغم ذلك فإن هذا الطفل المحمي من كل تلك الأمراض مناعته ستظل ضعيفة جداً إذا ما انتقل إلى بيئة أخرى. لذا فحينما ينتقل إلى أي مكان أخر نجد أنه سرعان ما يصاب بأضعف الأمراض، وسرعان ما ينهار جسمه والجهاز المناعي ولا يستطيع مقاومة هذه الأمراض.

  4. المحافظة على الثروة الحيوانية

    من ناحية أخرى نجد أن للميكروبات أهمية قصوى للحيوانات أيضاً. فالأبقار على سبيل المثال تتغذى على الألياف النباتية. لذا كان من الضروري أن يكون هناك إنزيم في اجسام هذه الحيوانات قادر على تكسير تلك الألياف ليحصل منها الحيوان على المواد الغذائية اللازمة لجسمه. بينما هذه الحيوانات لا تمتلك في أجسامها هذا الإنزيم. لذا تأتي أهمية الميكروبات الموجودة داخل المعدة.
    فهي تتغذى على الأعشاب والألياف التي تدخل معدة الأبقار وتتكاثر بصورة كبيرة وتهضم بعد ذلك بكل سهولة في المعدة والأمعاء. بينما الجلوكوز والأحماض الامينية والدهنية والكثير من المواد الضرورية الأخرى التي تنتجها الميكروبات فيمتصها الدم لتسهم في إمداد أجسام الابقار باحتياجاتها الضرورية. أي إنه في غياب بعض أنواع الميكروبات ربما تختفي الثروة الحيوانية من فوق سطح الكرة الأرضية.

  5. تحليل جثث الموتى

    هناك أهمية أخرى لهذه الكائنات الدقيقة، وهي القيام بتحليل جثث الموتى. فحين يموت الكائن الحي سواء كان إنساناً أو حيواناً أو طيراً تتوقف عمل خلايا الجسم. بينما تستمر الميكروبات المعوية في عملها ونشاطها. ولذلك تنتفخ جثة المتوفي بسبب ما تفرزه تلك الميكروبات من غازات الكربون والهيدروجين ومحلول النشادر.
    وبعد أن تنتهي هذه الأنواع من الكائنات الدقيقة من مهمتها يأتي الدور على أنواع أخرى، حيث تقوم بالعمل على التهام ما تبقى من الجثة فلا تبقي منها إلا الهيكل العظمي. ولولا هذه العملية الهامة لامتلأ سطح الكرة الأرضية بجثث الموتى التي تتعفن وتلوث الهواء والماء، هذا غير الرائحة التي ستسود وجه الأرض. ولن يكن بإمكان الإنسان العيش على سطحها بعد ذلك.


في الختام، فإن الخالق القدير قد سخر هذه الكائنات الحية الدقيقة لمهام ووظائف محددة، وعلى الرغم من إنها تبدو في ظاهرها شراً مطلقاً نظراً لأنها تسبب العديد من الأمراض إلا أن باطنها يحمل كل الخير للإنسان من أجل استمراره على هذه الكوكب.


المراجع

1.       Author: Nicola Davis, (3/26/2018), The human microbiome: why our microbes could be key to our health, www.theguardian.com, Retrieved: 12/07/2021.

2.       Author: Jess L Kaplan, Hai Ning Shi & W Allan Walker, (1/4/2011), The Role of Microbes in Developmental Immunologic Programming, www.nature.com, Retrieved: 12/07/2021.

اترك تعليقاً