فن

مراجعة فيلم Little Women: رحلة درامية عن الحب والحياة

فيلم Little Women هو فيلم دراما رومانسي مستند إلى رواية الكاتبة الأمريكية لويزا ماي ألكوت التي تحمل العنوان ذاته. تتناول فيه الكاتبة تجارب طفولتها مع شقيقاتها الثلاثة. في هذا المقال نستعرض قصة فيلم Little Women ثم مراجعة هذا الفيلم الرائع.

معلومات عن الفيلم

  • البلد: الولايات المتحدة الأمريكية.
  • اللغة: الإنجليزية.
  • تاريخ الإصدار: 25 ديسمبر 2019.
  • المخرج: جريتا جيرويج.
  • الكاتب: لويزا ماي ألكوت (رواية) | جريتا جيرويج (سيناريو).
  • وقت العرض: 135 دقيقة.
  • النوع: دراما | رومانسية.
  • التصنيف: (PG) ملائم للجميع تحت الرقابة العائلية.
  • فريق التمثيل: سيرشا رونان | إيما واتسون | فلورنس بوغ | إليزا سكانلين | لورا ديرن | تيموثي شالاميت | تريسي ليتس | ميريل ستريب.
  • التقييم: 7.8.

قصة فيلم Little Women

 تدور أحداث فيلم Little Women في عام 1868 حول عائلة مارش التي تتكون من الأم مارمي – لورا ديرن – وبناتها الأربع. تعيش العائلة في ولاية ماساتشوستس في القرن التاسع عشر. الابنة الكبرى ميج – إيما واتسون – هي امرأة شابة تمتلك موهبة في التمثيل تبدو بوضوح حينما تقوم بأداء الشخصيات في المسرحيات التي كتبها أختها الصغرى جو – سيرشا رونان. أما جو فهي الفتاة الطموحة والمستقلة، التي تمتهن مهنة كتابة القصص تحت اسم مستعار، ولديها أحلام بأن تصبح ذات يوم كاتبة مشهورة. أما بيث – إليزا سكانلين – فهي صغيرة ولديها موهبة العزف على البيانو. وعلى الرغم من مرضها فهي الأخت الأكثر رضا بحياتها من جميع شقيقاتها. حيث إنها تعرف كيف تضفي لمسة إيجابية على كل شيء. وأخير الأخت الصغرى إيمي – فلورنس بيو – وهي الأكثر شراً بين جميع الأخوات، ولديها موهبة في الرسم بشكل جميل كما تتوق دائماً إلى الحفلات الأنيقة رفيعة المستوى.

أب هذه العائلة هو مارش – بوب أودينكيرك – قد تم إرساله بعيداً عن وطنه ليشارك في الحرب الأهلية الأمريكية. وقد طالت فترة غيابه كثيراً مما جعل جو تحاول أن تنفق على أسرتها عن طريق كتابة القصص ونشرها في الصحف. وفي الأخير نجد الأم شخصية طيبة ومحبة للجميع وتحاول بصورة دائمة مساعدة السكان الأقل حظاً في قريتها، كما إنها نموذج مثالي لبناتها.

الطموح والحب والأحلام

تدور الأحداث في الفيلم حول الطموح والعلاقات الأسرية والحب والأحلام. فالجميع لديهم أحلام يريدون تحقيقها على الرغم من العراقيل الموضوعة أمامهم. تعيش جو في نيويورك وتكسب لقمة العيش من خلال عملها كمدرسة، وإيمي في باريس مع خالتها، حيث إنها مخطوبة لرجل ثري، وميج لديها عائلة خاصة بها ولديها طفلان. فقط بيث لا تزال في المنزل مع والدتها. كان لديهن جميعاً خطط كبيرة في وقت واحد لا تتوافق مع ما يمنحه المجتمع لهن كنساء. وبدلاً من تكريس حياتها للزوج والعائلة، أرادت جو دائماً أن تكون كاتبة وميج ممثلة وبيث موسيقية وإيمي رسامة. يبدو أنها وجو على الأقل جزئياً ما زالا يسعيان لتحقيق حلمهما.

وهكذا يروي فيلم Little Women قصة كان من الممكن أن تحدث في أي مكان أو لا تزال تحدث اليوم. فلا تندرج القصة في رسم شخصيات مبتذلة أو تركز على دراما أكبر من الحياة. هذه قصة هؤلاء الأخوات الأربع، لا أكثر ولا أقل. تجسد الممثلات الأربع بحرارة وطبيعية، ويتناسبن مع بعضهن البعض بشكل جيد. هؤلاء الأخوات يعاملن بعضهن بعضاً مثل الأسرة الحقيقية.

اقرأ أيضًا: مراجعة فيلم After Yang: عن الحزن والموت والأسرة في المستقبل

مراجعة فيلم Little Women

مراجعة فيلم Little Women
مشهد من فيلم Little Women

فيلم “Little Women” الذي تم تكييفه عدة مرات على شاشات السينما والمسرح، هو رحلة درامية عن الحب والحياة والاختيارات. إنه انعكاس للحياة من خلال ذكريات الماضي لعائلة مارش. يُروى في الغالب من خلال عيون ووجهة نظر جو مارش – سيرشا رونان – وهو يُظهر كيف عاشت هي وأخواتها الحياة بالأمل والطاقة والحب. حيث كانت جو تتوق إلى النجاح لتصبح كاتبة تحظى بالاحترام. تمتلئ المشاهد بالعديد من اللقطات الخارجية حيث يبدو أن الشخصيات كانت دائماً في رحلة. والفيلم ما هو سوى عرض لمواهب عائلة مارش حيث تضم كاتبة ورسامة وممثلة وموسيقية.

الرواية والفيلم

على عكس رواية “نساء صغيرات” للكاتبة الأمريكية لويزا ماي ألكوت التي تكشف للقارىء الأحداث التي تشكل شخصيات الفتيات بترتيب زمني، فإن نسخة المخرجة جيرويج من “Little Women” تقفز ذهاباً وإياباً بين الماضي والحاضر. فمن المشاحنات الطفولية في منزل مارش، يمكننا بسهولة الانتقال سبع سنوات إلى المستقبل. ونرى كيف تتعامل النساء بشكل فردي مع الصعوبات التي تطرحها الحياة، ونضالهن من أجل مستقبل أفضل وتحقيق طموحاتهن. تعمل جو كمدرسة في نيويورك، وفي الوقت نفسه تعمل بجد على حياتها المهنية ككاتبة. ميج تبحث عن الحب، لكن هذا يعني أن تتخلى عن حلمها في التمثيل. تبدو إيمي الأقرب إلى حلمها بالمستقبل، لكنها أيضاً تشكك في إمكانياتها. تتناول الرواية والفيلم موضوعات مثل الاستقلال والنسوية واتخاذ خيارات غير تقليدية في مجتمع لا تحظ فيه النساء بالاحترام الكافي.

المال ليس أصل السعادة

تقوم غريتا بإخراج فيلمها بسلاسة شديدة، معتمدة على الاتجاه الفني المذهل، من المكياج والأزياء والموسيقى التصويرية الرائعة والتصوير الذي يمزج بين مختلف ظلال الألوان والحالات العاطفية. فهذا الفيلم عبارة عن شحنة عاطفية من المرح التي تعبر عنها حياة طبقة وسطى على مقربة من الفقر المدقع. هذه العلاقة مع المال، والسعي لتحقيقه، هي العمود الفقري الفلسفي المركزي للفيلم، والرسالة الواضحة له هي أن المال ليس أصل كل السعادة.

يتمتع فيلم النساء الصغيرات بقدر كبير من الروحانية والإنسانية. فالحياة عبارة عن فرح وخسارة في رحلة حياة الإنسان، وتدور الحياة حول تحديد هدفك وفي الوقت ذاته إيجاد التوازن. كلنا نريد أن نكون محبوبين. ربما يكون جزء من كونك محبوباً هو مسامحة الآخرين وأنفسنا، ورد الحب أيضاً. أعتقد أن هذا ما تحاول غريتا جيرويغ ولويزا ماي ألكوت قوله.

يعج الفيلم بطاقم رائع من الممثلات، فهناك الكثير من المواهب التي تم جمعها، لدرجة أن تسمية إحداهن هنا سيكون ظلماً للبقية، وهذا ما يجعل الفيلم دافئاً وجميلاً. لكن هناك بعض العيوب في هذا الفيلم الرائع، ومنها على سبيل المثال التغيير الذي أضافته المخرجة على الرواية الأصلية، مثل الجدول الزمني الذي يروح ويجيء مما يجعل من الصعب مواكبة القصة لمن لم يقرأوا الرواية، ففي ظل العديد من الشخصيات تعد تقنية الفلاش باك أمراً غير مستحباً.

الأمر الثاني هو إنه على الرغم من الأداء المذهل لشخصيات الفيلم إلا أن بعض الممثلات بدون كبيرات في السن في بعض الأحيان، وبعضها ذات بعد واحد فقط. وأخيراً كان هناك الكثير من القصص التي لا يمكن حشرها فيما يزيد قليلاً عن ساعتين. مما جعل صناع الفيلم يحذفون العديد من الأحداث والتفاصيل الضرورية. لكن رغم هذه العيوب إلا أن فيلم Little Women هو أحد الأفلام الدرامية المبهجة التي تستحق المشاهدة.

وائل الشيمي

كاتب وأديب بدأ مسيرته الأكاديمية في مجال الصحافة، حيث حصل على بكالريوس في هذا المجال، وقاده شغفه بالإنسانية إلى دراسة علم النفس والفلسفة، وقد ساعدته دراسته وقراءاته في فهم أبعاد الشخصية البشرية وتعقيداتها. في روايته "الأجنحة السوداء" صور قضايا الوجود والتحديات النفسية التي يواجهها الإنسان في رحلة بحثه عن الإله، في سياق سردي مشوق يحمل في طياته تأملات فلسفية حول الحياة والموت، الحرية والقيود. كما أطلق في مجموعته القصصية "علامات لا تُمحى" مجموعة من القصص التي تتناول الجوانب المظلمة من التجربة البشرية، تاركاً آثارًا لا تُمحى في ذهن القارئ. إلى جانب أعماله الروائية والقصصية، ساهم الكاتب بالعديد من المقالات النقدية والحوارات الفكرية في الصحف والمجلات والمواقع الإعلامية، حيث شكلت كتاباته مساحة للتفكير والتحليل حول قضايا ثقافية واجتماعية معاصرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعمك يهمنا ❤️

نحن نعمل بجد لتقديم محتوى مجاني ومفيد لك. هل يمكننا الاعتماد على دعمك بتعطيل مانع الإعلانات؟ شكرًا مقدمًا!