وظيفة الأحلام: رحلة البحث عن الوظيفة المثالية
هل الوظيفة التي لدينا هي ما تحدد هويتنا؟ قبل الإجابة فكر في الأمر للحظة! إذا كانت مهنتك وشغفك الأعظم ورسالتك في الحياة هي العزف على الجيتار الذي تخصص له ثمانٍ ساعات يومياً، فسوف تكون فخوراً بالقيام بذلك. وستجيب على الفور: “نعم بكل تأكيد.. شغفي وعملي هو ما يحدد هويتي”. ولكن هل يحدد لك سبب شغفك بهذا العمل؟ أم أنه يحدد لك سبب تخصيصك ثمانٍ ساعات يومياً له؟ إذا كنت تعمل في جمع أكياس القمامة لوضعها في شاحنة كريهة الرائحة كل يوم في الساعة الثانية صباحاً، فهل تقبل بسهولة أن العمل يحدد هوية الشخص؟ بالطبع لن ترغب في قبول ذلك! ليس لأن هذا الأمر كذبة، ولكن لأنك لا تحب ما تفعله، على الرغم من قيامك به 60 ساعة في الأسبوع. فكيف لا يحدد هويتنا ما نخصص له ثلث عمرنا تقريباً؟ ألا يمكن القول إن شخصاً ما ميكانيكي إذا قضى ثلث حياته في إصلاح السيارات؟ أو إذا قضى شخص ما ثلث حياته في الكتابة، ألا نسميه كاتباً؟ نحن نسميهم ذلك دون أن نسألهم إذا كانوا يحبون ما يعملون أم يكرهونه. في المقال التالي نخوض معاً رحلة لنتعرف على سمات وظيفة الأحلام، وكيف نعثر عليها؟
الهوية والشغف
إن أفعالنا هي ما تحدد هويتنا وليس عواطفنا، لذلك لكي يحدد شغفنا هويتنا، فإن الطريقة الوحيدة التي يجب اتباعها هي تفعيل هذا الشغف. إذا كان كل ما تفعله هو إقناع نفسك بأن لديك شغفاً ولكنك لا تمارسه، فكيف يمكنك القول إن شغفك يحدد هويتك عندما لا تخصص وقتاً له؟ سيكون الأمر أشبه بعدم قضاء الوقت مع طفلك، وتعرّف نفسك على أنك أب صالح. وكما أنت مدين لطفلك بتخصيص الوقت له، فأنت أيضاً مدين لنفسك بتخصيص ثلث حياتك[1] للقيام بشيء يجعلك تشعر وكأنك لا تزال على قيد الحياة أثناء قيامك به. لأننا ما نقوم به، وليس ما نفكر فيه ولا ما نقوله..
إن الثمن الذي يجب دفعه مقابل التقاعس عن العمل أعلى بكثير من ثمن ارتكاب الأخطاء. وإلا في يوم من الأيام سوف يرن منبه العمل الخاص بك لتدرك سخرية الحياة، وتعرف أنك مت مرتين. ستمر 20 عاماً وأنت تعمل على شيء لا تحبه، لكن لن تكون قد أضعت ثلث عمرك فقط، بل فوق ذلك سيكون عمرك قد اختصر. توضح لنا الدراسات العلمية[2] كيف أن الوظيفة غير المرضية تقصر سنوات من عمرنا؛ أو بمعنى آخر – لكي نكون أكثر إيجابية – بناء وظيفتك المثالية له علاقة مباشرة بطول العمر والعلاقات الأفضل والحياة الصحية.
الوقت الضائع
نحن نتحدث عن دراسة استمرت 80 عاماً، ويبدو أن هؤلاء الباحثين كان لديهم بالفعل شغف بعملهم. باختصار إذا لم يكن لديك وظيفة تحبها، فأنت تقتل نفسك مرتين.. واحدة للوقت الضائع والأخرى للوقت المختصر. ولهذا السبب أقول إن العمل يحدد هويتنا الآن وليس الأمس. نحن لسنا ما درسناه بالأمس، أو الوظيفة التي حصلنا عليها، أو الألقاب التي حصلنا عليها، أو المشاريع التي أنشأناها. نحن ما نقوم به اليوم.
إن خلق هذه الوظيفة المثالية لا يعود الفضل فيه إلينا فحسب، بل إلى وقتنا واهتمامنا والعالم من حولنا. هناك شيء أسهل بكثير قوله أو سماعه من فعله. على الرغم من أنه يصبح أسهل من خلال تفعيل بعض الإرشادات التي يمكننا اتباعها.
وظيفة الأحلام
هناك علاقة مباشرة بين السعادة ونجاح مسيرتنا المهنية[3]، فالسعادة هي نتيجة ثانوية لأسلوب حياتك. إننا نقضي 60 ساعة أسبوعياً في المهام التي تطلبها منا مسمياتنا الوظيفية. لذا من الطبيعي أن ترتبط سعادتنا الإجمالية بما نفعله في كل هذا الوقت. علينا أن نعرف جيداً أنه لم يصف أي شخص – سواء كان رجل أعمال أو موظف – عمله بأنه مثالي. ولم يقع أحد بطريقة سحرية في وظيفة مثالية عن وعي. لننظر إلى الأمر وكأنه لعبة مكعبات نجمع فيها القطع معاً لتكوين بناء ما. ولا يتعلق الأمر بالبحث عن جميع القطع التي يمكن أن يوفرها لك السوق فقط، ولكن يتعلق بنيتك وقدرتك على الفهم، ومعرفة القطع التي تبحث عنها. كل هذه الأمور لها نفس القدر من الأهمية.
ما الذي تريد بناءه بالضبط؟ وهل لديك القدرة على تخيل ما تريد بناءه؟ وهل ستتمكن من التفكيك وإعادة الترتيب إذا رأيت هذا البناء لا يسير بالطريقة التي تريديها؟ أم ستيأس وتتقبل الحال كما هو عليه؟ وقبل كل ذلك، هل لديك الرغبة في البحث عن القطع (المهارات والموارد) التي تقول إنك بحاجة إليها؟ لقد عاش الكثير منا لسنوات عديدة في سلبية مقيدة جعلتنا نتقبل حقيقة إننا لا نملك سوى قطع المكعبات التي لدينا. لذا نحن لا نستطيع أن نبني شيئاً إلا بهذه القطع. لم يعد هناك خيار. عندما ينتهي بك الأمر إلى إدراك ذلك، فهذا هو الوقت الذي تشعر فيه بالألم فعلاً. مثلما يحدث عندما تتجول في شقتك والأضواء مطفأة وتدوس على قطع المكعبات التي نسيت أنك تمتلكها. كان هذا هو الألم الوحيد والمدخل الوحيد الذي تحتاجه لفعل ما تريده.
إن من أهم سمات وظيفة الأحلام رغبتك في الاستمرار فيها حتى ولو كان عمرك 120 عاماً، وهو أمر بالمناسبة قابل للتطبيق بعد أن عرفنا تلك الدراسات التي تظهر أن الشغف بعملك يجعلك تعيش لفترة أطول. لكن الشيء الأهم الآن هو معرفة ما هي سمات وظيفة الأحلام.
سمات وظيفة الأحلام
إذا أردنا أن نعلم ما هو شكل وسمات الوظيفة المثالية، فهي فعل شيء يومياً مع شخصيات تدفعك إلى أن تكون أفضل، ومشروعات تملأك بالشغف وتجعلك تشعر أن ما تفعله كل يوم له أهمية، وفوق كل ذلك تتعلم، وهذا يؤدي إلى تعظيم مهاراتك وإمكاناتك لتحقيق أرباح مادية ومعنوية.
الشخصيات
إن ما يجعلك تستمر في الاحتفاظ بوظيفتك ليس ساعات العمل المرنة بقدر المشاعر الطبية الموجودة في الشخصيات التي تتعامل معهم. لكن عليك أن تسأل نفسك: هل يمكنك التعلم منهم؟ وهل يزيدون من مستواك؟ هل ينتمون إلى مجتمعك؟ هل يلهمونك؟
إن الدخول إلى وظيفة والعمل بها وتركها بأجواء جيدة أمر نادر الحدوث، وعلى الرغم من أهمية المشاعر الجيدة وبيئة العمل الرائعة[4] إلا أن هذه المشاعر الطبية يمكن أن تتطور إلى أكثر من ذلك: الفضول، والإلهام، والتحفيز، وقبل كل شيء المعرفة. هذه الروابط هي نتيجة ثانوية لعملك والتي غالباً ما تنتهي إلى صداقات، فإذا أتيحت لك الفرصة، فأذهب للعمل مع مثل هؤلاء.
لكن الشعور بالرضا يذهب إلى أبعد من الناس، أليس كذلك؟! لقد رأينا كيف أن بيئة الشركة التي تعمل بها يمكن أن تؤدي بالفعل إلى تحقيق 50% من الرضا الوظيفي طالما أنها تتماشى مع قيمك الشخصية.
العمل
إذا كنت تبحث عن سمات وظيفة الأحلام عليك أن تسأل نفسك هذا السؤال: هل استمتع بأجزاء العمل التي قد يجدها الآخرون مملة؟ نحن نفكر في وظائفنا كصناديق يصعب الخروج منها: أنا مدرس، أنا تاجر، أنا مبرمج.. لقد انتباهنا إلى هذا البريق الذي يقدمه لنا المسمى، دون النظر إلى المهام المحددة التي سنقوم بها على أساس يومي. لذا لن تعرف أنك وجدت الوظيفة المثالية إلا عندما تقع في حب العمليات التي يصفها الآخرون بأنها مملة. لكن ما هي هذه العمليات؟ إنها تلك الأمور المملة التي تمهد الطريق لأشياء أكبر.
لن يحلم الآخرون إلا بتحقيق الشيء الكبير، ولكن أولئك الذين يأخذون الوقت اللازم ويستمتعون بما يفعلون للتمهيد جيداً للمهام الصغيرة والمملة هم الذي سيصلون إلى النتيجة بسرعة وبطريقة سحرية.
التطور الشخصي
هل سأتمكن من تحسين مهاراتي الحالية؟ وهل سأتعلم مهارات جديدة؟ ومع نمو مهاراتي، هل يمكن أن تنمو مسؤولياتي أيضاً؟ وهل يمكنني أن أرى نفسي أصبحت الشخص الذي أريد أن أكونه؟ وإلى أي مدى يمكنني أن أتطور؟ وهل أرى سقفاً لهذا العمل الذي أقوم به؟
لا وجود لوظيفة مثالية إذا لم تسمح لك بمواصلة البناء والتطور والنمو الشخصي. وما يجب أن تسأله لنفسك باستمرار هو.. أين السقف؟ هل يمكنني رؤية نهاية الطريق؟ هل أشعر بالتطور؟ بالنسبة لي، العمل المثالي ليس له سقف، وتشعر بالصعوبة البالغة في الوصول إليه. يمكن أن يتخذ هذا النوع من السقف أشكالاً عديدة، أكثرها وضوحاً هو الشكل المالي. على سبيل المثال، إذا كنت تعلم أنك لن تكسب سوى 5000 جنيهاً شهرياً إلى الأبد، فحتى مع وجود العوامل الأخرى التي تحدثنا عنها فلن تكون هي وظيفة أحلامك، بل ستكون بكل تأكيد مجرد وظيفة مؤقتة. ومن ناحية أخرى فإن السعي وراء العلو في المناصب والألقاب والمهام والرواتب يمكن أن يؤدي بنا إلى أن نصبح مثل ذلك الحمار الذي يركض وراء الجزرة دون أن ندرك ذلك.
الحمار والجزرة
تقول الحكاية القديمة أن فلاحاً كان يضحك على حماره بجزرة لجعله يستمر في السير. حيث ربط الفلاح عصا طويلة بالطول من منتصف ظهر الحمار حتى عنقه. وقد امتدت العصا أمام رأس الحمار لقرابة المتر، ثم قام بربط جزرة في العصا ليراها الحمار على الدوام أمامه. وما إن يرى الحمار الجزرة تتأرجح يميناً وشمالاً كلما تحرك، أسرع الخطى ليحصل عليها. ولكنه يكتشف أنه كلما أسرع تسرع الجزرة، وكلما أبطأ تبطئ الجزرة. وفي النهاية ظلت المسافة بين فم الحمار والجزرة ثابتةـ ورغم ذلك استمر الحمار في ركضه وسعيه الدؤوب للحصول على الجزرة.
بفضل هذه الجزرة التي لم يتوقف عن مطاردتها، جعلت الحمار يتقدم أكثر من سائر الحمير الأخرى. والشيء المضحك هو أنه كان علينا أن نضع هذه الجزرة أمام أنفسنا. وهذا يعني أننا أخذنا بعين الاعتبار ما يهمنا، بدلاً من السماح لأطراف ثالثة باتخاذ القرار نيابة عنا.
الاستقلالية
هل لديك درجة معينة من الاستقلالية للتنقل بهذه السفينة في الاتجاه الذي تراه مناسباً؟ وهل يوجد دائماً أشخاص فوقك يمنعونك من القيام بما تريد القيام به؟ بغض النظر عن نوع الوظيفة نحتاج جميعاً إلى الشعور بالاستقلالية في الحياة، ولا يمكن أن نعتبر وظيفة ما مثالية دون أن نشعر معها بالاستقلالية. وسواء كنت رائد أعمال أو موظفاً صغيراً فكلما تطورنا فيما نقوم به زادت الحاجة إلى الاستقلالية. إذا كنت رائد أعمال فسوف تقوم بتفويض المزيد من الموظفين من أجل أن تكون أكثر حرية في وقتك. وهو الوقت الذي ستخصصه بالتأكيد لضبط وتحقيق التوازن في مجالات أخرى من الحياة، أو لتوسيع نطاق عملك بشكل أكبر، لأنك في النهاية تحب ما تفعله.
أما إذا كنت موظفاً، فسيتم تكليفك بالمزيد والمزيد من المهام بحيث يكون لديك الاستقلالية للقيام بها أو إدارتها كما يحلو لك. وستكتسب الاستقلالية أهمية أكبر أو أقل على المستوى العاطفي اعتماداً على الوظيفة، والإحساس بالهدف الذي يمكن أن يمنحك إياه العمل. إن الأمر يشبه اضطرارك لرعاية طفلك في وقت ما عندما تكون زوجتك مشغولة، مقارنة بالاضطرار لرعاية طفل الجيران لبعض الوقت. وهذا لا يعني أنك تكره ابن الجيران، ولكنك تفضل الاهتمام بابنك، لأنه ابنك.
وظيفة الأحلام والمال
من المؤكد أن المال هو أول ما يتبادر إلى أذهاننا عندما نفكر في الحصول على وظيفة الأحلام، ونعتقد أن هناك علاقة طردية مباشرة بين الراتب الذي نحصل عليه والرضا الذاتي، ولكن العديد من الدراسات[5] أظهرت لنا عكس ذلك تماماً. صحيح أنه كلما زاد دخلك كما زادت نسبة رضاك، ولكن هذا يحدث فقط عند حد معين. فكلما زاد دخلك زادت معه احتياجاتك، وبدأت بلا وعي في امتلاك الأشياء وزيادة الاستهلاك. في البداية لن ترضى عن سيارتك القديمة، ومن ثم تغيرها مع زيادة الدخل، وكذلك شقتك، ويتغير مع كل ذلك أسلوب حياتك وطريقة صرفك للمال. ثم يزداد المال مجدداً، وتتغير أنت مجدداً. لكنك ستصل إلى مرحلة معينة لن ترضى عما تفعله، وعن حياتك بشكل عام، ويتوقف المال عن كونه مصدراً من مصادر رضاك، وتبدأ في التفكير في مغزى كل ما تفعله.
الرضا الوظيفي
لا ننكر أهمية المال، لكننا نعلم الآن أن المال لا يهم إلا إلى حد معين. وبعد هذا الحد يتوقف عن كونه ذات أهمية. هنا نأتي لنقطة لها أهمية كبرى في حياتنا وهي مغزى حياتنا ورضانا عنها. فإذا لم نُلهم الناس، ويحفزنا الهدف، وبدون طريق أمامنا نراه ويجعلنا ننمو ونتطور، فلن يكون هناك أي مبلغ من المال يمكن مقارنته بشيء ترى نفسك تفعله طوال حياتك.
لاحظ أنه على الرغم من أن الجميع يقولون إنهم يرغبون في كسب المزيد من المال في وظائفهم، وعلى الرغم من أننا رأينا أنه بعد نقطة معينة، فإن كسب المزيد من المال لا يعني المزيد من الرضا الوظيفي، فقد تبين أن هناك قطاعات معينة يكون فيها الرضا الوظيفي ممكناً حتى بدون المزيد من المال. أولئك الذين يعملون في الخدمة العامة مثل الطب أو العلوم الإنسانية يبلغون عن قدر أكبر من الرضا. ليس من الضروري أن تكون عبقرياً لتدرك أن الأمر لا يتعلق بالمال، بل بالمعنى أو الغرض أو التأثير، فهذه الأشياء هي ما تجعلهم يحبون ما يفعلونه.
الإرث الذي تتركه
هل تقوم بإحداث فرق في حياة الآخرين؟ إن المعلمين والجراحين والأطباء والعلماء وغيرهم الكثير أفادوا بأنهم يتمتعون بدرجة عالية من المعنى. وهو مؤشر أعلى من الراتب نفسه. لذا فمعنى عملنا وأهميته وتأثيره هو ما يجعلنا نُخلد في هذه الحياة. هو ما يتعلق بما كرست حياتك من أجله، وما تريده أن يُكتب على شاهد قبرك بعد أن تموت. إنه ما سيقوله الناس عنك وعن مدى تأثيرك في حياتهم. تقول الحكمة القديمة أن هناك نوعين من الموت، الأول هو عندما يموت جسدك المادي، والثاني عندما يتوقف شخص ما في العالم عن نطق اسمك.
توقف للحظات وفكر في الأمر، فكر في ذلك الإرث الذي ستتركه، فكر في تأثير ما تقوم به بشكل يومي، لا يجب أن يكون الأمر في العمل فقط. إنه الإرث الذي ستتركه كأب، كزوج، كصديق، كعداء ماراثون. ولكن إذا لم تستفد من تلك الساعات التي تقضيها في العمل على شيء ما، فيبدو أنك تترك فرصة أخرى من بين العديد من الفرص لترك بصماتك.
إن الإحساس بالهدف والمعنى هو ما يحول الوظيفة إلى شيء مهم. وهو من أهم سمات وظيفة الأحلام. فالهدف يمنحنا دافعاً جوهرياً لا يمكن أن يقدمه لنا الراتب وحده. كن حذراً مع هذه النقطة الأخيرة. لأنك على الرغم من معرفتك بأن بعض المهام لن تعتمد على الرغبة، ولكن على مدى انضباطك، وعندما يتم استيفاء جميع النقاط السابقة ستشعر بنفس شعورك عندما تلعب سوبر ماريو وتحصل على النجمة التي صنعتها بحيث لا يستطيع أحد أن يلمسك.
تجسيد الشغف
استيقظ كل صباح ولديك الدافع لبدء العمل. بالطبع ستكون هناك أشياء لا ترغب في القيام بها، لكن الخدعة هي محاولة الوصول إلى حالة من التدفق والانسيابية في الساعات الأولى من اليوم. افعل أي شيء يعيد شحنك بالحيوية والطاقة الإيجابية، مما سيجعل الأجزاء التي لا ترغب في القيام بها أقل سلبية. لا تتوقف أبداً عن الشعور بالهدف من أي نشاط تقوم به حتى يجتمع لديك الأشخاص والعمليات والنمو والاستقلالية والراتب والتأثير في مكان واحد.
نعتقد في بعض الأحيان أن لدينا شغفاً، ونحاول أن نقوم بتجسيد فكرة ذلك الشغف وجعلها مثالية قبل وقت طويل من حصولنا على فرصة للانغماس فيها. اللغز الذي يطرح نفسه هو: كيف يمكننا في نهاية المطاف العثور على الوظيفة المثالية؟ أو ما الذي اعتقد أنني سأفعله مرة أخرى ليساعدني في العثور على وظيفة اعتبرها مهمة حياتي؟
قل نعم لكل شيء!
أول شيء تفعله للعثور على وظيفة مثالية أو بناءها والتي لم تعرفها بعد هو: قول نعم لكل شيء، لأي فرصة توضع أمامك. وهذا أمر مثير للسخرية بالفعل، لأنك بعد أن تعرف ما تريد فعله في حياتك، سيتوجب عليك أن تفعل العكس تماماً، وتقول لا لأي شيء آخر.
لا تركض وراء المظاهر
تجنب السعي وراء الالتزام بالشهادات الرسمية، والألقاب التي تحاول الحصول عليها، وابدأ في الحصول على بعض الدورات الخفيفة والهادئة. انغمس ليس فقط في التدريب ولكن أيضاً في الأحداث والأشخاص من العديد من التخصصات. وبينما تحاول تجربة ما كل ما كنت ترغب دائماً في تجربته حاول أن تتوقف لبعض الوقت حتى تترك لنفسك مساحة كافية للتأمل والتجول في حياتك. ثم اسأل نفسك شيئاً ما: كيف ستبدو حياتي بعد خمس سنوات من العمل الذي أقوم به الآن؟
هذا السؤال يجب طرحه على نفسك باستمرار عندما تفكر في كيفية تشكيل الوظيفة التي تمارسها لأسلوب حياتك. فلا يزال أمام 60 ساعة في الأسبوع ستحدد مستوى الطاقة لديك، والأشخاص الذين نتفاعل معهم، ومقدار الوقت المتبقي للقيام بالأشياء الأخرى التي نريد القيام بها. أنا أدرك تماماً أننا في كثير من الأحيان نجعل من نوع الحياة التي نتخيل أنفسنا نعيشها مثالياً أكثر من اللازم، لكن الأمر يستحق أن نفكر في الأشياء التي نعرف بالفعل أننا نستمتع بفعلها. إنها طريقة جيدة لتحديد ما إذا كنا نسير على الطريق الصحيح أم لا.
اكتب ما تفعله في يومك المثالي
إنها إحدى الطرق لإعادة توجيه مسار حياتك بشكل أفضل، وهي تمرين مثالي، ولكن بدلاً من تخيل كيف ستبدو حياتنا عندما نفعل ما نفعله، سيكون أن نتخيل ذلك لو حصلنا على الوظيفة التي نعتقد أننا حلمنا بها دائماً. وكما أظهرت الدراسات أن الكتابة على الورق هي إحدى أفضل الأدوات لتنظيم الأفكار.
دع أفكارك تنضج لفترة من الوقت
ليس من الضروري أن تبدأ الوظيفة التي تحبها كوظيفتك المثالية. ليس عليك أن تبدأ بوضعك المثالي. أولئك الذين يحبون وظائفهم ببساطة، وجدوا وظيفة أساسية جيدة، وبدأوا في تشكيلها حتى انتهى بهم الأمر إلى القيام بما أرادوا القيام به.
مراجع
[1] One third of your life is spent at work
[2] Keys to long life? Not what you might expect
[3] The Benefits of Frequent Positive Affect: Does Happiness Lead to Success?
[4] The Effect of Workplace Relationship on Job Satisfaction of Employees: School Context
مقال أكثر من رائع ، شكرا جزيلا
العفو يا سيدي الفاضل