كيف تحقق النجاح في الحياة؟ انهض فقط

You are currently viewing كيف تحقق النجاح في الحياة؟ انهض فقط
أمور هامة لتحقيق النجاح في الحياة

يوجد في الحياة عدد لا نهائي من الاحتمالات، إلا إننا ننظر إلى الحياة نظرة محدودة وضيقة. ففي أحيان كثيرة نفتقر إلى الإيمان بقدرتنا على تحقيق النجاح، ونزعم بغضب أننا الوصول إلى أهدافنا عملية صعبة وطويلة. فإذا كنت ممن تنقصهم الثقة في أنفسهم للتغلب على الاختبارات الصعبة واجتياز عقبات الحياة فإليك هذا المقال.

انهض فقط

في البداية وقبل الحديث عن أي شيء ما عليك سوى الاطلاع على هذا المشهد. في مباراة ملاكمة من العيار الثقيل أُطلق عليها “نزال القرن” كانت بين بطلين لم يهزما طوال تاريخهما في الملاكمة. هذان البطلان هما محمد علي كلاي وجو فريزر، أقيمت هذه المباراة عام 1975. وفي الجولة رقم 14 – من أصل 15 جولة – أنهك التعب محمد علي كلاي لدرجة أنه كان قاب قوسين أو أدنى من الموت. في تلك اللحظة وخلال فترة الاستراحة قال محمد علي لمدربه: لا أستطيع بعد الآن.. لا أستطيع بعد الآن. عندما رأه المدرب في هذا الوضع همس له قائلاً: “أريد منك أن تفعل شيئاً واحداً فقط: انهض عندما يدق الجرس. فقط انهض. استمع إليّ انهض عندما يدق الجرس”.

لقد شعر المدرب بما يحدث على حلبة الملاكمة فحين نظر إلى الزاوية الأخرى أدرك أن جو فريزر أسوأ حالاً من محمد علي. دق الجرس وحاول محمد علي النهوض على قدر ما استطاع، وعند هذه النقطة سقط فريزر على الأرض. أما باقي القصة فهو تاريخ.

من هذه القصة لا يسعني سوى القول كما قال المدرب للاعبه: “انهض فقط”. فهل الأمر بهذه الصعوبة، ولو كان مستحيلاً ما فعله محمد علي كلاي على الرغم من قوله “لا أستطيع” في البداية. هذه هي الحياة بالفعل ففي اللحظة التي تعتقد فيها أنك لم تعد تستطيع ستكون هي لحظة الانتصار إذا ما صمدت.


التضحيات

لندخل بعد ذلك إلى صلب موضوعنا. جميعنا قرأنا الكثير عن قصص النجاح لأشخاص عاشوا تحت ظل ظروف غاية في السوء والصعوبة. وتوصلوا في النهاية إلى تحقيق نجاحهم الشخصي، ولكن لم يأت هذا النجاح بين يوم وليلة وبدون تعب، بل جاء كنتيجة نهائية بعد التغلب على الاختبارات الصعبة، والكفاح الجاد والنضال اليومي مع الخوف من الفشل والرغبة في النجاح. فالخوف والرغبة تجعل أرواحنا قوية. والأشياء العظيمة تطلب تضحيات عظيمة. ومن هذا المنطلق يجب علينا أن نصمد ونتحمل ونواجه جميع العقبات التي تقف في سبيل تحقيق أهدافنا لنكون دليلاً حياً على أن النجاح يخرج من براثن التضحية.

أول الأمور المهمة خلال رحلتنا هي اتخاذ القرار بغض النظر عن مستوى صعوبة الأمر، دعونا نفعل ذلك، لا تدع الخوف يقهرك، ولتعلم أن الطريقة الوحيدة لتحقيق أهداف الحياة تكمن في الإخلاص ومواجهة التحدي كل يوم. لتنظر إلى ثمرة اللوز فعلى الرغم من إننا نطرق عليها بعنف كي تنكسر إلا إنها تخرج لنا أطيب ثمارها.

ثاني الأمور الهامة هي التخلي عن الاعتقاد السائد بشأن الشخصيات الناجحة، فكثير من الناس يحسدون الناجحين على نجاحهم ويعتقدون أن هذا النجاح جاءهم على طبق من فضة إلا أن وراء هذا النجاح عمل مستمر وجاد مليء بالتحديات والعقبات والتضحيات وخيبات الأمل والفشل. لكن هؤلاء الناجحون عرفوا كيفية مواجهة كل هذه الأمور فصقلت شخصيتهم وعظمت إرادتهم في كفاح الحياة الشاق. لذا لكي تنجح في الحياة، من الضروري معرفة كيفية فهم العقبات والنظر إليها كتحدي بغض النظر عن حجمها.

اقرأ أيضًا: عبارات تحفيزية ستجعلك ترغب في مواجهة العالم

التحديات

تجبرنا الحياة على عيش هذه التحديات من أجل مصلحتنا، فهي تريدنا دائماً أن نفعل شيئاً رائعًا بالفرص التي توفرها لنا، وهي تعلم أن الناس لا تتطور شخصيتهم وتنمو من خلال تجارب سهلة مليئة بالثروة. إن الرخاء لا يصنع إنسان سوي بل النضال المستمر هو الذي يوسع الشخصية ويطورها. وهذا هو السبب في أنها تجبرنا على أن نعيش هذه التحديات. إنها تضطرنا إلى اليأس لفترة قصيرة لنعلم أن كل شيء مؤقت، وأنه لا يوجد شيء أبدي، وأن وراء أعظم النجاحات تكمن أعمق الأزمات. وتخبرنا الحياة أننا نستطيع تحقيق النجاح وبقدر التزامنا وإخلاصنا لأفكارنا لا شيء يمكن أن يوقفنا.

يعرف كل من لامس النجاح أنه مر بنفسه بتحديات حقيقية مليئة بالغضب والألم والحزن، لكنه يعرف عن كثب اليقين الذي تجلبه التضحية والعزاء الذي تحصل عليه روحه عندما يحقق ما يصبو إليه.

هنا يجب التنبيه إلى أمر آخر ضروري في رحلتنا نحو تحقيق النجاح المنشود، هو التعلم والاتصال بالشخصيات الإيجابية والمتفائلة التي تتمتع بالذكاء والصدق وتحترم غيرها ولا تصدر أحكاماً على أحد جزافاً. إن البقاء بجانب هذه الشخصيات لهو خير داعم لنا على طول الطريق.

اقرأ أيضًا: المشاعر السلبية: التعريف والأهمية والأنواع وكيفية التحكم فيها

الاختلاف وثقافة القطيع

وفي كثير من الأحيان تجبرنا مشكلات الحياة اليومية وظروفها على أن نعيش بالحد الأدنى. كما نعاني من الكثير من الأشياء المزعجة التي تحاول أن تجعلنا نتوقف عما نريد تحقيقه. لكننا أقوياء فلا ندع مثل هذه الأمور تؤثر علينا بل يجب اعتبارها مجرد عقبة أخرى علينا اجتيازها.

لا يجب أن ننسى أننا كبشر مختلفون ولسنا متماثلين، لذا علينا أن نضع نصب أعيننا أننا بهذا الاختلاف لا نكون ضمن القطيع. فنحن مختلفون لأننا نريد تجاوز الزمان والمكان لإحداث فرق في هذا العالم. لذا ستجد الكثير من الإحباطات التي يصدرها لك أفراد القطيع الذين لا يحبذون التغيير والتفكير المستقل، فما عليك سوى أن تستمر في طريقك وتسير على المثل القائل: “الكلاب تعوي والقافلة تسير”.


وفي الختام لابد من القول إن من الضروري على مدار الرحلة الطويلة إلى النجاح أن تتمتع بالمرونة الكافية لتغيير أفكارك ومعتقداتك وعواطفك تجاه بعض الأمور. وإذا سقطنا في مرحلة من المراحل علينا أن نبدأ من جديد، ونسقط مراراً وتكراراً، لنعود مجدداً لننهض ونستمر طالما بقي هناك أنفاساً تخرج من أجسادنا. ولا يسعنا إلا القول كما قال المدرب: “فقط انهض”.

اترك تعليقاً