معلومات غريبة عن طائر نقار الخشب: لماذا ينقر الأشجار؟

You are currently viewing معلومات غريبة عن طائر نقار الخشب: لماذا ينقر الأشجار؟
أغرب المعلومات عن طائر نقار الخشب

طائر نقار الخشب أحد أغرب الطيور الموجودة في الكون. ولطالما تعجب الإنسان من قدرته ومثابرته الطويلة على نقر أخشاب الأشجار بلا كلل أو ملل. في هذا المقال نستعرض سوياً بعض المعلومات العجيبة والغريبة عن هذا الطائر العجيب.

شكل طائر نقار الخشب

الأرجل

يختلف طائر نقار الخشب عن غيره من الطيور في العديد من الصفات والخصائص التي يتميز بها وحده. فإذا نظرنا إلى الطيور على اختلاف أنواعها نجد أن معظمها يمتلك أقدام تحتوي على ثلاثة أصابع أمامية متوسطة الطول، وإصبع خلفي صغير. أما طائر نقار الخشب فإن قدمه تحتوي على أربعة أصابع كبيرة وقوية اثنين منهما أماميين واثنين خلفيين، وذلك نظراً لارتباط حياته بالقدرة على الإمساك بالأشجار بقوة. هذا بالإضافة إلى أن نهايات ريش الذنب مدببة الطرف وصلبة جداً إلى درجة أن هذا الطائر يمكنه الاتكاء على الشجرة بواسطة ذلك الريش.

المنقار

أما أهم ما يميز طائر نقار الخشب كما هو واضح من اسمه فهو المنقار، حيث يمتلك منقاراً شديد الصلابة يستخدمه في تفتيت خشب الأشجار إلى جزيئات صغيرة تتناثر في الهواء أثناء نقره إياها بقوة وسرعة للوصول إلى إحدى اليرقات المختبئة.

ربما كثير منا شاهد هذا الطائر الذي يعمل بلا كلل أو ملل في النقر على الأشجار. وهو ما جعلنا نعتقد أن هذا الطائر ربما جن جنونه أو أصابه الخبل. وقد يظن البعض أن نقار الخشب ربما يصاب بصداع مميت أو يتهشم رأسه نتيجة لما يفعله. إلا أن هذا الأمر لا يحدث، بل وعلى الرغم من قوة ضرباته على الأشجار لا يصيبه أقل أذى. فما الذي يحمي هذا الطائر وجسمه، ونحن نعلم أن متوسط عدد الضربات المتتالية التي يوجهها هذا الطائر إلى خشب الأشجار حوالي 16 ضربة في الثانية الواحدة. وهو ما يعني أن رأسه يتحرك بسرعة تصل إلى حوالي 2100 كم/ ساعة. وهذه السرعة تفوق ضعف سرعة انطلاق الرصاصة تقريباً. هذا ما سنتعرف عليه من خلال مناقشة خصائصه الفريدة.

خصائص فريدة

يتمتع طائر نقار الخشب بعدد من وسائل الوقاية الفريدة في جسمه. حيث أن تصميم جسم هذا الطائر العجيب يتميز بالكثير من الخصائص التي تحميه من الصدمات العنيفة خلال نقره للأشجار. وهذه الخصائص منه أن جمجمته تتميز بإطار عظمي شديد الصلابة. هذا بالإضافة إلى أن الترتيب المحكم لعضلات عنقه ساهم في جعل رأسه ومنقاره يتحركان في خط مستقيم دون انحراف. بينما ساعد العنق على امتصاص الصدمات. وبدون هذه الخصائص الفريدة الموجودة في عضلات عنق طائر نقار الخشب لتمزق مخ هذا الطائر.

أما الخاصية الأخرى التي يتميز بها طائر نقار الخشب فهي لسانه. حيث يمتلك لسان ذو طرف حاد شديد الصلابة ومزود بأشواك صغيرة تتجه للخلف. بينما يستطيع إخراجه بسهولة خارج منقاره بعد انتهائه من نقر الخشب الموصل إلى اليرقة. فيلتقطها به ويدفع بها إلى داخل فمه ثم يثني لسانه إلى الداخل ويدفع بها مرة أخرى إلى البلعوم.

اقرأ أيضًا: طائر الطنان: معلومات مذهلة عن أصغر طائر على وجه الأرض

 ماذا يأكل طائر نقار الخشب

أين يعيش نقار الخشب
طعام طائر نقار الخشب

إن طائر نقار الخشب يعد من الطيور المشهورة بشراهتها للطعام. حيث يمكنه التهام أكثر من 900 يرقة من يرقات الخنافس أو تناول أكثر من ألف نملة في الوجبة الواحدة. وربما ما يفعله طائر نقار الخشب بالأشجار من أجل الحصول على طعامه من يرقات الحشرات أو النمل يساهم بشكل أو بأخر في تحقيق التوازن الطبيعي بين الكائنات الحية. فهذه اليرقات والحشرات الموجودة داخل لحاء الأشجار تقوم بإتلاف الأشجار – هذا بغض النظر عما يساهم به الإنسان في دمار الطبيعة – لذا فإن هذه الطيور تقدم أعمال جليلة للبشرية. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: كيف يعلم طائر نقار الخشب أماكن تواجد اليرقات والحشرات الموجودة على بعد عدة سنتيمترات داخل جذوع الأشجار بدقة عجيبة؟

اقرأ أيضًا: البطريق يلد أم يبيض؟ معلومات سريعة عن طائر لا يطير

كيف يعلم نقار الخشب أماكن تواجد اليرقات داخل جذوع الأشجار؟

اختلفت التفسيرات التي تفسر كيفية عمل هذا الطائر العجيب. ولسوف نتناول هنا عدد من هذه التفسيرات التي لا تعدو سوى احتمالات لا يقين بها:

التفسير الأول

أول هذه الاحتمالات أن طائر نقار الخشب يستطيع تحديد أماكن اليرقات عن طريق احساسه بالذبذبات الناتجة عن حركة اليرقات. لكن هذا التفسير غير مقنع، حيث أن هذا الطائر ينقر خشب الأشجار في الشتاء في الوقت الذي تكون فيه هذه اليرقات في البيات الشتوي. أي إنها لا تصدر أية حركات في ذلك الوقت. ولا تقوم بتحريك أجسامها.

التفسير الثاني

أما التفسير الثاني فيقول إن قدرة طائر نقار الخشب على تحديد أماكن فريسته تعود إلى تمتعه بأذنين حساستين تمكنانه من سماع اليرقة أثناء تحركها داخل الشجرة أو أثناء تناولها طعامها، واستدلوا على ذلك برؤيتهم له وقد توقف عن النقر والميل برأسه نحو الشجرة. وهذا التفسير كذلك غير مقنع ويشبه كثيراً التفسير الأول. فاليرقات خلال البيات الشتوي لا تحرك أجسامها مطلقاً. مما يؤدي إلى عدم معرفة طائر نقار الخشب بأماكنها.

التفسير الثالث

أما التفسير الثالث فيقول إن قدرة نقار الخشب على تحديد أماكن اليرقات والحشرات داخل جذوع الأشجار يعود إلى قدرته على تمييز الخشب المصمت من الخشب الأجوف الذي يوجد به فراغات تحتوي على فريسته. وذلك بملاحظة الأصوات الصادرة من الخشب الذي ينقره. كما قيل إن الطائر ربما يضع في اعتباره أن لون خشب الأشجار الذي تختبئ تحته اليرقات يختلف قليلاً عن لون باقي الأخشاب وهو يحدد من خلال ذلك المكان المراد بدقة متناهية. تعددت التفسيرات المختلفة بشأن هذا الأمر، ولم يصل علماء الطيور حتى الآن إلى السبب الحقيقي وراء معرفة نقار الخشب مكان تواجد هذه اليرقات.

اقرأ أيضًا: أغرب صفات الطيور: السارق والغيور والمخادع والكسول

كيف يبني نقار الخشب عشه

كيف يبني طائر نقار الخشب عشه
طائر نقار الخشب

ومن عجائب هذا الطائر أيضاً هو بناءه لعشه. فهو يبني أعشاشه داخل الأشجار عن طريق النقر كذلك. كما إنه يمتاز بقدرة رهيبة على تشكيل الأخشاب في عشه الذي يحفره في الأشجار الجافة. وحينما ينتهي من بناء العش ينقر عدة نقرات بطريقة معينة ليدعوا بها زوجته لتطير إليه من أجل مشاهدة بيت الزوجية. وبالإضافة إلى بناء طائر نقار الخشب لعش الزوجية، فإنه يبني كذلك العديد من العشوش أو حفر مئات الثقوب الصغيرة في الأشجار من أجل تخزين بعض ثمار البلوط الذي يحب تناوله في الشتاء.

اقرأ أيضًا: حيوانات مهددة بالانقراض ستختفي خلال السنوات القليلة القادمة

كيف يهرب طائر نقار الخشب من الخطر

يتمتع طائر نقار الخشب بقدرات عقلية عجيبة. حيث يلجأ إلى إخفاء نفسه إذا شعر أن هناك خطر يهدده. ومن ثم يلصق نفسه بجذع الشجرة الذي يوجد عليه. فإذا شعر أن العدو يتبعه فإنه يحاوره بالاتجاه نحو اليمين تارة واليسار تارة أخرى واضعاً في اعتباره أن يكون هناك دائماً أحد الفروع التي تكون بمثابة عائق يفصل بينه وبين عدوه. ويستمر في ذلك حتى تحين اللحظة المناسبة فيطير بسرعة تقترب من 25 كيلو متراً في الساعة. ويضاعف سرعته إذا طارده صقر مثلاً.

اقرأ أيضًا: أخطر مشكلات البيئة التي تهدد بقاء الجنس البشري

على الرغم من روعة هذا الطائر العجيب، إلا أن العلم لم يصل حتى الآن إلى الإجابة عن الكثير من الأسئلة التي تتعلق بحياة هذا الطائر. هذه الأسئلة على غرار: كيف يستطيع هذا الطائر تحديد أماكن اليرقات داخل الأشجار؟ وكيف يستطيع الاستمرار في بذل هذا المجهود الشاق دون كلل من أجل الحصول على هذا الصيد المتواضع؟ وكيف يستطيع استخدام نقراته في ارسال رسائله إلى آخرين من فصيلته؟ وغيرها من الأسئلة التي لا تزال بلا إجابة.

اترك تعليقاً