علوم

كلية الإنسان: هل يستطيع الإنسان العيش بواحدة؟

كلية الإنسان هي جزء هام في أجسامنا. فهي لا تطرد السموم الضارة من أجسامنا فحسب، بل تفرز أيضاً الهرمونات اللازمة التي تنظم ضغط الدم والأكسجين. في هذا المقال نتعرف على تشريح كلية الإنسان، ووظيفتها، ونجيب على السؤال الأهم: هل يستطيع الإنسان أن يعيش بكلية واحدة؟

تشريح كلية الإنسان

يشتمل جسم الإنسان على كليتين؛ وكلاهما متشابهتان في الحجم تقريباً. بينما تقع كل واحدة منهما داخل فجوة تحميها من الأخطار والصدمات والضربات التي يمكن أن يتعرض لها الإنسان على مدار حياته. كما تحيط بكل كلية كمية ضخمة من الدهون التي تعمل بمثابة وسادات لتمتص الصدمات.

تشبه كليتي الإنسان حبة الفول في شكلها. بينما يبلغ طول الكلية الواحدة 12 سم تقريباً. أما العرض فيبلغ حوالي 6 سم. بينما سمك الكلية الواحدة لا يتعدى 6 سم. أما وزنها فهو تقريباً حوالي 150 جراماً. وتحتوي كل كلية من كليتي الإنسان على أنابيب صغيرة بأعداد مأهولة تسمى “الكليونات”. هذه الأنابيب الصغيرة متشابهة في كلا الكليتين، وتعمل كل واحدة منها بصورة مستقلة عن الكلية الأخرى. أما العجيب في أمر هذه الكليونات أنها تستطيع التفرقة بين المواد النافعة وبين المواد الضارة للجسم. لذا نجد أنها تقوم بامتصاص النافع منها وطرد الضار عبر إخراجه عن طريق البول.


وظيفة الكلية في جسم الإنسان

تقوم الكليتان في جسم الإنسان بالعديد من الوظائف، فهما بمثابة مصنع جبار ينقي دم الإنسان ويخلص الجسم من السموم المختلفة. ومن وظائف الكلية في جسم الإنسان ما يلي:

  1. التخلص من سموم الجسم المختلفة

    ربما يكون حجم كلية الإنسان متواضع مقارنةً بأعضاء الجسم الأخرى مثل الكبد والرئتين وغيرهما. إلا إنه رغم ذلك نجد أن كمية الدم التي تصل إلى الكليتين أضعاف كمية الدم الواردة إلى أي عضو أخر. أما سبب ذلك فيعود إلى أن الوظيفة الرئيسية لكلية الإنسان هي التخلص من سموم الجسم المختلفة. لذا كان من الضروري أن يصل إليها كميات كبيرة من الدم من أجل تنقيته خلال دورته من السموم الخارجية التي يمكن أن تصل إلى الجسم. هذه السموم التي تكون على هيئة عقاقير طبية أو أدوية أو مواد مخدرة أو غيرها. فتقوم الكليتين بالتخلص من كل تلك السموم عن طريق البول.

  2. ضبط توازن الأملاح

    تقوم كلية الإنسان أيضاً بوظيفة أخرى هي العمل على ضبط توازن الأملاح المختلفة في الجسم. حيث تدفع الكلية ما يزيد عن حاجة الجسم إلى خارجه سواء كان ذلك عن طريق العرق أو عن طريق البول. فمن المتعارف عليه أن الزيادة في ملح الطعام على سبيل المثال تؤدي إلى إجهاد عضلات جسم الإنسان، وبالتالي الجسم نفسه. مما يعوقه عن الحركة بسلاسة. هذا بالإضافة إلى أن ذلك الامر يؤدي كذلك إلى رفع ضغط الدم. لذا يأتي دور الكليتين في ضبط توازن الأملاح في الجسم.

  3. موازنة سوائل الجسم

    من وظائف الكلية في جسم الإنسان أيضاً هي قيامها بتخليص الجسم من كميات الماء الزائدة عن الحاجة، وذلك عن طريق العمل بأقصى طاقتها لخفض نسبته إلى الحدود الامنة وإلا تراكمت المواد السامة في الجسم وحدثت الغيبوبة التي يتبعها الموت بعد وقت قصير.

  4. تنظيم ضغط الدم

    تنفرد الكلية بإفراز هرمون “الرينين ” في الأوقات العصيبة. فعندما يشهد الجسم انخفاضاً شديداً في ضغط الدم كما يحدث في الصدمات العصبية التي تهدد حياة الإنسان فإن الكلية تفرز هذا الهرمون بغزارة. وفي ثوان معدودة يجري في الدم. وهو ما يؤدي إلى ارتفاع ملحوظ في ضغط الدم المنخفض. وبالتالي عودة الضغط إلى المعدل الطبيعي ونجاة الإنسان من الموت المحتوم.

اقرأ أيضًا: ما هي وظيفة الرئتين داخل الجهاز التنفسي للإنسان؟

هل يمكن للإنسان أن يعيش بكلية واحدة؟

إن الوظيفة الرئيسية للكلية في جسم الإنسان هي التخلص من السموم المختلفة. لذا فكلا الكليتين تعدان منبع للأمراض والسموم. وهذا الأمر يجعلهما عرضة للأمراض المختلفة. وربما تتوقف إحداهما عن العمل. لكن إذا توفقت إحدى الكليتين عن العمل فإن الأخرى تعمل بصورة طبيعية. والعجيب في الأمر أن الإنسان إذا كان لا يمتلك سوى كلية واحدة فإن هذه الكلية تزداد كثافة وتنمو بطريقة عجيبة بل وتتضخم كي تصبح قادرة على القيام بعمل اثنين وليس واحدة. وهذا الأمر من إعجاز الخالق العظيم بكل تأكيد. أما الأعجب من ذلك فإن الإنسان بإمكانه أن يعيش ليس بكلية واحدة فحسب بل يمكنه العيش بربع كلية كذلك.

اقرأ أيضًا: معلومات عن قلب الإنسان: مضخة عجيبة تعمل ليل نهار

في الختام لابد من التوضيح أن كلية الإنسان بمثابة مصنع عظيم الشأن وهي إحدى صنائع الخالق العظيم الذي منح الإنسان أعظم نعمه وهو ذلك الجسم الجبار الذي يحتوي في داخله على أعظم الآلات التي صنعت على وجه الأرض. لذا ينبغي علينا شكر الخالق المبدع الذي أحسن صنع كل شيء.


المراجع

  • الفشل الكلوي.. الوقاية والعلاج – د. محمود سامي أبو رية.
  • الحقيقة أغرب من الخيال – أندره كسبار.

وائل الشيمي

كاتب وأديب بدأ مسيرته الأكاديمية في مجال الصحافة، حيث حصل على بكالريوس في هذا المجال، وقاده شغفه بالإنسانية إلى دراسة علم النفس والفلسفة، وقد ساعدته دراسته وقراءاته في فهم أبعاد الشخصية البشرية وتعقيداتها. في روايته "الأجنحة السوداء" صور قضايا الوجود والتحديات النفسية التي يواجهها الإنسان في رحلة بحثه عن الإله، في سياق سردي مشوق يحمل في طياته تأملات فلسفية حول الحياة والموت، الحرية والقيود. كما أطلق في مجموعته القصصية "علامات لا تُمحى" مجموعة من القصص التي تتناول الجوانب المظلمة من التجربة البشرية، تاركاً آثارًا لا تُمحى في ذهن القارئ. إلى جانب أعماله الروائية والقصصية، ساهم الكاتب بالعديد من المقالات النقدية والحوارات الفكرية في الصحف والمجلات والمواقع الإعلامية، حيث شكلت كتاباته مساحة للتفكير والتحليل حول قضايا ثقافية واجتماعية معاصرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعمك يهمنا ❤️

نحن نعمل بجد لتقديم محتوى مجاني ومفيد لك. هل يمكننا الاعتماد على دعمك بتعطيل مانع الإعلانات؟ شكرًا مقدمًا!